تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تقديرات اسرائيلية تستند الى تصريحات ومناورات عسكرية: حرب في الصيف أو الخريف ضد "حزب الله" و"حماس"



أبو طه
11-22-2009, 04:44 AM
المستقبل

الحرب باتت حتمية، بغض النظر عن الموضوع الإيراني". تضيف التقديرات ان تلك الحرب قد تقتصر على هجوم إسرائيلي على حزب الله في الجنوب اللبناني أو حركة "حماس" في قطاع غزة أو كليهما معا. وبنى مراقبون هذه التقديرات على أساس توجهات الجيش الإسرائيلي في الشهور الأخيرة، كما ظهرت في التدريبات العسكرية وفي نوعية الأسلحة التي طورتها الصناعات العسكرية الإسرائيلية وفي تصريحات مختلفة يطلقها من آن لآخر، قادة سياسيون وعسكريون. وآخرها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقائد اللواء الشمالي في الجيش اللواء غادي آيزنقوط. فالتدريبات العسكرية الإسرائيلية، وكذلك التدريبات المشتركة مع الجيش الأميركي، بنيت على أساس سيناريوات متعددة، أبسطها تتحدث عن "استفزازات من "حماس" تستدعي ردا بحرب جارفة، ذات طابع مشابه للعملية الحربية الأخيرة، وأكبرها حرب على إيران لتدمير مفاعلاتها النووية تشارك فيها سوريا و"حزب الله" و"حماس" معا. وتتجند فيها الولايات المتحدة بقوات تحارب مباشرة إلى جانب إسرائيل". أما الأسلحة الجديدة، وفق التقرير الذى نشر مساء اول من أمس، فهي تلك التي توفر الرد على الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تطلقها إيران أو سوريا أو كلاهما معا على إسرائيل جنبا إلى جنب مع الصواريخ متوسطة المدى أو قصيرة المدى المتوافرة حاليا لدى "حزب الله" وبعدد أقل لدى "حماس".

وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن نتنياهو عبر تلميحا عن موقف شبيه عندما قال في خطابه أمام مؤتمر الطيران، في مدينة اللد الثلاثاء الماضي، إنه "منذ أن تعرضت بريطانيا إلى الهجوم الصاروخي الألماني في الحرب العالمية الثانية وقتل فيها 9000 مواطن، لم تعرف البشرية دولة تعرضت لتهديدات خطيرة كهذه مثل إسرائيل. فأعداؤنا يقصفوننا بهدف قتل أكبر عدد من اليهود ثم يهاجموننا لأننا ندافع عن أنفسنا. ولكننا لن نقبل بهذا وسنعرف كيف نخلص شعبنا من هذا الخطر". وكتب موشيه ارينز، وزير الدفاع الاسبق والمقرب جدا من نتنياهو، أن "إسرائيل ردت بشكل قوي على حزب الله في حرب صيف 2006 وبالشكل نفسه على حماس في سنة 2008، وحققت قوة ردع هائلة نرى نتائجها على الأرض اليوم، اذ إن حزب الله لم يجرؤ على إطلاق قذيفة واحدة على إسرائيل منذ الحرب، وعندما يطلق آخرون صاروخا علينا يسارع إلى التنكر له، وحماس لا تطلق صواريخ بل تقمع من يطلقها". ومع ذلك، فإن ارينز يعتقد أن حكومة إيهود أولمرت لم تكمل المهمة كما يجب ومنعت الجيش الإسرائيلي من إتمامها. وقال أرينز: "إن على إسرائيل أن لا تتردد طويلا في إكمال هذه المهمة، خصوصا أن حزب الله ضاعف قوته الصاروخية وحماس كذلك". مضيفاً: "الولايات المتحدة تعرضت لخطر كهذا في الماضي (سنة 1962)، لكن رئيسها جون كينيدي لم يهدأ له بال إلا بعدما أزال هذا الخطر وجعل روسيا تسحب صواريخها من كوبا.

قائد اللواء الشمالي في الجيش اللواء غادي آيزنقوط توجه إلى الشعب الاسرائيلي قائلا: "علينا أن ننسى الحروب الماضية التي كنا فيها نهزم العدو بضربة خاطفة، كما حصل في 1967. اليوم تتخذ الحرب شكلا آخر تماما، تكون طويلة وتحتاج إلى نفس طويل من السياسيين ومن الشعب. فالعدو يعتمد اليوم على إطلاق الصواريخ، التي تتطور لديه باستمرار، وهدفه شل الحياة لدى المواطنين والتشويش على حركة الطيران الإسرائيلية. وكلما كان لديه وقت أكثر يطور آلته العسكرية أكثر". أضاف آيزنقوط: "ان الجيش الإسرائيلي واع للأخطار ولديه جواب على كل احتمال فضلا عن كونه أكبر وأقوى الجيوش في المنطقة". وتابع: " بفضل هذا الجيش والاستخبارات وبقية أجهزة الأمن، بدأت الحروب تتخذ شكلا مختلفا تهبط فيه نسبة الضحايا الإسرائيلية من سنة إلى أخرى، وهذا ليس مصادفة. ففي فترة معينة تعرضت إسرائيل لهجمات انتحارية، ولكنها تمكنت من وضع حد لها في سنة 2005 بواسطة بناء الجدار والعمل المعمق للاستخبارات داخل المجتمع الفلسطيني. ففي حرب لبنان، التي طالت 34 يوما وأطلقت فيها 4200 صاروخ، قتل 54 جنديا إسرائيليا فقط، ومن غزة أطلق على إسرائيل 12000 صاروخ منذ سنة 2001 وقتل من جرائها 20 إسرائيليا فقط. مثل هذا العدد، كان يسقط في أربع أو خمس عمليات انتحارية. ولذلك، فإن الجيش الإسرائيلي سيحقق النصر في الحرب القادمة، شرط أن يصمد الناس والقادة السياسيون".

ويرى المراقبون أن إسرائيل تتوقع فشل المحادثات بين الغرب وإيران حول التسلح النووي وأن يحتاجها العالم عند وضع الخيار العسكري على رأس الأجندة الدولية. وهي تستعد لهذه اللحظة بكل جدية وإصرار. ولكنها في إعدادها لتوجيه ضربة ضد "حماس" وحزب الله "وإن احتاج الأمر فأيضا ضد سوريا"، تتعامل كما لو أن قضية إيران ستحل في المسار الديبلوماسي.