تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الى فوارس بغداد:تفريغ كلمة وزير الحرب في دولة العراق الاسلامية الشيخ المجاهد ابي حمزة المهاجر



الزبير الطرابلسي
11-06-2009, 11:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

نُخْبَةُ الإعْلامِ الجِهَادِيِّ

قِسْمُ التَّفْرِيغِ وَالنَّشْرِ

يقدم تفريغ

رِسَــــالـَـةٌ إِلـَـــى...
[ فـَـــــوَارِسِ بَغْــــــــدَادَ ]

لِوَزِيرِ الحَرْبِ
الشيخِ / أَبِي حَمْزَةَ المُهَاجِرِ حَفِظَهُ اللهُ


الصادرة عن مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي
1430هـ - 2009 م






الحمدُ لله مالك الملك المتنزه عن الجور والمتكبر عن الظلم المتفرد بالبقاء السامع لكل شكوى والكاشف لكل بلوى, والصلاة والسلام على من بُعِث بالدلائل الواضحة والحجج القاطعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسِراجاً منيراً.

أما بعد :

فقد قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا) ويعني بالطاغوت سبحانه كما قال الطبري رحمه الله: " من يعظمونه ويصدرون عن قوله ويرضون بحكمه من دون حكم الله " انتهى.
فهو إذاً كما قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: " إنكارٌ مِن الله أن نتحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ", فإنه من العجب كما قال الشنقيطي رحمه الله: " ممن يُحَكِّم غير تشريع الله ثم يدّعي الإسلام ".
ونقول وأعجب من ذلك من يدافع عنهم ويصحح مذهبهم ويترحم على قتلاهم ويواسي جرحاهم ثم هو يدّعي أنه من علماء المسلمين والعارفين بشريعة رب العالمين فإنه وكما قيل إن توضيح الواضِحات من المُعضِلات فلقد كنا نحسب أن ضرب صروح الكفر والطغيان وبيوت الظلم والإجرام مما لن يختلف على مشروعيته مسلمان حتى فُوجئنا بمجموعة من المنهزمين عقدياً ونفسياً وأخلاقياً يطعنون في الأطهار المجاهدين واصفينهم بكل أوصاف الجهل والرذيلة لا لشيء إلا لأنهم حفظهم الله قد حطّموا أوثان القانون وقتلوا سدنة الطاغوت تماماً كما عابوا على إمارة أفغانستان يوم أن حطّموا بوذا أعظم آلهة الوثنيين المشركين في الأرض, ثم إن بعض هؤلاء الطاعنين يدّعون أنهم لنظام الحكم القائِم في البلاد معارضين قائِلين أنه نظام أسسه المحتل النصراني الصليبي, وصدقوا, ولكن لهؤلاء نقول وببساطة مذكرين أن الدولة في تعريف أرباب السياسة هي شعب مستقر على أرض يخضع لسلطة سياسية معينة وأن السلطات العامة التي تحكم وتسوس هذا الشعب ثلاث سلطات: تشريعية, وقضائية, وتنفيذية, فالبرلمان يشرع, والقضاء يحكم, والوزارات تنفذ, فالوزارات هي سلطة تنفيذية مهمتها تنفيذ قرارات وسياسات الحكومة الحاكمة للشعب وفي كل مجال فهي إذن تنفذ السياسة العامة للدولة وترسخ قواعد الحكم وتثبّت أركانه, ومن المعلوم للجميع أن القانون الذي تحكم به الدولة الرافضية اليوم في العراق هو من صنع المحتل النصراني وهو بصفته الحالية لا يراعي الضروريات الخمس ولا يخدم أهداف الشرع فيها بل يخدم أهداف النصارى الذين وضعوه, ومعلوم أن في ضياع هذه الضروريات هلاك الناس دينهم ودنياهم, فوزارة المالية تقوم على قانون جائِر ظالم ينظم حصول الدولة على جميع دخولها وطرق إنفاقها بما يرسِّخ حكم الرافضة ويخدم أهداف المحتل الذي وضع القانون فهي تحدد الإيرادات العامة للدولة من رسوم وضرائِب ظالمة ونهب لأموال النفط والغاز ومعادن الأرض كما يحدد القروض وكيفية تحصيلها وطرق الإيداع وما يتعلق بذلك من الربا المحرم وهي التي تحدد الميزانية العامة للدولة وتشرف على تنفيذها والرقابة عليها فهي بذلك عصب حياة الدولة القائِمة وسر بقائِها وخاصة إذا تحكم فيها جماعة مجرمة كما هو الحال في قاتل أطفال السنة باقر صولاغ وعصابته.
أما وزارة العدل فمنوط بها وعليها تنفيذ أحد أركان الحكم الثلاثة وأعظمها خطراً وقدسية في نظر أصحابها: السلطة القضائِية, فهي تقوم على رعاية القانون الوضعي وتنظيم شؤونه وتهيئة كوادره وأماكن تفريخها فهي للقانون كالسدنة للأصنام وأكثر فإليها يرجع القول الفصل في الدماء والفروج والأموال فتحل الحرام وتحرم الحلال وتعين الظالم ويتبع لإدارتها وتتحمل وزر جميع المعتقلات والسجون التي تعج بأهل السنة ونسائهم وأطفالهم وما فيها من اغتصاب للأعراض وضرب للأعناق وانتهاكٍ للكرامة كما يتبع لها جميع دور القضاء والمحاكم المنتشرة في بلادنا وكل ما يجري فيها من ظلم وكفر هي له راعية وعليه قائمة وإن ننسى فلن ننسى أبداً إعدام المجاهدين بقرارات من محاكم الجنايات التي تديرها وعلى رأسهم الأمير الهمام عمر بزيان وأبو عمر الكردي وملا مهدي فقام المجاهدون بارك الله فيهم بالانتصار للمظلوم والقصاص من الظالم في قلبه الأسود, فضربوا الركن الأول لأركان حكم الروافض الثلاثة, ضربوا مقر شريعة الكفر شريعة الطاغوت شريعة الجاهلية والأهواء شريعة الظلم والطغيان.
يقول الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- في كتابه عمدة التفسير: " إن الأمر في هذه القوانين الوضعية واضح وضوح الشمس هي كفر بواح لا خفاء فيه ولا مداراة ولا عذر لأحد ممن ينتسب للإسلام كائناً من كان في العمل بها أو الخضوع لها أو إقرارها " انتهى كلامه رحمه الله.
وأما عن باقي وزارات السلطة التنفيذية للعصابة الإجرامية الرافضية الحاكمة ومن سار في دربهم فليس هذا محله وإنما قصدنا الإشارة وإن كان وضعها أظهر كوزارة الخارجية.

الوقفة الثانية :
تثبت تلك الأعمال المباركة على معاقل الكفر أموراً منها:
أولاً : نشوء جيل في العراق فريد ذكّرنا بالجيل الفريد الذي فتحه من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين, جيل تربى على عقيدة الولاء والبراء وعلى خطى من سبقوه من الصحابة سار, لم يعبأ بكل حملات التشويه والتقبيح التي تهدف إلى حرف المسيرة وضياع الهدف, ولمَ لا ؟ فإن المشركين اليوم وبالأمس يقاتلون بني عمومتهم وإخوانهم وأبناء عشائرهم مدافعين عن معتقداتهم الفاسدة وأهوائهم المنحرفة, فالدم الوطني عند السحرة والكُهان حلال فقط سفكه للمرتدين المجرمين حرام على المجاهدين الموحدين وإن كان بحقه, ولبيان موقف الكفر الأزلي في قتال إخوانهم ورد الموحدين عليهم روى أحمد وأبو داوود بسند صحيح عن علي رضي الله عنه قال: " تقدم عتبة ابن ربيعة وتبعه ابنه وأخوه فنادى مَن يبارز؟ فانتدب له شباب من الأنصار فقال من أنتم؟ فأخبروه فقال لا حاجة لنا فيكم إنما أردنا بني عمّنا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا حمزة قم يا علي قم يا عبيدة ابن الحارث " .
ونحن مع أننا على أٌقل تقدير نعاملهم بالمثل فإن من ثوابتنا أن جهاد المرتدين مقدم على جهاد الكفار الأصليين هذا إذا لم يبدؤونا بقتال فكيف إذا سفكوا دماءنا وتجرؤوا على أعراضنا ونهبوا أموالنا ولم يراعوا حرمة عشيرة ولا وطنية مزعومة بل وحالوا بيننا وبين قتال من احتل أرضنا.

ثانياً : تُثبت الأعمال صدق رجال الدولة وعلى رأسهم دُرة الرأس وقرة العين جنود وأمراء بغداد فإن وراء كل عملية العشرات من الاستشهاديين يعملون في ظروف بالغة التعقيد وشديدة الصعوبة راجين من الله التوفيق والسداد وكان ولا زال رأينا دوماً في رجال بغداد أنهم من خيرة إخواننا عقيدة وخلقاً نسأل الله أن يثبتهم ويرزقهم الإخلاص, وتؤكد الأحداث تماسك صفهم وصفاءه من كل خائِن عميل على الرغم من طول فترة العمل وكثرة العارفين به وهي الفرية التي يحاول المجرمون ومن سار للأسف في ركابهم تشويه صفوف المجاهدين بها لصرف الصادقين عن الجهاد العيني وعلى خطى الجد ابن قيس حين قال للرسول صلى الله عليه وسلم معتذراً عن الجهاد خوف الفتنة كما عند الطبري رحمه الله: لا تبتلني برؤية نساء بني الأصفر وبناتهم فإني بالنساء مغرم فأخرج وآثم بذلك, فأنزل الله تعالى قوله: (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) فالفتنة ترك الجهاد المتعين تحت أعذار واهية.

ثالثاً : تؤكد الأحداث أن الأعمال الكبيرة الجريئة والنوعية ضرورة ملحة في كسر عظم الكفار مع الاستمرار في حرب استنزاف للعدو بكل وسائل الجهاد الأخرى فلا غنى عنهم البتة.

رابعاً : تؤكد الأحداث ما تعلمناه مراراً وسمعناه تكراراً أن ما من عملٍ قوي ومؤثر في الكفر ودولته إلا وتعتريه صعوبات ومعوقات شديدة وكثيرة يبتلينا الله بها ليختبر سبحانه وهو العليم مدى حرصنا وعزمنا وأخذنا لكل أسباب النجاح المادية المتوفرة دون تفريط أو إفراط وعندما نعجز ونحزن يحب منا الفاقة واللجوء إليه وطلب النصر منه والبكاء والتوسل والتضرع إليه سبحانه, حينئذ يذلل العقبات و يهون المشقات ويفتح أبواب النصر للصادقين المخلصين الموحدين.

خامساً : تؤكد الأحداث أنه على المجاهدين أن يطوروا أفكارهم وأهدافهم باستمرار فإن العمل الروتيني يتكيف العدو معه ويتغلب عليه, وإن الفكرة المبتكرة ولو كانت بسيطة تؤتي أكلها وخاصة في مرتها الأولى.
وتؤكد الأحداث ما صار يقيناً عندنا أن الله سبحانه الذي أمرنا بالجهاد حتماً سيسهل لنا أسبابه, ولكن لا بد من صدق العزم وحسن التفكير والتدبير وعدم التفريط في أسباب النصر المادية والإيمانية, وأنه يحسن بالمجاهد -كل مجاهد- أن يجلس كل يوم يفكر ولو ساعة واحدة في خلوة كيف يتجاوز العقبة الفلانية ويطور السلاح الفلاني ويقتحم الهدف الفلاني فلا بد له أن يمرن عقله على التعامل مع كل جديد والتأقلم مع كل شديد.

الوقفة الثالثة:
أنه يجب علينا بعد هذه النعمة:
أولاً : الشكر لله الموفق المعين الكريم القوي العزيز الحكيم قال سبحانه: (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) فإنه كما قيل "من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها ومن شكر فقد قيدها بعقالها", قال سبحانه: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ‏) روى ابن أبي حاتم عن الربيع رضي الله عنه في قوله (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) قال: " أخبرهم موسى عليه السلام عن ربه عز وجل أنهم إن شكروا النعمة زادهم من فضله وأوسع لهم في الرزق وأظهرهم على العالمين " انتهى.
والشكر كما قال السعدي رحمه الله في تفسيره يكون بالقلب إقراراً بالنعم واعترافاً وباللسان ذكراً وثناء وبالجوارح طاعة لله وانقياداً لأمره واجتناباً لنهيه, فالشكر فيه بقاء النعمة الموجودة وزيادة في النعم المفقودة.

ثانياً : الاستمرار في العمل وزيادته, فإن من أعظم ما يثيب الله به عباده الصالحين أن يوفقهم للخير بعد الخير, قال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحِكم: " ثواب الحسنة الحسنة بعدها وقد دل على ذلك قوله تعالى (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى) وقوله (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ) " انتهى.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه قال: " إذا تقرب العبد إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً وإذا تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة ", قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: " فكأنه قيل له وقس على هذا فعلى قدر ما تبذل منك متقرباً إلى ربك يتقرب إليك بأكثر منه" انتهى.

أخوكم المُحِب أبو حمزة المهاجر