تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تنافس الألمان على مقاعد البرلمان: لا مبالاة الناخب وتقارب البرامج السياسية وآمال الجالية الإسلامية



مقاوم
10-01-2009, 11:53 AM
تنافس الألمان على مقاعد البرلمان: لا مبالاة الناخب وتقارب البرامج السياسية وآمال الجالية الإسلامية
كتب أ. هشام منوّر


http://qawim.net/images/stories/logoqawim/_exb.pngإذا كانت نتائج الانتخابات البرلمانية الجزئية، حسب التسريبات الإعلامية، ونتائج استطلاعات الرأي الصادرة عن مراكز البحوث والدراسات الألمانية، تشير إلى تقدم الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) على منافسه الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة وزير الخارجية وحليف (ميركل) السابق (شتاينماير)، فإن نجاح ميركل المتوقع لن يمنحها الحرية الكاملة في تشكيل الحكومة الألمانية القادمة ما لم تفض الشراكة مع حليفها السابق. ومن المتوقع أن تتحالف (ميركل) لتأمين حصتها من المقاعد البرلمانية مع الحزب الليبرالي وتشكيل حكومة تنتمي إلى يمين الوسط الألماني.

الانتخابات البرلمانية الألمانية التي ستنشأ عن الحكومة الجديدة التي ستقود البلاد لأربع سنوات قادمة كانت قد عرفت سجالاً سياسياً بين أروقة الحملات الانتخابية للأحزاب الكبيرة اتسم بكثير من البرود والعقم السياسي الذي ألقى بظلاله على أجواء الحملات الانتخابية ونتائجها المحتملة.

فقد أظهرت الاستطلاعات الأخيرة أن أكثر من 80 بالمئة من الناخبين الألمان غير معنيين بالسباق الانتخابي ولا يرون في سجالات وحملات الأحزاب مضامين سياسية تستحق الاهتمام. ويزيد من عمق الأزمة طبيعة التغطية الإعلامية للسباق الانتخابي التي أضحت تضخِّم من أمور لا تعني الناخب الألماني كثيراً، كتفاصيل الحياة الخاصة لقادة الأحزاب وخلافاتهم الشخصية، في حين تتجاهل مناقشة البرامج الانتخابية التي أعلنتها الأحزاب المتنافسة خلال الأسابيع الماضية. بل إن من أبرز مظاهر ما تقدم اقتصار تغطية الصحف الألمانية الكبرى للانتخابات القادمة على عرض نتائج استطلاعات الرأي العام الأخيرة، وبعض مقالات الرأي المحللة لتوجهاتها، ومتابعة أخبار القيادات الحزبية والمرشحين الرئيسين، ولا تتناول البرامج الانتخابية للأحزاب المختلفة وأوجه الشبه والاختلاف بينها من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

ودعا الرئيس الألماني (هورست كولر) مواطنيه إلى الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية وقال في تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية: إن الذهاب إلى الانتخابات يعني الاهتمام بأن تعبر نتائجها بالفعل عن رغبة الشعب. وتحدث الرئيس في ندائه عن ضجر بعض المواطنين من السياسة قائلاً: "أعلم أن البعض غير راض عن الساسة والقرارات السياسية، فالساسة بشر مثل كل واحد منكم، لديهم نقاط قوة وضعف، لكن هذا ليس سبباً لعدم الذهاب إلى الانتخابات.

ويخشى المراقبون تراجع نسب المشاركة، خصوصاً وأنها سجلت في الانتخابات العامة الأخيرة عام 2005 بنسبة 77.7 في المائة، فيما يعد أدنى معدلاتها في تاريخ البلاد منذ تأسيسها. بالمقابل، توجهت المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) إلى جامعة برلين، وألقت من هناك كلمة طالبت فيها أعضاء حزبها بمواصلة التحدث إلى كل جار وصديق"، مشيرة إلى أن نحو ثلث الناخبين الألمان في حالة تردد. وشددت (ميركل) على ضرورة تشكيل حكومة "صحيحة" تعمل على تقوية ألمانيا.

فيما أوصى (فرانك فالتر شتاينماير) المرشح عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مدينة دريسدن أنصاره بالتحلي بالشجاعة كون "الأمر لم يحسم بعد"؛ مؤكداً أن حزبه قادر على الاحتفاظ بمركزه داخل الائتلاف الحاكم. ورأى (شتاينماير)، الذي يتولى أيضاً منصب نائب المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل)، أن تحالف ميركل المسيحي الديمقراطي "ينهار كما ينهار الورق المقوى عندما يتبلل بالماء", وناشد أنصاره بأن يواصلوا معركتهم الانتخابية "المبهرة" حتى اللحظة الأخيرة قبل إغلاق صناديق الاقتراع.

وفي ظل لا مبالاة الناخب الألماني بالانتخابات التشريعية المقبلة، نجد الأحزاب الألمانية بمختلف أحجامها وبرامجها تتسابق على نيل صوت الأقليات الألمانية من أصول مسلمة بعد أن كانت تتعمد إهمالها خوفاً من تأثير محاولة التقرب منها على صوت الناخب الألماني غير المسلم، واعترف نواب ألمان بأن أكبر الأحزاب في البلاد أهملت في الفترة الماضية أصوات المسلمين، لكنها تنبهت لأهميتها مؤخراً، وبدأت تعمل على كسب أصواتهم في صفها، خاصة مع قرب الانتخابات البرلمانية نهاية الشهر الجاري.

وأعلن (سورين لينك) ممثل الحزب الديمقراطي الاشتراكي في شمال الراين ووستفاليا "لدينا نسبة متزايدة من الناخبين من أصول مهاجرة، وحتى الآن كل طرف له مصلحة في استهدافها". وتستهدف الأحزاب الرئيسية في ديسبورغ، المعقل التقليدي للحزب الديمقراطي الاشتراكي، الأصوات المسلمة بملصقات وإعلانات، خاصة بالتركية، ضمن الحملة الانتخابية.

ويقدر عدد المسلمين في ألمانيا بـ 4 ملايين مسلم، وتعد الأقلية التركية هي الأكبر عدداً، ومن بين نحو 2.8 مليون ألماني من جذور تركية لا يستطيع إلا 600 ألف تقريباً الإدلاء بأصواتهم، ولا يستطيع كثيرون التسجيل أو الحصول على الجنسية، وهناك 5 نواب فقط من جملة 614 بمجلس النواب بالبرلمان الألماني المعروف باسم (البوندستاج) من أصول تركية.

فهل تفرز الانتخابات الألمانية الجديدة حكومة ألمانية قادرة على ممارسة سياسات أكثر التصاقاً برغبات المواطن الألماني وتطلعاته، وأقل انسياقاً وراء السياسات الأمريكية (العسكرية منها) خاصة في أفغانستان وغيرها ضمن إطار حلف الناتو، في ظل التهديدات الأمنية المتصاعدة التي باتت تتهدد حياة الشارع الألماني، وهل تتصالح الحكومة الألمانية المرتقبة، على الرغم من موقفها المعروف من الأجانب والمهاجرين، مع هذا الملف وتفتح صفحة جديدة من التعاون مع كثير من الأجانب الذين أصحوا مواطنين كاملي الحقوق في ألمانيا؟.

http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=5751&Itemid=1 (http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=5751&Itemid=1)