تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الغزنويون الجدد في مواجهة بويهيي العصر !!؟؟



ابوخالد عبدالله
11-18-2009, 02:55 PM
الغزنويون الجدد في مواجهة بويهيي العصر !!؟؟ (http://ahmedzaidan.maktoobblog.com/1610043/%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b2%d9%86%d9%8 8%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d8%af-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87%d8%a 9-%d8%a8%d9%88%d9%8a%d9%87%d9%8a%d9%8 a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b5/)



يقولون حين تفشل وتعجز عن قراءة الحاضر عليك بالماضي وبالتاريخ لتفهم ما جرى اليوم، فالحاضر نتاج الماضي، كما المستقبل نتاج الحاضر، هذا ما دفعني إلى قراءة كتاب الكاتب الهندي أمير حسن صديقي " الخلافة والملكية في العصر الوسيط " والمقصود به العصر العباسي ، وعلاقة السلطنات الإسلامية من صفارية وطاهرية وغزنوية وغورية وبويهية شيعية بالخليفة العباسي في بغداد ..



حينها أدركت أن التاريخ يعيد نفسه على الأقل هنا، فما يسطره مقاتلو حركة طالبان أفغانستان ضد القوات الغازية في بلادهم وخلطهم كل الأوراق الدولية والاقليمية التي تعاونت مع الغرب في القضاء عليهم وعلى رأسها إيران، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على أن القادر الوحيد على وضع مداميك النظام الاقليمي الجديد هم الذين دافعوا عن بلادهم واستطاعوا أن يهزموا أكثر من أربعين دولة غربية بدعم دول الجوار الكامل باكستان وإيران وغيرهما، لكن الغريب كل الغريب أن نسمع المسؤولين الإيرانيين وكأنهم أب وأم النصر القادم في أفغانستان وغيرها ضد القوى الغربية، درجا على ما يقال عش رجبا ترى عجبا ..


لقد تمكن الغزنويون والغوريون من إيقاف الفاطميين وحصرهم في حدودهم بمصر المحروسة، ونصب محمود الغزنوي المشانق بحق القرامطة والداعين إلى أفكارهم وهي الأفكار التي كانت تهدد الخلافة سياسيا وعقيدة أهل السنة، فتصدى لهم أمثال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله، ومعه نظام الملك الذي سعى القرامطة إلى قتله غيلة، فنشر المدارس الدينية النظامية والتي وصلت إلى باكستان والهند وغيرهما..


مواقف الغزنويين وسياساتهم تلك أرغمت البويهيين الذين كانوا يحيطون بالخليفة جغرافيا أرغمتهم على التأدب معه إلى حد ما، وبنظر الكثير من المؤرخين لولا وجود الغزنويين والغوريين المدافعين عن الخليفة العباسي، والذين يخشى سطوتهم البويهيون لكانت ربما صورة العالم الإسلامي حينها مختلفة عما كان عليه..


اليوم كما هو بالأمس أكثر ما يقلق إيران هو بروز حركة طالبان السنية القوية وإمكانية تحالفها مع بلوش أهل السنة اللصيقون بها والقريبون منها مذهبيا وجغرافيا وشعوريا ومزاجيا، وربط الطرفين علاقات عملياتية وتدريبية قوية خلال السنوات الماضية،فطهران التي تعاونت على إسقاط طالبان ثم تعاونت على إسقاط غريمها صدام حسين قاسمهما المشترك هو المشترك الجغرافي بينهما، طهران تخشى كل الخشية عودة طالبانية إلى أفغانستان وهو ما سيخلط المشهد الاقليمي على حدودها تماما ..


كما تأتي عودة حركة طالبان الأفغان بالقوة العسكرية والسياسية على الأرض واعتراف وزيرة الخارجية الأميركية بهم كقوة سياسية وإمكانية التفاوض معهم لتقض مضاجع إيران، فالأخيرة التي تسعى إلى تصدير نموذجها إلى اليمن والسعودية بعد أن تمكنت من العراق وسوريا ولبنان وغيرها ستواجه بعدو لا يقل شراسة عن الهوتكيين الأفغان الذين أقضوا مضاجع الإيرانيين في القرنين السادس عشر والسابع عشر …


أحمد موفق زيدان