بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير الأنام محمد رسول الله وعلى آله وصحابته الغر الميامين ، ثم أما بعد ،،



إن الجماعة الإسلامية التي تستحق أن توصف بأنها إسلامية ، هي الجماعة التي تلتزم بتطبيق آيات القرآن الكريم وتعمل وفق الهدي النبوي ولا تبتدع في دين الله ما لا أصل له في الدين ، ولا تحيد عن صراط الله المستقيم قيد أنملة ، مهما اشتدت الأزمات وتفاقمت المحن والفتن والكروب .


الإخلاص والصدق في العمل والجهاد في سبيل الله والغيرة على الإسلام والولاء المطلق لدين الله رب العالمين هو المعيار الذي يحدد مدى ارتباط هذه الجماعة بالإسلام .. فلا يُطلق اسم الجماعة الإسلامية على قوم يخلطون حقاً بباطل ، ولا تسمى الجماعة بأنها إسلامية في وقت يمارس فيه أفراد هذه الجماعة تعظيم رموزهم وتزكيتهم على الله لدرجة تقديسهم أو رفعهم لمنزلة الأنبياء أو ادعاء العصمة لهم أو الغلو في أشخاصهم .


والإسلام يعلمنا أن العبرة في الجماعة ليست بكثرة عدد الأفراد والتجمعات .. ولكن العبرة في مدى التزام الحق والتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم .. فقد يكون أغلب أفراد الجماعة جانبوا الصواب بينما يكون من بينها رجل واحد يقول الحق ولا يخش في الله لومة لائم ولا ترهبه آراء الناس تجاهه ، فحينئذ يكون هذا الرجل الصادق هو جماعة بأكملها .


ما إن تتقدم بنصيحة لجماعة الإخوان ، إلا ويصرخ أفرادها في وجهك : " نحن أكبر جماعة إسلامية وأعظمها حجماً وأضخمها اتساعاً " !


الجماعة في الإسلام ، هي أن تلتزم الحق ولو كنت وحدك ، ولو حاربك كل أهل الأرض ، ولو تبرأ منك كل علماء الحكام وسدنتهم ، ولو أصدر الأزهر بياناً يحّذّر فيه منك ، ولو ذكر إمام الحرم اسمك في خطبة الجمعة بأنك من " الفئة الضالة " ! بل حتى لو اعتبروك من الخوارج أو وصفوك بالإرهاب والغلو والتطرف وغيرها من الأوصاف التي ينطقون بها لتنفير الناس منك .


اهدم الأصنام .. ولو أتى إليك القرضاوي ناصحاً بترك هذا العمل ..


احمل سلاحاً واقتنيه وتدرب عليه .. ولا تصغي لأقوال شيوخ جماعة الإخوان التي ترى حمل السلاح إرهاباً وإجراماً ..


افضح علماء النفاق ولو قال لك كل أهل الأرض اتق الله .. فتقوى الله لا تكون بالتستر على خيانة ونفاق أحد من البشر.. ولا عصمة للعلماء ..


ادع للجهاد وحرّض المؤمنين على القتال ، ولو حكم عليك الاتحاد العالمي "لعلماء" المسلمين بأنك متهور أو مجنون أو متمرد !


إنك أيها المسلم أعز مخلوق بين بني البشر .. كن مسلماً وكفاك بين الناس فخراً .. وتذكر أن أعظم الشهداء من أتى إلى حاكم فأمره ونهاه فقتله .


الحرب عليك من بني جلدتك قبل أن تكون من أهل الكتاب والشرك .. طالما كنت داعياً للتوحيد والجهاد ..


سيقولون لك نحن في المرحلة المكية .. فقل لهم وهل المرحلة المكية تكون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن هو نبي هذه المرحلة اليوم ؟


سيقولون لك : التغيير لا يكون بالسلاح وإنما بالانتخابات والعمل السياسي المسالم .. فقل لهم كذبتم .. الله تعالى يقول : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم }.. { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } ، وآيات الجهاد والقتال في سبيل الله كثيرة ويخشى من سماعها المنافقون والذين في قلوبهم مرض الزيغ والهوى .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


فتح الإسلام .