تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : و في السماء رزقكم و ما توعدون



سماء
10-13-2003, 12:53 AM
إن العبد إذا أيقن أن الرزق بيد الله وأنه آتية لا محالة تفرغ لأداء المهمة التي خلقه الله من أجلها، وهي العبادة بمفهومها الشامل (2) … وعند ذلك يمكنه أن يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم ، فلا يخشى فصلاً من عمل ، أو طرداً من وظيفة ، أو حرمانا من تجارة فرزقه فيه لا محالة .

وهو عندما يبذل سبباً للحصول على الرزق يبذله وهو عزيز النفس رافع الرأس، فليس لأحد منة عليه، بل المنة والفضل لله جميعاً.

وهناك حقيقة أخرى يجب أن تعلمها وهي أن الله عندما قسم الأرزاق جعل بينها تفاوتا: إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيراً بصيراً [الإسراء:30].

ولو أعطى الله الخلق فوق حاجتهم من الرزق لحملهم ذلك على البغي والطغيان: ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير [الشورى:27].

إنه سبحانه وتعالى يرزق عباده بالقدر الذي فيه صلاحهم، فيغني من يستحق الغنى ويفقر من يستحق الفقر. جاء في الحديث القدسي: (( إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لافسدت عليه دينه، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغنيته لأفسدت عليه دينه ))(1).

عباد الله إن للرزق جوالباً منها صلة الرحم ، فمن أحب أن ينسأ له في عمره ويوسع له في رزقه فليصل رحمه .

ومنها الاستغفار والتوبة وطاعة الله ، قال رسول الله : (( من لازم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ، ومن كل هم فرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب ))(2)رواه أبو داود.

ومنها كذلك صدق اليقين والتوكل على الله مع بذل الأسباب قال : (( لو أنكم كنتم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً (3) وتروح بطاناً ))(4) رواه الترمذي.



--------------------------------------------------------------------------------

(2) فهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .

(1) أخرجه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات .

(2) سنن أبي داود : كتاب الصلاة ، باب في الاستغفار 2/ 85 .

(3) أي تذهب في الصباح جياعا ، وترجع مساء وهي ممتلئة الجوف ، النهاية في غريب الحديث والأثر 2/8.

(4) سنن الترمذي : كتاب الزهد ، باب في التوكل على الله 4/ 573 .

عبد الله بوراي
08-02-2007, 03:43 AM
اللهم تقبلها صدقة جارية

لمن خطه وإنتفع به

عبد الله

هنا الحقيقه
08-02-2007, 11:15 AM
اللهم امين

أم ورقة
10-16-2008, 08:35 PM
إي والله اشتقنا لهذه المواضيع