تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حادث تكساس .. أوباما هو الجاني !



مقاوم
11-18-2009, 11:56 AM
حادث تكساس .. أوباما هو الجاني !

أ. أحمد إبراهيم


http://qawim.net/images/stories/logoqawim/_exb.pngأغلب التحليلات التي أوردتها الصحف الأمريكية بشأن حادثة إطلاق النار في القاعدة العسكرية بولاية تكساس تذهب إلى إدانة الضابط الأميركي والطبيب النفسي نضال مالك حسن والذي أطلق النار على زملائه، ما أسفر عن مقتل 13 شخصا وإصابة 38 بجروح ، دون أن تكلف نفسها بعض العناء - وربما عن عمد - لاكتشاف تورط جناة آخرين على رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وسلفه جورج بوش .

في أغلب الحوادث الشبيهة التي تتعرض لها القوات الأمريكية من هذا النوع يغمض المحللون الأمريكيون البصر عن حقيقة دوافع الجاني ، وتثار حفيظة الأغلبية منهم فور الإعلان أن مرتكب الحادث مسلم ، مع تجاهل أن العديد من حوادث النيران الصديقة التي أوقعت عشرات القتلى في صفوف القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان يقف خلفها جنود أمريكيون .

نيران صديقة:

قاعدة "كامب ليبرتي" والواقعة قرب مطار بغداد الدولي شهدت في مايو الماضي واقعة السرجنت "جون راسل " الذي أطلق النار على رفاقه وأسفر عن مقتل خمسة منهم وإصابة اثنين آخرين ، ووقع الحادث في عيادة نفسية داخل المعسكر لعلاج مرضى الضغوط المتعلقة بالحرب ، وهو ما يعني أن القاتل ورفاقه القتلى كانوا ضمن مرضى جيش الاحتلال الذين يعانون وطأة الأمراض النفسية والعصبية جراء تدهور معنوياتهم ومعاناتهم من ضغوط الحرب والإجهاد .

ولم تكن واقعة السرجنت "جون راسل " هي الأولى من نوعها حسب بيانات جيش الاحتلال ، فقد سبق أن صدر حكم بالإعدام عام 2005 على جندي أمريكي قتل ضابطين وجرح 14 آخرين من رفاقه مستخدماً بندقية وقنبلة يدوية في معسكر أمريكي بالكويت.

وسبق أن كشفت صحيفة " واشنطن بوست " الأميركية النقاب عن حالة القلق والفزع التي بدت على وجوه القادة العسكريين جراء وقوع مثل هذه الحوادث حيث استمعوا خلال اجتماع خصص لمعالجة هذا الأمر لشهادات كل من اللواء دانييل بولغر من العراق ، والعميد مارك مايلي من أفغانستان عن تدهور الحالة النفسية للجنود في مختلف الوحدات ، وكيف أن الكآبة تلعب دورا في إقدام الجنود على قتل أنفسهم أو قتل أقرانهم .

حادثة تكساس، وبصرف النظر عن ديانة مرتكبها، تؤكد أن الأمراض النفسية ضربت مختلف صفوف جيش الاحتلال وهو ما ظهر واضحا في إطلاق " البنتاجون" برنامجًا صحيًّا لرعاية وعلاج " المعالجين " بعد تزايد تعرضهم لصدماتٍ نفسية ناتج عن كثرة تعاملهم مع الجنود الجرحى ، وقيامهم بعمليات معقدة للجنود ذوي الإصابات الخطيرة، وهو ما أدَّى إلى ظهور علامات الصدمة على الكثيرين منهم ، وفي وقت سابق اعترفت الكولونيل كاثرين جايلورد - مديرة برنامج "الرعاية لمقدمي الرعاية" بمعهد الجيش الأمريكي لأبحاث الجراحة - بتراجع الحالة النفسية لدى مقدمي الرعاية للجرحى المحاربين . كما أكد تقرير أمريكي أجرته في وقت سابق منظمة "أطباء من أجل مسئولية اجتماعية" أن الصدمةَ العقليةَ والاجتماعيةَ من حرب العراق سوف تظل مع الجنود الأمريكيين الجرحى طوال حياتهم ، واعترف الدكتور إيفان كانتر- معدّ التقرير والعضو في مجلس إدارة المنظمة - أن هذا التقرير ينبغي أن يمثل صيحة تحذير للأمريكيين ولهذه الإدارة؛ ففي حين أننا نتجادل إلى ما لا نهاية عما نربحه من العراق؛ فإن مئات الآلاف من الجنود وعائلاتهم يسقطون ضحية الموت وصدمة ما بعد الحرب، والمعاناة طول الحياة مع الجروح النفسية والبدنية باعتبارها تركة لهذه الحرب.

وكشف المفتش الطبي العام بالجيش الأمريكي اللواء كيفين كيلي وعدد من الأطباء العسكريين بالجيش الأمريكي أن المسح الذي أجري على قرابة ألف جندي، كشف أنهم فريسة أمراض نفسية تتفاوت من القلق والاكتئاب والكوابيس ونوبات الغضب فضلاً عن فقد القدرة على التركيز.

دوافع حقيقية:

إقدام نضال مالك حسن (39 عاما) بإطلاق النار على زملائه في قاعدة فورت هود بولاية تكساس الخميس الماضي لا شك له عدد من الدوافع المرتبطة بتردي حالته النفسية في ظل القرار بإرساله إلى أفغانستان ، ورفضه حسب شهادات أصدقائه للحرب الأمريكية على الإرهاب ، وهو ما عبر عنه الكاتب الأميركي وأحد المحاربين القدامى في فيتنام جوزيف كيني قائلا : إنه من الصعب تفسير الآلام الداخلية التي تسببها الحروب، وإنه من الصعب كذلك تفسير ما حدث في تكساس في ظلال الحرب وتداعياتها.

وأوضح الكاتب في مقال له بالصحيفة أن الحروب تتسبب في تعب نفسي في عقول الجنود لدرجة يصعب عليهم الشفاء منها، وأضاف أنه كان يخدم في البحرية الأميركية وأنه عاد من حرب فيتنام إثر إصابته بجروح بالغة في صدره ورجليه، وأنه سرعان ما اكتشف أنه بات يشعر بالخوف والرعب أكثر مما كان عليه الحال أثناء الحرب.

وأشار كيني إلى احتمال تأثر الطبيب النفسي بمآسي وقصص الجنود الذين أشرف على علاجهم، وأنه اضطرب عقليا بسبب معاناة مرضاه ولم يعد يملك زمام السيطرة على نفسه.

وتساءلت مجلة تايم من جانبها عما إذا كان الطبيب النفسي نضال قد قام بفعلته تحت أثر ما سمته "الصدمة الثانوية"؟ في إشارة إلى تأثره بمعاناة الجنود العائدين من الحرب الذين كان يتولى أمر معالجتهم.

ونسبت تايم إلى نائبة رئيس الخدمات النفسية لشؤون المحاربين الدكتور أنطوانيت زيس القول "إن كل من يتعامل مع المرضى الذي يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة ويستمع إلى قصصهم لا بد أن يتأثر بها كثيرا".

وأضافت المجلة أن عوامل أخرى ربما لعبت دورا في حادثة نضال، مشيرة إلى تعرضه لتمييز أثناء خدمته العسكرية بدعوى أنه مسلم ورع، وأنه طالما عارض الحرب على العراق وأفغانستان، إضافة إلى تسلمه أوامر عسكرية للاستعداد للانتشار في أفغانستان.

أما مجلة نيوزويك فأشارت أن حادثة إطلاق النار في تكساس ربما تعد مؤشرا على انهيار الجيش الأميركي، وحذرت مما هو قادم، وأضافت أن حالة من عدم الرضا تسود أجواء القواعد العسكرية في شتى أنحاء البلاد، في ظل تزايد فترتي حربين أميركيتين قاسيتين.

ومن الجدير ذكره في هذا الشأن أن القاعدة التي وقع فيها الحادث سبق لها أن فقدت خمسمائة من رجالها في حربي العراق وأفغانستان ، وهو ما يؤكد تعرض نضال لضغوط نفسية كبيرة ، فاقمها قرار إرساله للقتال في أفغانستان ضد شعب مسلم ، فضلا عن استياءه من جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الأمريكية ضد المدنيين ، وتواصل الغارات الجوية التي راح ضحيتها المئات من النساء والأطفال في عهد أوباما .

نادر حسن ابن عم نضال أكد لنيويورك تايمز أن ابن عمه كان "يشعر بالخزي لفكرة إرساله" إلى العراق، أو إلى أفغانستان ، و"فعل ما بوسعه في حدود ما يسمح به القانون حتى لا يذهب"، وجند محاميا ليستطيع مغادرة الجيش قبل نهاية عقده. وفي حديث مع فوكس نيوز أيضا قال إن فكرة إرساله إلى العراق كانت "أسوأ كوابيس" ابن عمه في السنوات الخمس الماضية.

الحادث يذكر بالضغوط التي تشكلها حربا العراق وأفغانستان على الجيش الأميركي الذي سجل العام الماضي معدلا قياسيا لحالات الانتحار بين عسكرييه بـ128 حالة، وهو في طريقه ليسجل رقما قياسيا جديدا هذا العام ، وهو الأمر الذي يحمل أوباما وسلفه الرئيس جورج بوش المسئولية الكاملة عن أرواح جنودهم الذين باتوا يدفعون فاتورة قسوة الحرب دون عائد إما بالانتحار أو قتل أقرانهم.

http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=5956&Itemid=1 (http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=5956&Itemid=1)