من طرابلس
10-15-2009, 01:22 PM
جون فيلو: القاعدة دخلت مرحلة الموت البطيء
هادي يحمد (http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1254573622151&pagename=Islamyoun%2FIYALayout#***1 )15-10-2009
http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1255524978442&ssbinary=true
جـون فيلو
"مثل القطة التي لها تسع أرواح فإن القاعدة لها تسع أرواح"، و"لكنها لن تستطيع الظفر بحياة عاشرة"، هكذا يتنبأ الخبير الفرنسي "جون بير فيلو" الباحث في العلوم السياسية بكرسي الشرق الأوسط بجامعة السربون الفرنسية بالمصير القاتم لتنظيم القاعدة. وفي حوار خاص مع موقع "الإسلاميون.نت" بمناسبة صدور كتابه "الأرواح التسع للقاعدة" يؤكد "جون بير فيلو" على نظرية نهاية تنظيم القاعدة، ويعتبر فيلو أن القاعدة التي تحتفل هذه السنة بذكرى ميلادها العشرين "تقاتل في منطقة القبائل الباكستانية من أجل النفس الأخير".
* ما هي الفرضية التي تبني عليها كتابك "الأرواح التسع للقاعدة"؟
- هو تتبع لمسار القاعدة لمدة واحد وعشرين عاما من عمرها منذ أن تأسست في شهر أغسطس سنة 1988 في أحد معسكرات اللاجئين الأفغانية من قبل زعيمها أسامة بن لادن وإلى اليوم عبر البحث في مقولة "الجهاد العالمي" الذي ميز القاعدة على غيرها من الحركات الجهادية المحلية، والفرضية تنبني على أساس "نهاية تنظيم القاعدة" بالنظر إلى ما يجري في الوقت الحالي، وخاصة في منطقة القبائل الباكستانية مع دخول التنظيم حالة "الموت البطيء" في العراق، ومحدودية دور الفروع الأخرى، سواء كان الأمر في الجزائر أو السعودية أو اليمن أو الصومال.
ومن أجل الوصول إلى هذه النتيجة قسمت حياة القاعدة إلى تسع مراحل اعتمادا على البحث التاريخي والجيوسياسي تنطلق من مرحلة التأسيس (1988- 1991) في المخيمات الأفغانية ثم مرحلة "المنفى السوداني" (1991 – 1996) حيث استقر بن لادن في السودان قبل أن يطرد منه، ثم مرحلة "المواجهات الأمريكية" (1996- 1998)، ثم مرحلة "المجاهدون الأفغان" (1998 – 2001)، ثم مرحلة "الانهيار المؤجل" (2001 – 2003)، وهي فترة ما بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، ثم مرحلة "حملة السعودية" (2003 - 2004)، ثم مرحلة "دم العراق" (2004 - 2006) التي لحقت فترة غزو العراق، ثم مرحلة "خلفاء الظل" (2006 - 2007)، والتي تتحدث عن ظهور أمراء القاعدة في السعودية والجزائر وأوروبا والعراق، ثم أخيرا مرحلة "الهروب إلى الإمام" (2007 - 2009).
وفي كل هذه المراحل تتبعت تاريخ الحركة وأفرادها من أجل البحث عن الهيكلية العامة التي بني عليها مسار الحركة، ولاحظت أن المرحلة السابعة التي تتحدث عن غزو العراق قد أعطت التنظيم روحا جديدة وأجلت موتها، والقاعدة التي انطلق تأسيسها على الحدود الباكستانية الأفغانية أثناء الصراع مع الاتحاد السوفييتي آنذاك نجدها اليوم تعود إلى نفس المنطقة من الحدود في منطقة القبائل الأفغانية، ولكن هذه المرة من أجل المحافظة على حياتها في صراع مفارق تحارب فيه "جيشا إسلاميا" في دولة إسلامية هي الباكستان، يعني القاعدة تعود اليوم إلى نفس المنطقة التي تأسست فيها، ولكن لمشاهدة حتفها هذه المرة.
جدلية الحضور والتراجع
* ولكن الفرضية ذاتها وتقديم الأسانيد بانهيار القاعدة وموتها طرحت من قبل كفرضية من قبل الباحث "جيل كيبيل" منذ حوالي ثلاث سنوات في كتابه "فتنة".
http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1255524978454&ssbinary=true
غلاف كتاب "الأرواح التسع للقاعدة"
- مع فارق جوهري، وهو أن "جيل كيبيل" -الذي هو زميل أقدره- قام بفرضيته معمما هذا الانهيار على الحركات الإسلامية بشكل عام مبشرا بنهاية "الإسلامية"، والأمر الذي أطرحه في هذا الكتاب يتناول القاعدة يشكل خاص، وباعتبارها جسما غريبا حتى في الظاهرة الإسلامية بحد ذاتها.
* دعنا نناقش الفرضية في ضوء الواقع الحالي، أي في الأراضي التي تقاتل فيها القاعدة، وخاصة في أفغانستان، ألا تعتقدون أن الرجوع العسكري القوي لحركة طالبان في أفغانستان من شأنه أن يمنح حياة "عاشرة" لتنظيم القاعدة؟
- شخصيا لا أعتقد ذلك، فحركة طالبان تعمل وتنتشر على المستوى المحلي، ولا تعطي إشارات أن لها الرغبة في التمدد خارج الحدود الأفغانية، ونحن نجد أنفسنا في الوقت الحالي في وضعية مشابهة لما عاشه بن لادن في سنوات الثمانينيات حينما قاتل الأفغان الاحتلال السوفيتي ولم تكن لهم رهانات أخرى غير الرهانات المحلية.
في الوقت الحالي نلحظ أن القاعدة لها حضور ضعيف في أفغانستان، والمصادر العسكرية الأمريكية تتحدث عن بضعة مئات من المقاتلين على أقصى تقدير، وهو أمر هامشي مقارنة بمقاتلي طالبان، ولكن من الممكن أن تستغل القاعدة بعض الهوامش المسموح بها في أفغانستان وفي منطقة القبائل من أجل المساهمة في المخطط الثوري الذي تقوم به طالبان باكستان من أجل قلب نظام الحكم هناك، ومن المثير للانتباه هنا أن القاعدة تقوم بحربها الرئيسية ضد جيش إسلامي في جمهورية إسلامية (الباكستان)، وهو ما يؤكد وقوع التنظيم في شرك مأزق ليس فقط عسكريا، ولكنه "شرعي" أيضا أوقع الشك في النوايا الحقيقية للقاعدة بكونها تقاتل باسم الإسلام.
القاعدة وشباب المجاهدين
* ولكن هناك مثالا آخر يمكن أن يحد من قيمة تحليلك، وهو ما يجري في الصومال، وخاصة مع النفوذ الكبير والسطوة التي أصبحت تتمتع بها قوات "شباب المجاهدين"، والتي لا تخفي ولاءها للقاعدة، وخاصة حينما أصدرت الحركة شريط المعايدة نهاية شهر سبتمبر الماضي "تهنئ فيه الشيخ أسامة بن لادن بقدوم العيد".
- في هذا السياق هناك قصة طويلة للقاعدة مع الصومال تعود إلى ما أطلقت عليه "الروح الثانية" (المنفى السوداني) حينما استقرت القاعدة في الخرطوم عن طريق زعيمها أسامة بن لادن، وحاولت في ذلك الوقت زرع عناصرها في القبائل الصومالية، ولكن العملية لم تدم طويلا وآلت إلى الفشل لأن الصوماليين يملكون نزعة قومية قوية حتى بتبنيهم خطابا إسلاميا، ولا يقبلون أن يأتي غير الصوماليين من أجل الاهتمام بهم وبمشاكلهم، ولهذا السبب فإن القاعدة وفي بداية الأمر أصيبت بخيبة أمل على التراب الصومالي ولم يكن حصادها كبيرا في سنوات التسعينيات في القرن الإفريقي.
في الوقت الحالي نلاحظ أنها تحاول من جديد إيجاد موطئ قدم لها، وقد خاب أملها في البداية مع التطور الذي عرفه الشيخ شريف أحمد باعتبارها مساندة للمحاكم الإسلامية منذ نشأتها، وخاب أملها في رؤية خليفتها وهو يعمل في الوقت الحالي مع الولايات المتحدة وإثيوبيا، وهو ما دفع بن لادن إلى إصدار أقوى تصريحاته ضد الشيخ شريف.
في الوقت الحالي تقوم القاعدة بالتعويل على حركة شباب المجاهدين أكثر من اعتمادها على الحزب الإسلامي في مواجهة الحكومة بقيادة الشيخ شريف، وهذا ما سيؤدي بها إلى الدخول في الصراعات الدائرة بين مختلف الفصائل الجهادية الصومالية، وفي هذا الاتجاه من التحليل وبالنظر إلى الواقع الصومالي المعقد والذي يتسم بالروح القومية والقبلية لا أعتقد أن للقاعدة مستقبلا في الصومال.
صعوبة الاستقطاب والتجنيد
* إذا انتقلنا إلى وجود القاعدة في المغرب العربي مع ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" وتهديداته بضرب المصالح الفرنسية والأوروبية كيف تقيمون تهديدات التنظيم المغاربي وقدرة القاعدة على العودة من البوابة الأوروبية؟
- هناك رغبة حقيقية من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ومن قبل أسامة بن لادن نفسه لاستهداف الدول الغربية، وإذا عدنا إلى المستوى الواقعي والحدثي فإننا لا نجد أي حضور للقاعدة منذ صيف سنة 2006 تاريخ آخر تفكيك لخلايا مرتبطة بالقاعدة في أوروبا غير أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي واصل ومنذ سنة 2007 تهديداته للمصالح الفرنسية وتكفل بملف العداء لفرنسا.
من الواضح أن التهديدات أفرزت حالة من الحذر الشديد داخل الدوائر الأمنية الفرنسية والأوروبية على وجه الخصوص، ولكننا نلاحظ أن القاعدة لم تستطع خلال السنوات الأخيرة التغلغل عبر خلايا عملية لسبب مهم، وهو أن "الجهاد في العراق" لم يعد محل جذب بالنسبة للشباب الذين لهم رغبة في الجهاد، والذين كانوا يوظفون ويدفعون إلى العودة إلى أوطانهم من أجل القيام بعمليات لصالح التنظيم، وخاصة في سنوات 2004 و 2005 و 2006، وهو ما أسميته بمرحلة "الدم العراقي"، غير أنه وفي الوقت الحالي لم يعد الأمر ممكنا.. من الطبيعي أن ننظر إلى ما يقع تداوله عن طريق الإنترنت كشيء مثير للقلق، ولكن يجب عدم الثقة تماما بما تقوله القاعدة في هذا الإطار من قدرتها التامة على الضرب وقتما تشاء وأينما تريد، ولا أعتقد شخصيا في قدرتها على جذب عناصر في أوروبا بالشكل الذي كانت تقوم به من قبل.
* هل يعني هذا أن القاعدة تعاني في الوقت الحالي من مأزق تجنيد لعناصر جديدة في صفوفها؟
- بالفعل هناك مأزق حقيقي للقاعدة يساهم في تلاشيها، وهو مأزق زاد فيه التوجه "العنصري" في عملية التجنيد داخل التنظيم، حيث لا يقبل التنظيم في العادة إلا العرب، أو هو بشكل آخر يحبذهم على غيرهم من العجم، وثانيا حتى ولو ضم التنظيم عناصر غير عربية فإن هذه العناصر تبقى ثانوية في الصف الثاني والصف الثالث من غير القيادات، حركة التجنيد في صفوف القاعدة نضبت لأن المنبع العراقي، وخاصة بعد موت أبو مصعب الزرقاوي انتهى تماما.
هادي يحمد (http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1254573622151&pagename=Islamyoun%2FIYALayout#***1 )15-10-2009
http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1255524978442&ssbinary=true
جـون فيلو
"مثل القطة التي لها تسع أرواح فإن القاعدة لها تسع أرواح"، و"لكنها لن تستطيع الظفر بحياة عاشرة"، هكذا يتنبأ الخبير الفرنسي "جون بير فيلو" الباحث في العلوم السياسية بكرسي الشرق الأوسط بجامعة السربون الفرنسية بالمصير القاتم لتنظيم القاعدة. وفي حوار خاص مع موقع "الإسلاميون.نت" بمناسبة صدور كتابه "الأرواح التسع للقاعدة" يؤكد "جون بير فيلو" على نظرية نهاية تنظيم القاعدة، ويعتبر فيلو أن القاعدة التي تحتفل هذه السنة بذكرى ميلادها العشرين "تقاتل في منطقة القبائل الباكستانية من أجل النفس الأخير".
* ما هي الفرضية التي تبني عليها كتابك "الأرواح التسع للقاعدة"؟
- هو تتبع لمسار القاعدة لمدة واحد وعشرين عاما من عمرها منذ أن تأسست في شهر أغسطس سنة 1988 في أحد معسكرات اللاجئين الأفغانية من قبل زعيمها أسامة بن لادن وإلى اليوم عبر البحث في مقولة "الجهاد العالمي" الذي ميز القاعدة على غيرها من الحركات الجهادية المحلية، والفرضية تنبني على أساس "نهاية تنظيم القاعدة" بالنظر إلى ما يجري في الوقت الحالي، وخاصة في منطقة القبائل الباكستانية مع دخول التنظيم حالة "الموت البطيء" في العراق، ومحدودية دور الفروع الأخرى، سواء كان الأمر في الجزائر أو السعودية أو اليمن أو الصومال.
ومن أجل الوصول إلى هذه النتيجة قسمت حياة القاعدة إلى تسع مراحل اعتمادا على البحث التاريخي والجيوسياسي تنطلق من مرحلة التأسيس (1988- 1991) في المخيمات الأفغانية ثم مرحلة "المنفى السوداني" (1991 – 1996) حيث استقر بن لادن في السودان قبل أن يطرد منه، ثم مرحلة "المواجهات الأمريكية" (1996- 1998)، ثم مرحلة "المجاهدون الأفغان" (1998 – 2001)، ثم مرحلة "الانهيار المؤجل" (2001 – 2003)، وهي فترة ما بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، ثم مرحلة "حملة السعودية" (2003 - 2004)، ثم مرحلة "دم العراق" (2004 - 2006) التي لحقت فترة غزو العراق، ثم مرحلة "خلفاء الظل" (2006 - 2007)، والتي تتحدث عن ظهور أمراء القاعدة في السعودية والجزائر وأوروبا والعراق، ثم أخيرا مرحلة "الهروب إلى الإمام" (2007 - 2009).
وفي كل هذه المراحل تتبعت تاريخ الحركة وأفرادها من أجل البحث عن الهيكلية العامة التي بني عليها مسار الحركة، ولاحظت أن المرحلة السابعة التي تتحدث عن غزو العراق قد أعطت التنظيم روحا جديدة وأجلت موتها، والقاعدة التي انطلق تأسيسها على الحدود الباكستانية الأفغانية أثناء الصراع مع الاتحاد السوفييتي آنذاك نجدها اليوم تعود إلى نفس المنطقة من الحدود في منطقة القبائل الأفغانية، ولكن هذه المرة من أجل المحافظة على حياتها في صراع مفارق تحارب فيه "جيشا إسلاميا" في دولة إسلامية هي الباكستان، يعني القاعدة تعود اليوم إلى نفس المنطقة التي تأسست فيها، ولكن لمشاهدة حتفها هذه المرة.
جدلية الحضور والتراجع
* ولكن الفرضية ذاتها وتقديم الأسانيد بانهيار القاعدة وموتها طرحت من قبل كفرضية من قبل الباحث "جيل كيبيل" منذ حوالي ثلاث سنوات في كتابه "فتنة".
http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1255524978454&ssbinary=true
غلاف كتاب "الأرواح التسع للقاعدة"
- مع فارق جوهري، وهو أن "جيل كيبيل" -الذي هو زميل أقدره- قام بفرضيته معمما هذا الانهيار على الحركات الإسلامية بشكل عام مبشرا بنهاية "الإسلامية"، والأمر الذي أطرحه في هذا الكتاب يتناول القاعدة يشكل خاص، وباعتبارها جسما غريبا حتى في الظاهرة الإسلامية بحد ذاتها.
* دعنا نناقش الفرضية في ضوء الواقع الحالي، أي في الأراضي التي تقاتل فيها القاعدة، وخاصة في أفغانستان، ألا تعتقدون أن الرجوع العسكري القوي لحركة طالبان في أفغانستان من شأنه أن يمنح حياة "عاشرة" لتنظيم القاعدة؟
- شخصيا لا أعتقد ذلك، فحركة طالبان تعمل وتنتشر على المستوى المحلي، ولا تعطي إشارات أن لها الرغبة في التمدد خارج الحدود الأفغانية، ونحن نجد أنفسنا في الوقت الحالي في وضعية مشابهة لما عاشه بن لادن في سنوات الثمانينيات حينما قاتل الأفغان الاحتلال السوفيتي ولم تكن لهم رهانات أخرى غير الرهانات المحلية.
في الوقت الحالي نلحظ أن القاعدة لها حضور ضعيف في أفغانستان، والمصادر العسكرية الأمريكية تتحدث عن بضعة مئات من المقاتلين على أقصى تقدير، وهو أمر هامشي مقارنة بمقاتلي طالبان، ولكن من الممكن أن تستغل القاعدة بعض الهوامش المسموح بها في أفغانستان وفي منطقة القبائل من أجل المساهمة في المخطط الثوري الذي تقوم به طالبان باكستان من أجل قلب نظام الحكم هناك، ومن المثير للانتباه هنا أن القاعدة تقوم بحربها الرئيسية ضد جيش إسلامي في جمهورية إسلامية (الباكستان)، وهو ما يؤكد وقوع التنظيم في شرك مأزق ليس فقط عسكريا، ولكنه "شرعي" أيضا أوقع الشك في النوايا الحقيقية للقاعدة بكونها تقاتل باسم الإسلام.
القاعدة وشباب المجاهدين
* ولكن هناك مثالا آخر يمكن أن يحد من قيمة تحليلك، وهو ما يجري في الصومال، وخاصة مع النفوذ الكبير والسطوة التي أصبحت تتمتع بها قوات "شباب المجاهدين"، والتي لا تخفي ولاءها للقاعدة، وخاصة حينما أصدرت الحركة شريط المعايدة نهاية شهر سبتمبر الماضي "تهنئ فيه الشيخ أسامة بن لادن بقدوم العيد".
- في هذا السياق هناك قصة طويلة للقاعدة مع الصومال تعود إلى ما أطلقت عليه "الروح الثانية" (المنفى السوداني) حينما استقرت القاعدة في الخرطوم عن طريق زعيمها أسامة بن لادن، وحاولت في ذلك الوقت زرع عناصرها في القبائل الصومالية، ولكن العملية لم تدم طويلا وآلت إلى الفشل لأن الصوماليين يملكون نزعة قومية قوية حتى بتبنيهم خطابا إسلاميا، ولا يقبلون أن يأتي غير الصوماليين من أجل الاهتمام بهم وبمشاكلهم، ولهذا السبب فإن القاعدة وفي بداية الأمر أصيبت بخيبة أمل على التراب الصومالي ولم يكن حصادها كبيرا في سنوات التسعينيات في القرن الإفريقي.
في الوقت الحالي نلاحظ أنها تحاول من جديد إيجاد موطئ قدم لها، وقد خاب أملها في البداية مع التطور الذي عرفه الشيخ شريف أحمد باعتبارها مساندة للمحاكم الإسلامية منذ نشأتها، وخاب أملها في رؤية خليفتها وهو يعمل في الوقت الحالي مع الولايات المتحدة وإثيوبيا، وهو ما دفع بن لادن إلى إصدار أقوى تصريحاته ضد الشيخ شريف.
في الوقت الحالي تقوم القاعدة بالتعويل على حركة شباب المجاهدين أكثر من اعتمادها على الحزب الإسلامي في مواجهة الحكومة بقيادة الشيخ شريف، وهذا ما سيؤدي بها إلى الدخول في الصراعات الدائرة بين مختلف الفصائل الجهادية الصومالية، وفي هذا الاتجاه من التحليل وبالنظر إلى الواقع الصومالي المعقد والذي يتسم بالروح القومية والقبلية لا أعتقد أن للقاعدة مستقبلا في الصومال.
صعوبة الاستقطاب والتجنيد
* إذا انتقلنا إلى وجود القاعدة في المغرب العربي مع ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" وتهديداته بضرب المصالح الفرنسية والأوروبية كيف تقيمون تهديدات التنظيم المغاربي وقدرة القاعدة على العودة من البوابة الأوروبية؟
- هناك رغبة حقيقية من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ومن قبل أسامة بن لادن نفسه لاستهداف الدول الغربية، وإذا عدنا إلى المستوى الواقعي والحدثي فإننا لا نجد أي حضور للقاعدة منذ صيف سنة 2006 تاريخ آخر تفكيك لخلايا مرتبطة بالقاعدة في أوروبا غير أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي واصل ومنذ سنة 2007 تهديداته للمصالح الفرنسية وتكفل بملف العداء لفرنسا.
من الواضح أن التهديدات أفرزت حالة من الحذر الشديد داخل الدوائر الأمنية الفرنسية والأوروبية على وجه الخصوص، ولكننا نلاحظ أن القاعدة لم تستطع خلال السنوات الأخيرة التغلغل عبر خلايا عملية لسبب مهم، وهو أن "الجهاد في العراق" لم يعد محل جذب بالنسبة للشباب الذين لهم رغبة في الجهاد، والذين كانوا يوظفون ويدفعون إلى العودة إلى أوطانهم من أجل القيام بعمليات لصالح التنظيم، وخاصة في سنوات 2004 و 2005 و 2006، وهو ما أسميته بمرحلة "الدم العراقي"، غير أنه وفي الوقت الحالي لم يعد الأمر ممكنا.. من الطبيعي أن ننظر إلى ما يقع تداوله عن طريق الإنترنت كشيء مثير للقلق، ولكن يجب عدم الثقة تماما بما تقوله القاعدة في هذا الإطار من قدرتها التامة على الضرب وقتما تشاء وأينما تريد، ولا أعتقد شخصيا في قدرتها على جذب عناصر في أوروبا بالشكل الذي كانت تقوم به من قبل.
* هل يعني هذا أن القاعدة تعاني في الوقت الحالي من مأزق تجنيد لعناصر جديدة في صفوفها؟
- بالفعل هناك مأزق حقيقي للقاعدة يساهم في تلاشيها، وهو مأزق زاد فيه التوجه "العنصري" في عملية التجنيد داخل التنظيم، حيث لا يقبل التنظيم في العادة إلا العرب، أو هو بشكل آخر يحبذهم على غيرهم من العجم، وثانيا حتى ولو ضم التنظيم عناصر غير عربية فإن هذه العناصر تبقى ثانوية في الصف الثاني والصف الثالث من غير القيادات، حركة التجنيد في صفوف القاعدة نضبت لأن المنبع العراقي، وخاصة بعد موت أبو مصعب الزرقاوي انتهى تماما.