تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سمو الأمير: نحنُ في ركب القيادة.. وجنودٌ في سرب العلم



إبداعات
10-07-2009, 08:30 AM
د . عبدالله مرعي بن محفوظ
لم أتعجب من مقدرة الأمير خالد الفيصل وهو الأديب الأريب في طرح موضوع متشعب بالغ الأهمية في مقاله الذي تميز بالإسهاب الرشيق في المعنى والإيجاز الرائع ، والمقال حمل خطة عمل حكومية متكاملة تشمل الرؤى والأهداف وآليات التنفيذ ، ومن الطبيعي أن يُستفز المخلصون من روّاد العمل العام ليكونوا أول من يتفاعل مع هذه المبادرات والاطروحات ، فقد اتصل بي الشيخ صالح بن علي التركي طالباً إعداد فريق من موظفي الغرفة التجارية بجدة للاجتماع بهم لمناقشة نقاط هامّة جاءت في المقال تصب في صالح مستقبل جدة .
تعجبت من حجم التفاعل الكبير الذي أبداه المجتمع الجداوي على نسيج الشبكة العنكبوتية «الانترنت» بصورة تصاعدية ومذهلة في كل المنتديات والمواقع ، بل وفي اعتقادي الجازم سوف يتجاوز حجم إمكانيات غرفة جدة بأعضائها وموظفيها في الطرح والمناقشة . وقبل أن أبحر في مقالي ، أقول لـ»أميرنا الكريم»، نحنُ المجتمع المدني نسير في ركب القيادة الحكيمة إيماناً بتوجهاتها، ونحن جنود للعلم والبحث إيماناً بأهميته .. ونحن ضمن إستراتيجية التنمية في منطقة مكة المكرمة، والداعمون الأوائل لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول ، والمحافظون على منجزات الرعيل السابق في أرامكو والجبيل وينبع وفي المدن العسكرية وفي نموذج السكن الاجتماعي بالحي الدبلوماسي، وسنقوم بتوظيف كافة قدراتنا الإعلامية والفكرية للعمل على دفع عجلة التطوير في وزارة الخدمة المدنية وتطوير نظام المناطق، وسوف نطالب من خلال مجلس الغرف السعودية ومجالس البلدية والجمعيات الاجتماعية بتعزيز الإدارة المحلية بصلاحيات تمكنها من إدارة مشاريعها وتحميل مجالس المناطق المسؤولية.
سيدي الكريم.. خلال السنتين الماضيتين حضرت اجتماعين لمجلس منطقة مكة المكرمة، ورأيت حجم التوجيه الواضح من سموكم نحو مشاريع المنطقة، كما لاحظت أن من يتلقى تلك التوجيهات في الجانب الحكومي من المسؤولين الرسميين لم يكونوا (متفاعلين) بقدر ما كانوا (منهمكين) في تدوين ملخصات ترسل إلى معالي الوزراء لانتظار التعليمات ، إن غياب الإيمان بما نقوم به هو أول أسباب الإخفاق.
سيدي الكريم.. لقد أثبت مواطنونا تعاونهم وتجاوبهم مع كل المبادرات التي من شأنها المساهمة في دفع عجلة التنمية في الوطن، ولم يكن لهم أي دور في تعثر منتدى جدة الاقتصادي! أو الوقوف أمام فعاليات مهرجان جدة غير!، أو الاعتراض على المعارض المتخصصة والمنتديات الاقتصادية او الاجتماعية او العلمية ؟ يقابلهم في الجانب الآخر ، رجال الصناعة و(عقرجية) جدة الذين لا تزال مشاريعهم في أدراج المسؤولين في القطاعات الحكومية المختلفة، وهؤلاء يرغبون في المساهمة في جهود التنمية المستدامة و توظيف استثماراتهم الوطنية في عقارات جدة الساحلية الرائعة وتعمير وسط البلد وإقامة المصانع والشركات الخدمية والفنادق !. سيدي الكريم.. قبل سنتين حين طرحتم شعار «نحو العالم الأول» ضمن مشروع إستراتيجية التنمية بمنطقة مكة المكرمة ، حينها استحضر جيل آبائنا هذا الشعار وجدد الولاء لشعار «الشهيد» فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ونحنُ جيل «الفهد» نجدد شعار الصناعة والاستثمار في هذا العهد ، وغداً سوف يرفع أبناؤنا المبتعثون شعار (العلم) و (الحوار) للملك «الإنسان» عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود ، حيث يفخر مجتمعنا اليوم بأن هناك 150 ألف جندي وأعني بهم طلابنا المبتعثين في الخارج، سيرجعون خلال سنوات قليلة ليعمروا الأرض ويستثمروا خيرات هذه البلاد خير استثمار، من خلال إيمانهم وتفاعلهم مع توجهات القيادة ليحققوا هذا الحلم الذي سوف تتوارثه الأجيال جيل بعد جيل ، واعتباراً من الآن فلابد من العمل على تمهيد الأرضية المناسبة لتحقيق أقصى فائدة مما تم تحصيله من علوم وخبرات لديهم.
سيدي الكريم.. أؤكد لكم أننا نحاول استيعاب هذا الحدث العظيم، والتعامل معه بعقل وحكمة، ونحاول أن ننقل هذا الأثر إلى أبنائنا عبر دفعهم لتحصيل العلم والعمل به وإمعان الفكر فيه ، ولن نقبل يا سمو الأمير بأن تسجن انجازاتنا، أو تمس توجهات قيادتنا، فولاؤنا لهذا الوطن ثم لولي أمرنا بعد الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي لا يقبل المساومة . سيدي الكريم.. أن مشكلتنا الحقيقية تكمن في النظام الإداري بشكل رئيسي ، لأن نظامنا الحالي متواضع جداً بالمقارنة مع حجم الطموحات والتحديات ولا يستطيع مواكبتها، وإن كان لنا عتب فهو لا يقع على وزير أو مسؤول بعينه ، بل على كل من ليست لديه الرغبة الحقيقية في بذل (الجهد) لتعديل النظم الإدارية والكفاح لتطويرها بما يتناسب مع الطموحات الكبيرة لقيادتنا الرشيدة ، حيث أن الفوضى المالية والمعوقات الإدارية تضرب بأطنابها في كافة أجهزتنا الحكومية بسبب قدم بعض الأنظمة واللوائح والتعليمات وعدم ملاءمتها للأوضاع الحالية ، وكذلك طول الإجراءات والدورات المستندية الحكومية نتيجة لتعقيد الأنظمة واللوائح والازدواجية والتداخل في اختصاصات بعض الأجهزة، إضافة إلى المركزية في بعض الوزارات نتيجة عدم تفويض الصلاحيات، وضعف التنسيق بين الوزارات والإدارات التابعة لها في المناطق ، وأخيراً قدم الهياكل والأدلة التنظيمية التي لا توائم المتطلبات الحالية .
ختاما .. السعودية على أعتاب حقبة زمنية جديدة من النهضة والتطور ومواكبة التقدم العلمي والإداري وتحتاج الى تغيير اللوائح الوزارية وتطوير أدوات وآليات وأساليب التنفيذ والإشراف والرقابة على الخدمات الحكومية وفقا للمعطيات الجديدة ومتطلبات المرحلة القادمة ، وعدم ترك الأمور للاجتهادات الفردية للمسؤولين في إدارة الشأن العام نتيجة لضعف الهياكل الإدارية .
المصدر: صحيفة المدينة، الأربعاء 07 أكتوبر 2009
رابط المقال:
http://al-madina.com/node/185188 (http://al-madina.com/node/185188)