أبو عقاب الشامي
11-14-2009, 12:24 PM
ساطع نور الدين
الحمد لله انه ليست هناك حدود مشتركة بين مصر والجزائر. والشكر للتاريخ او للاستعمار الذي وضع ليبيا وتونس بينهما لتشكلا عازلا جغرافيا يبلغ آلاف الكيلومترات وبالتالي لا يمكن تخطيه بسهولة، لا من قبل الشعبين المصري والجزائري اللذين يقفان اليوم في وجه بعضهما البعض، ولا من قبل الجيشين اللذين كان يمكن ان يعلنا حالة التعبئة القصوى والخروج الى الحرب فعلا.
لكنه ما زال يُخشى ان يعثر البلدان الشقيقان على وسيلة للجوء الى القتال واستخدام اشكال القوة العسكرية المتاحة لانهاء ازمة كبرى بينهما تقترب من لحظاتها الحاسمة، تغذيها الجماهير المصرية والجزائرية التي تنادي بالثأر، وتطالب الرئيسين حسني مبارك وعبد العزيز بوتفليقة بأن يكونا على مستوى التحدي المصيري، وأن يحفظ كل منهما لبلده عزته وكرامته وموقعه العربي وتصنيفه الافريقي وترتيبه الدولي.
فات الاوان على كل الوساطات العربية او الاجنبية. وثمة من يتحدث عن مؤامرة خارجية تدفع البلدين الى حافة الحرب، وليس عن صدفة وضعتهما في مواجهة جدية سقط فيها بالامس عدد من الجرحى، ويمكن ان يسقط فيها اليوم ضحايا آخرون، ما استدعى اتصالات عاجلة طوال ليل الخميس الجمعة بين كبار المسؤولين المصريين، لا سيما بين وزيري الخارجية المصري احمد ابو الغيط والجزائري مراد مدلسي اللذين كانا قد خرجا للتو من اجتماع لوزراء الخارجية العرب كان يناقش مسألة قديمة تقتضي الطلب من مجلس الامن الدولي ان يعلن ثم ان يعترف بالدولة الفلسطينية في حدود العام 1967 بما فيها القدس المحتلة!
تبادل الوزيران وغيرهما من كبار المسؤولين في البلدين حوارات حادة تخللتها تحذيرات وانذارات صدرت في بيانات رسمية من العاصمتين اللتين كانتا تشهدان خروج الرئيسين مبارك وبوتفليقة الى الشارع لا لتهدئة خواطره المخيفة ومشاعره الملتهبة، بل للاعلان ان الدولة المصرية او الجزائرية لن تجبن ولن تتراجع ولن تقبل بأقل من الضربة القاضية او الفوز بالنقاط التي تضمن التأهل باسم العالم العربي والقارة الافريقية، ليوم القيامة المرتقب في جنوب افريقيا في صيف العام 2010.
لا يفسح احد في البلدين المجال للمفاجأة. هما يستعيدان في هذه الساعات وقائع مواجهة مشابهة جرت بينهما قبل عشرين عاما، وما زالت تغذي مشاعر الحقد والكراهية المتبادلة، لما تخللها من عنف ودماء ودموع، لم تحسم حتى الآن لا في المحاكم المحلية ولا في المؤسسات الدولية، وبينها الانتربول، الذي جرت الاستعانة به في حينه لتسوية ازمة كادت تؤدي الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
مصر والجزائر اليوم في حالة استنفار وتوتر لم يسبق لها مثيل. القيادتان والشعبان على اهبة الاستعداد لتحويل اي حادث بسيط يمكن ان تشهده القاهرة في المساء، الى مذابح حقيقية: عندما تطلق صفارة الانطلاق لمباراة الثأر المرتقبة منذ عشرين عاما، وتدور الكرة بين أقدام لاعبي البلدين، ستكون كل من مصر والجزائر، حكومة وشعبا ومؤسسات، على موعد مع انحطاط جديد، يُلحق بالأمة كلها من المحيط الى الخليج عاراً لا يُمحى.
الحمد لله انه ليست هناك حدود مشتركة بين مصر والجزائر. والشكر للتاريخ او للاستعمار الذي وضع ليبيا وتونس بينهما لتشكلا عازلا جغرافيا يبلغ آلاف الكيلومترات وبالتالي لا يمكن تخطيه بسهولة، لا من قبل الشعبين المصري والجزائري اللذين يقفان اليوم في وجه بعضهما البعض، ولا من قبل الجيشين اللذين كان يمكن ان يعلنا حالة التعبئة القصوى والخروج الى الحرب فعلا.
لكنه ما زال يُخشى ان يعثر البلدان الشقيقان على وسيلة للجوء الى القتال واستخدام اشكال القوة العسكرية المتاحة لانهاء ازمة كبرى بينهما تقترب من لحظاتها الحاسمة، تغذيها الجماهير المصرية والجزائرية التي تنادي بالثأر، وتطالب الرئيسين حسني مبارك وعبد العزيز بوتفليقة بأن يكونا على مستوى التحدي المصيري، وأن يحفظ كل منهما لبلده عزته وكرامته وموقعه العربي وتصنيفه الافريقي وترتيبه الدولي.
فات الاوان على كل الوساطات العربية او الاجنبية. وثمة من يتحدث عن مؤامرة خارجية تدفع البلدين الى حافة الحرب، وليس عن صدفة وضعتهما في مواجهة جدية سقط فيها بالامس عدد من الجرحى، ويمكن ان يسقط فيها اليوم ضحايا آخرون، ما استدعى اتصالات عاجلة طوال ليل الخميس الجمعة بين كبار المسؤولين المصريين، لا سيما بين وزيري الخارجية المصري احمد ابو الغيط والجزائري مراد مدلسي اللذين كانا قد خرجا للتو من اجتماع لوزراء الخارجية العرب كان يناقش مسألة قديمة تقتضي الطلب من مجلس الامن الدولي ان يعلن ثم ان يعترف بالدولة الفلسطينية في حدود العام 1967 بما فيها القدس المحتلة!
تبادل الوزيران وغيرهما من كبار المسؤولين في البلدين حوارات حادة تخللتها تحذيرات وانذارات صدرت في بيانات رسمية من العاصمتين اللتين كانتا تشهدان خروج الرئيسين مبارك وبوتفليقة الى الشارع لا لتهدئة خواطره المخيفة ومشاعره الملتهبة، بل للاعلان ان الدولة المصرية او الجزائرية لن تجبن ولن تتراجع ولن تقبل بأقل من الضربة القاضية او الفوز بالنقاط التي تضمن التأهل باسم العالم العربي والقارة الافريقية، ليوم القيامة المرتقب في جنوب افريقيا في صيف العام 2010.
لا يفسح احد في البلدين المجال للمفاجأة. هما يستعيدان في هذه الساعات وقائع مواجهة مشابهة جرت بينهما قبل عشرين عاما، وما زالت تغذي مشاعر الحقد والكراهية المتبادلة، لما تخللها من عنف ودماء ودموع، لم تحسم حتى الآن لا في المحاكم المحلية ولا في المؤسسات الدولية، وبينها الانتربول، الذي جرت الاستعانة به في حينه لتسوية ازمة كادت تؤدي الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
مصر والجزائر اليوم في حالة استنفار وتوتر لم يسبق لها مثيل. القيادتان والشعبان على اهبة الاستعداد لتحويل اي حادث بسيط يمكن ان تشهده القاهرة في المساء، الى مذابح حقيقية: عندما تطلق صفارة الانطلاق لمباراة الثأر المرتقبة منذ عشرين عاما، وتدور الكرة بين أقدام لاعبي البلدين، ستكون كل من مصر والجزائر، حكومة وشعبا ومؤسسات، على موعد مع انحطاط جديد، يُلحق بالأمة كلها من المحيط الى الخليج عاراً لا يُمحى.