من طرابلس
11-23-2009, 10:44 AM
أحدث حصيلة لتفجيرات بغداد: عريس هارب وعروس مشوهة
عفيف سرحان
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1258896088903&ssbinary=true التفجيرات الدامية تحصد أرواح آلاف العراقيينبغداد - بينما كانت الفتاة العراقية بسيمة محمد (21 عاما) تستعد لزفافها الذي كثيرا ما حلمت به، وقع انفجار شديد في مدينتها فغير مجرى حياتها بعد أن تركها مشوهة الوجه. وتروي بسيمة لشبكة "إسلام أون لاين.نت" قصتها قائلة: "كنت في زيارة لإحدى صديقاتي مصطحبة إياها لإحضار فستان الزفاف الذي كان مقررا عقده بعد شهرين".
وعندما اقتربت بسيمة من منزل صديقتها والتي تقطن بجوار وزارة البلدية في بغداد انفجرت سيارة مفخخة هزت المنطقة، وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة آخرين بجروح، كما ترك الانفجار ندوبا مشوهة عميقة في وجه بسيمة تركها مكسورة القلب.
وتقول والدموع تنهمر من عينيها: "تم إلغاء زفافي بعد أن رأى عريسي المرتقب الندوب العميقة في وجهي وإصبعي المقطوع".
وبغصة في حلقها تقول بسيمة: "لقد سألت والدة خطيبي الطبيب أمامي إذا كان هناك احتمالية أن يعود وجهي كما كان في السابق.. وعندما أجابها أن هناك احتمالا أن تبقى بعض الندوب في وجهي.. أبلغت والدتي بعد يومين أن ابنها لن يؤجل الزواج فقط ولكنه سيلغيه".
وراح آلاف العراقيين ضحية التفجيرات وأعمال العنف التي هزت العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003.
وما زاد من تفاقم أزمة الكثير من العراقيين الذين أصيبوا جراء التفجيرات العمياء التي وقعت في أنحاء مختلفة في العراق عدم مقدرتهم المادية على إجراء عمليات الجراحة التجميلية باهظة التكاليف.
بريق أمل
لكن الأمل عاد لبسيمة بعد أن تكلف صحفي أجنبي بدفع تكاليف عملية تجميلية لها لإعادة وجهها كما كان.
وعن هذا تقول بسيمة: "مكثت لأيام طويلة وأنا أصلي وأدعو الله أن يفك محنتي.. كنت غير متأكدة من المدة التي سوف أستطيع أن أحتملها، وأنا أرى وجهي على هذه الحالة والندوب التي قد لا تزول أبدا منه".
وبعين دامعة تكمل بسيمة: "من الصعب أن تتحول من وجه جميل لوحش يهرب منك خطيبك خائفا من مظهرك".
وتؤكد بسيمة أنها لم تندم يوما على عدم إتمام الزواج من خطيبها الهارب بقولها: "أنا الآن أرفض الزواج منه.. إذا كان الرجل غير قادر على الوقوف بجوار زوجته في محنتها فهو ليس الرجل المناسب".
"وضع صعب"
بسيمة لم تكن الضحية الحية الوحيدة لتفجيرات بغداد؛ فقد أصيب طفل في السابعة قبل عدة أشهر بإصابات بالغة تسببت في تشويه وجهه أيضا.
حسام عبد القهار والد الطفل يحكي مأساته لـ"إسلام أون لاين.نت" فيقول: "ابني يعاني من إصابات بالغة منذ شهرين عندما كان عائدًا من المدرسة مع ابن عمه وانفجرت قنبلة بالقرب منهم".
ويكمل عبد القهار: "لم يصب ابن أخي سوى بجرح في ساقه، لكن ابني فقد جزءا من أذنه اليسرى وترك التفجير أثره في وجهه من خلال ندوب عميقة".
وباستماتة يحاول الأب المفجوع إجراء عملية جراحة تجميلية لابنه فيقول: "ابني صغير جدا، ولن أنتظر حتى يأتي اليوم الذي تهرب منه الفتيات رافضة الزواج منه، أو لا يجد صديقا يخرج معه".
ويتابع: "للأسف هذه حقيقة مؤلمة.. الناس في العراق لا يخجلون من سؤالك عن هذه الندوب التي تشوه وجهك.. وهذا وضع صعب لأي إنسان".
وعن محاولات إزالة هذه الندوب تجميليا يقول حسام: "سافرت بابني إلى البلدان المجاورة بحثا عن طبيب ماهر وسعر منخفض لجراحات الندوب وجراحة أذنه، واضطررت لدفع ما لا يقل عن 60 ألف دولار".
ويضيف والدموع تتدفق من عينيه: "معظم أموالي أنفقت في السفر، لكنني ما عدت أحتمل.. الآن عدنا للمستشفيات العراقية العامة منتظرين دورنا في قائمة انتظار الأطباء القليلين الذين لم يفروا من البلاد".
وارتفع الطلب على إجراء عمليات التجميل الجراحية في أنحاء العراق بعد أن شعر العراقيون المصابون بتشوهات أنها الأمل الوحيد لبدء حياة جديدة.
ويقول ثامر وسام وهو جراح تجميلي في مستشفى واسط العراقية لـ"إسلام أون لاين.نت": "تزداد أعداد المرضى الذين يريدون إجراء جراحات تجميل بشكل لافت في الأيام التي تلي الهجمات في العراق".
ويشير وسام إلى أن "الآباء والأمهات أصبحوا في حاجة ماسة لإيجاد حلول لأطفالهم وأقاربهم المشوهين من جراء التفجيرات".
ولمواجهة الأعداد المتزايدة من مرضى التشوهات، تخصص المستشفيات والعيادات العراقية المتخصصة في إجراء مثل هذه العمليات المزيد من ساعات العمل، بل وفي أحيان كثيرة تطبق مناوبات ليلية.
يأس ثم انتحار
أحد المرافقين الموجودين في مستشفى واسط يؤكد لـ"إسلام أون لاين.نت" أن جدول أعمال الأطباء المتخصصين في الجراحات التجميلية والترميمية محجوز مسبقا حتى شهر ديسمبر المقبل".
لكن مع الموجات المتزايدة للعنف التي تضرب العراق مرارا لم يستطع الكثير من العراقيين الصبر على حالاتهم والانتظار في المستشفيات ولجئوا للانتحار.
نهلان كمال أم لثلاثة أبناء انتحرت ابنتها الكبرى بعد أن تشوهت في إحدى التفجيرات، وعن هذا تقول لـ"إسلام أون لاين.نت": "لم تستطع ابنتي احتمال فكرة وجود ندوب أو تشوهات في وجهها وجسدها.. فانتحرت ولم تستطع الانتظار حالما ينتهي الأطباء من عملياتهم الأخرى".
وتتذكر نهلان ابنتها قائلة: "كانت جميلة ورزقت مؤخرا بمولودها الأول.. كانت تبكي كل يوم وهي تنظر لنفسها في المرآة، واعتادت على تسمية نفسها بـ"المسخ"، موضحة أنها قتلت نفسها خوفا من ألا تعود كما كانت من قبل، وبعد أن يئست من الانتظار الطويل.
وتقول الأم الباكية: "لسوء حظها لم يكن لديها الصبر.. أدعو الله أن يسامحها لأنها ضحية"، مؤكدة أن المسئولين عن هذه التفجيرات إن لم يلقوا جزاءهم في الدنيا فإن الله سوف يعاقبهم يوم القيامة.
عفيف سرحان
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1258896088903&ssbinary=true التفجيرات الدامية تحصد أرواح آلاف العراقيينبغداد - بينما كانت الفتاة العراقية بسيمة محمد (21 عاما) تستعد لزفافها الذي كثيرا ما حلمت به، وقع انفجار شديد في مدينتها فغير مجرى حياتها بعد أن تركها مشوهة الوجه. وتروي بسيمة لشبكة "إسلام أون لاين.نت" قصتها قائلة: "كنت في زيارة لإحدى صديقاتي مصطحبة إياها لإحضار فستان الزفاف الذي كان مقررا عقده بعد شهرين".
وعندما اقتربت بسيمة من منزل صديقتها والتي تقطن بجوار وزارة البلدية في بغداد انفجرت سيارة مفخخة هزت المنطقة، وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة آخرين بجروح، كما ترك الانفجار ندوبا مشوهة عميقة في وجه بسيمة تركها مكسورة القلب.
وتقول والدموع تنهمر من عينيها: "تم إلغاء زفافي بعد أن رأى عريسي المرتقب الندوب العميقة في وجهي وإصبعي المقطوع".
وبغصة في حلقها تقول بسيمة: "لقد سألت والدة خطيبي الطبيب أمامي إذا كان هناك احتمالية أن يعود وجهي كما كان في السابق.. وعندما أجابها أن هناك احتمالا أن تبقى بعض الندوب في وجهي.. أبلغت والدتي بعد يومين أن ابنها لن يؤجل الزواج فقط ولكنه سيلغيه".
وراح آلاف العراقيين ضحية التفجيرات وأعمال العنف التي هزت العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003.
وما زاد من تفاقم أزمة الكثير من العراقيين الذين أصيبوا جراء التفجيرات العمياء التي وقعت في أنحاء مختلفة في العراق عدم مقدرتهم المادية على إجراء عمليات الجراحة التجميلية باهظة التكاليف.
بريق أمل
لكن الأمل عاد لبسيمة بعد أن تكلف صحفي أجنبي بدفع تكاليف عملية تجميلية لها لإعادة وجهها كما كان.
وعن هذا تقول بسيمة: "مكثت لأيام طويلة وأنا أصلي وأدعو الله أن يفك محنتي.. كنت غير متأكدة من المدة التي سوف أستطيع أن أحتملها، وأنا أرى وجهي على هذه الحالة والندوب التي قد لا تزول أبدا منه".
وبعين دامعة تكمل بسيمة: "من الصعب أن تتحول من وجه جميل لوحش يهرب منك خطيبك خائفا من مظهرك".
وتؤكد بسيمة أنها لم تندم يوما على عدم إتمام الزواج من خطيبها الهارب بقولها: "أنا الآن أرفض الزواج منه.. إذا كان الرجل غير قادر على الوقوف بجوار زوجته في محنتها فهو ليس الرجل المناسب".
"وضع صعب"
بسيمة لم تكن الضحية الحية الوحيدة لتفجيرات بغداد؛ فقد أصيب طفل في السابعة قبل عدة أشهر بإصابات بالغة تسببت في تشويه وجهه أيضا.
حسام عبد القهار والد الطفل يحكي مأساته لـ"إسلام أون لاين.نت" فيقول: "ابني يعاني من إصابات بالغة منذ شهرين عندما كان عائدًا من المدرسة مع ابن عمه وانفجرت قنبلة بالقرب منهم".
ويكمل عبد القهار: "لم يصب ابن أخي سوى بجرح في ساقه، لكن ابني فقد جزءا من أذنه اليسرى وترك التفجير أثره في وجهه من خلال ندوب عميقة".
وباستماتة يحاول الأب المفجوع إجراء عملية جراحة تجميلية لابنه فيقول: "ابني صغير جدا، ولن أنتظر حتى يأتي اليوم الذي تهرب منه الفتيات رافضة الزواج منه، أو لا يجد صديقا يخرج معه".
ويتابع: "للأسف هذه حقيقة مؤلمة.. الناس في العراق لا يخجلون من سؤالك عن هذه الندوب التي تشوه وجهك.. وهذا وضع صعب لأي إنسان".
وعن محاولات إزالة هذه الندوب تجميليا يقول حسام: "سافرت بابني إلى البلدان المجاورة بحثا عن طبيب ماهر وسعر منخفض لجراحات الندوب وجراحة أذنه، واضطررت لدفع ما لا يقل عن 60 ألف دولار".
ويضيف والدموع تتدفق من عينيه: "معظم أموالي أنفقت في السفر، لكنني ما عدت أحتمل.. الآن عدنا للمستشفيات العراقية العامة منتظرين دورنا في قائمة انتظار الأطباء القليلين الذين لم يفروا من البلاد".
وارتفع الطلب على إجراء عمليات التجميل الجراحية في أنحاء العراق بعد أن شعر العراقيون المصابون بتشوهات أنها الأمل الوحيد لبدء حياة جديدة.
ويقول ثامر وسام وهو جراح تجميلي في مستشفى واسط العراقية لـ"إسلام أون لاين.نت": "تزداد أعداد المرضى الذين يريدون إجراء جراحات تجميل بشكل لافت في الأيام التي تلي الهجمات في العراق".
ويشير وسام إلى أن "الآباء والأمهات أصبحوا في حاجة ماسة لإيجاد حلول لأطفالهم وأقاربهم المشوهين من جراء التفجيرات".
ولمواجهة الأعداد المتزايدة من مرضى التشوهات، تخصص المستشفيات والعيادات العراقية المتخصصة في إجراء مثل هذه العمليات المزيد من ساعات العمل، بل وفي أحيان كثيرة تطبق مناوبات ليلية.
يأس ثم انتحار
أحد المرافقين الموجودين في مستشفى واسط يؤكد لـ"إسلام أون لاين.نت" أن جدول أعمال الأطباء المتخصصين في الجراحات التجميلية والترميمية محجوز مسبقا حتى شهر ديسمبر المقبل".
لكن مع الموجات المتزايدة للعنف التي تضرب العراق مرارا لم يستطع الكثير من العراقيين الصبر على حالاتهم والانتظار في المستشفيات ولجئوا للانتحار.
نهلان كمال أم لثلاثة أبناء انتحرت ابنتها الكبرى بعد أن تشوهت في إحدى التفجيرات، وعن هذا تقول لـ"إسلام أون لاين.نت": "لم تستطع ابنتي احتمال فكرة وجود ندوب أو تشوهات في وجهها وجسدها.. فانتحرت ولم تستطع الانتظار حالما ينتهي الأطباء من عملياتهم الأخرى".
وتتذكر نهلان ابنتها قائلة: "كانت جميلة ورزقت مؤخرا بمولودها الأول.. كانت تبكي كل يوم وهي تنظر لنفسها في المرآة، واعتادت على تسمية نفسها بـ"المسخ"، موضحة أنها قتلت نفسها خوفا من ألا تعود كما كانت من قبل، وبعد أن يئست من الانتظار الطويل.
وتقول الأم الباكية: "لسوء حظها لم يكن لديها الصبر.. أدعو الله أن يسامحها لأنها ضحية"، مؤكدة أن المسئولين عن هذه التفجيرات إن لم يلقوا جزاءهم في الدنيا فإن الله سوف يعاقبهم يوم القيامة.