تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : " شَتْ ابْ " ......... أحمد مطر



مقاوم
10-02-2009, 12:55 PM
" شَتْ ابْ "

أحمد مطر



أنا السببْ .

في كل ما جرى لكم

يا أيها العربْ .

سلبتُكم أنهارَكم


والتينَ والزيتونَ والعنبْ .


أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم


وعِرضَكم ، وكلَّ غالٍ عندكم


أنا الذي طردتُكم


من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ .


والقدسُ ، في ضياعها ، كنتُ أنا السببْ .


نعم أنا .. أنا السببْ .


أنا الذي لمَّا أتيتُ : المسجدُ الأقصى ذهبْ .


أنا الذي أمرتُ جيشي ، في الحروب كلها


بالانسحاب فانسحبْ .


أنا الذي هزمتُكم


أنا الذي شردتُكم


وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ .


أنا الذي كنتُ أقول للذي


يفتح منكم فمَهُ :


" شَتْ ابْ "


***


نعم أنا .. أنا السببْ .


في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ .


وكلُّ من قال لكم ، غير الذي أقولهُ ،


فقد كَذَبْ .


فمن لأرضكم سلبْ .؟!


ومن لمالكم نَهبْ .؟!


ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ .؟!


أقولها صريحةً ،


بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ ،


وقلةٍ في الذوق والأدبْ .


أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ .


ولا أخاف أحداً ، ألستُ رغم أنفكم


أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟


لم ينتخبني أحدٌ لكنني


إذا طلبتُ منكم


في ذات يوم ، طلباً


هل يستطيعٌ واحدٌ


أن يرفض الطلبْ .؟!


أشنقهُ ، أقتلهُ ،


أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ .


فلتقبلوني ، هكذا كما أنا ، أو فاشربوا " بحر العربْ " .


ما دام لم يعجبْكم العجبْ .


مني ، ولا الصيامُ في رجبْ .


ولتغضبوا ، إذا استطعتم ، بعدما


قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ .


وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ .


وبعدما أقنعتكم أن المظاهراتِ فوضى ، ليس إلا ،


وشَغَبْ .


وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ .


وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ .


وبعدما أرهقتُكم


وبعدما أتعبتُكم


حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ .


***


يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ .


نعم أنا .. أنا السببْ .


في كل ما جرى لكم


فلتشتموني في الفضائياتِ ، إن أردتم ،


والخطبْ .


وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا :


" تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ ".


قولوا بأني خائنٌ لكم ، وكلبٌ وابن كلبْ .


ماذا يضيرني أنا ؟!


ما دام كل واحدٍ في بيتهِ ،


يريد أن يسقطني بصوتهِ ،


وبالضجيج والصَخبْ .؟!


أنا هنا ، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها


وأحملُ الرتبْ .


أُطِلُّ ، كالثعبان ، من جحري عليكم فإذا


ما غاب رأسي لحظةً ، ظلَّ الذَنَبْ .!


فلتشعلوا النيران حولي واملأوها بالحطبْ .


إذا أردتم أن أولِّيَ الفرارَ والهربْ .


وحينها ستعرفون ، ربما ،


مَن الذي ـ في كل ما جرى لكم ـ


كان السببْ .!؟