تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رضوا بأن يكونوا مع الخوالف



من خير امه
10-25-2009, 02:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


لما كثر ظهور العلماء على شاشات التلفاز في مسرحيات هزلية أسموها "التوبة" ودعوات إنهزامية اسموها "المراجعات" أو "الحوارات" كان لزاما علينا أن ننظر في هذه الظاهرة الغريبة العجيبة نظرة مغايرة لنخرج بفهم ربما يساعدنا على تفسير هذه الظاهرة التي أصبحت مضربا للسخرية في الأوساط العلمية والعامية !!


شيخ يرجع عن كل فتاواه !! لا نقول فتوى أو اثنتين، ولكن يرجع عن كل ما سئل عنه وطلب منه في سابقة لم تشهدها الأوساط العلمية على مر التأريخ !! لقد صدم الناسوهم ينظرون إلى ذلك الشيخ الذي عرف عنه صدعه بالحق وجهاده بالكلمة وهو لا يكاد يقدرعلى الكلام وبدى في وجهه علامات الإجهاد والإعياء وهو يوافق على كل مسألة سئلها وكل مراجعة ألقيت عليه !!


ألغى الجهاد ضد الكفار وأسماه "فتنة"، وألغى عقيدة الولاء والبراء، وألغى حكم تكفير من كفره الله من فوق سبع سموات، وألغى كل شيء أريد له إلغاءه من قبل السلطات !! وأعتقد لو أنه سئل عن لا إله إلا الله محمد رسول الله لألغاها، إن ألقى عليه مقدم المسرحية ذلك !!


لقد كانت البداية التي بدأ بها مقدم "المسرحية" مسرحيته دلالة واضحة على محتواها، فقد بدأ بإنكار أن تكون هذه التوبة بإكراه أو تهديد، وأخذ يؤكد هذه الفكرة، ولما يتهمه أحد بأي شيء بعد، فانطبق عليه قول القائل "كاد المريب أن يقول خذوني"، وكم يذكرنا هذا بقول إخوان يوسف لما ارتكبوا جنايتهم وذهبوا لأبيهم فـ" قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين " (يوسف : 17)، فهم أعلنواعدم صدقهم قبل أن يتهمهم يعقوب عليه السلام بالكذب، ولذلك قال عليه السلام تعقيبا على كلامهم " بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون " (يوسف : 1فكلامهم كان واضح التناقض والتحامل، ولذلك أختلف مع كثير من المحللين، وأقول : بأن هذا الكلام ليس من قول ولا من منطق مقدم المسرحية، وإنما أعتقد بأنه أملي عليه، وإلا فإنه لا يخفى على مثله مثل هذا المدخل وهذه المقدمة المكشوفة وهو الذي كان يفسر كلام إخوان يوسف في الفضائيات !!


ثم هناك أمرآخر لا بد من التنبيه إليه : وهو أن الشيخين قالا بأنهما أعلنا توبتهما بعد أن رأوما أحدثه تفجير "المحيا" من قتل للمدنيين (!!)، وهذا أيظا من التدليس الواضح، حيث أن الشيخين رأيا قبل هذا التفجير تفجيرات كثيرة في الرياض والخبر وغيرها قتل فيها أضعاف أضعاف هذا العدد من عملاء وجواسيس الصليب والصليبيين، ومع ذلك لم يبديا أيتعاطف أو أسف لموت هؤلاء ولكنهما باركا العمليات وأيداها وأفتيا بجوازها !! فلماذا صحوة الضمير لا تأتي إلا في السجن، ولا تأتي إلا دفعة واحدة !!


لست هنا بصدد تحليل سبب هذا التراجع وهذه الظاهرة العجيبة، فهذا يحتاج إلى بحث طويل ومعرفةالملابسات والحقائق التي لا تتوفر لنا الآن [وقد قرأت رسالة للأخ الكريم "محمدالمسعري" بين فيه زيف هذه المسرحيات، وقد أجاد في تحليله وأفاد على عادته حفظه الله، وفي مجلة صوت الجهاد (العدد الخامس) ما يغني]، ولكنني أحاول هنا أن أرد بعض الشبه التي ألقيت في المقابلة التي هي أشبه باستجواب المباحث منها بالمراجعةالعلمية، وهذه الشبه هي مسألة التكفير والخارجية التي ركز عليها المحاور مع الشيخين حفظهما الله وثبتهما على الحق ..


إن مسألة الولاء والبراء – كما هو معروف – من أساسيات هذا الدين، ولا دين لمن لا يوالي أولياء الله ويعادي أعداءه، وهذه المسألة من مسلمات الشريعة التي لا يختلف عليها عالمان من علماء المسلمين، ومن مسألة الولاء والبراء تتفرع مسألة تكفير الحكام في هذا الزمان .. فمن المعروف أن منوالى أعداء الله فهو كافر كفر أكبر مخرج من الملة، وهذا أيظا محل إجماع عند من يعتد بأقوالهم من علماء المسلمين، ولكن بعض المغرضين دخلوا علينا من باب معرفة الواقع وملابساته والإحاطة بجوانبه، هكذا زعموا !!


لقد أشبعنا هذه النقطة بحثا ودراسة وكتب فيها الناس حتى أصبحت المسألة واضحة في أذهان العامة، فضلا عن الخاصة،ولكن كثرة ترديد الإعلام لما يناقض قواعد الإسلام ومحاولة ترسيخ مبادئ خاطئة في عقول الناس على أنها مسلمات شرعية جعلتنا نكتب مرة أخرى، لأن فعل هذه الوسائل الإعلامية لا بد له من فعل مضاد يساويه أو يفوقه (بإذن الله) لكي لا تتزعزع ثقة المسلمين بعقيدتهم وثوابتهم ولكي لا ترسخ عقيدة الإرجاء في عقول المسلمين فنرجع إلى سابق عهدنا (القرون الثلاثة الماضية) بعد أن من الله علينا بهذه الصحوة المباركة وفتح الله علينا باب الجهاد، وتعلم الناس المعنى الحقيقي للإيمان ..


بدل منأن نكتب عن الجهاد ومجاهدة الكفار ونحض الناس على النفير والقتال، أرغمنا هؤلاء على الكتابة في مسائل من المفروض أن تكون مسلمات واضحة في عقول المسلمين وقلوبهم، فغفرالله لنا ولهم ورزقنا وإياهم الإخلاص والرجوع إلى الحق وخدمة هذا الدين على الوجه الذي يرضي ربنا جل في علاه !!


ولنبدأ هنا بمسألة الخارجية (كون المجاهدين خوارج) :


إن عقيدة الخوارج ليست مبهمة أو سرية، فمن درس العقيدة الإسلامية في أي جامعة أو معهد علمي أو حتى قرأ كتابا في الفرق يتعرف على هذه العقيدة وسماتها البارزة التي تميزها عن سائر الفرق الإسلامية، فعقيدة الخوارج ترتكز في مجملها على قواعد رئيسة، أهمها :


1- تكفير مرتكب الكبيرة، وهي من أبرز سماتهم
2- وجوب الخروج على الأئمة المسلمين لارتكابهم الفسق أو الظلم
3- إنكار الشفاعة


هذه هي القواعد الرئيسة في المذهب الخارجي، وعليها تدور اجتهاداتهم (وهناك اعتقادات أخرى خالفوا فيها أهل السنة، ليس هذا مجال بحثها)، فهل من يجاهد في سبيل الله في زماننا هذا يعدون من هؤلاء الخوارج، كما قال مقدم مسرحية "التوبة" !!


الكل يعرف بأن المجاهدون لا يكفرون مرتكب الكبيرة، وهذه أبرز سمة للخوارج،وأذكر أنني سمعت شريطا للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، قبل سنوات،وقد أطلق وقتهم بعض الناس لقب "خارجي" على الشيخ "سفر الحوالي" الذي كان حاضراالجلسة، فأقامه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وسأله سؤالا واحدا : أتكفر مرتكب الكبيرة ؟
فقال الشيخ سفر : حاشا لله !
فرد الشيخ عليه السؤال !
فقال سفر : لا، لا أكفر مرتكب الكبيرة .
فقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هذه هي السمة البارزة في الخوارج، أنهم يكفرون مرتكب الكبيرة، والشيخ سفر لا يكفر مرتكب الكبيرة، إذا هو ليس بخارجي (هذا معنى الكلام الذي دار في تلك المحاضرة، وهو كلام مسجل) .. هكذا، وبكل بساطة، انتفت صفة الخارجية عن الشيخ "الحوالي" ..


الذيلا يكفر مرتكب الكبيرة ليس بخارجي على رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وهذا هو الصواب الذي لا شك فيه، فأنت إذا قلت بأن فلان نصراني، ثم سألته ماتقول في عيسى عليه السلام، فقال لك : إنه عبد الله ورسوله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح منه، فإن هذا لا يصح فيه لقب نصراني بأي حال من الأحوال لأنه يناقض باعتقاده أصل مذهب النصرانية الذي يقول بأن : عيسى ابن الله، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ..


كيف يكون المجاهدون "خوارج" وهم يناقضون أصل مذهب الخوارج !! فهم لا يكفرون مرتكب الكبيرة ولا يرون الخروج على الحاكم الفاسق أو الظالم (وإنمايرون الخروج على الحاكم الكافر الثابت كفره، بضوابط الخروج الشرعية)، ولا ينكرونالشفاعة !! فهذا اللقب لا يصلح أن يطلق على المجاهدين أبدا، ولا حتى من باب الشبهةأو التشابه، إذ أنه لا تشابه بين المجاهدين وهؤلاء الخوارج لا من قريب ولا من بعيد !! (وقد فصلت بعض الشيء في هذه المسألة في مقالة بعنوان "رسالة إلى الحمرالمستأجرة" فليرجع إليه) ..


أما مسألة التكفير، فهي من المسائل التي تجنى فيها مقدم مسرحية "التوبة" وغيره على المجاهدين !! فمن أين لهم بأن المجاهدين يكفرون الناس والشعب !! من من المجاهدين، بل من من محبيهم قال أو يقول هذا !!




وقد أشار الشيخ "ناصر الفهد" حفظه الله وفك أسره، إلى هذه المسألة في الحلقة الثانية من مسرحية "التوبة" الكوميدية، حيث أشار إلى مسألة من لم يكفرالكافر، وكيف أن تكفير الحكام يؤدي بالضرورة إلى تكفير من لم يكفرهم في حلقة متسلسلة تؤدي في النهاية إلى تكفير جميع الناس، ولا ندري كيف يتوقع كاتب سناريو هذه المسرحية (لأني اجزم بأن هذا ليس من كلام الشيخ ناصر حفظه الله وفك أسره، ولا فكره) أن يصدق الناس هذه الكلمات، فالمجاهدين ليسوا بهذه السذاجة وهذه السطحية وهذا الجهل بالواقع حتى يصدروا مثل هذه الأحكام،
أما مسألة تكفير الحكام فهذه مسألة مفروغ منها عند عامة الناس فضلا عن طلبة العلم والعلماء : لا يشك أحد بكفر هؤلاء الحكام لظهور ذلك ووضوحه بحيث أصبح لا يحتاج إلى من يدلل عليه أو يقيم عليه البراهين من الناحيةالشرعية ..


أما المدخل الذي يحاول بعضهم الدخول منه فهو : معرفة الواقع وملابساته، واختلاف الزمان والمكان والأوضاع وقلة خبرة المفتين وحداثة سنهم وانعدام تجربتهم وما إلى ذلك من أمور، فهذه يعرف بطلانها الصغير قبل الكبير !!


وبالرغم من كل هذه الأكاذيب والحيل الواهية أنقل هنا كلمات العلماء فينازلتنا المعاصرة لكي لا يبقى لمتقول كلام، ولا لمتأول سبيل، ولكي نسد الباب على هؤلاء فلا يلبسوا على المسلمين من هذا المنفذ ..


هذه الفتاوى صدرت عندإعلان أمريكا الحرب على أفغانستان وقبل أن يبدأ أي من حكام البلاد الإسلامية بمساعدة الأمريكان، فكانت هذه الفتاوى – من العلماء - بمثابة الضربات الإستباقية لكي تقطع الطريق على الحكام فلا يوالوا النصارى، وقد اتضح بعد ذلك جهل أكثر العلماء بحقيقة هؤلاء الحكام ومدى عمالتهم وتضلعهم وتفانيهم في خدمة أعداء الإسلام، أو أن بعضهم اعتقد بأن حكومة باكستان هي الوحيدة المعنية بموالاة الكفار ولم يتصورواحقيقة حكامهم !!


وإليكم الفتاوى :



قال العلامة حمود بن عقلاالشعيبي رحمه الله : " أما مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم عليهم فهي كفرناقل عن ملة الإسلام عند كل من يعتد بقوله من علماء الأمة قديما وحديثا.." ... " منظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم كأمريكا وزميلاتها في الكفر يكون كافرامرتدا عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم" (انتهى) ..



قالالشيخ المحدث عبد الله السعد حفظه الله : " وليعلم كل مسلم أن التعاون مع أعداءالله ضد أولياء الله بأي نوع من أنواع التعاون والدعم والمظاهرة يعد ناقضا من نواقض الإسلام، دل على ذلك كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ونص عليه أهل العلمرحمهم الله، فليحذر العبد أن يسلب دينه وهو لا يشعر " (انتهى) ..



قالالشيخ ناصر العمر ثبته الله على الحق : " بحرمة مظاهرة المشركين واليهود والنصارى،وإعانتهم على المسلمين، وأن من فعل ذلك عالما بالحكم طائعا مختارا غير متأول فقدبرأت منه ذمة الله.." ... " فليحذر المسلم أن يكون عونا لليهود والنصارى على إخوانه المسلمين الأبرياء، بأي شكل كانت الإعانة حسية أو معنوية فيخسر دينه ودنياه".



جاء في بيان وقعه أكثر من مائة وخمسون من كبار علماء اليمن : "فإنعلماء اليمن يفتون بتحريم أي تعاون أو تحالف مع أمريكا أو حلفائها في هذه الحرب المسعورة التي عزمت أن تشنها على المسلمين في أفغانستان أو غيرها من البلدان الإسلامية أي كان نوع هذا التعاون ماديا أو معنويا ويعتبرون أن كل ما يقدم منالتسهيلات والمعونات لأمريكا في هذا الصدد أمرا محرما شرعا وخيانة لله ولرسولهوللمؤمنين" (انتهى) ..



وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك: " مما لاشك فيه أن إعلان أمريكا الحرب على حكومة طالبان في أفغانستان ظلم وعدوان وحربصليبية على الإسلام كما ذكر ذلك عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وأن تخلي الدول في العالم الإسلامي عن نصرتهم في هذا الموقف الحرج مصيبة عظيمة، فكيف بمناصرةالكفار عليهم، فإن ذلك من تولي الكافرين.."



وقال الشيخ علي الخضير ثبته الله وفك أسره : " أما مسألة مظاهرة الكفار فأعظم من بحثها هم أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله واعتبروا ذلك من الكفر والنفاق والردة والخروج عن الملة، وهذا هو الحق،ويدل عليه : الكتاب، والسنة، والإجماع.."



وقال الشيخ صالح بن حميد: "ويزداد العجب، ويغضب الرب، حينما يتخاذل المسلمون عن نصرة إخوانهم المسلمين المظلومين، فكيف إذا هم أو فكر أو تطوع أحد من المسلمين على مشاركة الكافرين بضربالمسلمين ؟! إنها فتن تدع الحليم حيران، ومصائب تتصدع لهولها الجبال.."



وقال الشيخ حامد العلي: "لايجوز تأييد الكفار بالقول أو الفعل أو أينوع من أنواع التأييد، على غزو بلاد المسلمين، وهو من تولي الكفار ومظاهرتهم علىالمسلمين، وهو من نوا قض الإيمان، بل يجب على كل قادر نصر المسلمين إن تعرضوا لغزومن الكفار بإجماع العلماء.."



وقال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان: " وقدحكى غير واحد من العلماء الإجماع على أن مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال والذب عنهم بالسنان والبيان كفر وردة عن الإسلام.."



وقالالشيخ سلمان بن فهد العودة ثبته الله على الحق : "... الولاء للمؤمنين وعدم إعانة الكافرين عليهم، إذ أن الحكم في مناصرة الكافرين على المسلمين، وتولي اليهود والنصارى جلي مشرق لا لبس فيه ولا غموض، تواردت عليه آيات الكتاب.."



وقال المحدث والمفتي الأكبر لباكستان الشيخ نظام الدين شامزي حفظهالله، والذي لا يقارن به أكثر علماء الجزيرة : " وإذا قدم أي حاكم لدولة إسلامية مساعدة لدولة كافرة في عدوانها على الدول الإسلامية فإن على المسلمين خلعه شرعا من الحكم واعتباره شرعا خائن للإسلام والمسلمين.."، " إن حكام البلدان الإسلامية الذين يساعدون أمريكا في هذه الحرب الصليبية ويقدمون فضيلة لها تسهيلات في أراضيها وأجوائها والمعلومات السرية فقد حرموا من حق السلطة على المسلمين، فعلى المسلمين جميعا أن يخلعوا هؤلاء الحكام عن السلطة بأية وسيلة ممكنة" .... " وأي حاكم مسلم إذا أمر بمعصية الخالق، أو أراد أن يستعمل رعيته للقضاء على الحكومة الإسلامية فلايجوز للرعية الامتثال بهذه الأحكام غير الشرعية، بل عليهم أن يخالفوا هذه الأحكام" .... " وأي مسلم سواء كانت صلته بأي دولة، أو أية إدارة رسمية وغير رسمية إذا ساعدالعدو في هذه الحرب الصليبية ضد الإمارة الإسلامية في أفغانستان أو مسلمي أفغانستان فقد خرج عن الإسلام"



وقال الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان: " وأماالوقوف مع دول الكفر على المسلمين ومعاونتهم عليهم فإنه يجعل فاعل ذلك منهم .."



وقال الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي ثبته الله على الحق : "إن نصرةالكفار على المسلمين - بأي نوع من أنواع النصرة أو المعاونة ولو كانت بالكلام المجرد - هي كفر بواح، ونفاق صراح، وفاعلها مرتكب لناقض من نواقض الإسلام – كما نص عليه أئمة الدعوة وغيرهم – غير مؤمن بعقيدة الولاء والبراء. فعلى الذين وعدوا بهذا من المعارضين الأفغان أو غيرهم أن يبادروا بالتوبة ويكفروا عن هذا العمل الشنيع بنصرة إخوانهم المسلمين ولو بالدعاء والمقال" ... " نتوجه بالمناشدة إلى الكتاب والمذيعين والخطباء - في هذه البلاد وكل البلاد - أن يتقوا الله فيما يقولون، فربما أعانوا على قتل مسلم بكلمة أو بشطر كلمة، فأوبقت دنياهم وآخرتهم وأحبطت أعمالهم عندالله.."



وقال الشيخ بشر بن فهد البشر : " التعاون مع أمريكا في العدو انعلى أفغانستان سواء كان بالرجال أو المال أو السلاح أو الرأي هو من قبيل مظاهرةالكفار على المسلمين، وهو كفر وردة عن الإسلام، وهذا الحكم يشمل الأفراد والجماعات وغيرهم ."



وقال الشيخ عبد الله بن إبراهيم الحميدي : " فاعلم أن من الكفر الواضح بالدليل على من اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين قوله تعالى "والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" (سورةالأنفال آية :73). وأشد من ذلك كفرا مظاهرة الكافرين على المسلمين وأعظم من ذلك كله من يوجب مناصرة الكافرين ومساعدتهم والقيام معهم ضد المسلمين.."



وقد أفتى ستة عشر من علماء المغرب بأن : "الدخول في التحالف الأمريكي لضرب أفغانستان أوغيرها من أراضي الإسلام كفر وردة عن دين الإسلام"


ثم جاء بيان من المغرب بتوقيع (244) من كبار علماءها بأنه : "لا يجوز دخول المغرب - حكومة وشعبا - في الحلف الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهاب، بمفهومها الخاص ذي المعايير المزدوجة، ولا أي حلف من الأحلاف يستهدف العدوان على جماعة أو دولة مسلمة،وأن الدخول في مثل هذا الحلف كبيرة من أعظم الكبائر، بل ردة وكفر حسب الـكتاب والســـنة وجمهــور علــمائنا" (انتهى) ..


كانت هذه الفتاوى، وغيرها كثير،بمثابة إعلان علماء الأمة كفر من دخل في حزب أمريكا وحارب المسلمين معها أو ساعدها في حربها ولو بكلمة واحدة، ولا يخفى على أحد ما فعلت حكومات الدول الإسلامية - وخاصة حكومة الرياض – من دعم لوجستي وعسكري لم يسبق له نظير في تاريخ الدول الإسلامية، ولكن لما رأى علماء الجزيرة ما فعلت حكومتهم توقفوا عن الفتوى وسكتواخوفا منها بعد أن أعلنوها كلهم مدوية : كافر من تعاون مع الأمريكان ولو بكلمة !!


إن الذي كتب سناريوا مسرحة التوبة (بجزئيها) لحري أن يكتب مسرحيات أخرىيأتي فيها بمن ذكرنا من العلماء آنفا ويقررهم بالتوبة : توبة من هذه الفتاوى التكفيرية التي لم تترك مجالا للتأويل ولا للشك بكفر من والى أمريكا !!


لايحتاج أحد إلى دليل على مدى موالاة حكومة الرياض للكفار : فالطائرات الأمريكية انطلقت من قواعدهم ومطاراتهم في الجزيرة العربية لتقصف القرى والمدن الأفغانية والعراقية، والنفط المستخدم في هذه الطائرات كان يعطى للأمريكان بالمجان من الحقول التابعة لأمراء الجزيرة (الذين سرقوا هذه الحقول من المسلمين)، والماء والغذاء والدواء للجنود الأمريكان من أموال أمراء الرياض المسروقة من المسلمين، والأراضي المفتوحة والبحار والفضاء الممهد للأسلحة الأمريكية لتدك قرى ومدن أفغانستان والعراق وتقتل المسلمين، والدعم الإعلامي والفني والإستخباراتي، والدعم الأمني بجعل أبناء المسلمين يعملون كلاب حراسة لقواعد العدو الصائل ومنشآته في جزيرة العرب،وتتبع المجاهدين وسجنهم وقتل بعضهم حفاظا على حياة اليهود والصليبيين المعتدين على دماء وأعراض المسلمين !! كل هذا وغيره (كالحكم بغير ما أنزل الله) يعد أكثر بكثيرمن "الكلام المجرد" الذي يخدم الكفار في هذه الحرب، والذي أفتى بكفر قائله الشيخ "سفر الحوالي" !!


إن الحقيقة الكاملة التي لا يجهلها طلاب العلم الصغار،فضلا عن الراسخون في العلم، أو العلماء الكبار (كما يحلو للبعض تسميتهم) هي فتوىالشيخ العلامة "نظام الدين شامزي" حفظه الله ورحمه، حيث قال : " وإذا قدم أي حاكم لدولة إسلامية مساعدة لدولة كافرة في عدوانها على الدول الإسلامية فإن على المسلمين خلعه شرعا من الحكم واعتباره شرعا خائن للإسلام والمسلمين .."، وهذا هو التطبيق الفعلي لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه،حيث جاء في البخاري (ومثله عند مسلم) "دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدث بحديث ينفعك الله به، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمرأهله، إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان".، فإذا رأينا الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان فإننا ننتزع الأمر من الحكام لأنهم لم يعودوا أهل له،ولا أعرف عالما من علماء المسلمين يخالف هذا الأمر .. هذا هو الحق الذي لا مراء فيه ..


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله : والحكم بغير ما في كتاب الله وسنة رسوله يصل إلى الكفر بشرطين :
الأول : أن يكون عالما بحكم الله ورسوله، فإن كان جاهلا به لم يكفر بمخالفته.
الثاني : أنيكون الحامل له على الحكم بغير ما أنزل الله اعتقاد أنه حكم غير صالح للوقت وأنغيره أصلح منه، وأنفع للعباد، وبهذين الشرطين يكون الحكم بغير ما أنزل الله كفرامخرجا عن الملة لقوله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، وتبطل ولاية الحاكم، ولا يكون له طاعة على الناس، وتجب محاربته، وإبعاده عن الحكم . [مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين – ج2، س 229]


فكلامه الأخير ينطبق على من كفر من الحكام، سواء كفر بسبب عدم تحكيمه لشرع الله، أو بسبب موالاة الكفار، فكله كفر، والكفر ملة واحدة ..


أما إذا كان كاتب مسرحية "التوبة" يرى أن هؤلاءالعلماء الذين نقلنا عنهم : من الشباب المغرر بهم، أو الجهال، أو المتحمسين، أو ماإلى ذلك من الألفاظ التي نعت بها المجاهدين، عندها نقول : إنه من الحماقة مناقشة منكان هذا حاله، لأنها مناقشة غير منطقية، فمن المحال مناقشة من يستبيح الكذب ثميصدقه !!


إن مسرحية "التوبة" لم تكن موجهة إلى العلماء أو طلبة العلم أوالمجاهدون، وإنما كانت موجهة للعامة لتنفيرهم من المجاهدين، وقد فشلت المسرحية فشلا ذريعا حتى قال لي أحد العامة (من الذين لا يعرفون ما يجري حولهم من الأحداث) بعد أنرأى الشيخين في التلفاز : هذا أقرب إلى الفيلم الهندي منه إلى المسرحية المصرية (أرجو عدم المؤاخذة على هذا التشبيه، فهذه حدود ثقافته) !!


حكومة الرياض تعرف المجاهدين معرفة جيدة، وتعلم علم يقين بأن هذا الكلام وهذه الأكاذيب لا تنطلي عليهم البتة، فالذي حمل روحه على عاتقه وأهدى للدين دمه وباع حياته لربه لا يمكن أن يكون بهذه السذاجة وهذا الغباء، إنما أرادت حكومة الرياض بهذه المبادرة المكشوفة : تبرير قتل المجاهدين في الحل والحرم، ربما ليس لشعب الجزيرة، فهي لا تقيم لهم وزنا وترى أنها تمكلهم كما يملك السيد العبيد، ولكن لمن هو خارج الجزيرة من الشعوب الإسلامية التي يهمها ما يحدث في بلد الله الحرام، فكانت هذه الأكاذيب وهذه المسرحيات لتبرير قتلهم نصرة للصليب وتحقيقا لمطامع يهود في استئصال المجاهدين،ولكن هيهات ..


سوف تنتهي حيلهم وتفنى ذخيرتهم ولا يزال في الأمة مجاهدون منشبابها يذودون عن حياضها تحقيقا لقول نبيها صلى الله عليه وسلم "لاتزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم، لايضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعةوهم على ذلك" (مسلم).


ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لايعلمون..



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



الكاتب : حسين بن محمود