تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المسلمون··· قوة ضغط سياسية جديدة في المجتمع الأميركي



no saowt
10-17-2003, 08:59 AM
هل يتحوّل المسلمون في الولايات المتحدة الأميركية والبالغ عددهم 7 ملايين نسمة، إلى قوة ضغط جماهيرية جديدة في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة التي ستجري في شهر تشرين الثاني 2004 ؟

أجابت وسائل اعلام اميركية عن هذا التساؤل، باشارتها إلى أن هؤلاء المسلمين، الذين يشكلون قوة ضغط سياسية لا يستهان بها، والذين شعروا عقب أحداث 2001/9/11، بضرورة تغيير نمط حياتهم السياسي، عبر نقله من واقع جامد سلبي، إلى واقع متحرك بايجابية في المجتمع الأميركي، ليكون لهم رأيهم السياسي الضاغط منذ هذه الانتخابات الرئاسية·

وأكدت هذه المعلومات الاعلامية على أن جمعيات اسلامية عديدة، تقوم منذ حوالى عدة اشهر بحملات تهدف إلى تسجيل الناخبين المسلمين تمهيداً ليكون لهم صوتهم الانتخابي، في الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في شهر تشرين الثاني 2004، ومن هذه الجمعيات النشطة جمعية المسلمين الاميركيين، التي اعلنت انها تسعى لتسجيل مئات الآلاف من المسلمين الذين يحق لهم التصويت·

ويرى جامعيون مسلمون، ان المفاهيم الخاطئة التي يحملها بعض المسلمين الاميركيين، والتي تشير إلى ان المشاركة السياسية، لا تجوز للمسلم في بلاد حاكمها غير مسلم، وان المسلمين يجوز لهم فقط ان يشاركوا في الحياة السياسية، في حال وجود دولة الخلافة الاسلامية، وهذا ما منعهم في الماضي من المشاركة في الانتخابات الرئاسية الاميركية، ما ادى إلى تهميشهم على المستوى السياسي· لذلك يقبل المسلمون الآن على الاشتراك بفاعلية وحيوية في الانتخابات الرئاسية القادمة على ضوء نقل واقع مجتمعهم من سالب إلى ايجابي مندمج بفاعلية في المجتمع الاميركي المتنوع "ليس اليهودي - المسيحي فقط"·

ويؤكد المدير التنفيذي لجمعية المسلمين الاميركيين، التي تسعى لتسجيل مئات الآلاف من المسلمين الذين يحق لهم التصويت: على انه يؤمن انه يتوجب على مجتمع المسلمين الاميركيين بكل اشكاله، ان يكون اكثر تحركاً وفعالية في المجتمع الاميركي المتنوع الطوائف الدينية، لذلك سنعمل مع بقية المجموعات الاميركية في سبيل تحقيق هذا الهدف، وخصوصاً وان هناك فئات عدة في المجتمع الاسلامي الاميركي، تعاني من العنصرية والتمييز بعد احداث 2001/9/11، وان على هؤلاء ان يخرجوا من عزلتهم السياسية، حتى لا يمكنوا الآخرين من اضطهادهم!

وتشارك العديد من المنظمات الاسلامية وغير الاسلامية في حملة تسجيل الناخبين المسلمين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية بعد اقل من 14 شهراً، ويقول "روجر ليموغس" وهو مدير احدى المنظمات المحايدة التي تعمل في المجتمع المدني الاميركي: "ان المشاركة في العملية السياسية، هي اقصر الطرق لنيل الحقوق واسماع الصوت وذلك لمنع تكرار التجاوزات التي حدثت لهم في اعقاب احداث 11 ايلول 2001 ·

وفي هذا السياق قال لنا الشيخ "عبد اللطيف بري" المرشد الديني للمجمع الاسلامي، في ولاية "ميتشيغان" الذي تأسس عام 1981 ان الولايات المتحدة الاميركية ليست مجرد الادارة الاميركية وانما هي كل الشعب الاميركي كمؤسساته المدنية والاجتماعية وغيرها والتي معظمها تتفاعل كثيراً مع الحقائق وتحترم المنطق وحقوق الانسان، وعلى الوطن العربي والعالم الاسلامي ان ينفتح على الشعب الاميركي من الداخل وان لا يقتصر على العلاقات السياسية، عليهم ان يتعلموا من اليهود في الانفتاح على الداخل الاميركي، ليأثروا في مجرى الانتخابات والتصويت والاقتراع فكان لهم نفوذ سياسي لانجاح ممثلين عن الشعب او اسقاطهم، وعلى العرب والمسلمين في الولايات المتحدة الاميركية ان يخوضوا هذا الغمار وينخرطوا في العمل السياسي والانتخابات، وبمقدار تأثيرهم الانتخابي هذا سيتفاعل معهم المسؤولون وتتفاعل معهم المؤسسات الاخرى وهذا ما اكد عليه الرئيس السابق "بيل كلينتون" حينما اجتمع مع الجاليات العربية وقال لهم بكل صراحة "بمقدار تأثيركم في الوضع الانتخابي والشارع الاميركي وقوة التصويت الانتخابي بمقدار ما يتفاعل الرئيس وتتفاعل الادارة السياسية معكم وتصغي اليكم"·

والسؤال الذي يطرح في هذا السياق هو:

هل ان السبب في احجام المسلمين عن المشاركة في العملية السياسية الاميركية، وخصوصاً في الانتخابات الرئاسية السابقة هو الذي ادى إلى تهميش دور هؤلاء المسلمين سياسياً؟ كما انه كان المسؤول عن التجاوزات التي لحقت بهم في الداخل الاميركي؟

أم ان "التيار الحاكم" أو "نادي المحافظين الجدد" أو "الانجيليين المتصهينين"، الذي يرى في الاسلام عدوه الرئيسي في معركة "صدام الحضارات" كان هو المسؤول عن تهميش دور هذه الفئات في المجتمع الاميركي، لأنه لا يريدها اصلاً في هذا المجتمع، ويخشى من تكاثرها السكاني على مستقبل المجتمع الاميركي "اليهودي - المسيحي"؟

مهما يكن من امر فرب ضارة نافعة، هذا ما تقوله الشخصيات الاسلامية "الليبرالية" الاميركية، والتي تؤكد على ان قوة الضغط الاسلامية الجديدة، اقتربت من الظهور في المجتمع الاميركي المتنوع، وأنه سيكون لحضورها في الانتخابات الرئاسية القادمة، الدور الفاعل والمؤثر·


يحيى الكعكي
http://www.aliwaa.com/news/17102003/islami/63997.html