تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صومال و شريعة و الشيخ متنازل المنبطحي ؟



عبد الودود
10-24-2009, 05:56 PM
صومال أراد الاقتران بشريعة:
- صومال أراد الاقتران بشريعة...حصل بالفعل...لكن همل الحارة اتحدوا مع همل حارة إثيوب المجاورة واستعانوا بعصابة أمريكانو ففرقوا بين صومال وشريعة...
- حمل صومال سلاحه وحاربهم جميعا وكاد أن يسترد شريعة... هنا لجأ حلف الهمل إلى شيخ الحارة المعروف بمتنازل المنبطحي وطلبوا منه الوساطة.
-
- عرض حلف الهمل على صومال أن يردوا إليه شريعة لكن بشروط:
أ) لا يطلب صومال شريعة من وليها، بل يطلبها من همل الحارة.
ب) ليس لولي شريعة أن يعطي شريعة إلى صومال، بل الأمر إلى همل الحارة.
ج) يُعتبر اقتران صومال بشريعة مشروطا بموافقة أغلبية همل الحارة، والشيخ متنازل المنبطحي، فطالما أن الهمل والشيخ متنازل موافقون على الاقران يبقى صومال وشريعة في بيت واحد، وإذا طالبت الأغلبية بالتفريق فيفرق بين صومال وشريعة.
د) لهمل الحارة الحق الكامل في التصرف بشريعة وفق ما يرتأونه من مصلحة ووفق ما تمليه عليهم حارة إثيوب وعصابة أمريكانو.
طبعا رفض صومال وثار على هذه الاتفاقية. لكن الشيخ متنازل استعان بمشايخ طريقته في الحارات كلها وذهبوا إلى صومال قالوا له:
يا صومال لماذا رفضت الاتفاقية؟
قال صومال: لأنها كفر! كيف أطلب شريعة وأشحذها من همل الحارة وليس من وليها.
فقال الشيخ متنازل وأهل الطريقة:
لا يا بني! هذب ألفاظك...لا تقل كفر! لا يجوز لك أن تدعي الحق المطلق وتتهم الناس. ألست تريد شريعة؟ الفرق بين أن يمنحك إياها وليها أو يمنحك إياها همل الحارة فرق شكلي. ليس هناك فرق جوهري...أنت يا بني تريد العنب أم أن تناطح الناطور؟! ألست تريد شريعة؟ همل الحارة سيعطونك شريعة.
لكن صومال أصر وقال: كيف يشترطون حرية التصرف في شريعة؟
فرد الشيخ متنازل ومشايخ الطريقة المنبطحية: يعني يا صومال أترى أن التعامل مع شريعة هو حق حصري لك؟! ألا تحترم رأي الأغلبية؟ أتظن أننا لن نحسن التعامل مع شريعة؟ لماذا سوء الظن يا أخي؟!
- هنا سكت صومال، خاصة عندما تذكر الماضي الطيب للشيخ متنازل ومشايخ الطريقة المنبطحية.
- تم الاتفاق على عقد القران. أين المأذون؟ المأذون المستأذن زعيم عصابة أمريكانو سيئة السمعة. الشهود: همل الحارة و زعماء العصابات في حارة إثيوب و في عموم بلدة أفريقانو. مكان الحفلة: حارة إثيوب المجاورة.
- وبالفعل، ارتبط صومال بشريعة.
- حديقة صومال تمر بها قوافل تحمل الذهب الأسود النابع من الحارات المجاورة إلى عصابة أمريكانو.
- لذلك، بعد الزفاف بأيام أراد المأذون أمريكانو أن يستوطن في بيت صومال ليشرف على هذه القوافل. لكنه عرف أن "شريعة" لا ترضى بوجود أجنبي في بيتها، فاجتمع بهمل الحارة وقاموا بفقء عيني شريعة ثم نادوا صومال: تعال يا صومال خذ عروسك شريعة.
- صومال تفاجأ: ليست هذه شريعة التي أعرف...تدخل الشيخ متنازل وقال:
- يا صومال يا بني، نحن قبلنا بالدخول في العملية التفاوضية، فعلينا القبول بمستحقاتها. نحن وقعنا على أن لهمل الحارة الحق في التصرف بشريعة والتعديل عليها.
- يا صومال يا بني لا بد من التنازلات.
- صومال: ولماذا التنازلات وأنا كدت أن أسترد شريعة بسلاحي دون تنازلات؟!
- الشيخ متنازل: يا بني! لا بد من حقن الدماء. مصلحتك كصومال وسلامة بدنك لا تعوض. أما "شريعة"، فسأقوم مع عصابة أمريكانو بإجراء عملية تجميل لها فلا تخف. فلماذا تعرض نفسك للجرح والقطع إن كان بإمكانك أن تبقى مع "شريعة" دون خسائر؟
- صومال قال في نفسه: هل يُعقل أن أكون أحكم وأعلم من الشيخ متنازل ومشايخ الطريقة المنبطحية؟! أليسوا الفقهاء الدارسين العلماء؟! أليسوا أصحاب التاريخ الدعوي الحافل؟
- فسكت صومال.
- أنصارها شريعة لم يسكتوا وثاروا على أمريكانو وحاولوا طرده من البيت.
- تدخل الهمل لنجدة سيدهم أمريكانو، لكنهم علموا أن شريعة قد تستغيث إذا سمعت أنصارها يؤذون ويطاردون. فأخذوها وأجروا التعديل اللازم...هذه المرة: قطعوا لسانها...
- أسرع صومال إلى الشيخ المنبطحي واشتكى له.
- ثم التعديل تلو التعديل, والهمل مع أمريكانو في بيت صومال يعربدون ويسرحون ويمرحون. والشيخ المنبطحي في هذا كله يهدئ من روع صومال ويذكره بحقن الدماء وموازنات القوى، ويعد بفجر جديد وبإصلاح للأوضاع... ويقول له: يا صومال، ريحة ولا العدم، على الأقل اسمها شريعة.
- في يوم من الأيام...وصومال جالس مع شريعة مفقوءة العينين مخلوعة اللسان مجدعة الأطراف مكسورة الأسنان مهيضة الجنحان محرقة ممزقة ملفقة...جاءت إليه ورقة من مجلس همل الحارة تقول: اليوم أصبحت نسبة المؤيدين لبقائك مع شريعة 49%. لذا فقد قررنا تفريقك عن شريعة.
- عرف صومال أنه قد خدع فأراد أن يحمل سلاحه لكن...كان السلاح قد أصابه الصدأ وكان صومال قد نسي فنون القتال.

- أيها الأحبة الكرام، آلمني وآلم كل حر ما سمعناه في الأسبوع الماضي من فقهاء التنازلات عن تطبيق الشريعة في الصومال. كرزاي الصومال شيخ شريف يعلن أنه لا مانع لديه من تطبيق "شريعة" إن كان الشعب الصومالي يريد ذلك...يُطرح الموضوع للمناقشة، فيوافق الوزراء والنواب على تطبيق "شريعة"...ويتم ذلك كله وقوة التدخل المشتركة في القرن الأفريقي تحرس القصر الرئاسي ومجالس الذين يريدون تطبيق "شريعة"، وبدعم أمريكا التي أجلبت بخيلها ورجلها ونارها وحديدها قبل أكثر من سنتين عندما رفعت المحاكم الشرعية شعار ((إن الحكم إلا لله)).
- ثار مجاهدو الصومال واعتبروا ما يجري مسرحية هزلية، فما هكذا تطبق الشريعة، وطعنوا في مصداقية كرزاي الصومال وأعوانه.
- فإذا بفقهاء التنازلات في شتى بقاع الأرض ينبرون دفاعا عن كرزاي الصومال ودعواه في تطبيق شريعة، ويلومون الغيورين من مجاهدي الصومال.
- فوفد علماء المسلمين للوساطة بين الحكومة الصومالية والجماعات الإسلامية يقول: إنه ليس هناك اختلافات جوهرية بين الفرقاء الصوماليين...
- وأحد كبار مشايخ الطريقة يوجه نداءً إلى أهل الصومال، يناشدهم فيه الالتفاف حول الرئيس الجديد شريف شيخ أحمد، الذي وصل إلى سدة الحكم من خلال مؤسسات الشعب الصومالي.
- والشيخ الآخر يستنكر موقف مجاهدي الصومال: ماذا تريدون! ألستم تريدون تطبيق الشريعة؟ أم أنكم لا ترضون بتطبيق الشريعة إلا إذا كنتم أنتم في الحكم؟
- فتنة كبيرة...مصيبة عظيمة! أن تهون الشريعة على هؤلاء إلى هذا الحد...ثم يتابعهم على أقوالهم جموع من المسلمين! وهذا دلالة على عدم فهم معنى تطبيق الشريعة لديهم وأن الشريعة قد هزلت في تصوراتهم.
- وبغض النظر عن الأشخاص والتعقيدات في الموضوع، بغض النظر عمن قال ومن قيل له، ومن حرض ومن رحب ومن رفض...فإن الذي يهمني هنا هو الدفاع عن هذه الكلمة العظيمة "تطبيق الشريعة" التي لاكتها الألسن بطريقة لا تناسب رفعتها.
شريعة بلا شريعة:
- فنقول لفقهاء التنازلات ومن تبعهم:
عن أية شريعة تتحدثون؟! أليست أمريكا وأثيوبيا عدوتين لدودتين لأي شيء يتعلق بالشريعة والخلافة الإسلامية؟ أليستا هما التين قاتلتا المحاكم لمجرد تطبيق الشريعة، ألم يقل الرئيس الأثيوبي ميليس زناوي إن الأجندة الوحيدة للجماعات الإرهابية هو إنشاء خلافة في القرن الإفريقي مركزه الصومال كما أوردت نيوزويك في 10-4-2008. ألم يحذر أوباما ومِن قبله بوش وعامة رؤساء الغرب والشرق من تطبيق الشريعة وإقامة الخلافة. ومن شاء فليراجع خطبة الخلافة ليسمع تصريحاتهم الواضحة. ألم يخرج مركز التخطيط الاستراتيجي الأمريكي RAND بدراسة قبل أشهر بعنوان (كيف تتلاشى الجماعات الإسلامية) وقال في ملخص الدراسة (الـAbstract):
(تدل الأحداث منذ عام 1968 على أن الجماعات الإرهابية نادرا ما تتلاشى بعد الحملات العسكرية، وإنما عادة ما تنتهي نتيجة للعمليات البوليسية التي يقوم بها الشرطة المحليون أو الاستخبارات أو نتيجة للانخراط في العمليات السياسية)...أي أنهم يريدون تذويب الجماعات الإسلامية الجهادية والقضاء عليها من خلال إشراكها في العملية السياسية، وجعل حاديها في ذلك: تطبيق "شريعة" على الطريقة الأمريكية.
فأية شريعة التي يطبقها كرزاي الصومال؟ هذا الرجل الذي رتب أوراقه مع المبعوث الأمريكي في كينيا، ثم انتخبه برلمان الحكومة التي كانت تحارب المحاكم الإسلامية، ثم كُرم واحتفل به في عاصمة أثيوبيا؟! ثم عاد إلى الصومال وهو يشيد بالموقف الأمريكي من بلاده.
- أية شريعة هذه التي يؤخذ الإذن من البرلمان الصومالي في تطبيقها؟
- الله تعالى هو الذي يأمر ويأذن. أيُستأذن الناس في طاعة الله؟ أليس الله تعالى هو القائل:
((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون))
- أليس الله تعالى هو القائل:
((إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا))
- إن استئذان الناس في تحكيم شريعة الله تعالى هو النقض والإبطال لشريعة الله.
- ففي شريعة الله:
- ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا))
- أما على طريقة استئذان البرلمان:
- (إذا قضى الله ورسوله أمرا فيعرض هذا الأمر على البرلمان. وللبرلمان كامل الحق في أن يقبل حكم الله أو أن يرده. وإذا عصى أمر الله ورسوله فرأيه محترم وصواب لأنه رأي الأغلبية).
في شريعة الله تعالى:
- ((إن الحكم إلا لله))
- وعلى طريقة استئذان البرلمان:
- (إن الحكم إلا للبرلمان، يحكم حتى على حكم الله).
- إن الإسلام هو: الاستسلام والانقياد التام والإذعان غير المشروط لحكم الله تعالى، وتطبيق أمر الله تعالى لأنه أمر الله.
- واستئذان البرلمان معناه جعله حكما على كل شيء، حتى على شريعة الله. فإن طبق حكم من الأحكام فلا يُطبق لأنه واجب التطبيق من حيث هو حكم الله، بل لأن البرلمان أذن لهذا الحكم أن يُطبق. وهذا لا يمكن بحال تسميته انقيادا واستسلاما لله.
- وعليه، فلو افترضنا أن البرلمان اختار أن يطبق الأحكام الإسلامية كاملة، من حرب للكافرين وموالاة للمسلمين ومنع للربا والزنا والخمور والضرائب، ونشر للفضيلة والعفاف والمساواة والمناصرة بين المسلمين...لكنها جميعا طبقت بعد إذن البرلمان، فإن هذه الأحكام لا تسمى إسلامية من وجهين:
1) أنها طبقت من حيث أنها إرادة البرلمان، وليس لأنها أحكام الله تعالى. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات)). فما بالك عندما لا تكون النية فاسدة فحسب، بل يصحبها إعلان باللسان والعمل أن المرجع هو البرلمان؟!
2) لأن البرلمان يملك في أي وقت أن يلغي الأحكام الإسلامية ويختار أحكاما منافية للإسلام ما دام أن أغلبيته هي المرجع.
- فعن أية شريعة تتحدثون؟! وما الفرصة التي تطلبون إعطاءها لكرزاي الصومال لتطبيق "شريعة"؟!
- إذا طلب الصومال الشريعة من وليها فممانعة أهل الحي كلهم لا تؤثر. وإن وافق أهل الحي كلهم على إعطاء شريعة لصومال دون إذن وليها فقبولهم لا يساوي شيئا.
-أذكر وأنا في الصف الأول أو الثاني الابتدائي أني قلت لزميلي النصراني: لماذا لا تسلم؟ فقال لي: (سأسأل أمي، وإذا سمحت لي سأسلم. هذا الرد المضحك لا يختلف عن أخذ إذن البرلمان في تطبيق "شريعة".
- وهنا نقطة هامة جدا أيها الأحبة: إذا كان البرلمان هو الحكم في تطبيق الشريعة من عدمه فسيُتخذ حكما أيضا في تعريف "شريعة" هذه. وقد أشار كرزاي الصومال إلى هذا عندما قال: (لن نطبق الشريعة بالطريقة التي يريدها المتشددون). إذن سيتخلصون من أحكام الشريعة التي لا تعجبهم كلِّها قائلين: لا! هذا الحكم في شريعتكم المتشددة، أما نحن فسنطبق الشريعة المعتدلة...ويصبح عندنا بوفيه " شريعة" يأخذون منه ما شاؤوا.
- ولا تسل عن "شريعة" المعتدلة التي سيصوغها برلمان معظم رجاله كانوا مع الحكومة المعادية للمحاكم الإسلامية، لا تسل عن "شريعة" التي يصوغها مجموعة فيهم العميل والسارق وتارك الصلاة...
- أيها الأحبة، أرجوكم ألقوا نظرة على موقع الصومال الجغرافي. فشمالها السودان الذي تسعى الصهيوصليبية إلى تمزيقه. وغربها إقليم أوغادين الصومالي الذي تحتله إثيوبيا، وإثيوبيا التي تسوم المسلمين سوء العذاب، وشرقها اليمن الذي تُعِد الصهيوصليبية العُدة للقضاء على الجهاد فيه.
-هل يتوقع من هذه الحكومة الصومالية المدعومة بالصليبية والمحروسة بقوة التدخل المشتركة في القرن الأفريقي أن تطبق الشريعة التي تأمر بمناصرة المسلمين في السودان وأثيوبيا وأوغادين واليمن؟ أليست شريعة الله تقول: ((وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر))
أليست شريعة الله هي: ((المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم))
أليست شريعة الله هي: ((مَثَل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر))
أليست شريعة الله هي ((ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته))
- أيتوقع من البرلمان الصومالي أن يطبق هذه الشريعة أثناء جلساته التي تحرسها القوات الإفريقية؟! هل سيخرج بقرار: عملا بأحكام الشريعة فسنناصر إخواننا المسلمين على أسيادنا الذين يحرسوننا في جلستنا هذه؟!
- أيُتوقع من البرلمان الصومالي أن يمنع أطماع الصليبية التنصيرية في الصومال؟
- أيتوقع من البرلمان المطلوب منه تفصيل "شريعة" أن يمتنع عن التعاون مع تحالف مكافحة الإرهاب في شرق إفريقيا الذي صنعته أمريكا، ومقره جيبوتي المجاورة؟!
- أيتوقع منه أن يمنع العربدة الأمريكية في القرن الإفريقي إذا وضعت أمريكا قواعد لها في الصومال بحجة منع القرصنة؟
- أيتوقع منه أن يمتنع عن التعاون مع أمريكا في سرقة ثروات هذه القارة المسلمة في أغلبها؟ جاء في مقال تقرير لـ "ديك تشيني"، نائب الرئيس الأمريكي، أعده عام 2001 حول السياسة القومية الأمريكية بالنسبة للطاقة أن أفريقيا ستكون أحد المصادر الأمريكية المتنامية بسرعة من النفط والغاز.
- فالمطلوب إذا حكومة عميلة متعاونة مع الصهيوصليبية تلبس عباءة "شريعة".
- المطلوب شريعة بلا شريعة؟!
- فعلام يا فقهاء التنازلات تقولون: (لا بد من تقريب وجهات النظر؟) هل تحكيم الشريعة هو مجرد وجهة نظر تستوي مع تحكيم البرلمان في "شريعة"؟
- علام تطالبون المجاهدين بإعطاء شيخ شريف فرصة لتطبيق الشريعة الإسلامية...ألا تعلمون أن في الشريعة عقودا باطلة ملغاة غير قابلة للتصحيح لأنها مبنية على شفا جرف ههار.
- علام تصفقون حين تسمعون بنية البرلمان تنقيح الدستور وتنقيته من جميع المواد المخالفة للشريعة؟ هل المسألة مجرد عمليات ترميمية ثانوية بسيطة؟ هل فيه نقاء حتى تستخرج منه الشوائب؟ تعالوا نأخذ نماذج من هذا الدستور الذي أقسمت حكومة شيخ شريف على اتباعه:
- في المادة (28) فقرة (1) من هذا الدستور: "مجلس الشعب هو صاحب السلطة التامة للتشريع"
- في المادة (69): "تلتزم الحكومة بالقرارات و المعاهدات الدولية" يعني بشريعة أمريكا ودماها.
- في المادة (3) فقرة (2) تحت عنوان (سيادة القانون): "إن دستور هذه الحكومة الفيدرالية الانتقالية هو القانون الأعلى لجميع الشعب الصومالي و الهيئات الرسمية النافذ المطبق على كافة أنحاء البلاد و إن أي تشريع لا يتماشى مع هذا الدستور أو يعارضه فهو ملغي"...فعن أية تنقية تتكلمون؟
- إن كنتم يا فقهاء التنازلات مغتاظين من فريق من المسلمين بحق أو بباط، فإن هذا لا يعني بحال أن تهمشوا شريعة في عيون الناس وتحطوا من قدرها نكاية في هذا الفريق، فتؤيدوا تطبيق "شريعة" على الطريقة الأمريكية لتتهجموا بعدها على هذا الفريق المعارض لهذا التطبيق وتكرسوا في نفوس الناس أنه فريق تفريق وتخريب وشقاق لا يريد شريعة. هل أعمى الحقد أبصاركم وبصائركم إلى هذا الحد؟!
- إن أحد اتجاهات فقهاء التنازلات-واتجاهاتهم كثيرة- أتقن فن تفصيل الشريعة على أهواء المتجبرين: "شريعة" تسمح لأمريكا بأن تستخدم نفط المسلمين لضرب المسلمين، "شريعة" تعطي لأمريكا الأمان وتحرس قواعدها وتحمي ظهرها لتنتهك أعراض المسلمين وتكشف عوراتهم بحجة أن الأمريكان معاهدون مستأمِنون. لذا فإن أصحاب هذا الاتجاه لم يعودوا يرون هذا الشكل المؤمرك من ال"شريعة" في الصومال مستهجنا، فيدافعون عنه. فنعوذ بالله من فساد الفطرة.
- فهي إذن يا إخوة حيلة جديدة من حيل أمريكا وعملائها المنافقين: شريعة بلا شريعة، ووعود جوفاء بتطبيق "شريعة" ما تلبث أن تُلحق بأخواتها من قرارات مجلس الأمن وتدرج في أدراج النسيان...وفي هذه الأثناء التي يتخبط فيها المسلمون ويقعدون عن نصرة المشروع الجهادي في الصومال وينادي السذج بتقريب "وجهات النظر"...يكون الشعب قد أصاب سلاحه الصدأ وانطفأت فيه نار الجهاد وكسب أعداؤه الوقت... هذا ما يريدون، ونسأل الله تعالى أن يرد كيدهم في نحرهم.
- وفقهاء التنازلات الذين يسيؤون الاستدلال بسيرة النبي وسيرة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يطالبون الصومال بتنازلات مع أن المجاهدين اليوم في وضع قوة وسيطرة. لكن نفوس المتنازلين تعودت على التنازل ولا تستطيع التخلص منه.
رسالة إلى المواقع الإسلامية:
- وهنا رسالة نوجهها إلى المواقع والمجلات الإسلامية...إلى الكتاب والنُّقاد المسلمين:
الإنصاف الإنصاف! اتقوا الله فيما تكتبون وتنطقون! فإن بعض المواقع-للأسف- تقول أن شيخ شريف أعلن عن نيته تطبيق الشريعة لاستيعاب المسلحين المعارضين له في الصومال...وذلك في سياق يشيد به وبـ"حكمته" في لم شمل الصومال وحقن دمائه، وفي سياق يتحامل على المجاهدين و"إقصائيتهم" ورفضهم للآخر! فإن كنتم ترونه معذورا بعدم تطبيق الشريعة، وبمحاولة احتواء الـ"متشددين" بإعلانه هذا، فبماذا تختلفون عن الكتاب العلمانيين؟!
بل إن بعض المواقع تضع في أخبارها ما نصه:
"قال متحدث باسم جماعة أهل السنة والجماعة (جماعة شيخ شريف) الجمعة: إن مقاتلين من حركة شباب المجاهدين بالصومال قطعوا رأسي شيخين من حركة إسلامية منافسة في مدينة بلد...واتهم المتحدث كذلك حركة شباب المجاهدين بقطع رقاب ثلاث نساء كبيرات في السن مطلع الأسبوع الجاري."
أين الإنصاف؟ كيف تستبيحون تشويه المجاهدين وتعطي ذريعة بخبر مبتذل كهذا يصدر عن أتباع كرزاي الصومال؟! إننا نتوقع أن تكثر القوات الإفريقية من العمليات التي تستهدف المدنيين وتنسبها إلى المجاهدين لتشويه سمعتهم. فهل ترضى المواقع الإسلامية على الإنترنت أن تشارك بهذه الحملة التشويهية التي يُقصد منها تسويغ محاربة المجاهدين؟!
تذكروا قول الله تعالى: ((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا))
- وتتكلم هذه المواقع عن المجاهدين بلغة تستثير حفيظة القارئ ضدهم وتجتزئ من كلام المجاهدين عبارات ركيكة تُشعر بأنهم فوضوين همج...فأين الإنصاف؟!
إن كانت الشريعة قد هانت عليكم...
- إن "شريعة" التي لاكتها ألسنتكم يا فقهاء التنازلات هي غير شريعة الله عز وجل التي من أجلها نحيا وعليها نقاتل وبعودة راياتها نحلم....
- إن كانت شريعة الله عز وجل قد هانت عليكم إلى هذه الدرجة وبهتت في حسكم وذلت في أعينكم فهي في أعيننا وأعين الغيورين من المسلمين عزيزة مهيمنة كريمة لا تقبل الذل ولا تعرف الاستئذان...حاكمة غير محكومة، قاهرة غير مقهورة...تأمر وتنهى وتحل وتربط، وتصل وتقطع بإذن ربها تبارك وتعالى. لا بإذنكم ولا بإذن الأغلبية ولا بإذن الكفار والمنافقين.
المسلمون والعودة إلى المربع الأول
- أيها المسلمون! متى ننهض؟!
- أي مسلم يريد نهضة لنفسه ولأمته فإن عليه أن يرتقي في فهمه لدينه وواقعه...فإذا بان له الحق في مسألة بالأدلة القطعية انتقل إلى المستوى الأرقى من البحث والفهم دون أن يلتفت إلى الوراء، فيُقلع عن أرض الشبهات والشكوك ويحلق في سماء اليقين...
إن الشبهات والشكوك مربعات:
- فالمربع الأول الداخلي هو أن تعرف أن وضع الأمة غير مرضيٍّ في دين الله عز وجل.
- ثم المربع الثاني أن توقن بأن أعداء الأمة من الأمريكان والصليبيين وغيرهم لا يريدون بالأمة خيرا، وأنهم لا يرضون عن أحد حتى يتبع ملتهم.
- ثم المربع الثالث أن توقن بأن فقه التنازلات ليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لن يعيد للأمة مجدها.
- ثم المربع الرابع أن توقن بأنه-وكما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم- لن ينزع الله تعالى عنا الذل حتى نعود إلى الجهاد في سبيله.
وهكذا ينطلق المسلم من مربع إلى مربع إلى أن يحلق في سماء اليقين.
- لكن المشكلة الكبرى أن كثيرا من المسلمين تتلاعب بهم العواطف والأماني الزائفة، فبأدنى شبهة يعودون إلى مربعات كانوا قد خرجوا منها...ففي مثل قضية الصومال يتساءل أحدهم: أليس من الممكن أن يكون المجاهدون إرهابيين حقا؟...أليس من الممكن حقا أن يكون الحل في تقديم التنازلات؟ أليس من الممكن أنَّ أمريكا قد ترضى عن تطبيق الشريعة إذا كان المطبقون لها معتدلين؟ أليس من الممكن أن دين الله يقبل بوضعنا هذا وأن ما نسمعه من رفض الذل ووجوب محاربة المنافقين هو عنتريات جوفاء بالفعل؟ - هكذا...فلا مُسَلَّمات، ولا ثوابت، ولا قطعيات...فكيف نبغي الرفعة والنهضة للأمة إن بقينا على هذا الحال؟
- أيها المسلمون!
كفى تخبطا في تيه الشبهات... كفى ميوعة في المفاهيم... لا بد من أن ترسخ ثوابت الدين في نفوسنا، ثم نتلمس طريق النجاة لنا ولأمتنا على نور كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم...دون أن نلتفت إلى الوراء، ودون أن تعصف بنا الأهواء والأماني الخادعة، وإلا:
فسيبقى أعداء الأمة من كفار ومنافقين يتقدمون في إنجاز أجندتهم المستندة إلى ثوابتهم ومُسَلَّماتهم الباطلة...
وسيبقى فقهاء التنازلات في أحلامهم الوردية بنصر مؤزر وفتح مبين تحققه لهم تنازلاتهم...
وسيبقى المجاهدون المخلصون من أبناء الأمة وحدهم في الميدان مع عدو غاشم، لا سند لهم من أمتهم التي خذلتهم، ولا ناصر لهم إلا الله، وكفى بالله وكيلا...
وسيبقى عموم المسلمين...في المربع الأول!


::: د . إياد القنيبي :::

الزبير الطرابلسي
10-24-2009, 08:55 PM
اخي مستحيل ان نقرأ فالخط صغير

بتعرفني انت انا ختيار :D:D

عبد الودود
10-25-2009, 10:55 AM
اخي مستحيل ان نقرأ فالخط صغير

بتعرفني انت انا ختيار :D:D
لم أفهم قصدك أخي الزبير؟

الزبير الطرابلسي
10-26-2009, 07:42 PM
اخي عبد الودود اقصد ان كلمات الموضوع صغيرة جدا فاني لست قادر على قرائتها وللأسف
يمكن الخطا من عندي

عبد الودود
10-27-2009, 10:58 AM
صومال أراد الاقتران بشريعة:
- صومال أراد الاقتران بشريعة...حصل بالفعل...لكن همل الحارة اتحدوا مع همل حارة إثيوب المجاورة واستعانوا بعصابة أمريكانو ففرقوا بين صومال وشريعة...
- حمل صومال سلاحه وحاربهم جميعا وكاد أن يسترد شريعة... هنا لجأ حلف الهمل إلى شيخ الحارة المعروف بمتنازل المنبطحي وطلبوا منه الوساطة.
-
- عرض حلف الهمل على صومال أن يردوا إليه شريعة لكن بشروط:
أ) لا يطلب صومال شريعة من وليها، بل يطلبها من همل الحارة.
ب) ليس لولي شريعة أن يعطي شريعة إلى صومال، بل الأمر إلى همل الحارة.
ج) يُعتبر اقتران صومال بشريعة مشروطا بموافقة أغلبية همل الحارة، والشيخ متنازل المنبطحي، فطالما أن الهمل والشيخ متنازل موافقون على الاقران يبقى صومال وشريعة في بيت واحد، وإذا طالبت الأغلبية بالتفريق فيفرق بين صومال وشريعة.
د) لهمل الحارة الحق الكامل في التصرف بشريعة وفق ما يرتأونه من مصلحة ووفق ما تمليه عليهم حارة إثيوب وعصابة أمريكانو.
طبعا رفض صومال وثار على هذه الاتفاقية. لكن الشيخ متنازل استعان بمشايخ طريقته في الحارات كلها وذهبوا إلى صومال قالوا له:
يا صومال لماذا رفضت الاتفاقية؟
قال صومال: لأنها كفر! كيف أطلب شريعة وأشحذها من همل الحارة وليس من وليها.
فقال الشيخ متنازل وأهل الطريقة:
لا يا بني! هذب ألفاظك...لا تقل كفر! لا يجوز لك أن تدعي الحق المطلق وتتهم الناس. ألست تريد شريعة؟ الفرق بين أن يمنحك إياها وليها أو يمنحك إياها همل الحارة فرق شكلي. ليس هناك فرق جوهري...أنت يا بني تريد العنب أم أن تناطح الناطور؟! ألست تريد شريعة؟ همل الحارة سيعطونك شريعة.
لكن صومال أصر وقال: كيف يشترطون حرية التصرف في شريعة؟
فرد الشيخ متنازل ومشايخ الطريقة المنبطحية: يعني يا صومال أترى أن التعامل مع شريعة هو حق حصري لك؟! ألا تحترم رأي الأغلبية؟ أتظن أننا لن نحسن التعامل مع شريعة؟ لماذا سوء الظن يا أخي؟!
- هنا سكت صومال، خاصة عندما تذكر الماضي الطيب للشيخ متنازل ومشايخ الطريقة المنبطحية.
- تم الاتفاق على عقد القران. أين المأذون؟ المأذون المستأذن زعيم عصابة أمريكانو سيئة السمعة. الشهود: همل الحارة و زعماء العصابات في حارة إثيوب و في عموم بلدة أفريقانو. مكان الحفلة: حارة إثيوب المجاورة.
- وبالفعل، ارتبط صومال بشريعة.
- حديقة صومال تمر بها قوافل تحمل الذهب الأسود النابع من الحارات المجاورة إلى عصابة أمريكانو.
- لذلك، بعد الزفاف بأيام أراد المأذون أمريكانو أن يستوطن في بيت صومال ليشرف على هذه القوافل. لكنه عرف أن "شريعة" لا ترضى بوجود أجنبي في بيتها، فاجتمع بهمل الحارة وقاموا بفقء عيني شريعة ثم نادوا صومال: تعال يا صومال خذ عروسك شريعة.
- صومال تفاجأ: ليست هذه شريعة التي أعرف...تدخل الشيخ متنازل وقال:
- يا صومال يا بني، نحن قبلنا بالدخول في العملية التفاوضية، فعلينا القبول بمستحقاتها. نحن وقعنا على أن لهمل الحارة الحق في التصرف بشريعة والتعديل عليها.
- يا صومال يا بني لا بد من التنازلات.
- صومال: ولماذا التنازلات وأنا كدت أن أسترد شريعة بسلاحي دون تنازلات؟!
- الشيخ متنازل: يا بني! لا بد من حقن الدماء. مصلحتك كصومال وسلامة بدنك لا تعوض. أما "شريعة"، فسأقوم مع عصابة أمريكانو بإجراء عملية تجميل لها فلا تخف. فلماذا تعرض نفسك للجرح والقطع إن كان بإمكانك أن تبقى مع "شريعة" دون خسائر؟
- صومال قال في نفسه: هل يُعقل أن أكون أحكم وأعلم من الشيخ متنازل ومشايخ الطريقة المنبطحية؟! أليسوا الفقهاء الدارسين العلماء؟! أليسوا أصحاب التاريخ الدعوي الحافل؟
- فسكت صومال.
- أنصارها شريعة لم يسكتوا وثاروا على أمريكانو وحاولوا طرده من البيت.
- تدخل الهمل لنجدة سيدهم أمريكانو، لكنهم علموا أن شريعة قد تستغيث إذا سمعت أنصارها يؤذون ويطاردون. فأخذوها وأجروا التعديل اللازم...هذه المرة: قطعوا لسانها...
- أسرع صومال إلى الشيخ المنبطحي واشتكى له.
- ثم التعديل تلو التعديل, والهمل مع أمريكانو في بيت صومال يعربدون ويسرحون ويمرحون. والشيخ المنبطحي في هذا كله يهدئ من روع صومال ويذكره بحقن الدماء وموازنات القوى، ويعد بفجر جديد وبإصلاح للأوضاع... ويقول له: يا صومال، ريحة ولا العدم، على الأقل اسمها شريعة.
- في يوم من الأيام...وصومال جالس مع شريعة مفقوءة العينين مخلوعة اللسان مجدعة الأطراف مكسورة الأسنان مهيضة الجنحان محرقة ممزقة ملفقة...جاءت إليه ورقة من مجلس همل الحارة تقول: اليوم أصبحت نسبة المؤيدين لبقائك مع شريعة 49%. لذا فقد قررنا تفريقك عن شريعة.
- عرف صومال أنه قد خدع فأراد أن يحمل سلاحه لكن...كان السلاح قد أصابه الصدأ وكان صومال قد نسي فنون القتال.

- أيها الأحبة الكرام، آلمني وآلم كل حر ما سمعناه في الأسبوع الماضي من فقهاء التنازلات عن تطبيق الشريعة في الصومال. كرزاي الصومال شيخ شريف يعلن أنه لا مانع لديه من تطبيق "شريعة" إن كان الشعب الصومالي يريد ذلك...يُطرح الموضوع للمناقشة، فيوافق الوزراء والنواب على تطبيق "شريعة"...ويتم ذلك كله وقوة التدخل المشتركة في القرن الأفريقي تحرس القصر الرئاسي ومجالس الذين يريدون تطبيق "شريعة"، وبدعم أمريكا التي أجلبت بخيلها ورجلها ونارها وحديدها قبل أكثر من سنتين عندما رفعت المحاكم الشرعية شعار ((إن الحكم إلا لله)).
- ثار مجاهدو الصومال واعتبروا ما يجري مسرحية هزلية، فما هكذا تطبق الشريعة، وطعنوا في مصداقية كرزاي الصومال وأعوانه.
- فإذا بفقهاء التنازلات في شتى بقاع الأرض ينبرون دفاعا عن كرزاي الصومال ودعواه في تطبيق شريعة، ويلومون الغيورين من مجاهدي الصومال.
- فوفد علماء المسلمين للوساطة بين الحكومة الصومالية والجماعات الإسلامية يقول: إنه ليس هناك اختلافات جوهرية بين الفرقاء الصوماليين...
- وأحد كبار مشايخ الطريقة يوجه نداءً إلى أهل الصومال، يناشدهم فيه الالتفاف حول الرئيس الجديد شريف شيخ أحمد، الذي وصل إلى سدة الحكم من خلال مؤسسات الشعب الصومالي.
- والشيخ الآخر يستنكر موقف مجاهدي الصومال: ماذا تريدون! ألستم تريدون تطبيق الشريعة؟ أم أنكم لا ترضون بتطبيق الشريعة إلا إذا كنتم أنتم في الحكم؟
- فتنة كبيرة...مصيبة عظيمة! أن تهون الشريعة على هؤلاء إلى هذا الحد...ثم يتابعهم على أقوالهم جموع من المسلمين! وهذا دلالة على عدم فهم معنى تطبيق الشريعة لديهم وأن الشريعة قد هزلت في تصوراتهم.
- وبغض النظر عن الأشخاص والتعقيدات في الموضوع، بغض النظر عمن قال ومن قيل له، ومن حرض ومن رحب ومن رفض...فإن الذي يهمني هنا هو الدفاع عن هذه الكلمة العظيمة "تطبيق الشريعة" التي لاكتها الألسن بطريقة لا تناسب رفعتها.
شريعة بلا شريعة:
- فنقول لفقهاء التنازلات ومن تبعهم:
عن أية شريعة تتحدثون؟! أليست أمريكا وأثيوبيا عدوتين لدودتين لأي شيء يتعلق بالشريعة والخلافة الإسلامية؟ أليستا هما التين قاتلتا المحاكم لمجرد تطبيق الشريعة، ألم يقل الرئيس الأثيوبي ميليس زناوي إن الأجندة الوحيدة للجماعات الإرهابية هو إنشاء خلافة في القرن الإفريقي مركزه الصومال كما أوردت نيوزويك في 10-4-2008. ألم يحذر أوباما ومِن قبله بوش وعامة رؤساء الغرب والشرق من تطبيق الشريعة وإقامة الخلافة. ومن شاء فليراجع خطبة الخلافة ليسمع تصريحاتهم الواضحة. ألم يخرج مركز التخطيط الاستراتيجي الأمريكي RAND بدراسة قبل أشهر بعنوان (كيف تتلاشى الجماعات الإسلامية) وقال في ملخص الدراسة (الـAbstract):
(تدل الأحداث منذ عام 1968 على أن الجماعات الإرهابية نادرا ما تتلاشى بعد الحملات العسكرية، وإنما عادة ما تنتهي نتيجة للعمليات البوليسية التي يقوم بها الشرطة المحليون أو الاستخبارات أو نتيجة للانخراط في العمليات السياسية)...أي أنهم يريدون تذويب الجماعات الإسلامية الجهادية والقضاء عليها من خلال إشراكها في العملية السياسية، وجعل حاديها في ذلك: تطبيق "شريعة" على الطريقة الأمريكية.
فأية شريعة التي يطبقها كرزاي الصومال؟ هذا الرجل الذي رتب أوراقه مع المبعوث الأمريكي في كينيا، ثم انتخبه برلمان الحكومة التي كانت تحارب المحاكم الإسلامية، ثم كُرم واحتفل به في عاصمة أثيوبيا؟! ثم عاد إلى الصومال وهو يشيد بالموقف الأمريكي من بلاده.
- أية شريعة هذه التي يؤخذ الإذن من البرلمان الصومالي في تطبيقها؟
- الله تعالى هو الذي يأمر ويأذن. أيُستأذن الناس في طاعة الله؟ أليس الله تعالى هو القائل:
((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون))
- أليس الله تعالى هو القائل:
((إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا))
- إن استئذان الناس في تحكيم شريعة الله تعالى هو النقض والإبطال لشريعة الله.
- ففي شريعة الله:
- ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا))
- أما على طريقة استئذان البرلمان:
- (إذا قضى الله ورسوله أمرا فيعرض هذا الأمر على البرلمان. وللبرلمان كامل الحق في أن يقبل حكم الله أو أن يرده. وإذا عصى أمر الله ورسوله فرأيه محترم وصواب لأنه رأي الأغلبية).
في شريعة الله تعالى:
- ((إن الحكم إلا لله))
- وعلى طريقة استئذان البرلمان:
- (إن الحكم إلا للبرلمان، يحكم حتى على حكم الله).
- إن الإسلام هو: الاستسلام والانقياد التام والإذعان غير المشروط لحكم الله تعالى، وتطبيق أمر الله تعالى لأنه أمر الله.
- واستئذان البرلمان معناه جعله حكما على كل شيء، حتى على شريعة الله. فإن طبق حكم من الأحكام فلا يُطبق لأنه واجب التطبيق من حيث هو حكم الله، بل لأن البرلمان أذن لهذا الحكم أن يُطبق. وهذا لا يمكن بحال تسميته انقيادا واستسلاما لله.
- وعليه، فلو افترضنا أن البرلمان اختار أن يطبق الأحكام الإسلامية كاملة، من حرب للكافرين وموالاة للمسلمين ومنع للربا والزنا والخمور والضرائب، ونشر للفضيلة والعفاف والمساواة والمناصرة بين المسلمين...لكنها جميعا طبقت بعد إذن البرلمان، فإن هذه الأحكام لا تسمى إسلامية من وجهين:
1) أنها طبقت من حيث أنها إرادة البرلمان، وليس لأنها أحكام الله تعالى. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات)). فما بالك عندما لا تكون النية فاسدة فحسب، بل يصحبها إعلان باللسان والعمل أن المرجع هو البرلمان؟!
2) لأن البرلمان يملك في أي وقت أن يلغي الأحكام الإسلامية ويختار أحكاما منافية للإسلام ما دام أن أغلبيته هي المرجع.
- فعن أية شريعة تتحدثون؟! وما الفرصة التي تطلبون إعطاءها لكرزاي الصومال لتطبيق "شريعة"؟!
- إذا طلب الصومال الشريعة من وليها فممانعة أهل الحي كلهم لا تؤثر. وإن وافق أهل الحي كلهم على إعطاء شريعة لصومال دون إذن وليها فقبولهم لا يساوي شيئا.
-أذكر وأنا في الصف الأول أو الثاني الابتدائي أني قلت لزميلي النصراني: لماذا لا تسلم؟ فقال لي: (سأسأل أمي، وإذا سمحت لي سأسلم. هذا الرد المضحك لا يختلف عن أخذ إذن البرلمان في تطبيق "شريعة".
- وهنا نقطة هامة جدا أيها الأحبة: إذا كان البرلمان هو الحكم في تطبيق الشريعة من عدمه فسيُتخذ حكما أيضا في تعريف "شريعة" هذه. وقد أشار كرزاي الصومال إلى هذا عندما قال: (لن نطبق الشريعة بالطريقة التي يريدها المتشددون). إذن سيتخلصون من أحكام الشريعة التي لا تعجبهم كلِّها قائلين: لا! هذا الحكم في شريعتكم المتشددة، أما نحن فسنطبق الشريعة المعتدلة...ويصبح عندنا بوفيه " شريعة" يأخذون منه ما شاؤوا.
- ولا تسل عن "شريعة" المعتدلة التي سيصوغها برلمان معظم رجاله كانوا مع الحكومة المعادية للمحاكم الإسلامية، لا تسل عن "شريعة" التي يصوغها مجموعة فيهم العميل والسارق وتارك الصلاة...
- أيها الأحبة، أرجوكم ألقوا نظرة على موقع الصومال الجغرافي. فشمالها السودان الذي تسعى الصهيوصليبية إلى تمزيقه. وغربها إقليم أوغادين الصومالي الذي تحتله إثيوبيا، وإثيوبيا التي تسوم المسلمين سوء العذاب، وشرقها اليمن الذي تُعِد الصهيوصليبية العُدة للقضاء على الجهاد فيه.
-هل يتوقع من هذه الحكومة الصومالية المدعومة بالصليبية والمحروسة بقوة التدخل المشتركة في القرن الأفريقي أن تطبق الشريعة التي تأمر بمناصرة المسلمين في السودان وأثيوبيا وأوغادين واليمن؟ أليست شريعة الله تقول: ((وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر))
أليست شريعة الله هي: ((المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم))
أليست شريعة الله هي: ((مَثَل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر))
أليست شريعة الله هي ((ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته))
- أيتوقع من البرلمان الصومالي أن يطبق هذه الشريعة أثناء جلساته التي تحرسها القوات الإفريقية؟! هل سيخرج بقرار: عملا بأحكام الشريعة فسنناصر إخواننا المسلمين على أسيادنا الذين يحرسوننا في جلستنا هذه؟!
- أيُتوقع من البرلمان الصومالي أن يمنع أطماع الصليبية التنصيرية في الصومال؟
- أيتوقع من البرلمان المطلوب منه تفصيل "شريعة" أن يمتنع عن التعاون مع تحالف مكافحة الإرهاب في شرق إفريقيا الذي صنعته أمريكا، ومقره جيبوتي المجاورة؟!
- أيتوقع منه أن يمنع العربدة الأمريكية في القرن الإفريقي إذا وضعت أمريكا قواعد لها في الصومال بحجة منع القرصنة؟
- أيتوقع منه أن يمتنع عن التعاون مع أمريكا في سرقة ثروات هذه القارة المسلمة في أغلبها؟ جاء في مقال تقرير لـ "ديك تشيني"، نائب الرئيس الأمريكي، أعده عام 2001 حول السياسة القومية الأمريكية بالنسبة للطاقة أن أفريقيا ستكون أحد المصادر الأمريكية المتنامية بسرعة من النفط والغاز.
- فالمطلوب إذا حكومة عميلة متعاونة مع الصهيوصليبية تلبس عباءة "شريعة".
- المطلوب شريعة بلا شريعة؟!
- فعلام يا فقهاء التنازلات تقولون: (لا بد من تقريب وجهات النظر؟) هل تحكيم الشريعة هو مجرد وجهة نظر تستوي مع تحكيم البرلمان في "شريعة"؟
- علام تطالبون المجاهدين بإعطاء شيخ شريف فرصة لتطبيق الشريعة الإسلامية...ألا تعلمون أن في الشريعة عقودا باطلة ملغاة غير قابلة للتصحيح لأنها مبنية على شفا جرف ههار.
- علام تصفقون حين تسمعون بنية البرلمان تنقيح الدستور وتنقيته من جميع المواد المخالفة للشريعة؟ هل المسألة مجرد عمليات ترميمية ثانوية بسيطة؟ هل فيه نقاء حتى تستخرج منه الشوائب؟ تعالوا نأخذ نماذج من هذا الدستور الذي أقسمت حكومة شيخ شريف على اتباعه:
- في المادة (28) فقرة (1) من هذا الدستور: "مجلس الشعب هو صاحب السلطة التامة للتشريع"
- في المادة (69): "تلتزم الحكومة بالقرارات و المعاهدات الدولية" يعني بشريعة أمريكا ودماها.
- في المادة (3) فقرة (2) تحت عنوان (سيادة القانون): "إن دستور هذه الحكومة الفيدرالية الانتقالية هو القانون الأعلى لجميع الشعب الصومالي و الهيئات الرسمية النافذ المطبق على كافة أنحاء البلاد و إن أي تشريع لا يتماشى مع هذا الدستور أو يعارضه فهو ملغي"...فعن أية تنقية تتكلمون؟
- إن كنتم يا فقهاء التنازلات مغتاظين من فريق من المسلمين بحق أو بباط، فإن هذا لا يعني بحال أن تهمشوا شريعة في عيون الناس وتحطوا من قدرها نكاية في هذا الفريق، فتؤيدوا تطبيق "شريعة" على الطريقة الأمريكية لتتهجموا بعدها على هذا الفريق المعارض لهذا التطبيق وتكرسوا في نفوس الناس أنه فريق تفريق وتخريب وشقاق لا يريد شريعة. هل أعمى الحقد أبصاركم وبصائركم إلى هذا الحد؟!
- إن أحد اتجاهات فقهاء التنازلات-واتجاهاتهم كثيرة- أتقن فن تفصيل الشريعة على أهواء المتجبرين: "شريعة" تسمح لأمريكا بأن تستخدم نفط المسلمين لضرب المسلمين، "شريعة" تعطي لأمريكا الأمان وتحرس قواعدها وتحمي ظهرها لتنتهك أعراض المسلمين وتكشف عوراتهم بحجة أن الأمريكان معاهدون مستأمِنون. لذا فإن أصحاب هذا الاتجاه لم يعودوا يرون هذا الشكل المؤمرك من ال"شريعة" في الصومال مستهجنا، فيدافعون عنه. فنعوذ بالله من فساد الفطرة.
- فهي إذن يا إخوة حيلة جديدة من حيل أمريكا وعملائها المنافقين: شريعة بلا شريعة، ووعود جوفاء بتطبيق "شريعة" ما تلبث أن تُلحق بأخواتها من قرارات مجلس الأمن وتدرج في أدراج النسيان...وفي هذه الأثناء التي يتخبط فيها المسلمون ويقعدون عن نصرة المشروع الجهادي في الصومال وينادي السذج بتقريب "وجهات النظر"...يكون الشعب قد أصاب سلاحه الصدأ وانطفأت فيه نار الجهاد وكسب أعداؤه الوقت... هذا ما يريدون، ونسأل الله تعالى أن يرد كيدهم في نحرهم.
- وفقهاء التنازلات الذين يسيؤون الاستدلال بسيرة النبي وسيرة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يطالبون الصومال بتنازلات مع أن المجاهدين اليوم في وضع قوة وسيطرة. لكن نفوس المتنازلين تعودت على التنازل ولا تستطيع التخلص منه.
رسالة إلى المواقع الإسلامية:
- وهنا رسالة نوجهها إلى المواقع والمجلات الإسلامية...إلى الكتاب والنُّقاد المسلمين:
الإنصاف الإنصاف! اتقوا الله فيما تكتبون وتنطقون! فإن بعض المواقع-للأسف- تقول أن شيخ شريف أعلن عن نيته تطبيق الشريعة لاستيعاب المسلحين المعارضين له في الصومال...وذلك في سياق يشيد به وبـ"حكمته" في لم شمل الصومال وحقن دمائه، وفي سياق يتحامل على المجاهدين و"إقصائيتهم" ورفضهم للآخر! فإن كنتم ترونه معذورا بعدم تطبيق الشريعة، وبمحاولة احتواء الـ"متشددين" بإعلانه هذا، فبماذا تختلفون عن الكتاب العلمانيين؟!
بل إن بعض المواقع تضع في أخبارها ما نصه:
"قال متحدث باسم جماعة أهل السنة والجماعة (جماعة شيخ شريف) الجمعة: إن مقاتلين من حركة شباب المجاهدين بالصومال قطعوا رأسي شيخين من حركة إسلامية منافسة في مدينة بلد...واتهم المتحدث كذلك حركة شباب المجاهدين بقطع رقاب ثلاث نساء كبيرات في السن مطلع الأسبوع الجاري."
أين الإنصاف؟ كيف تستبيحون تشويه المجاهدين وتعطي ذريعة بخبر مبتذل كهذا يصدر عن أتباع كرزاي الصومال؟! إننا نتوقع أن تكثر القوات الإفريقية من العمليات التي تستهدف المدنيين وتنسبها إلى المجاهدين لتشويه سمعتهم. فهل ترضى المواقع الإسلامية على الإنترنت أن تشارك بهذه الحملة التشويهية التي يُقصد منها تسويغ محاربة المجاهدين؟!
تذكروا قول الله تعالى: ((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا))
- وتتكلم هذه المواقع عن المجاهدين بلغة تستثير حفيظة القارئ ضدهم وتجتزئ من كلام المجاهدين عبارات ركيكة تُشعر بأنهم فوضوين همج...فأين الإنصاف؟!
إن كانت الشريعة قد هانت عليكم...
- إن "شريعة" التي لاكتها ألسنتكم يا فقهاء التنازلات هي غير شريعة الله عز وجل التي من أجلها نحيا وعليها نقاتل وبعودة راياتها نحلم....
- إن كانت شريعة الله عز وجل قد هانت عليكم إلى هذه الدرجة وبهتت في حسكم وذلت في أعينكم فهي في أعيننا وأعين الغيورين من المسلمين عزيزة مهيمنة كريمة لا تقبل الذل ولا تعرف الاستئذان...حاكمة غير محكومة، قاهرة غير مقهورة...تأمر وتنهى وتحل وتربط، وتصل وتقطع بإذن ربها تبارك وتعالى. لا بإذنكم ولا بإذن الأغلبية ولا بإذن الكفار والمنافقين.
المسلمون والعودة إلى المربع الأول
- أيها المسلمون! متى ننهض؟!
- أي مسلم يريد نهضة لنفسه ولأمته فإن عليه أن يرتقي في فهمه لدينه وواقعه...فإذا بان له الحق في مسألة بالأدلة القطعية انتقل إلى المستوى الأرقى من البحث والفهم دون أن يلتفت إلى الوراء، فيُقلع عن أرض الشبهات والشكوك ويحلق في سماء اليقين...
إن الشبهات والشكوك مربعات:
- فالمربع الأول الداخلي هو أن تعرف أن وضع الأمة غير مرضيٍّ في دين الله عز وجل.
- ثم المربع الثاني أن توقن بأن أعداء الأمة من الأمريكان والصليبيين وغيرهم لا يريدون بالأمة خيرا، وأنهم لا يرضون عن أحد حتى يتبع ملتهم.
- ثم المربع الثالث أن توقن بأن فقه التنازلات ليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لن يعيد للأمة مجدها.
- ثم المربع الرابع أن توقن بأنه-وكما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم- لن ينزع الله تعالى عنا الذل حتى نعود إلى الجهاد في سبيله.
وهكذا ينطلق المسلم من مربع إلى مربع إلى أن يحلق في سماء اليقين.
- لكن المشكلة الكبرى أن كثيرا من المسلمين تتلاعب بهم العواطف والأماني الزائفة، فبأدنى شبهة يعودون إلى مربعات كانوا قد خرجوا منها...ففي مثل قضية الصومال يتساءل أحدهم: أليس من الممكن أن يكون المجاهدون إرهابيين حقا؟...أليس من الممكن حقا أن يكون الحل في تقديم التنازلات؟ أليس من الممكن أنَّ أمريكا قد ترضى عن تطبيق الشريعة إذا كان المطبقون لها معتدلين؟ أليس من الممكن أن دين الله يقبل بوضعنا هذا وأن ما نسمعه من رفض الذل ووجوب محاربة المنافقين هو عنتريات جوفاء بالفعل؟ - هكذا...فلا مُسَلَّمات، ولا ثوابت، ولا قطعيات...فكيف نبغي الرفعة والنهضة للأمة إن بقينا على هذا الحال؟
- أيها المسلمون!
كفى تخبطا في تيه الشبهات... كفى ميوعة في المفاهيم... لا بد من أن ترسخ ثوابت الدين في نفوسنا، ثم نتلمس طريق النجاة لنا ولأمتنا على نور كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم...دون أن نلتفت إلى الوراء، ودون أن تعصف بنا الأهواء والأماني الخادعة، وإلا:
فسيبقى أعداء الأمة من كفار ومنافقين يتقدمون في إنجاز أجندتهم المستندة إلى ثوابتهم ومُسَلَّماتهم الباطلة...
وسيبقى فقهاء التنازلات في أحلامهم الوردية بنصر مؤزر وفتح مبين تحققه لهم تنازلاتهم...
وسيبقى المجاهدون المخلصون من أبناء الأمة وحدهم في الميدان مع عدو غاشم، لا سند لهم من أمتهم التي خذلتهم، ولا ناصر لهم إلا الله، وكفى بالله وكيلا...
وسيبقى عموم المسلمين...في المربع الأول!


::: د . إياد القنيبي :::
أرجو أن يكون هذا الخط وافيا بالغرض

الزبير الطرابلسي
10-27-2009, 12:19 PM
بارك الله فيك عبد الودود
ستتم قراءة الموضوع الآن
:smile::smile: