تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجهاد في القرن الواحد والعشرين !



ابن القسّام
10-08-2009, 05:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


تعاني أمتنا اليوم من أزمة الانهزامية الفكرية التي سببها علماء ومشايخ وأساتذة ومثقفو ومفكرو الجامعات البرلمانية و المدارس "الوسطية" والمعاهد "المعتدلة" والمجالس الديمقراطية المنسوبة زوراً للمنهج الإسلامي النبوي ، حيث يزرعون في أدمغة من حولهم بأن أولئك المجاهدين الذين يحاربون الطواغيت والمنكرات ويقاتلون في سبيل الله ضد الكفار والمرتدين في هذا الزمان، استعجلوا قطف الثمر ومن شدة حماستهم ضيعوا فرصة النجاح وأخروا النصر وسببوا الحرج لجميع المسلمين ، ويضعون اللوم على المجاهدين ويتهمونهم بأنهم هم المصيبة التي لحقت بالأمة وليست حكومات الكفر الحاكمة في بلادنا بشريعة إبليس وزبانيته .

إلى متى يريدوننا أن ننتظر؟ وهل بقي لنا ما نخسره بعد أن خسرت الأمة دولة خلافتها وسيطر على بلادنا طغمة من المرتدين والعملاء وأصبح لهم علماء وشيوخ يبررون لهم كفرهم وجرائمهم واستبدادهم ؟ كيف ندعوا عموم المسلمين إلى التريث وعدم مواجهة أمريكا والغرب وعملائهم من الحكام العرب وقد دخل العدو ديارنا واستباح حرماتنا واعتدى على مقدساتنا وسفك دماء إخواننا وسرق أموال أرضنا ونهب خيرات شعبنا ؟

ماذا ننتظر بعد أن شوه الطواغيت صورة حضارتنا ومزقوا صفحات جهاد أبطالنا وأخفوا سيرة ماضينا وملاحم أجدادنا وتاريخ نبينا صلى الله عليه وسلم وأسلافنا من الصحابة والتابعين وعلمائنا ومجاهدينا؟

يريدوننا أن نتريث ولا ندعوا للجهاد ولا إلى الإعداد له فهذا برأيهم ( استعجال ) ! ، يريدوننا أن نغض الطرف عن حقيقة أنظمة الكفر الحاكمة ونشتغل ( بتربية الأجيال ) في وقت نراهم يجتمعون مع الطواغيت ويخرجون على شاشات التلفاز ليدينوا عملية جهادية استهدفت مصالح إسرائيلية وأمريكية ! يريدوننا أن نشتغل ( بإعداد النفوس ) في وقت يذبح العدو فيه أبناءنا ويمشي على جثث شهدائنا .. إنهم كذبوا فلو أنهم يربون الأجيال ويعدونهم للجهاد لما دخلوا مع الطواغيت في هدنة مفتوحة ولما استغلوا ( الدعوة ) في الترويج إلى عقائد فاسدة وأفكار دخيلة كتشريع الديمقراطية وإدانة الجهاد وتمييع الدين بإلغاء بعض مفاهيم العقيدة في أحكام الردة والتكفير والخروج على ثوابت وأصول الدين !

إنه أوان قطف الثمر .. لأنه نضج .. وإن لم نقطفه فإنه سيفسد ، وربما يسرقه آخرون ممن لا يجيدون زراعة البذور ولا رعاية الحقول .. لدى أمتنا علماء صادقون ورجال أكفاء ومجاهدون مستعدون للموت في سبيل دين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. فأين نذهب بهم وأين نذهب بطاقاتهم ؟ أنوجههم إلى العمل في وزارات الأوقاف أم مستشارين لدى الديوان الحاكم ؟ أم ندعوهم للعمل في لجنة الهلال الأحمر ؟ أم نشيد لهم قاعة مؤتمرات لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان ومن ثم الانتهاء بكتابة تقرير وتقديمه إلى الأمم المتحدة ؟!

كيف سنطبّق آيات القرآن الكريم التي تدعو إلى تحكيم شرع الله والقتال في سبيله ووجوب اتباع سنة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ؟ هل هي آيات للتلاوة فقط ؟ وهل يستفاد منها أن منهج الإسلام هو منهج دعوي فقط لا يحض على الجهاد المسلح ولا يعترف بأحكام الردة ولا يؤمن بكفر الحكام المبدلين لشريعة الله ؟ أيستفاد منها ما أتى به أصحاب فكر "دعاة لا قضاة" ؟ أيستفاد منها ما قاله فقيه الديمقراطية يوسف قرضاوي وغيرهم من سحرة ومشعوذي جماعة الإخوان الذين لا يؤمنون بمنهج الجهاد ويطلقون عليه "العنف" و"الإرهاب" بنفس المفهوم الذي يتبناه اليهود والنصارى ؟!

لقد أثبت المجاهدون السائرون على طريق السلف الصالح، أن دين الله أغلى عندهم من لحية شيخ يفتي بشرعية الديمقراطية ويدين جماعات الجهاد المقاتلة تحت راية التوحيد .. وأثبتوا للأمة أن دولتهم وخلافتهم القادمة لن تعود من خلال استعطاف الطاغوت أو المشاركة السياسية في برلمانات الوثنيين، أو القعود في البيوت بحجة التريث أو التربية وغيرها من المزاعم التي لم تعد تنطلي على الموحدين ، وإنما ستعود على سواعد المجاهدين وأيادي الدعاة المصلحين والصادقين الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقولون الحق ولا يخافون في الله لومة لائم ، ولا يبالون باتجاه الرياح ولا وعورة الطريق ، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله .

وحمداً لله أنه رزق أمة التوحيد بقوم يحبهم ويحبونه ، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، يتحملون عن أمتهم ما لا تطيقه الجبال من متاعب وآلام وعذاب ، يضحون بدمائهم وأرواحهم من أجل أن تحيا أمتهم وتعيش أجيالها عزيزة كريمة من بعدهم .. أرادوا أن يوقظوا جماعات المسلمين من غفوتهم ، فأذنوا للجهاد وكبّر مؤذنهم ( الله أكبر الجهاد خير من النوم ) ، فاستيقظ الصالحون والذاكرون الله كثيراً والذاكرات .. ومضى آخرون في سباتهم العميق لا يريدون أن يعكر عليهم أحد أضغاث أحلامهم وخزعبلات أوهامهم .


بقلم / فتح الإسلام .