تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مع الدكتور حسن كونكاتا المسلم والداعية الياباني المتخصص في فكر شيخ الإسلام ابن تيمية



أحمد الظرافي
09-23-2009, 11:25 PM
مع الدكتور حسن كونكاتا المسلم والداعية الياباني المتخصص في فكر شيخ الإسلام ابن تيمية
إعداد: أحمد الظرافي


السيرة الذاتية
- من مواليد 1960
- أشهر إسلامه عام 1983
- حصل على درجة الماجستير من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة طوكيو 1986،
- حصل على الدكتوراه من قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة 1992.
- رسائل الليسانس والماجستير والدكتوراه كلها في فكر وفلسفة ابن تيمية.
- عمل مستشارا للسفير الياباني بالرياض من عام 1992- 1994
- وفي عام 1998 كان يشغل منصب مدير مركز البحوث بالقاهرة للجمعية اليابانية لترقية العلوم.
- يتكلم العربية ولكن من دون طلاقة، ويستخدمها في الندوات الإسلامية التي يشارك فيها.
- متزوج من حبيبة كاأووري، التي كانت قد اعتنقت الإسلام في فرنسا.


http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:7FrEvz5T093EaM:http://www.aawsat.com/2004/02/06/images/religion.216334.jpg (http://images.google.com/imgres?imgurl=http://www.aawsat.com/2004/02/06/images/religion.216334.jpg&imgrefurl=http://www.aawsat.com/details.asp%3Fsection%3D17%26articl e%3D216334%26issueno%3D9201&usg=__th_a9fg3Ao5ppkqQFxYNx912QUI=&h=144&w=105&sz=20&hl=ar&start=1&um=1&tbnid=7FrEvz5T093EaM:&tbnh=94&tbnw=69&prev=/images%3Fq%3D%25D8%25AD%25D8%25B3%2 5D9%2586%2B%25D9%2583%25D9%2588%25D 9%2586%25D9%2583%25D8%25A7%25D8%25A A%25D8%25A7%2B%25D8%25A7%25D9%2584% 25D9%2585%25D8%25B3%25D9%2584%25D9% 2585%2B%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%25 84%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25B9%25 D9%258A%25D8%25A9%2B%25D8%25A7%25D9 %2584%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25A8 %25D8%25A7%25D9%2586%25D9%258A%26hl %3Dar%26lr%3D%26sa%3DN%26um%3D1)


النشاطات الحالية
- يعمل حاليا رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة دوشيشا في اليابان.
- يدرس الإسلام في الجامعات اليابانية، ويحاضر عن علوم الشريعة.
- رئيس جمعية مسلمي اليابان
- باحث متخصص في فكر وفلسفة شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله.
- يعمل على تحويلقسم الدراسات في جامعة (دوشيا) إلى مركز للتعريف بالإسلام.
- يصدر صحيفة بعنوان "مسلم شن بون" ترصد حال المسلمين في اليابان وتحاول ربطهم بمسلمي العالم الإسلامي بالاشتراك مع زوجته المسلمة. كما يقوم بالاشتراك معها بالعديد من الأنشطة الإسلامية داخل وخارج اليابان. وقد زار مصر وسوريا والأردن والسعودية وتونس والجزائر والكويت وسلطنة عمان والبحرين.

حسن كوناكاتا من خلال مقابلاته :

- منذ صغري أحببت دراسة الديانات الأخرى. وفي جامعة طوكيو انتسبت إلى حلقة دراسة الكتاب المقدس ( التوراة والإنجيل ).. وقرأت شيئا عن الإسلام. وعندما تخصصت اخترت قسم الدراسات الإسلامية. وهكذا تعرفت على الإسلام.

- كنت أحب الدين المسيحي.. ولكن عندما درست الإسلام وعرفت انه آخر الديانات السماوية وأتمها من جميع النواحي. ورأيت أنه هو الدين الحق أعلنت إسلامي.

- جاء إسلامي عن طريق قراءة الكتب أكثر من التأثر الشخصي بآخرين، وتكونت لدي حلقة غير مكتملة في البداية ولكنها اكتملت بعد اطلاعي على الإسلام، ويوم اعتناقي للإسلام صليت واجتنبت أكل لحم الخنزير وشرب الخمر.

- العائلة لم تكن مرتاحة لإسلامي في بادئ الأمر.. وبعد أن أطلعوا على الإسلام من خلالي اعتنقوا الإسلام أيضا. وأما الشعب الياباني فهو علماني منغلق، ولا يهتم كثيراً بالدين، ولايعرف شيئاً عن الإسلام.

- كنت أحب العلوم السياسية وعندما درست الإسلام عرفت أن ابن تيمية له أفكار سياسية متميزة، مما دفعني لدراسة هذه الأفكار واخترت ابن تيمية موضوعا لرسالة الدكتوراه.

- الإسلام دين شامل لا يتجزأ، دين يشتمل على جميع نواح الحياة، ومنها السياسة. ومن يؤمن بالإسلام يجب أن يطبق كل أحكامه. وأنا أؤمن بكل ما جاء به الإسلام.

- الديمقراطية، من الناحية النظرية، تخالف الإسلام، وهي حاكمية الإنسان للإنسان، ومن الناحية التطبيقية التي تعني اتخاذ القرار بعد المشاورة فهذا موجود في الإسلام.

- الكثير يتوهمون أن الديمقراطية الغربية هي حرية حقيقية. بمعنى أن الشعب يحكم نفسه بنفسه فعلا. لكن في حقيقة الأمر هذا غير مطبق ولا يوجد سيادة للشعب

- من الناحية النظرية لا يوجد في الإسلام ما يمنع تعدد الأحزاب ولكن من الناحية السياسية إذا رأى ولي الأمر أن هناك خللا ما على المجتمع الإسلامي فله أن يمنع الأحزاب.

- الإسلام يعطي المرأة حقوقا تتناسب مع طبيعتها ويفرض عليها واجبات تتناسب معها أيضا. والموقف التقليدي في اليابان قريب جدا من موقف الإسلام من المرأة.

- موقف الغرب من الإسلام ليس جديدا فالصراع بين الإسلام والصليبيين صراع تاريخي مستمر. والاستعمار الغربي هو الذي حال دون وصول الإسلام إلى اليابان بعد إسلام اندونيسيا في القرن16

- الجهاد ركن من أركان الدولة، والإسلام دين ودولة، ولا بد أن يعترف بهذا الركن. وفلسطين أراض مغتصبة بكل المعايير، ولا بد من استعادتها.

- الإسلام لا يشجع على التقدم العلمي بحد ذاته، والآخرة هي الأهم بالنسبة إليه. ولكن لا بأس أن نطلب التقدم من اجل عزة الإسلام والمسلمين. وكمسلم ياباني يرى أن نهوض الأمة، يتم بترك التعصب والعمل من أجل الإسلام فقط.

- المد الإسلامي في آسيا توقف بعد أن أسلمت اندونيسيا في القرن16 بسبب الاستعمار الغربي. ولم يصل إلى اليابان إلا في عام 1909، مع وصول الأتراك المهاجرين إليها من روسيا . لكنه يرى أن الإعلام العربي أكثر عداءً للإسلام من الغرب.

- أول ياباني اعتنق الإسلام هو عبد الهلال عام 1902. وكان جاسوسا لليابان في اسطنبول. وأول من أدى مناسك الحج هو إبراهيم ياما أوكا، الذي اسلم في بومباي عام 1909.

- في فترة ما بين الحربين كان هناك تشجيع على الإسلام بين اليابانيين، لخدمة سياستهم الاستعمارية، وبعد الهزيمة ابتعد اليابانيون عن الإسلام لتلاشى هذا الباعث. كما أمر الأمريكيون بحل " جمعية الإسلام اليابانية " باعتبارها آلة الاستعمار الياباني

- في عام 1952 أنشئت جمعية مسلمي اليابان، التي انقسمت إلى مجموعة من المراكز بسبب التهافت على الدعم الخليجي، لكنهاتلاشت بعد ذلك وهو ينعى على الدعاة تركيزهم على التبرعات، والدعاية أكثر بكثير من تركيزهم على الدعوة.

ـ يوجد في اليابان حاليا قرابة 70 ألف مسلم جلهم، من جاليات إيرانية وباكستانية وإندونيسية، ونقدر عدد المسلمين من أهل اليابان بـ7 آلاف شخص جلهم من النساء. ويشير إلى أن الجهود الدعوية معدومة في اليابان إلا في حالات شخصية وضعيفة.

- توجد مساجد كثيرة في اليابان، وهناك عشرة مساجد في ضواحي طوكيو فقط، لكن لا يوجد مركز إسلامي كبير، وهذه المساجد تقام فيها خطبة الجمعة التي يحضرها في أكبر مسجد حوالي ثلاثمائة مسلم، بينما لايزيد العدد في المساجد الصغيرة عن مائة.

- يرى أن نجاح الدعوة الإسلامية لا يتعلق بالأموال والدعاية، بل بالعلم الصحيح المقرون بالإخلاص. ويوصي بتحميل هذه المهمة على عاتق المسلمين اليابانيين لأن أهل مكة أدرى بشعابها.

- إنني بعد أن درست الإسلام لمدة تزيد عن 12 سنة وجدت أن كثيرًا من الأفكار التي كنت أعرفها عن الإسلام خاطئة؛ ومن هنا فأنا تأكدت أن أهم دور دعوي أقوم به هو التركيز على العلم الإسلامي الصحيح وتوصيله إلى غيري.[1] (http://aljazeeratalk.net/forum/newthread.php?do=newthread&f=96#_ftn1)

- الحروب بين السنة والشيعة هي حروب سياسية لا عقائدية وعمدة كتب السنة والشيعة تحرم دماءهم على بعض، ودعا إلى ترك الخلاف بين السنة والشيعة إلى يوم القيامة والله يحاسبهم على عقائدهم، وأكد على ضرورة إنهاء مشكلة سب الصحابة من قبل الشيعة وأن هذه مشكلة كبيرة عند الشيعة[2] (http://aljazeeratalk.net/forum/newthread.php?do=newthread&f=96#_ftn1).


-------------------------
( 1) انظر مقابلاته في:
- مجلة العالم العدد 652- 19 ديسمبر 1998
– صحيفة الشرق الأوسط الجمعـة 15 ذو الحجـة 1424 هـ 6 فبراير 2004 العدد 9201
- موقع لواء الشريعة p://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/1010/

[2] (http://aljazeeratalk.net/forum/newthread.php?do=newthread&f=96#_ftnref1)http://www.redman4u.com/2006/12/27/snah-and-she3a/

أحمد الظرافي
09-23-2009, 11:26 PM
رأيه في شيخ الإسلام ابن تيمية


الشيء الجديد والجميل الذي يثلج الصدر في حالة هذا العالم الياباني المسلم أنه متخصص في فكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ابن تيمية التي أصبحت كتبه محظورة في أكثر من بلد عربي إسلامي، ابن تيميه المتهم بالتطرف في وسائل الإعلام العربي والغربي والشيعي وبالفكر الذي يشجع على الإرهاب، ابن تيمية الذي يهرب منه الباحثون المسلمون في الوقت الحاضر خوفا من أن تعزى إليهم شبهة الإرهاب. أو خوفا من أن يجدوا أنفسهم بدون عمل، حيث كانت رسائل الليسانس والماجستير والدكتوراه لهذا المسلم الياباني كلها في فكر وفلسفة شيخ الإسلام ابن تيمية... وهو ما يدل على استنارته الفكرية وتعمقه في فهم الإسلام. فالحمد لله الذي سخر لشيخ الإسلام ابن تيمية مسلما يدافع عنه من اليابان.واللهم زد وبارك فيمن يعتنقون الإسلام من أمثال هذا الياباني.
يقول: قبل تخصصي في الدراسات الإسلامية كنت أحب العلوم السياسية والاجتماعية وعندما درست الإسلام عرفت أن ابن تيمية له أفكار سياسية متميزة ولم يسبقه إليها شخص آخر مما أثارني ودفعني لدراسة هذه الأفكار واخترت ابن تيمية موضوعا لرسالة الدكتوراه."
ويقول: عندما كنت أختار موضوع رسالة الليسانس في السنة الرابعة اخترتها عن ابن تيمية، فقد أعجبت أثناء دراستي للإسلام بشخصية هذا العالم والفقيه الموسوعي، فقد صنف في مختلف فروع العلم وكان متفوقًا على غيره في كل ما كتب، وكان دائمًا لا يبحث في الأمور الشكلية بل كان يبحث في لب الإسلام وروح الشريعة، وأعجبت جدًا بالتراث الضخم الذي تركه هذا الرجل، كما أعجبت به لأنه طبق علمه في دنيا الواقع محاربًا التتار بنفسه، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر بنفسه. وبعد الليسانس كنت قد تأثرت بالرجل فجاءت مرحلتا الماجستير والدكتوراه لتؤكد هذا التأثر وتصقله.
وكذا اعترافه بفضل وتفوق وعلو منزلة هذا العالم المجدد الفذ الذي قضى جل حياته وهو يدافع عن الإسلام وفي توعية المسلمين بالعقيدة الصحيحة وفي الرد على المبتدعة.
يقول: اعتمدت رسالة الليسانس على كتابيّ ابن تيمية "السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية" و"المحبة في الإسلام".... وبالنسبة للكتاب الأول فإنه يتفوق على أي كتاب إسلامي آخر تناول نفس الموضوع، مثل كتاب "الأحكام السلطانية" للماوردي، وكتاب "تحرير الأحكام" لابن جماعة. فقد وجدت ابن تيمية أعمق من الجميع. فالعلماء الآخرون يركزون على الإمامة أو الخلافة ويتحدثون دائمًا عن الشروط التي يجب توافرها في الإمام وواجبات الإمام..... إلخ، أما ابن تيمية فإنه لا يتحدث عن هذه الأشياء ولكنه يركز على تطبيق الشريعة عبر طبقات الأمة كلها. فابن تيمية إذن يخاطب الأمة بمجموعها ومختلف طبقاتها لتصبح فاعلة في تطبيق الشريعة وعلى رأسهم الإمام، بينما غيره من الفقهاء يركزون على الإمام ويتجاهلون الأمة في هذا الخصوص. وكانت رسالة الماجستير عن "فلسفة العمل عند ابن تيمية" .. وكانت رسالة الدكتوراه عن "الفلسفة السياسية عند ابن تيمية"
وهو يتهم بالجهل من يصف شيخ الإسلام ابن تيمية بالتطرف فيقول: ابن تيمية مفكر عميق وموسوعي وله تأثير كبير سواء في العلماء أو الشباب العادي، لكن حتى العلماء المعاصرون له لم يستوعبوا كلامه، ومنهم من غار منه لمكانته العلمية الفذة فكاد له عند السلاطين، فالرجل كان عميقًا جدًا لدرجة أن تلامذته لم يستطيعوا أن يفهموه حق الفهم، ولذلك فلا يفهم كلام ابن تيمية حق الفهم إلا العلماء، أما غير المتخصصين فإنهم يسيئون فهم الرجل الذي هو بريء من هذا الكلام، ومن يصنف فكر ابن تيمية بالتطرف فإنه لم يفهم شيئا منه وليست له علاقة بالفقه الإسلامي والثقافة الإسلامية العميقة، فابن تيمية رائد وأستاذ ومجتهد ومجدد... فكيف أتهمه بالتطرف!؟ وعلى كلٍ فالموازين في أيامنا هذه مختلة ومن الناس من يصف الآخر بالتطرف لمجرد أنه يصلي أو يرتدي ثوبًا إسلاميًا أو يطلق لحيته.
إن ابن تيمية له جوانب فلسفية دقيقة جدًا تجعل من العسير على الشباب الحالي أن يفهموه، فابن تيمية مثلاً هو الذي نقض فلسفة اليونان ومنطقهم بأدوات إسلامية وليست يونانية، وهم في الجامعات الغربية يدرسون فكر ابن تيمية لأنهم يعتبرونه مفكر عبقري وموسوعي.


وللمزيد من التفاصيل أرترككم مع مقابلاته وقد أخترت لكم ثلاث منها . إضافة إلى مقابلة واحدة مع زوجته

أحمد الظرافي
09-23-2009, 11:27 PM
نص مقابلته مع مجلة " العالم " عام 1998[1] (http://aljazeeratalk.net/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2312260#_ftn1):


· كيف اهتديت إلى الإسلام ؟
- منذ صغري كنت أحب الإطلاع ودراسة الديانات الأخرى. وعندما التحقت في جامعة طوكيو انتسبت إلى حلقة دراسة الكتاب المقدس ( التوراة والإنجيل )، ودرست من ضمن نشاطات هذه الحلقة ديانات عديدة منها اليهودية والمسيحية والبوذية، وقرأت بعض الشيء عن الإسلام. وعندما تخصصت اخترت قسم الدراسات الإسلامية الذي كان قد أنشئ حديثا في جامعة طوكيو. وهكذا تعرفت على الإسلام.
· ولماذا أسلمت ؟
- كنت أحب الدين المسيحي، وكنت أؤمن بالله وحده، أي أنني كنت موحدا قبل تعلمي الإسلام. ومن المنطقي أن نؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم. إذا آمنا بالأنبياء السابقين وسيدنا موسى وسيدنا عيسى، وطبعا عندما درست الإسلام وعرفت انه آخر الديانات السماوية وأتمها من جميع النواحي الاجتماعية والسياسية والعقائدية والأخلاقية. ورأيت أنه هو الدين الحق أعلنت إسلامي.
· كيف كان رد فعل عائلتك على إسلامك ؟
- لا أنكر أن العائلة لم تكن مرتاحة في بادئ الأمر، لكن حرية الأديان مكفولة للأبناء في اليابان، وبعد ان أطلعوا على الإسلام من خلالي اعتنقوا الإسلام أيضا. أما زوجتي فقد أسلمت قبل أن أتزوجها، حيث دخلت الإسلام في فرنسا.
· كانت الفلسفة السياسية عند ابن تيمية هي موضوع رسالة الدكتوراه فلماذا هذا الاختيار؟
- قبل تخصصي في الدراسات الإسلامية كنت أحب العلوم السياسية والاجتماعية وعندما درست الإسلام عرفت أن ابن تيمية له أفكار سياسية متميزة ولم يسبقه إليها شخص آخر مما أثارني ودفعني لدراسة هذه الأفكار واخترت ابن تيمية موضوعا لرسالة الدكتوراه.
· كيف تفهم مكانة السياسة في الإسلام؟
- الإسلام دين شامل لا يتجزأ، دين يشتمل على جميع نواح حياة الإنسان ومنها السياسة. ولفهم الفكر السياسي عند ابن تيمية لا بد من دراسة الشريعة الإسلامية ككل.
· كيف تنظر إلى مفهوم الإسلام للديمقراطية ؟
- الديمقراطية كلمة غير واضحة تماما، فهناك ناحية نظرية وناحية تطبيقية، ومن الناحية النظرية فالديمقراطية تخالف الإسلام تماما، وهي حاكمية الإنسان للإنسان، ولكن إذا نظرنا إلى الناحية الواقعية والتطبيقية فالديمقراطية تعني اتخاذ القرار بعد المشاورة مع الناس والشعب، وهذا موجود في الإسلام.
· هل من الضروري ان نطبق الديمقراطية الغربية أو اليابانية ؟
- الكثير من الناس يتوهمون أن الديمقراطية الغربية هي حرية حقيقية، وان الناس يبدون رأيهم في كل القضايا دون تدخل من احد أو سيطرة. بمعنى أن الشعب يحكم نفسه بنفسه فعلا. لكن في حقيقة الأمر هذا غير مطبق ولا يوجد سيادة للشعب وإنما هو مقيد بالقانون الطبيعي، وفي الدين الإسلامي تقوم الشريعة الإسلامية مقام القانون الطبيعي عند الغرب، مثلا في الديمقراطية الغربية لا يستطيع الشعب أن يأخذ قرارا ضد قانون الطبيعة مثل الانتخابات والحقوق الإنسانية، وفي الإسلام لا يستطيع المسلمون أن يأخذوا قرارا مخالفا للشريعة الإسلامية. ولكن في المجال الذي لا يوجد فيه أحكام تفصيلية في الشريعة فالأمر متروك لأخذ قرار أو اجتهاد. وأما حول مسألة تعدد الأحزاب فمن الناحية النظرية لا يوجد في الإسلام ما يمنع تعدد الأحزاب ولكن من الناحية السياسية إذا رأى ولي الأمر ان هناك خللا ما على المجتمع الإسلامي فله أن يمنع الأحزاب.
· كيف تفهم موقف الإسلام من المرأة ؟
- الموقف التقليدي في اليابان قريب جدا من موقف الإسلام من المرأة، فاليابان تختلف عن الغرب من هذه الناحية، والإسلام يعطي كل إنسان حقه بحسب طاقته وطبيعته، وهكذا نجد حقوقا للأولاد وحقوقا للرجال، وحتى المجانين لهم حقوق في الإسلام. فالإسلام يحدد الحقوق والواجبات بحسب التميزات الطبيعية، وحسب هذه النظرية فالإسلام يعطي المرأة حقوقا تتناسب مع طبيعتها واختلافها عن الرجل، ويفرض عليها واجبات تتناسب معها أيضا.
· تحدثت عن رؤية الإسلام للديمقراطية وللتعددية وكذلك موقفه من المرأة. فأين انت من هذا كله ؟
- من يؤمن بالإسلام يؤمن يجب أن يؤمن بكل ما جاء فيه وأن يطبق كل أحكامه، فلا يمكن أن نأخذ شيئا ونترك شيئا آخر . وأنا أؤمن بكل ما جاء به الإسلام.
· مار أيك بموقف الغرب من الإسلام؟
- موقف الغرب من الإسلام ليس جديدا فالصراع بين الإسلام والصليبيين صراع تاريخي مستمر.
· كيف تفهم مسألة العنف والجهاد في الإسلام ؟
- جميع الدول وجميع المجتمعات تعترف بالعنف أو الجهاد في سبيل تحرير الأوطان أو الذود عنها. فهو ركن من أركان الدولة والإسلام دين ودولة ولا بد أن يعترف بهذا الركن.
· ما رأيك بمسألة القدس؟
القدس وفلسطين أراض مغتصبة بجميع المعايير الدولية، وحتى القانون الدولي غير الإسلامي يحكم بأن فلسطين والقدس أراض مغتصبة ولا بد من استعادتها.
· بصفتك مديرا لمركز البحوث لترقية العلوم.. أسألك عن رأيك بسبب تخلف الدولية الإسلامية على الصعيد العلمي.. وهل ترى أن للدين سبب في ذلك كما يدّعي البعض؟
- سأتحدث بكل صراحة. الإسلام – برأيي – محايد في هذا المجال، فهو لا يمنع التقدم العلمي بطبيعة الحال. ولكنه في ذات الوقت لا يشجع على التقدم بحد ذاته، أي أن الإسلام دين الدنيا والآخرة، ورغم انه لا يمنع من التمتع بالدنيا إلا أن الآخرة هي الأهم بالنسبة إليه. ولكن إذا نحن نظرنا إلى مسألة التقدم بحد ذاتها فهي ليست بأمر جيد من وجهة نظر الإسلام. ولكن لا بأس أن نطلب التقدم من اجل عزة الإسلام والمسلمين. واحمد الله أن المسلمين في هذه الأيام أخذوا ينتبهون أكثر فأكثر إلى هذه الناحية واخذوا يهتمون بالعلوم والتقدم العلمي كاهتمامهم برضاء الله عز وجل وعملهم من أجل الآخرة.
· إذا انتقلنا إلى الوضع الإسلامي في اليابان، فما مدى اهتمام الناس هناك بالإسلام ومتى عرف الناس الإسلام في اليابان؟
- من المعروف أن المد الإسلامي في آسيا قد توقف بعد أن اسلمت اندونيسيا في القرن السادس عشر بسبب الاستعمار الغربي في هذه المنطقة. وبالتالي لم يصل الإسلام إلى اليابان حتى عصر مياويجي عام 1870، حيث أرسلت اليابان بعثة إلى مصر عام 1872 لدراسة نظام القضاء المزدوج المصري ( أي ازدواج المحكمة الشرعية والمحكمة المدنية ) لكي تستفيد منها من اجل تحديث نظام القضاء الياباني. وكان اليابانيون متعاطفون مع أحمد عرابي وقد انتقدوا الاستعمار الغربي وموقفه من عرابي. ولكن للأسف بعد حرب اليابان والصين عام 1895 وحربها مع روسيا عام 1905اتخذت اليابان سياسة استعمارية مماثلة للغرب بدلا من التضامن مع الشعوب المستضعفة والسعي لتحيريها.
· هل هناك جاليات إسلامية في اليابان؟
- دخل المسلمون إلى اليابان بعد نهاية سياسة العزلة، وكان أنشطهم الأتراك المهاجرين من روسيا مثل الشيخ عبد الرشيد إبراهيم الذي وصل إلى اليابان عام 1909 . ومحمد عبد الحي قربامغلي وآيس اسحاقي وغيرهم.. وقد بنيت ثلاثة مساجد تحت قيادتهم وهي مسجد ناغويا ( بني عام 1931 ) ومسجد كوبي ( بني عام 1935 ) ومسجد طوكيو ( بني عام 1938 ). وقد حظي هؤلاء بدعم الحكومة اليابانية العسكرية التي شجعت الشعوب المسلمة على مقاومة الدول الغربية من أجل مصالحها الذاتية.
· من المعروف أن اول مسلم ياباني كان جاسوسا لليابان، ما قولك ؟
- صحيح أن أول ياباني اعتنق الإسلام هو عبد الهلال ( يامادا تورا جيرو ) وذلك عام 1902. في اسطنبول. وكان تاجرا وجاسوسا لوزراة الخارجية اليابانية. كما أن أول من أدى مناسك الحج من اليابان هو إبراهيم ياما أوكا الذي اعتنق الإسلام في بومباي عام 1909. وعندما ذهب إلى اسطنبول عام 1926 اعتقل بتهمة التجسس لليابانيين. ولفهم هذه الحالة لا بد من القول ان هؤلاء المسلمين اعتقدوا ان " الله " عند المسلمين هو نفسه الإله الياباني ( شينتو ) الذي يعلن اليابانيون أقصى احترام له. (...) ومن هنا نستطيع أن نفهم كيف كان الرئيس الأول لجمعية الإسلام اليابانية العظيمة وهو الجنرال هاياشي سينجوود غير مسلم. ولماذا كان معظم المسلمين اليابانيين الأوائل جواسيس للقوة البرية اليابانية.
ولكن هذا لا يقتضي أن جميعهم منافقون فهم لم يشعروا أبدا بوجود تناقض بين كونهم مسلمين أو يتبعون شينتو، وبالتالي يخدمون السياسة اليابانية لأنهم كانوا على ثقة بأن الإسلام وشينتو واحد.
· وهل يبرر هذا ابتعاد المسلمين اليابانيين عن الإسلام بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية؟
- تماما. فقد ابتعد المسلمون اليابانيون عن الإسلام بعد الهزيمة لأن الباعث الرئيسي لإسلامهم كان لمصلحة السياسة الاستعمارية اليابانية في ذلك الوقت، وقد تلاشى هذا الباعث بعد الهزيمة. كما حلّت " جمعية الإسلام اليابانية العظيمة " بأمر من الأميركيين باعتبارها آلة الاستعمار الياباني.
· وكيف كان وضع المسلمين اليابانيين بعد ذلك؟
- استمر البعض باستئناف نشاطه وأنشئت جمعية مسلمي اليابان عام 1952 وتولى رئاستها الصادق رايما أيزومي. وقد اعتنت هذه الجمعية بتربية المسلمين على المدى البعيد، فكونت لجنة ترجمة معاني القرآن الكريم عام 1962. وطبعت هذه الترجمة عام 1992 على نفقة رابطة العالم الإسلامي فكانت أول ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية بيد المسلمين. كما أرسلت الجمعية عددا من الطلبة اليابانيين إلى الدول العربية لدراسة اللغة العربية والعلوم الإسلامية.
· ماهو وضع وعدد المؤسسات الإسلامية اليوم ( 1998 ) في اليابان؟
- انشقت مجموعة من المسلمين عن جمعية مسلمي اليابان وأسسوا عددا من المؤسسات الإسلامية مثل ( جمعية مسجد اوساكا 1968 ) و ( المركز الإسلامي باليابان 1975 ) و " المؤتمر الإسلامي الياباني 1978 ) " و " اتحاد جمعيات الصداقة الإسلامية باليابان 1981" وذلك لاجل المساعدات المالية من الدول الخليجية وغيرها. بينما فتحت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السعودية فرعها " المعهد العربي الإسلامي " بطوكيوا عام 1982. وتميزت هذه القوة بأن الدعوة الإسلامية تحولت إلى دعاية لجمع التبرعات من أهل الخير في العالم الإسلامي الذين ليس لديهم معلومات عن واقع حال الدعوة الإسلامية في اليابان . حتى أن المؤتمر الإسلامي الياباني أدعى بأن 54000ياباني أسلموا عنده، ولكن في عام 1989 اتضح تلاعب في أوراق الضرائب مما دفع الحكومة اليابانية إلى محاسبته مما أدى إلى انعدام نشاطه. وما زال المركز الإسلامي نشيطا لجمع التبرعات ولكن عدد أعضائه حتى الآن لا يتجاوزن الخمسين عضوا. وقد بعث المركز عددا من الطلاب إلى الدول الإسلامية للدراسة. أما المعهد العربي الإسلامي والذي كان مجهزا بكل الإمكانات الحديثة، فقد انتقل من مكانه بسبب انخفاض ميزانيته وتقلص نشاطه حتى هدم مبناه عام 1996. ومن المتوقع أن يعاد بناؤه هذا العام إن شاء الله. ( 1998 ).
( ....)
· هل من كلمة اخيرة عبر مجلة " العالم " ؟
- من خلال تجاربنا المرة إننا عرفنا أن الدعوة الإسلامية لا يتعلق نجاحها على الأموال ولا على الدعاية بل يرجع إلى العلم الصحيح المقرون بالإخلاص وحسن السيرة أو الأسوة الحسنة ، كما ينبغي ان يتحمل هذه المهمة المسلمون اليابانيون لأن أهل مكة أدرى بشعابها.



[1] (http://aljazeeratalk.net/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2312260#_ftnref1)( العدد 652- 19 ديسمبر 1998 )

أحمد الظرافي
09-23-2009, 11:29 PM
نص مقابلته مع صحيفة الشرق الأوسط2004:[1] (http://aljazeeratalk.net/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2312274#_ftn1)




* بداية كيف تقيمون حال العمل الإسلامي في اليابان؟
ـ في اليابان قرابة 70 ألف مسلم جلهم، من جاليات إيرانية وباكستانية وإندونيسية، ونقدر عدد المسلمين من أهل اليابان الأصليين بـ7 آلاف شخص جلهم من النساء، وهن ممن تزوجن بمسلمين غير يابانيين. ودخول الإسلام لليابان حديث وأول مسلم اعتنق الإسلام في اليابان عام 1906. وهو ينتشر في اليابان ببطء وهذا يعود لانغلاق الشعب الياباني على نفسه وهذا ينطبق على كل الأديان التي يتواجد لها أتباع. ويوجد في اليابان الآن 52 مسجداً ومعهداً للعلوم العربية والإسلامية التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهو الوحيد من نوعه في اليابان.




* كيف ينظر اليابانيون لكم كمسلمين من أصل ياباني؟
ـ الشعب الياباني علماني ولا يهتم كثيراً بالدين وهو شعب متسامح يحترم الديانات الأخرى وهم لايعرفون شيئاً عن الإسلام فهم يتعاملون مع أصحاب الديانات الأخرى باحترام مع محاولة عدم التدخل في ماهية هذه الديانة أو مجرد محاولة معرفة حقيقة هذا الدين. كما قلت هو مجتمع منغلق على نفسه فاليابانيون لايهتمون بالأديان حتى البوذية والطاوية لاتوجد إلا في المعابد فقط.
* ألا يعود انكماش وانتشار الإسلام في اليابان لقلة اهتمام الدعاة بها؟
ـ هذا الكلام صحيح إذ أنها شبه منسية تقريباً فبينما تركز الجهود الدعوية على أفريقيا وأوروبا نراها معدومة عندنا إلا في حالات شخصية وضعيفة. وللأسف للآن ما زالت الكتب الإسلامية لم تترجم لليابانية، وجل ما ترجم هي كتب ترجمها يابانيون ملمون حيث ترجم المستشرقون في اليابان صحيح البخاري وقامت جمعية مسلمي اليابان بترجمة صحيح مسلم وترجمتُ بالتعاون مع زوجتي كتاب تفسير الجلالين وزاد المستقنع في الفقه وبعض كتب التجويد عدا ذلك فالترجمات معدومة وهذا من شأنه الحد من انتشار الإسلام في اليابان.
* ما هو دور مسلمي اليابان في التعريف بالإسلام؟
ـ هم من العمالة التي لاعلم لها بعلوم الدين الإسلامي فهم مسلمون عاديون وليسوا دعاة وبعضهم يجهل الكثير من أحكام الإسلام.
* هل تأثرت نظرة المجتمع لكم بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) وما لحق بالمسلمين من إتهامهم بالإرهاب؟
ـ المجتمع الياباني لايهتم بما تقوله أميركا أو الغرب عن الإسلام فهو مجتمع يهتم بحياته وبعلمه فقط. أما على صعيد الإعلام فبعضه بدأ ينقل ما يقوله الغرب ويطبقه على مسلمي اليابان. لكن هذه الأحداث زادت من اهتمام المثقفين بالإسلام مما جعلني أعمد بالتعاون مع جامعة (دوشيا) التي أدرس بها في قسم الأديان لتأليف كتابين أحدهما بعنوان (منطق الإسلام) يتحدث عن رسالة الإسلام التي تتلخص في الدعوى لعبادة الله والتعايش بسلام وإخاء مع كافة البشر. وكتاب آخر بعنوان (منطق أسامة بن لادن) الذي بينت فيه فكر هذا الرجل المتعصب والبعيد عن حقيقة وجوهر الإسلام. وقد حقق الكتابان مبيعات جيدة في اليابان. وقد لقيت الدراسات الإسلامية إقبالاً متزايداً من اليابانيين بغية دراسة الإسلام مؤخرا.
* كيف ينظر المجتمع لظاهرة الحجاب وبقية المظاهر الإسلامية؟
ـ لا توجد أية مضايقات للمسلمين وتستطيع المسلمة أن تخرج وتعمل وهي محجبة وحتى جواز السفر يمكن أن تظهر به صورة السيدة متحجبة. المسلمون يعيشون في اليابان بسلام ولاخوف عليهم من أي تمييز كان ويؤدون شعائرهم بحرية كاملة.
* ماهو دور أقسام الدراسات الإسلامية في تعريف المجتمع الياباني بالاسلام؟
ـ في اليابان عدة جامعات تدرس الإسلام في جامعات طوكيو وياماجوشي وفي دوشيا وغيرها وكلها أقسام يدرس بها الإسلام ويتم التعريف به. أنا أعمل حالياً في قسم اللاهوت في جامعة (دوشيا) مع استاذين من المسلمين اليابانيين المتخصصين في الدراسات الإسلامية ونعمل على تحويل هذا القسم لنواة حقيقية للتعريف بالإسلام في بلدنا. ومن خلال مواقعنا على الانترنت نعرف الزائرين بالإسلام وتعاليمه السمحة.
* هل تؤثر عليكم الخلافات الفقهية والمذهبية الموجودة في العالم الإسلامي؟
ـ نوعاً ما لكن ليس بالشكل الكبير نحن نريد الإسلام البعيد عن الخلافات وما يحدث أحياناً يحزننا كثيراً لأننا نحب أن نرى المسلمين متحررين يعتمدون على مرجعية واحدة.
* هل يتم التعاون بينكم وبين بعض المراكز أو الجامعات الإسلامية في العالم الإسلامي؟
ـ نعم هناك تعاون بين جمعية مسلمي اليابان مع بعض المنظمات الإسلامية كرابطة العالم الإسلامي والجامعة الإسلامية في السعودية ومع جامعة الأزهر في مصر ومع مجمع أبي النور في سورية وقادة الجالية المسلمة في اليابان هم من خريجي الجامعات الإسلامية في الشرق الأوسط ويتم تبادل الخبرات والأساتذة ونحن نستفيد من الجامعات الإسلامية في عملنا الدعوي.
* زرت عدداً من الدول الإسلامية ما أكثر ما أحزنك خلال هذه الزيارات؟
ـ ما يحزنني هو تخلف المسلمين عن غيرهم في مجال العلم والتقنية، فهم ما زالوا في المؤخرة وهذا يزيد منه كونهم متفرقين غير متكاتفين ولأنهم لم يوجدوا لأنفسهم كتلة واحدة تضمهم لتواجه التكتلات العالمية التي تحيط بهم لهذا نرى العالم الإسلامي مستضعفاً من الجميع وهذا مما جنته عليهم أيديهم. وكمسلم ياباني أقول إن نهوض الأمة يتم بترك الأهواء النفسية والتعصب المذهبي والعرقي والعمل من أجل الإسلام فقط، وما رأيته في الشارع الإسلامي لايتطابق مع ما قرأته عن الإسلام وهذا بحد ذاته من عوامل ضعف المسلمين. ومما يحزن أن التقانة وخاصة ما يتعلق منها بالمعلومات والاتصالات ما زالت متأخرة عما هي عليه في بقية أنحاء العالم، مع أنها من أهم وسائل الدعوة في عصرنا الحاضر.
* كونك ترجمت بعض الكتب الإسلامية لليابانية هل أنت مع نظرية تطوير المناهج الدينية؟
ـ نعم أنا مع هذه النظرية فما كتب منذ ألف سنة يجب أن تعاد صياغته مع الحفاظ على الجوهر ليطابق العصر الحاضر وليحفظه الجيل الجديد. وما ترجمته قمت بنقله بأمانة مع ذكر هوامش أذكر فيها رأيي بصراحة لتناسب المتلقي الياباني. أنا أؤكد أننا لانستطيع تطوير المناهج إلا مع الحفاظ على الماضي وفهمه جيداً لنستطيع إيصال العلم الديني كما هو لكن بما يتناسب مع العصر الحديث.
* قمت بالتعاون مع زوجتك في ترجمة العديد من الكتب الإسلامية إلى اللغة اليابانية فما هي أبرز الكتب التي قمت بترجمتها؟
ـ خلال العشر سنوات الماضية شهد المسلم الياباني لأول مرة كتباً بلغته اليابانية حيث استطاع المسلم الياباني أن يقرأ كتب الفقه والحديث والتجويد بلغته الأصلية ومن أهم الكتب التي قمنا بترجمتها السياسة الشرعية لابن تيمية، منهاج المسلم لأبو بكر الجزائري، السيرة النبوية لمصطفى سباعي، وتفسير الجلالين، وكتب مختلفة للامام الشافعي، وكتاب زاد المستقنع في الفقه وهو يدرس في كل الجامعات الاسلامية. وهناك الآن حركة ترجمة من العربية إلى اليابانية تتم عن طريق جمعية مسلمي اليابان.



[1] (http://aljazeeratalk.net/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2312274#_ftnref1) الجمعـة 15 ذو الحجـة 1424 هـ 6 فبراير 2004 العدد 9201

أحمد الظرافي
09-23-2009, 11:30 PM
نص مقابلته مع موقع لواء الشريعة [1] (http://aljazeeratalk.net/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2312279#_ftn1)2008


* هل لنا أن نتعرف على مشواركم العلمي؟ وكيف أثر على اعتناقكم للإسلام؟
** أنا أول متخرج من قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة طوكيو، وفي هذه الكلية ندرس لمدة عامين ثم نختار التخصص الذي نمضي فيه عامين آخرين، وعندما كنت في السنة الثانية أنشئ قسم جديد للدراسات الإسلامية فالتحقت به لأنني كنت أحب البحث في تاريخ الأديان. وقبل التخصص التحقت بحلقة علمية لدراسة الكتب المقدسة، وفي هذه الفترة كنت أبحث في تاريخ اليهود والنصرانية، وكنت أحب البحث في الإسلام كدين لأنه يأتي في الترتيب الزمني بعد اليهودية والنصرانية؛ ولذلك حينما أنشئ قسم الدراسات الإسلامية اخترته لكي أتعمق في دراسة الإسلام، وخاصة أن المعلومات عن الإسلام كانت قليلة جدًا في اليابان، ثم درست الفلسفة الإسلامية والتاريخ الإسلامي واكتشفت أن الإسلام يكمل اليهودية والنصرانية وأنه دين شامل وكامل، ثم حصلت على الماجستير من كلية الآداب جامعة طوكيو، أما الدكتوراه فقد حصلت عليها من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة وكانت رسالتي الماجستير والدكتوراه عن ابن تيمية.

* كيف كانت رحلتكم لاعتناق الإسلام؟
** كنت قبل اعتناقي للإسلام وخلال دراستي للأديان أؤمن بوجود الله ووحدانيته، وكان اعتناقي للإسلام امتدادًا لهذا الاتجاه، فعندما قارنت اليهودية والنصرانية والإسلام وجدت أن رسالة رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ تكمل رسالتي أخويه موسى وعيسى عليهما السلام، كما وجدت أن الإسلام هو الذي يغطي كل جوانب الحياة الإنسانية، وهذه ميزة لا توجد في اليهودية والنصرانية، فالإسلام يشتمل على تفاصيل كثيرة جدًا من جوانب العقيدة والعبادة والأخلاق والسلوك والمعاملات، وهذا بالفعل منهج حياة متكامل.

* ما هي القراءات التي قرأتها عن الإسلام قبل أن تصبح مسلمًا؟
** في اليابان الآن كتب وبحوث كثيرة جدًا عن الإسلام، وهناك بيلوجرافيا كاملة عبارة عن مجلد يحتوي على أكثر من 800 صفحة عن كل الكتب والبحوث المكتوبة عن الإسلام في اليابان، وقد كتبها يابانيون قليل منهم مسلمون. ومن هذه الكتب ترجمة لمعاني القرآن الكريم أعدتها جمعية مسلمي اليابان، وهي أقدم جمعية إسلامية في اليابان، وقد أنشئت عام 1960 .

* على يد من كان إسلامك؟ وماذا فعلت يوم اعتناقك للإسلام؟
** جاء إسلامي عن طريق قراءة الكتب أكثر من التأثر الشخصي بآخرين، فقد قرأت وبحثت في الفلسفة والتاريخ الإسلامي ومقارنة الأديان، وكانت هذه أرضية جيدة جدًا شغلتني طويلاً، وتكونت لدي حلقة كانت في البداية غير مكتملة ولكنها اكتملت بعد اطلاعي على الإسلام، وحينما اكتملت هذه الحلقة في عقلي وتأثر بها قلبي أسلمت على الفور، ويوم اعتناقي للإسلام صليت واجتنبت أكل لحم الخنزير وشرب الخمر.

* في رسائلك العلمية كان ابن تيمية هو موضوع دراستك.. لماذا اخترت هذا العالم بالذات؟
** عندما كنت أختار موضوع رسالة الليسانس في السنة الرابعة اخترتها عن ابن تيمية، فقد أعجبت أثناء دراستي للإسلام بشخصية هذا العالم والفقيه الموسوعي، فقد صنف في مختلف فروع العلم وكان متفوقًا على غيره في كل ما كتب، وكان دائمًا لا يبحث في الأمور الشكلية بل كان يبحث في لب الإسلام وروح الشريعة، وأعجبت جدًا بالتراث الضخم الذي تركه هذا الرجل، كما أعجبت به لأنه طبق علمه في دنيا الواقع محاربًا التتار بنفسه، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر بنفسه. وبعد الليسانس كنت قد تأثرت بالرجل فجاءت مرحلتا الماجستير والدكتوراه لتؤكد هذا التأثر وتصقله.

* بعد هذه الرحلة الطويلة مع ابن تيمية... ماذا أعجبك في فكره وماذا تعلمت منه؟
** اعتمدت رسالة الليسانس على كتابيّ ابن تيمية "السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية" و"المحبة في الإسلام".... وبالنسبة للكتاب الأول فإنه يتفوق على أي كتاب إسلامي آخر تناول نفس الموضوع، مثل كتاب "الأحكام السلطانية" للماوردي، وكتاب "تحرير الأحكام" لابن جماعة. فقد وجدت ابن تيمية أعمق من الجميع. فالعلماء الآخرون يركزون على الإمامة أو الخلافة ويتحدثون دائمًا عن الشروط التي يجب توافرها في الإمام وواجبات الإمام..... إلخ، أما ابن تيمية فإنه لا يتحدث عن هذه الأشياء ولكنه يركز على تطبيق الشريعة عبر طبقات الأمة كلها. فابن تيمية إذن يخاطب الأمة بمجموعها ومختلف طبقاتها لتصبح فاعلة في تطبيق الشريعة وعلى رأسهم الإمام، بينما غيره من الفقهاء يركزون على الإمام ويتجاهلون الأمة في هذا الخصوص. وكانت رسالة الماجستير عن "فلسفة العمل عند ابن تيمية"، فمثلاً عند أهل الكلام من الأشاعرة والماتريدية يقولون: إن الأفعال هي في الحقيقة كلها لله وللإنسان القصد فقط، لكن ابن تيمية يقول: إن للإنسان فعلاً وله قدرة، وهذا الفعل وهذه القدرة هي مناط التكليف، ولو لم يكن للإنسان فعل وقدرة لما كان لتكليفه بأحكام الشريعة معنى. وكانت رسالة الدكتوراه عن "الفلسفة السياسية عند ابن تيمية"، وكما قلت فإن معظم فقهاء أهل السنة حينما يتحدثون عن السياسة فإنهم يتحدثون عن دور الحاكم أو الإمام فقط، ويتصورون النسق السياسي على هيئة هرم وعلى قمته الإمام، وجميع الولايات تحت الإمام إنما تفرعت عن الإمام. وهذا التصور الفلسفي كان شائعًا عند المسلمين وخاصة فلاسفتهم، فالفارابي مثلاً كان يقول: إن العالم كله صور عن الوجود الأول، ثم يأتي الوجود الثاني.... ‘لخ .
أما ابن تيمية فيقول: إن كل إنسان له قدرة وله مناط الواجبات والولايات، وكل إنسان مهما كان حجمه فإن له قدرة ذاتية وبالتالي فله تكاليف وولايات حسب قدرته هذه، وابن تيمية كذلك هو الذي تكلم عن موضوع الخروج على الإمام، فالفقهاء الآخرون يقولون بحرمة الخروج على الإمام، أما عند ابن تيمية فإن محور الأمر عنده هو الشريعة، وخروج الإمام عن الشريعة يجعل خروج الأمة عليه وعزله واجبًا وجائزًا حسب تفاصيل حاله.

* لكن فكر ابن تيمية في عالمنا العربي (خاصة في الإعلام الرسمي وفي المؤسسات الثقافية والفكرية الحكومية) أصبح متهمًا بأنه وراء تطرف الشباب الذين يقرأون فكر هذا الرجل؟
** ابن تيمية مفكر عميق وموسوعي وله تأثير كبير سواء في العلماء أو الشباب العادي، لكن حتى العلماء المعاصرون له لم يستوعبوا كلامه، ومنهم من غار منه لمكانته العلمية الفذة فكاد له عند السلاطين، فالرجل كان عميقًا جدًا لدرجة أن تلامذته لم يستطيعوا أن يفهموه حق الفهم، ولذلك فلا يفهم كلام ابن تيمية حق الفهم إلا العلماء، أما غير المتخصصين فإنهم يسيئون فهم الرجل الذي هو بريء من هذا الكلام، ومن يصنف فكر ابن تيمية بالتطرف فإنه لم يفهم شيئا منه وليست له علاقة بالفقه الإسلامي والثقافة الإسلامية العميقة، فابن تيمية رائد وأستاذ ومجتهد ومجدد... فكيف أتهمه بالتطرف!؟ وعلى كلٍ فالموازين في أيامنا هذه مختلة ومن الناس من يصف الآخر بالتطرف لمجرد أنه يصلي أو يرتدي ثوبًا إسلاميًا أو يطلق لحيته.
إن ابن تيمية له جوانب فلسفية دقيقة جدًا تجعل من العسير على الشباب الحالي أن يفهموه، فابن تيمية مثلاً هو الذي نقض فلسفة اليونان ومنطقهم بأدوات إسلامية وليست يونانية، وهم في الجامعات الغربية يدرسون فكر ابن تيمية لأنهم يعتبرونه مفكر عبقري وموسوعي.

* كيف ترى مستقبل الإسلام والدعوة الإسلامية في اليابان؟
** الدعوة الإسلامية في اليابان ضعيفة، ونحن نبذل جهدًا لتعليم المسلمين اليابانيين العلم الإسلامي الصحيح؛ لأننا نفتقد العلماء في الساحة اليابانية، ربما يوجد في اليابان عدد قليل من الطلبة المسلمين الذين يدرسون في اليابان سواء كانوا عربًا أو غير عرب، وهؤلاء الشباب يمارسون الدعوة الإسلامية بشكل ضعيف وغير مؤثر لأنهم غير مؤهلين علميًا لتوصيل الدعوة الإسلامية إلى اليابانيين، فهم في غالبية الأحيان جهلاء بالثقافة الإسلامية؛ وكانت الحصيلة أن المسلمين اليابانيين الجدد لم يعرفوا شيئًا عن العلم الإسلامي وهذا أحدث كثيرًا من المشاكل، ولكن الحمد لله فلدينا الآن دراسات عديدة عن الإسلام، وأصبح لدينا مسلمون يابانيون مستواهم جيد في العلم الإسلامي، لكننا نحتاج إلى جهود مؤسسات الدعوة الإسلامية مثل الأزهر الشريف، فنحن في حاجة إلى دعاة ومثقفين يجيدون الحديث باليابانية ونحتاج أيضًا إلى علماء من شتى البلاد الإسلامية.

* كم عدد المسلمين باليابان؟ وماذا عن المؤسسات الدينية الإسلامية التي تربط المسلم بدينه ولا تجعله يذوب في المجتمع غير المسلم مثل المدرسة والمسجد؟
** لا توجد إحصاءات كاملة عن المسلمين في اليابان، لكن الدلائل تشير إلى أنهم عدة آلاف، لكن المسلمين الذين لديهم إحساس قوي بالانتماء للإسلام كعقيدة وهوية يعدون بالمئات فقط، والآن توجد صحوة إسلامية مشهودة في العالم كله، واليابان جزء من العالم؛ ولذلك فهي الآن تعيش صحوة من خلال الشباب العربي والياباني المسلم. وأكبر دليل على ذلك أن الشيخ يوسف القرضاوي زار اليابان بدعوة من الطلبة المسلمين الأجانب في اليابان الذين تولوا الإعداد لهذه الزيارة. والمؤسسات الإسلامية في اليابان ضعيفة، صحيح توجد مساجد كثيرة في اليابان، وهناك عشرة مساجد في ضواحي طوكيو فقط، لكن لا يوجد مركز إسلامي كبير، وهذه المساجد تقام فيها خطبة الجمعة ويحضر خطبة الجمعة في أكبر مسجد حوالي ثلاثمائة مسلم، بينما لايزيد العدد في المساجد الصغيرة عن مائة.
ومنذ عدة سنوات تم هدم مبنى المعهد العربي الإسلامي لقيام مبنى جديد تابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهذا المبنى يعتبر أكبر مكان إسلامي في اليابان.لكن لا توجد مدارس إسلامية، وهناك جمعيات إسلامية مثل جمعية مسلمي اليابان التي قامت بإنشاء مقابر للمسلمين وهذا عمل هام جدًا؛ لأن القانون الياباني لا يسمح بدفن الموتى وإنما يسمح فقط بحرقهم وكان لا بد من الحصول على تصريح خاص بدفن موتى المسلمين، والحمد لله استطاعت جمعية مسلمي اليابان الحصول على هذا الحق من الحكومة اليابانية.

* وماذا عن نشاطك الشخصي في الدعوة الإسلامية؟ وهل أسلم على يديك بعض اليابانيين؟
** أنا أستاذ في كلية التربية بجامعة ياماجوتش، وياماجوتش هذه مدينة يابانية صغيرة، ونشاطي الرئيس هو أن أتعمق في العلوم الإسلامية ثم أنقل هذا العلم إلى غيري من المسلمين اليابانيين الجدد، وأنا أرى أن أي عمل دعوي لا يقوم على علم فإنه يقوم على غير أساس ولا يرجى منه أية ثمرة، بل إن ضرره أكثر من نفعه. إنني بعد أن درست الإسلام لمدة تزيد عن 12 سنة وجدت أن كثيرًا من الأفكار التي كنت أعرفها عن الإسلام خاطئة؛ ومن هنا فأنا تأكدت أن أهم دور دعوي أقوم به هو التركيز على العلم الإسلامي الصحيح وتوصيله إلى غيري. وفي الولاية التي أعيش فيها لا يوجد مسلمون إلا أنا وزوجتي فقط، ونحن نقوم في الإجازة بدعوة الطلبة المسلمين وندرس لهم التجويد والفقه والعقائد والحديث والتفسير والسيرة، وأنا أركز في دعوتي على أقاربي وأصدقائي... والحمد لله اعتنق البعض الإسلام على يدي، فصديقي منذ المرحلة الإعدادية دعوته إلى الإسلام فهداه الله واعتنقه، وكذلك دعوت أمي فاعتنقت الإسلام، كما أن أبي نطق بالشهادتين، وكذلك اعتنق بعض أصدقائي الإسلام.

* ما هي البلاد العربية التي زرتها؟ وما الذي أعجبك وما الذي لم يعجبك؟
** زرت مصر وسوريا والأردن والسعودية وتونس والجزائر والكويت وسلطنة عمان والبحرين وأقمت في مصر والسعودية.وما يعجبني في هذه البلاد أنني أجد الكتب الإسلامية الكثيرة المتنوعة ولا يمكنني أن أحصل عليها في غير هذه البلاد، كما أجد المشايخ والعلماء المتميزين الذين أسألهم فيما يشغلني من أسئلة وأستفيد من علمهم، ويعجبني أيضًا أن أرى مجتمع المسلمين الملتزمين بالإسلام الذين يطبقون الإسلام في سلوكهم وعبادتهم وتعاملهم مع الآخرين، أما ما لا يعجبني فهو أن الدول العربية ليست متقدمة من الناحية المادية والحضارية، كما لم يعجبني أني وجدت ما قرأته في الكتب كان أفضل مما هو في الواقع بكثير.

* كيف ترى أهم المشكلات التي تعاني منها الدول العربية والإسلامية؟
** أعتقد أن أهم مشكلة وهي مشكلة الأمية وعدم العلم قد تم حلها بنسبة كبيرة في الدول العربية والإسلامية، لكنني أرى أن الذين يسيطرون على الإعلام والتعليم هم الذين يعوقون التقدم في هذه البلاد ويعوقون تزويد العرب والمسلمين بالعلوم الإسلامية الصحيحة، ويجعلون صورة الإسلام تبدو متخلفة ويفعلون ذلك متعمدين، فالإعلام يقوم بدور عكسي ومثبط في هذه الدول. فالبعض منهم يعتقد أن ما يفعله فيه مصلحة المسلمين والإسلام... وهذا من الجهل وعدم الفهم الصحيح للإسلام، وبعضهم الآخر يفعل ذلك متعمدًا لكي يهدم الإسلام، وأنا لا أعرف لماذا يحاربون الإسلام!؟ ربما كان ذلك نابعًا من الشهوات الشخصية وحب الرياسة والمناصب.

* كمسلم يعيش خارج العالم العربي... هل ترى أن هناك مؤامرة غربية على العرب والمسلمين أم أن ذلك مجرد وهم؟
** كل دولة وكل جماعة لها سياسة وخطط للدفاع عن نفسها أو لبسط نفوذها على الآخرين، وهذا موجود في كل دولة على مستوى العالم، والعلاقة بين الدول العربية والإسلامية، وبين أوروبا وأمريكا لا تشذ عن هذه القاعدة، وبالتالي فلا أظن أن لديهم مؤامرة خاصة على العرب والمسلمين أكثر من مؤامرتهم على غير العرب والمسلمين، فأي شعب لديه اعتزاز بنفسه ولديه قدر من احتقار الآخرين، وعلى هذا فعناصر قوة العرب والمسلمين في أيديهم ويمكن لهم أن يصنعوها بأنفسهم ولا يعلقوا أسباب ضعفهم على شماعة الآخرين، ففي أيديهم أن يصبحوا أقوياء أو ضعفاء وعليهم أن يختاروا ويقرروا. وكما أوضحت سابقًا فإنه يؤسفني أن أقول: إن الاعتداء الداخلي على الإسلام من داخل بلاد العرب والمسلمين أكبر من الاعتداء الغربي عليه.

* نعلم كثيرًا عن المرارة التاريخية في العلاقة بين أمريكا واليابان منذ الحرب العالمية الثانية وإلقاء القنابل الذرية الأمريكية على اليابان، ونقرأ كثيرًا عن الدور الأمريكي لتغريب وأمركة الشخصية اليابانية وغزوها من الداخل... كيف ترى هذه القضية؟
** الشباب الياباني الآن يحب الثقافة الأمريكية الغربية أكثر مما يحب الثقافة اليابانية القديمة، أي ثقافة عصر السيطرة العسكرية، فنحن نفتقد الآن لخصائص الثقافة والحضارة اليابانية، ولكن الكثير من اليابانيين يعتبرون أن أمريكا هي محررة الشعب الياباني من السيطرة العسكرية، فنظام الحكم الياباني قبل الهزيمة في الحرب العالمية الثانية كان نظامًا عسكريًا ديكتاتوريًا وحكم الشعب بأخاديد النار، واليابانيون لايحبونه ولا يتعاطفون معه. وإذا قارنا بين وضعنا في اليابان والوضع في العالم العربي، فإننا نلاحظ أن الحكم الأجنبي للعالم العربي كان أفضل من الحكم الوطني؛ لأنه كان لديه قدر من الديمقراطيه والليبرالية، أما الحكم الوطني فلم يكن عنده لا ديمقراطية ولا ليبرالية ولا إسلام. والحكم الأجنبي أفضل من الحكم العسكري الديكتاتوري، ولو كان باسم الإسلام. وأظن هذا هو السبب في أن كثيرًا من المسلمين الملتزمين بالإسلام يهاجرون إلى الدول الأوروبية وأمريكا. أما بالنسبة لنظام الأسرة والتكوين الثقافي في الشخصية اليابانية؛ فإننا نعتبر ذلك شكليات، ونحن ننظر إلى أمريكا على أنها أكثر منا تفوقًا، ونحن نقلدها وننافسها، واستطعنا أن نسبقها في بعض الجوانب. ونحن في اليابان عرفنا الاستيراد من الثقافة الصينية فحروف الكتابة مستوردة من الصين.

[1] (http://aljazeeratalk.net/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2312279#_ftnref1) موقع لواء الشريعة http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/1010/

أحمد الظرافي
09-23-2009, 11:31 PM
نص مقابلة زوجته مع مفكرة الإسلام 1428هـ[1] (http://aljazeeratalk.net/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2312297#_ftn1):



حبيبة كا أووري – داعية يابانية – تتولى إصدار جريدة "مسلم شن بون" وتقوم بالاشتراك مع زوجها وهو رئيس جمعية مسلمي اليابان بالعديد من الخدمات والأنشطة الإسلامية داخل وخارج اليابان. وحول رحلتها الإيمانية وأحوال المسلمين باليابان والعديد من القضايا الأخرى كان لنا معها هذه الحوار أثناء وجودها في رحلة عمل بالقاهرة.






* أين نشأت وكيف كان تفكيرك وعقيدتك قبل اعتناقك للإسلام؟





** ولدت وعشت في منطقة "شيزواكا" بين طوكيو وأوساكا لأسرة بسيطة حيث يعمل الأب وكذلك الأم في مجال التعليم، الجميع من حولي بلا دين أو عقيدة، فالبوذية والشنتو ما هما إلا مجرد طقوس تؤدى فقط عند ولادة الأطفال أو عند جنائز الموتى فالمجتمع الياباني عامة لا يهتم بالأديان، وقد نشأت عكس ذلك، فقد كنت شغوفة منذ صغري بالقراءة والبحث في مجال الأديان، وقرأت في الإنجيل والكتب المقدسة، ولأول مرة أعرف من خلاله أن هناك إله. صحيح أن صورة هذا الإله كانت غير صحيحة لكن إدراكي لوجود إله خالق للكون كان خطوة طيبة، وللتأكيد على هذا المعنى بداخلي التحقت بقسم الأدب الفرنسي بالجامعة والتي أوفدتني بعد ذلك لدراسة الماجستير في الأدب الفرنسي بفرنسا. درست الفلسفة الوجودية وقرأت لسارتر، والبير كامي، وهما ملحدان، وكانت تلك الدراسة هامة بالنسبة لي، ولتحقيق المقارنة بين الدين والإلحاد، ولكي يكون اختياري عن يقين وعلم، وبعدما درست الإنجيل أيضا واستوعبت بعقلي وجود إله خالق للكون، ذهبت للصلاة في الكنيسة، لكنني لم أشعر براحة في قلبي، بل نفور وقلق وغم. وفي الكنيسة لم أجد إجابات كافية لتساؤلاتي، فبدأت ابتعد عن المسيحية مرة ثانية. ولم أجد غير البوذية التي حاولت أن أتعمق فيها وأذهب إلى معابدها لعلني أجد ما يشفي صدري ويريح عقلي من تلك الحيرة وهذه التساؤلات.





وأثناء وجودي بفرنسا في فترة الدراسة التقيت بزميل جزائري مسلم ولد في فرنسا، ولم يكن يعرف شيئا عن الإسلام، بما يعني أنه لم تكن لديه معلومات كثيرة عن دينه، وبالرغم من ذلك كان يتحدث بقوة وعزة عن الإسلام، قائلا إنه هو الدين الوحيد الحق، وتعجبت من هذا الشاب الذي لا يملك معلومات كافية عن دينه لكنه يعتنق الإسلام بعمق وقوة. أما أنا فقد كانت لدي معلومات كثيرة عن الأديان وليس لدي عقيدة، وكانت تلك هي البداية، بدأت اشتري مجموعة من الكتب الإسلامية، وكذلك القرآن المترجم إلى الفرنسية. ولأنني لم أستطع قراءتها وحدي فقد ذهبت إلى المسجد الكبير بباريس، وهناك التقيت بداعية جزائرية مسلمة وبدأت أحضر دروسها وانشرح صدري لحديثها وكان هذا متزامنا مع قراءاتي في الإسلام، وبدأت أدرك بأن هذا هو الدين الحق الذي كنت أبحث عنه، فأشهرت إسلامي بفرنسا في أحد المراكز الإسلامية هناك وعدت إلى اليابان مسلمة.






* ماذا عن موقف الأهل والمجتمع الياباني منك بعد إسلامك؟





** "شيزواكا" التي كنت أعيش فيها مدينة صغيرة أقرب إلى الريف، ولا يوجد بها مسلمون إطلاقا، ومنذ عدت مسلمة من فرنسا وأنا متمسكة بإسلامي وحريصة أكثر في غربتي وسط أهلي وأصدقائي على التمسك بهويتي التي بحثت عنها طويلا. وكانت الصلاة ملاذي والسجود لله راحتي وسكينتي، وكذلك ارتديت الحجاب وصرت متمسكة به رغم معارضة وتعجب كل من حولي. فالأهل لم يمانعوا مطلقا من أن أغير عقيدتي، ولكن المعارضة الشديدة كانت للحجاب الذي يمس الإطار والشكل الاجتماعي للأسرة ولكنه كان بالنسبة لي التزام عقائدي وهوية إسلامية.






* كيف كانت رحلتك للمعرفة ودراسة الإسلام وكذلك الدعوة إليه؟





** أهم شيء لمعرفة وفهم الإسلام والدعوة إليه هو دراسة اللغة العربية، مفتاح الفهم الحقيقي للقرآن الكريم، وقد توجهت إلى جمعية مسلمي اليابان وأرشدني رئيسها للتوجه إلى مصر لدراسة اللغة العربية والعلوم الإسلامية وفعلا تحقق ذلك من خلال دورات تعليمية بالمعهد العالي للفكر الإسلامي بالقاهرة. وفي القاهرة تزوجت بالشيخ حسن كوناكاتا، وهو ياباني وداعية مسلم وقد توجهنا بعد ذلك في رحلة عمل للسعودية وهناك درست القرآن وعلومه وبعض العلوم الشرعية الأخرى. وقد عدت مع زوجي لليابان وبدأنا في الدعوة من خلال الجمعية والتعرف على المسلمين الجدد. والمعروف في اليابان أن الموتى يتم حرقهم ولذا كان من المهم إيجاد مكان لدفن موتى المسلمين، وبجهود ذاتية اشترينا قطعة أرض لتكون مقابر للمسلمين وحصلنا من الحكومة اليابانية على تصريح بذلك ونحن نركز في دعوتنا أيضا على المقربين من أهلنا وأصدقائنا. والحمد لله أسلم بعض من أهل زوجي وأصدقائنا، هذا إلى جانب الدور الذي تقوم به الجمعية.






* كيف قمت بإصدار جريدة "مسلم شن بون"؟





** لقد بدأت الفكرة عندما كنت أراسل بعض الصديقات اليابانيات حديثات العهد بالإسلام، وكانت لديهن تساؤلات في العقيدة والقرآن والسنة، وكنت مع زوجي نبحث تلك المسائل ونرسل إليهن ما يتيسر لنا من إجابات لتساؤلاتهن، ومن هنا بدأت فكرة إصدار مجلة محدودة، قائمة على اشتراكات المسلمين والمسلمات داخل وخارج اليابان، وكنت أقوم بنفسي بإعداد أبواب الجريدة التي تطورت بعد ذلك لتشمل القضايا والأخبار المتعلقة بالعالم الإسلامي. ونأمل أن تتطور أكثر من ذلك وخصوصا أنه ليس هناك ثمة إعلام إسلامي موجه باللغة اليابانية إلى المسلمين أو غير المسلمين، بل هناك تشويه ومعلومات مغلوطة نقرأها في كثير من وسائل الإعلام، سواء أكانت تكتب بسوء نية أو عدم معرفة، ومن ذلك ما قرأته مؤخراً في إحدى النشرات من أن المسلمين لا يأكلون لحم الخنزير لأنه مقدس عندهم!






* هل يوجد انتشار للإسلام باليابان؟ وما هي أهم المرتكزات الدعوية المؤثرة في الشعب الياباني؟





** السمات الثقافية والاجتماعية للشعب الياباني هي أحد أسباب تأخر انتشار الإسلام وقلة عدد المسلمين اليابانيين، لأن المجتمع الياباني مغلق على لغته، كما أنه غير منفتح في تعاملاته مع الآخرين، هذا إلى جانب أن حركة الترجمة المباشرة من العربية إلى اليابانية تكاد تكون منعدمة وخاصة في مجال الكتاب الإسلامي. والشعب الياباني من أكثر شعوب العالم حبا للقراءة، والمنفذ الحيوي إليه هو الكتاب. والآن توجد بعض الجاليات الإسلامية باليابان تقوم بدور دعوى طيب، وعلى رأسهم الأتراك والباكستانيون، خصوصا أنهم يجيدون الإنجليزية وبعض اليابانية. لكن عموما صورة الإسلام عبر وسائل الإعلام والتي غالبا ما تكون منقولة عن الإعلام الغربي سيئة ومنحصرة في الإرهاب والفقر والحروب على الرغم من أن الحقيقة غير ذلك.






* ما هي أهم التحديات التي تواجه المسلمين الجدد باليابان وخاصة بالنسبة للمرأة؟





** بعض العاملين أو المبعوثين للدراسة في اليابان قادمون من مختلف البلدان الإسلامية، وعلاقة بعض هؤلاء المسلمين بالإسلام مجرد اسم ووراثة فقط، وهؤلاء لا يعطون انطباعا مؤثرا بالإيجاب على المسلمين الجدد من اليابانيين، وخصوصا أنهم يكونون متعطشين لمعرفة وتطبيق الإسلام. ومن القضايا الهامة في هذا الصدد أن نسبة اليابانيات اللواتي يدخلن في الإسلام أكثر من الرجال، وهؤلاء اليابانيات قد يتزوجن برجال مسلمين مهاجرين غرضهم فقط الحصول على فرص عمل أفضل، هؤلاء الرجال لا يمثلون بسلوكهم وثقافتهم وعلاقاتهم الأسرية المبادئ الحقيقية للإسلام وبالتالي يصبح تأثيرهم سلبيا على المسلمين الجدد وعلى النساء، وخصوصا أن الدعوة الإسلامية أساسها القدوة الحية، هذا إلى جانب غياب المؤسسات والمراكز العلمية والدعوية التي تقوم بدور التعريف بالإسلام.






* كيف ترين مستقبل الإسلام في اليابان؟





** المسلمون في اليابان يتحركون ويعملون بحرية، الدعوة الإسلامية في اليابان لا تلقى أي اضطهاد أو تضييق، واليابان ربما تكون أحسن مكان لنشر الإسلام حاليا؛ لتقارب العادات والتقاليد اليابانية مع الخلق والسلوك الإسلامي. والتاريخ يؤكد أن الوثنيين في كل العصور كانوا أكثر إقبالاً وأسرع اقتناعًا بالإسلام من النصارى واليهود.





إن هناك أكثر من 15 مليون ياباني يخرجون للسياحة في مختلف أنحاء العالم كل سنة، وكثير منهم يزور تركيا والبلاد العربية، ويعتنق كثير منهم الإسلام هناك، ويتحولون إلى سفراء ودعاة لدينهم الجديد، مما يعد إضافة جيدة لرصيد الدعوة الإسلامية.

وكبار الأساتذة البوذيين والمفكرين في اليابان يقولون: إن مستقبلنا هو الإسلام، حيث إن الإندونيسيين والماليزيين كانوا مثلنا، وهاهم قد تحولوا للإسلام.



[1] (http://aljazeeratalk.net/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2312297#_ftnref1) مفكرة الإسلام ، http://www.islammemo.cc/Tahkikat/hewarat/2007/05/07/41547.html

من هناك
09-24-2009, 01:18 AM
جزاك الله خيراً
ما شاء الله شخصية فذة مهمة جداً ولم نقرأ عنها :(

شيركوه
09-24-2009, 06:30 AM
بينما فتحت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السعودية فرعها " المعهد العربي الإسلامي " بطوكيوا عام 1982. وتميزت هذه القوة بأن الدعوة الإسلامية تحولت إلى دعاية لجمع التبرعات من أهل الخير في العالم الإسلامي الذين ليس لديهم معلومات عن واقع حال الدعوة الإسلامية في اليابان . حتى أن المؤتمر الإسلامي الياباني أدعى بأن 54000ياباني أسلموا عنده، ولكن في عام 1989 اتضح تلاعب في أوراق الضرائب مما دفع الحكومة اليابانية إلى محاسبته مما أدى إلى انعدام نشاطه. وما زال المركز الإسلامي نشيطا لجمع التبرعات ولكن عدد أعضائه حتى الآن لا يتجاوزن الخمسين عضوا



تدخل مالي غير مضبوط
وموجه باتجاه معين
يؤدي الى الفاد المالي والاداري والدعوي

كذلك يضاف اليه
فرض اجندة معينة من النشاطات التي قد لا تكون اولوية في البلد
يراها "اهل الخير" من المتبرعين!!

على الاقل تساوينا في هذه مع اليابانيين :D وينك يا احمد شقير

لا حول ولا قوة الا بالله ... شر البلية ما يضحك

شيركوه
09-24-2009, 06:35 AM
بالنسبة للمقال بشكل عام فهو مهم جدا وسبحان الله
شاهدت فيديو اول امس للشيخ احمد ديدات رحمه الله تعالى

ساضع رابطه هنا

قل هاتوا برهانكم

YouTube - How to show the Christian that Jesus was NOT crucified (http://www.youtube.com/watch?v=ACNvNIoDJoA&feature=related)

فيه تقريع شديد لعلماء الامة