تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المسالحة الفلسطينية - الشيخ حامد العلي



أبو طه
10-19-2009, 01:19 PM
المسالحة الفلسطينيّة !

حامد بن عبدالله العلي


لا يشكُّ متابعٌ جيـّد لمايجري على المشهد الفلسطيني ، طرفة عين ، أنَّ المشـروع المسمّـى ( المصالحة الفلسطينية ) ، يُراد منه نزع سلاح المقاومة ، فهو من ( المسالحة) ، وليس ( المصالحة ) وأنـّه إنمّـا يدور دوران الرّحى على شـيءٍ واحـد ، هـو محاولة ( تفتيح ) حماس ، وبقية الفصائل الفلسطينية ذات الجناح المسلّح ، والفكر الجهادي ،


أي جعلها مثل (فتـح) تلك التي عبث الصهاينة بعفّتها من بعد أوسلو ، حتى هتكوا عرضها أخيرا ، على يد دايتون ، إذ هـذا العلج هو الذي غـدا بيده تحديد كلَّ شيء له علاقة بالسلاح ، تحت سلطة عباس ، من عدد القطع والذخيـرة ، إلى تعيين الشخصيات الأمنية ، مروراً بالأموال الغربية المطلوبة للأجهزة الأمنيـة ..إلخ ، وما له علاقة بالمال ، والرواتب حتى راتب عباس نفسه ، فحوّل فتـح إلى ( عاهرة أمنيـّة ) أي : جهاز امني تابع للصهاينة ، هدفه القضاء على المقاومة ، وإجتثات حتى فكرته في الضفّة !


هذه هـي كلُّ القصة التي تلخِّـص الهدف الخفي ، لمـّا يُسمى مشروع المصالحة ، وهذا لايعني أنّ كلّ من يجُاري هذا المشروع ، يخفى عليه ذلك ، أو يريد تحقيقه ، لكن ذلك هو غاية واضعيه ، ثم إنّ السياسيين المهرة إذا اضطرُّوا إلى مجاراة المكر بمثله ، يقلبـون ، ولايقبلون أهدافه ، موظّفين المشروع لصالحهم .


وأتى ليمكرَ بي فكدْتُ به ** ومضى يجرُّ حبائلَ الإذلال


وهلـمُّوا لنربط الأحداث ،


لم تألُ الجهود الغربيّة ، والصهيونيّة ، جهداً لتطويع حماس ، منذ نجاحها السياسي حاملة معها فكر ، وسلاح المقاومة ، فحوصرت أمريكيا ، وأوربيا ، رغم نجاحها في الإنتخابات ! ثـم سُلـّط دايتون بأزلامه ، ليؤدّيَ دورَه في غزّة كما فعل ويفعـل في الضفة ، فبُترت يدُه هناك بالحسم في 14 يونيو 2007م ، فضُيّق على غـزّة الحصار الإقتصادي الخانق ، الذي أُضيف إلى الحصار السياسي منذ نجاحها ،


فلمّا لم يزدها ذلك إلاّ صموداً ، بقيت فتح تحيك المآمرات على غزة من إثارة المظاهرات ، إلى التفجيرات ، وتشديد الحصار القاسـي ، وتأليب أهل الدار ، والجوار ، ليضيق الغزاويون ذرعاً بالمقاومة ، ولينقلبوا عليها ، فكانت حماس تدهش العالم بأداء القبضة الأمنيّة المحكمـة ، وحشد التأييد ، وإختراع البدائل السياسية ، والإقتصادية ـ حتى حفر الأنفاق ـ لتبقى صامـدة أمام تلك المؤامرات .


ولمـّا سُقط في أيـدي أزلام دايتون ، وباءت كلّ المحاولات بالفشـل ، جاء الخيار العسكريُّ مطلع هذا العام ـ حرب الفرقان ـ وتحرّكت الآلة العسكرية الصهيونية العمياء ، تدكُّ كلَّ شيءٍ أمامها في غزة ، وتحرّضها فتح بأحقادها التي لو وُزّعت على الصهاينة لوسعتـهم ! وهي تنتظر ساعة الصفر ، لتتشفّى من حماس بيد الصهاينة جزاري الشعب الفلسطيني!


تحرّضها على إرتكاب كلّ إنتهاكات حقوق الإنسان بأبشع الطرق ، حتى إنّ غولدستون (ابن اليهوديـّة) لم تحتمل نفسُه بشاعة الجريمة (الصهيوفتحاوية ) فأطلق صيحة النكيـر التي صكّت مسامع العالم أجمـع ، وحاول عباس أن ينقذ الصهاينة ، وسحب التقرير ، فدفع أحرار العالم بأسرهـم فـي ظهره دفعـاً ، حتى أُعيـد بالقوة إلى تقديم التقرير ، ففعـل ( مكرهٌ أخوك لابطل ) .


ولكنَّ الجيش الصهيوني ، هُـزِم هزيمةً منكـرة ، في حرب الفرقان ، وخرج يجـرُّ أذيال الخيبة ، معها تبعات جرائمه التي باتت تلاحقه أشباحُها ، وستبقـى إلى أجـلٍ غير مسمـّى ، وبدا وجهُ سلطة عباس بعد الهزيمـة مُسودَّا وهو كظيـم .


فجاؤوا بعـدُ بمكرٍ عظيم ، وهو إعادة خنـق غـزّة بمنع مشاريع إعادة الإعمـار ، مـع إبقاء الحصار مستمـرا ، وأشدّ مما مضـى.


والهدف هذه المـرَّة ، أن تبقى حماس وهـي ترى أهل غزة ، يشاهدون آثار الدمار ، والخراب ، والمآسي ، والكوارث ، والنكبات ، التي أحدثتها الحرب الدامية ، ماثلة أمام أعينهم ، يرونها كلّ يوم ، فتُلهب ظهـورَ معنوياتهم بالسيـاط ، وتعمل عملها في نفوسهم ، لتقودهم إلى القبول بالرضوخ ، فيضع ذلك أمام حماس عوائق أعظم من إمكاناتها ، وعلى عاتقهـا أعباء فوق طاقتها ، ومهام أشـدّ جسـامة من قدرتها ، لاسيما هي تزداد بمرور الأيام ، وإشتداد الحصار ،


فيدفعها ذلك كلّه إلى مايسمى (حكومة الوحدة الوطنية ) ، يتوقَّف على تشكيلها، وقبولِ حماس بها ، السماحُ بتدفق أموال إعادة الإعمار ، وفك الحصار.


وليس المقصود حكومة وحدة وطنية تتبنّى المقاومة ، وتتمرّد على دايتون ، إذاً لهان الأمـر ، بل حكومة تقود إلى استنساخ نسخة مما في الضفة إلى غـزّة .


فليس الهدف من هذه المرحلة ، إلاّ الدخول في عملية جديدة ، ومرحلة جديـدة ، تستأنف نفس المؤامرة التي بدأت بأوسلو ، والتي بدأ تنفيذ أخطر مراحلها بقدوم دايتون ،


وهذه المرحلـة يُراد لهـا ـ وحماس وبقية فصائل المقاومة ترفض ذلك ـ أن تبـدأ بإعادة أزلام دايتون إلى غـزّة ، وأن تنتهـي بـ( تفتيح ) حماس ، وبقيــة فصائل المقاومــة الفلسطينية ، أو ( ديدنتهم ) ـ اشتقاقا من دايتون ـ فيفيق الجميع بعد نهاية هذا النفق ، بأنهم في نفس الحضن الذي فيه عباس وزمرته ، يلاحقون المقاومين في غـزّة ، كما يُلاحقون هنـاك في الضفة.


ولهذا فُتـح لحماس بابٌ من الإتصال أوربيـّا ، وبابٌ آخر من تشديد الضغط مصريّا ، حتى قتل المعتقلين بالتعذيب ! وكثّفـت التحركات السياسية في محاولة لتخفيف الدعم السياسي الخارجي لحماس ، وكلُّ ذلك لدفعها إلى ما كان يُراد لهـا من أوّل الأمر ،


وهـو مصير (فتح ) ، هذه المعادلة : حُقنة عرفات ، أو سُخرة عباس !


وبعد :


فالحقَّ أنّ التحديات التي تواجهها حماس اليوم أعظم من كلِّ مامضى عليها ، وهي ـ لعمري ـ تحدّيات ضخمة ، وقـد تجمّعت في ظروف شبه مستحيلة ، وفي زمن قياسي ، ولا تطيقها حتـّى الجبال الرواسي.


والمرحلة القادمة حاسمـة ، فقد جمُعت عليها الآن كلُّ أسهم الكيد في كنانة كلّ أعداءها : الحصار الإقتصادي ، والسياسي الخانـقين ، ودمار الحرب ، وآثارها الماديّة ، والنفسيّة ، الهائلة على أهـل غـزّة ، والضغوط السياسيّة ، والإدراج على قوائم الإرهاب الغربـيّة ، وخيانة الأنظمة العربية الموالية للغـرب ، وتآمر الفتحاويين ، والتحديات الأمنية داخل غزة ، ما بين المخربين ، والجواسيس الصهيونية ، والفتحاوية ، والمصرية ، والعربية ، وفقر ، وجوع ، ومشكلات أخـرى تترى .


وفي شبه خذلان تام ، ليس من عامّة الأمة ، بل من كثير من قادتها ، ومفكريها ، ودعاتها ، حتّى القنوات الإعلامية الإسلاميّة المختلفة ، والحركات الإسلامية ، لاتزال لاتعطي ما ينبغي أن تعطيه من الدعم المادّي ، والمعنـوي، وحتّى خطباء الجمعة ، يكادون يتجاهلون قضيتهم إلاّ لمامـاً ، وإنما ينشط البعض عندما لايرى إلاّ العيوب ، والأخطاء، فينفـُضُ عنـه غبار النوم فجأة ، ويسلقها بألسنةٍ حداد !!


هذه البلايا كلّها ، إلى جانب أعباء إثبات الكفاءة في إدارة شؤون غزة ، ورعاية مصالح الفلسطينيين فيها ، رغم كلّ تلك الضغوط !


هذا مع الحفاظ على فكر ، وسلاح المقاومة .


ولاريب أنّ كـلّ من يتحلَّى بالإنصاف ، لا يملك إلاّ أنْ يشهد لهذه الحركة بالنجاح الأسطوري في مسيرة النضال الفلسطيني .


غير أنّ الخوف عليها ـ أيضا ـ لا يجوز إستبعاده ، ومن لايخشى على حركة تحرريّة تتعرض لكلّ هذه الأعاصير ، فإنـَّه جاهل بسنن الحياة ، وكـم من حركة بدأت كثورة البركان ، وانتهت إلى إنبطاح الخرفان ، فكيف إذا كانت مع ذلك تحمل مشروعا إسلاميّا ، يعاديه الشرق ، والغرب .


غيـر أنّنـي قلـت ، ولازلت أقول ، إنَّ أسوء الناس موقفـاً اليوم ، إتجاه هذه المرحلة الخطيرة لخـطّ المقاومة للقضية الفلسطينية ، هو إنتظار من ينتظر ـ وهو متكئٌ على أريكته ـ أن ينهزم الفكر المقاوم في غـزَّة لكي يشمت به ، كما يفعل أهلُ الأهواء ، والأسرى لحظوظ نفوسهم المريضة.


والواجب أن يكون شعورنا أنَّ أيّ تقصير منـّا للدعم المعنوي ، والمادي ، لغـزّة ، سيجعلنا مشتركين في تبعات تلك الهزيمة ، فالقضية قضيتنا ، وليست قضية حماس ، ولا غـزَّة ، ولهم من الحقّ أن يلوموننا ـ إن قصـّرنا ـ على خذلانهم إذا سقط خيار المقاومة في الشَرَك المنصوبُ له ، مثـل أو أكثـر مما نلومهـم .


أقول هذا مع أننا لانشك ـ بإذن الله ـ طرفة عين أنَّ حماس التي أنارت مسيرتها بوجـوه الشهداء الباسمـة ، وسقت نهجها بدماءهم ، لن تقع في (الشـَّرَك ) مثلما وقعت فتـح ، لا هي ، ولا الفصائل الأخـرى ، وأنها إذا وطأت أرض الفخاخ السياسية ، فلكي تضع هي أيضا شِرَاكها فيـها ، وتحمي المقاومة من تلك الفخاخ .


وما سمعته من القائد هنية بإذني في الإتصال في العشر الأواخر من رمضان ، يرفع هذا العلم إلى درجة اليقين ، ويصبُّ عليه برد الاطمئنان .


كما أننا لانستريـب أنَّ أسود القسام ، وكلّ الفصائل الجهادية الأخرى ، ستبقى وفيّـةً لدماء الشهداء ، ولقَسَم الجهاد الفلسطيني منذ أن أطلقه القسـَّام ، حاميـةً أقصانـا ، واضعةً تحت قدميها كلَّ (خطّـة دايتونية ) بعـزّة الذين لايهابون الموت في سبيل الله ، ولاتطأطىء جباهم إلاّ لله تعالى .


فيممّوا وجوهكـم يا رموز الأمة شطر فلسطين ، وأنـتم يا أتباعهم ببصيرة ، وتابعوا ما سيجري فيها في قادم الأيام ، وادعموا المجاهدين فيها ، كي يثبتوا ، فإنها مرحلة خطيرة ، وستتجه إلى عنـق الزجاجة ، فنسأل الله أن يثبت الذين آمنوا ، ويخزي أعداء الله اليهود وأذنابهـم .


والله حسبنا ، وحسبهم ، عليه توكلنا ، وعليه فليتوكل المتوكلون ، فنعم المولى ونعم النصيـر

فـاروق
10-19-2009, 02:41 PM
شو بدك فيه... شكلو صار اخونجي وما عارف حالو شو عم يحكي

الزبير الطرابلسي
10-19-2009, 02:55 PM
(الشيخ) حامد يقول عن ما يحصل في ارض فلسطين بانها قضية فلسطينية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟:mad::mad::mad:
ما هذا ؟؟
ما عهدناه يتكلم هكذا

فـاروق
10-19-2009, 03:06 PM
العالم الاسلامي تشغله عدة قضايا: القضية الشيشانة... القضية الباكستانية... القضية الكشميرية... االفلسطينية الخ..

وصف الشيخ جاء في هذا الاطار... وكل كلامه يدعو الى وقوف كل العالم الاسلامي مع الاخوة في فلسطين..بل قال بالحرف الواحد اننا مسؤولون عن فشلهم اكثر منهم...

فرويدك قليلا..بارك الله بك

الزبير الطرابلسي
10-20-2009, 09:55 PM
العالم الاسلامي تشغله عدة قضايا: القضية الشيشانة... القضية الباكستانية... القضية الكشميرية... االفلسطينية الخ..

وصف الشيخ جاء في هذا الاطار... وكل كلامه يدعو الى وقوف كل العالم الاسلامي مع الاخوة في فلسطين..بل قال بالحرف الواحد اننا مسؤولون عن فشلهم اكثر منهم...

فرويدك قليلا..بارك الله بك
انت قسمت القضايا واعلم ان هذا ما يسعى اليه احفاد القردة والخنازير من الصليبيين واليهود
نحن نحارب لاجل قضية واحدة الا وهي القضية الاسلامية العالمية
اعلم يا فاروق ان دين الله هو من يحارب وليس فلسطين او القدس او الشيشان او او
لذلك لا يجوز لنا ان نفرق بين اطياف الامة

بعدين(الشيخ)ما اول مرة بيذكرها
ما تبرره اخطاؤه

هداه الله