تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المصلحة



التقوى اقوى
09-30-2009, 11:44 AM
المصلحة

لقد ابتليت الأمة الإسلامية بكثير من الأفكار الخطرة والمفاهيم المغلوطة التي أثرت على سير كثير من أبناء الأمة الإسلامية في أعمالهم في معترك الحياة, سواء أكانوا أفراداً أو جماعات أو دولاً, ومن هذه الأفكار المصلحة العقلية.
فالمصلحة إما أن تكون شرعية أو عقلية قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) يونس:5.
فالهدى والرحمة هي إما جلب منفعة للناس أو دفع مضرة عنهم، وهذه هي المصلحة, لأن المصالح هي جلب المنافع ودفع المفاسد وتحديد الشيء من أنه مصلحة أو ليس مصلحة إنما يكون للشرع وحده, لأنه هو الذي جاء بالمصلحة، وهو الذي يحددها للناس, أما أن يترك تقريرها للعقل فقد استغلق على الناس تقرير المصلحة الحقيقية, ذلك لأن العقل محدود فهو لا يستطيع أن يحيط بكنه الإنسان وحقيقته, فلا يستطيع أن يقرر ما هو مصلحة للإنسان أو مفسدة, ولا يدرك حقيقة الإنسان إلا خالقه.
وعليه فلا يستطيع أن يقرر ما هو مصلحة له أو مفسدة على وجه التحقق إلا خالق الإنسان وهو الله سبحانه وتعالى.
فالإنسان على الرغم من عجزه وقصوره يمكن أن يظن أن هذا الشيء مصلحة له أو مفسدة له, ولكنه لا يمكن أن يجزم بذلك, فالعقل قد يحكم على الشيء أنه مصلحة اليوم ثم يتبين له نفسه غداً أن هذا الشيء مفسدة فيقول عنه إنّه مفسدة, وقد يحصل ذلك بالنسبة للمفسدة, فيقول عن الشيء إنّه مفسدة اليوم ثم يتبين له نفسه غداً أنه مصلحة فيقول عنه إنّه مصلحة فيصبح الشيء الواحد مصلحة ومفسدة, وهذا لا يجوز ولا يكون إ ذ الشيء إما مصلحة وإما مفسدة للحالة الواحدة، وإلا تصبح المصلحة مصلحة اعتبارية لا مصلحة حقيقية.
ومن هنا وجب أن لا يترك للعقل أن يقرر ما هي المصلحة, بل يجب أن يقرر ذلك الشرع وحده, لأنه هو الذي يقرر المصلحة الحقيقية والمفسدة الحقيقية, و دور العقل إنما يفهم واقع الشيء ويفهم النص الشرعي الذي جاء في هذا الشيء, ثم يطبق النص على الواقع, وعلى هذا فالمصلحة مصلحة شرعية لا مصلحة عقلية, وقد حددها الشرع وجعلها الالتزام بأحكام الإسلام، فالمصلحة هي الالتزام بالحكم الشرعي، فالالتزام بالحكم الشرعي هو عين المصلحة. والمصلحة عند الغرب الكافر هي عقلية وهي من أخطر الأفكار التي استطاع أن يبثها بين المسلمين, فهي عقلية يحددها العقل الإنساني, وهي مقياس الأعمال عندهم وعليها قام المبدأ الرأسمالي وهي المفهوم البارز في النظام وفي الحضارة الغربية, ولهذا كانت الحضارة الغربية حضارة نفعية بحتة لا تقيم لغير المنفعة أي وزن ولا تعترف إلا بالنفعية وتجعلها هي المقياس للأعمال, وعليه فالإنسان عند الغرب أدرى وأعلم بمصالحه وبكيفية تحقيقها لأن التشريع للأنسان أي للطاغوت, فالعقل هو المشرع وهو المحدد للمصالح والمسير للسلوك الإنساني.

وقد ابتليت الأمة وخاصة بعض الحركات الإسلامية بهذا السرطان الخبيث, والسبب في ذلك هو سيطرة وهيمنة وتطبيق الثقافة والتشريع الغربي على بلاد المسلمين, وتثقيف هذه العقول بهذا السم الزعاف في المدارس والجامعات حتى الشرعية منها, حتى أصبح الفكر الغربي مغلفاً بالغلاف الإسلامي.
فبحجة المصلحة يتم السكوت عن منكرات الحكام وخيانتهم ومؤامراتهم وتعاونهم مع الكفار في محاربة الإسلام وتطبيق الكفر ويبرر ذلك بحجة ضعف الحركة الإسلامية وأن مصلحتها في حالة الضعف تقتضي ذلك, ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما كان في مكة في حالة من الضعف لم يسكت عن هذه المنكرات, بل اعتبر الهجوم اللاذع عليها مسألة حياة أو موت, قال صلى الله عليه وسلم:{ الساكت عن الحق شيطان أخرس}. ويقول:{من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله يعمل في عباد الله بالآثم والعدوان فلم يغير عليه بقول ولا فعل كان على الله أن يدخله مدخله}.
وبحجة المصلحة يقام بالمنكرات البشعة كفتح حوار مع اليهود أو مع الخونة أو مع الحكام العملاء أو مع السفارات الأجنبية, وبحجة المصلحة يتم الاستعداد لقبول الصلح الخياني مع اليهود والدخول في الانتخابات المتعلقة به, كل ذلك منكرات تدعم كيانات وعروش الطواغيت, وتضفي شرعية على وجودهم في السلطة وتطيل عمر هؤلاء الطواغيت وسيطرة الكافر على بلاد المسلمين, هذا غيض من فيض من المحرمات التي ترتكب من قبل بعض المسلمين وقادة بعض الحركات الإسلامية بحجة المصلحة بالمفهوم الغربي التي تبرر اتباع كل طريق سياسي وغير سياسي من الطرائق التي تخالف الإسلام, وتتناقض مع سبل الإسلام وغاياته, كما أنها تبرر التقاعس عن القيام بأهم وأعظم فرائض الإسلام التي تمكن المسلمين من النهوض وتغيير واقعهم الأليم المهلك، وتنهي سيطرة الكافر وعملائه عن بلاد المسلمين, كما أن هذه النظرة الخاطئة للمصلحة تؤدي إلى إحداث التموج والغموض والإبهام في الإسلام والتذبذب في الولاء عند المسلمين بين الإسلام والكفر.
أقول لمن قاسوا أعمالهم بالمصلحة العقلية:
هل من مصلحة المسلمين أن يشاركوا في الانتخابات الحالية ضمن مخططات الكفار؟ وهل من مصلحتهم أن يذعنوا لأمريكا رأس الكفر؟
وهل من مصلحتهم أن يعترفوا بيهود؟

وهل من مصلحتهم أن يفرطوا بأرض فلسطين؟

وهل من المصلحة التفريط بأحكام الإسلام؟
ومن هنا يجب على المسلمين الذين يحملون مفهوم المصلحة العقلية الخاطئ والمنافي للإسلام العمل على غسل عقولهم ونفوسهم من أدران الثقافة الغربية, ويتثقفوا بالثقافة الإسلامية من جديد وأن يأخذوا الإسلام من مصادره وأن يأخذوا بالمصلحة الشرعية التي حددها الشرع، وهي الالتزام بأحكام الإسلام، ويلفظوا المصلحة العقلية التي أتى بها الغرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به }.وقال:{ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الإسلام حيث دار}.
صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
منقول

الزبير الطرابلسي
09-30-2009, 05:44 PM
بارك الله في الكاتب والناقل
هذا هو المقصود انه ليس هناك اي مصلحة للمسلمين في دخول مجالس الشرك والبرلمانات الكفرية
ونقول لأهل اللحى الشائبة وغير الشائبة الذين اجازوا الدخول ::خسئتم وخاب ما ترجون اليه