تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خطاب سماحة أمير المؤمنين حفظــه الله بمناسبة عيدالفطـر المبارك ونصائح قيمة للمجاهدين



شيركوه
09-19-2009, 08:23 PM
خطاب سماحة أمير المؤمنين حفظــه الله بمناسبة عيدالفطـر المبارك ونصائح قيمة للمجاهدين؟

رسالة سماحة أمير المؤمنين حفظه الله بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
قال الله سبحانه وتعالى:( ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).

أقدم التهاني بمناسبة أداء صيام شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر السعيد للأمة الإسلامية كافة، ولشعب أفغانستان المجاهد وبخاصة لأولئك المجاهدين الذين يحاربون التجاوز الباطل بقيادة أمريكا، أسأل الله عز وجل مضي هذا اليوم على الأمة المسلمة بالعزة والفرحة.

في البداية أقدم التعازي ضمن رسالتي بمناسبة هذا اليوم الديني العظيم لتلك الأسر التي استشهد أعضائها في هجمات ظالمة للاحتلال العالمي الوحشي، وبخاصة لعشرات الأسر في المناطق الشرقية من البلاد، وولاية هلمند ومديرية شيندند بولاية هرات التي فقدت عشرات من أقاربها بشكل جماعي في غارات جوية جائرة للعدو الوحشي الظالم. أسأل الله العظيم لهم الصبر الجميل والأجر الجزيل وأشاركهم الأحزان والمأتم.

إنني أطمئن جميع الأسر الحزينة في البلاد بأن دماءكم الذكية لابد تعطي نتائجها ، وإن دماء أحبابكم إن كانت غير ثمينة لدى عدونا المغرور والقاسي، لكنها ذا تقدير عالي عند الله سبحانه وتعالى، وإن الله عزوجل سيهزم عدونا المتجاوز في بدال هذه الدماء، وإنه تعالى سيتحفنا نتيجة هذه التضحيات الطاهرة بنظام اسلامي عادل وطاهر، وما ذلك على الله بعزيز.

لكن يجب أن يفهم جميع الأفغان والشعوب المسلمة في المنطقة هذه الحقيقة بأن عدو ترابنا وعقيدتنا لا يرضى منا ومنكم حتى نقبل بشكل كامل عبوديتهم.
وقد بين القرآن الكريم طريق الخلاص من عبوديتهم، وهو حكم القتال والجهاد المسلح من أجل الحفاظ على ترابنا وديننا.

الأوضاع الحالية في بلادنا شاهدة على نصرة الله سبحانه وتعالى؛ فتلك أمريكا التي لم تتصور هزيمتها بفضل تكنالوجياها المتطورة ها هي الآن كل يوم تستقبل جنائز جنودها ، وتتكبد خسائر روحية ومالية فادحة. قبل سنوات ماكان أحد يفكر أن تواجه أمريكا ومتحديها بمثل هذه المقاومة الشديدة في أفغانستان، والتي جعلت رئيس أمريكا ووزراءها عالقين كشكول التسول في عنقهم يجوبون في البلدان لجمع الأموال والأسلحة والقوات من أجل أفغانستان، وحسنا أنه لا أحد يجيبه الإجابة الموجبة.

هذه الحقيقة تلهمنا بأننا إذا استقمنا على مواقفنا، ونتوكل على ربنا، ونكون متحدين، وصوتا واحدا في مابيننا، فيضطر المحتلون إلى الفرار من المنطقة، حيث تتجلى هذه المرحلة قريبة جدا.
قدم المحتلون إلى أراضينا على أمل إزالة المجاهدين، وألقى القبض على القادة الإسلاميين، وإيجاد محطة آمنة لهم في آسيا، والاستيلاء على ذخائر آسيا المركزية، وتنشيط الأديان الباطلة ...

لكنهم خلال السنوات السبع الماضية لم ينجحوا في أهدافهم؛ فلن ينججوا في مائة سنة أخرى؛ لأن المقاومة الشعبية اتخذت الآن صورة واقعية، ومع مضي كل يوم اصبح سد هذه المقاومة أمراًغير ممكن ، وقد اعترف المحتلون مرارا بهذه الحقيقة.
نحن نقول للمحتلين أنتم في البداية كنتم مغرورين بقوة تكنالوجياكم، وهاجمتم مباشرة على بلادنا دون تفاهم أو دليل معقول، والآن بالنظر إلى وخامة الأوضاع أعيدوا النظر في قراركم الغير الصحيح لإحتلالكم الباطل، وابحثوا عن مخرج مصئون لإخراج قواتكم.

لو تتركون أنتم ترابنا، فنحن نستطيع أن نهيأ لكم فرصة معقولة لخروجكم. ونعيد مرة أخرى موقفنا بأننا لسنا ضرراً لأحد في العالم، كي تُوضع نقطة النهاية لتلك قلاقلكم المزيفة التي تجعلونها ذريعة للاحتلال، وأيضا تصون منطقتنا وترابنا من هجماتكم، أما إذا أنتم مرة أخرى تصرون على احتلالكم؛ فمن جهة تواجه المنطقة في المستقبل نوائب تاريخية ومن جهة أخرى تنهزمون أنتم أيضاً في كل أنحاء العالم نتيجة ضربة الأفغانيين مثل الاتحاد السوفياتي السابق.

وإن الجناية التاريخية لدوام احتلالكم، لا تكون قابلة للقبول لبقية أجيال العالم في المستقبل.
نتيجة الاحتلال الباطل اتخذ بلادنا المسكين صورة (مدينة فوضى).
تتجول قوات عشرات الدول، ويتحرك آلاف مسلحون داخليون باسم الشرطة والجيش في البلاد، لكن الحوادث الجنائية، والإعتداء على العفة، والسطو، وعدم اعتماد الناسن، حولت البلاد إلى غابة الوحش بحيث لا أمن لنفس أحد، أو لماله وأيضا لا أمن لعزة أحد، أو لعرضه؛ لأن القوات الأجنبية هي لصوص لثقافتنا، ولعقيدتنا ولسلامة أراضينا، ولذخائرنا الطبيعية. أما الشرطة والعساكر الداخليين فهم لصوص لأموال، ولعزة ولعرض المواطنين، فكيف يتوقع أحد الأمن والأمان في ظل حكم اللصوص المحليين والدوليين؟

فإذا كان شرطة دولة ومحافظي أمنها هم أسوء الناس خلقاً، وقليلي الدين، وملوثين بالمسكر والمجون وأناس مطرودون من الأسر، فكيف هم يحافظون على مال وعزة وعفة الناس؟
في الوقت الذي اعترفت إدارة كابل الحالية مرارا بضلوع وتلوث الشرطة في مئات من حوادث النهب والتحرش الجنسي.

إن شعبنا ماذا يتمنى من هذا النظام بخصوص الهوية الاستقلالية لترابنا ، وسلامة الأراضي والمحافظة على حدود البلاد ؛ في حين أن الوزراء وحكام الولايات هم قادة لجموعات النهب والسطو، ومهربون دوليون، وهم مندوبون لمافيا الدولي أو هم أعضاء في الوكالات الاستخباراتية لدول الاحتلال.

المحتلون ما استطاعوا في تحكيم نظام خلال السنوات السبع الماضية؛ فلا يقدرون على تحكيمه بعد الآن أبداً، ولا يقدرون بعد هذا عن طريق دعايتهم الإعلامية سقيا الأفغانيين السم في العسل؛ لأن الآن تغيرت الأوضاع كاملة بحيث يعترف بهذا التغير المحتلون أنفسهم، وترفع جميع الشعوب المسلمة هذه النداءات بأن الأمن والسلام يحلان في هذه المنطقة حين يخرج المحتلون والاستعماريون قواتهم منها؛ لذا يجب أن يدافع المجتمع الدولي وخاصة الدول المجاورة ودول المنطقة أخلاقيا عن مشروعنا ومبارزتنا الحقة، من أجل النجات من هذه الكارثة، وتحرير الشعوب المحكومة، ولا تواصل بعيون مغشية تأيد أمريكا المتغطرسة وسياستها المعكوسة؛ لأن تأيد السياسات المغلوطة للغير هي في حد ذاتها غلط.

وفي النهاية إنني أدعو جميع مجاهدي الجهاد المقدس الغيورين الأشاوس إلى الاستقامة والوحدة في مبارزتهم الجارية، وأقول لهم:

أخواني المجاهدون الأعزاء ببركة أيام وليالي حياتكم المستعصية انكسر غرور العدو، ونتيجة مقاومتكم الباسلة تحس الأمة الإسلامية اليوم في نفسها أهلية الثأر والانتقام.

من المفخرة والاعزاز بأن الناس في العالم الإسلامي يلبسون اليوم ألوانا من الثياب الجديدة؛ لكن أنتم تزينتم أنفسكم في الخنادق والمراصد بصدريات الرصاص والبارودة، لأن الثياب الأكثر زينة وعزة هي هذه الثياب للمؤمن الحر، وفقاً لمقتضى الأوضاع الجارية على الأمة الإسلامية.

إنني مرة أخرى أكرر توصياتي الدائمة، بأن قفوا في وجه العدو ثابتين مثل الفولاذ! لكن اتخذوا كامل الاحتياط أمام عامة الناس ومواطنوكم الأبرياء!
انصرفوا من عملية يحصل الضرر فيها لعامة الناس!
يجب أن تكون جميع عملياتكم في ضوء الارشادات الالهية، والمسيرة النبوية، اجتنبوا إلى الأبد من اتخاذ القرارات الفردية، والمستعجلة، والإنفعالية.
يجب أن تمنعوا كل عمل غير موافق للأحكام الشرعية، أو يكون غير مناسب مع التهذيب الإسلامي وشأن المجتمع الإسلامي ينفذه عدوكم في ثيابكم، مثل الانفجارات في المساجد، و الساحات المكتزة بالناس، أو إيقاف أموال الناس على الطرق السريعة ، أو قطع أنف أو أذن أحد باسم المخالف والإسلام سماه بالمثلة واعتبره عملا غير جائز، أو إحراق الكتب الدينية أو ماشابهها من الأعمال، وكل من يقوم بمثل هذه الحركات اللا مسؤولة خارج تشكيلاتنا؛ فليكشفوا عن وجههم ولا يسيؤون إلى مجاهدينا.

كثيرا ما تكون في مثل هذه الأعمال أيدي أعدائنا؛ لذا يجب على المجاهدين اتخاذ الحنكة والاحتياط الكامل.
ونقطة مهمة أخرى هي:
أن عدونا لديه استعداد ابليسي في صناعة الدسائس، ووفقا لفطرته التاريخية عند الهروب يستعمل مجموعة الدسائس الشيطانية حيث كثيرا ما يقع المسلمين فريسة لمثل هذه الدسائس بعد الانتصار.
يشهد التاريخ بأن ما أحد هزّم المسلمين بقوة السيف، لكن كثيرا واجه العدو بدسائسه وحيله الأمة الإسلامية مع نوائب تاريخية، والآن أيضا يحاول العدو أن يفرق بين المجاهدين فيما بينهم وأن يخالف بين المجاهدين والشعب. الأعداء استعملوا هذه الحربة في فلسطين وها هم اليوم قسموا فعلاً المقاومة الفلسطينية . ونفخوا في العراق لاختلاف الشيعة والسنة، وحاولوا محاولات جادة للظنون السيئة وعدم الاعتماد بين المجاهدين والشعب، وهم الآن يريدون استعمال تلك الحربة أيضا في أفغانستان والمنطقة، أنتم تنتبهون لها بكامل قواكم، تفصحون مكانة في قلوبكم لزملائكم وشعبكم، حتى لا ينتصر عدوكم في أهدافهم المشؤومة، يحاول العدو اشغال المجاهدين في ساحات مختلفة بأهداف صغيرة غير مجدية، حتى تبقى قوة المجاهدين الاقتصادية والعسكرية مشغولة، وتذوب في غير محلها، ولتكونوا منتبهين لهذه النقطة، واسعوا في الضربات السارمة والقاطعة على العدو، وانتبهوا كثيرا إلى عدوكم الأصلي، والأساسي والأزلي.

ويسعى علماء الدين والكبراء الأفاضل للشعب المؤمن المجاهد إخراج الشباب المخدوع بهم من المليشا العبيدة والإدارة العميلة المحاربتين ضد الشعب المجاهد، ويُفهموا جميع الناس بأن العمل في هذه الإدارة الفاشلة والعبيدة وقوف ضد الاسلام والوطن . سمى العدو المليشيات المأجورة بمسميات: الجيش الوطني، والأمن الوطني، والشرطة الوطنية، لمجرد اخداع الشعب وفي الحقيقة هذه مليشيات عميلة مأجورة ضد الشعب والإسلام وليست لها صورة وطنية ولا اسلامية.

هؤلاء القادة الذين يعتبرون أنفسهم مجاهدين ولازالو واقفين إلى جانب الإدارة المتأمركة، إنني مرة أخرى أدعوهم بألا يقفوا أكثر من هذا إلى جانب الأجانب مقابل شعبهم المجاهد، ولله لا يداوموا في مسيرتهم المغالطة، ولا يسيئوا إلى كلمة الجهاد والمجاهد أكثر من هذا، لأجل المنافع الخاصة وطلب الجاه، وليأتوا ويقفوا بجانب إخوانهم المجاهدين، فإذا لا يقدرون الجهاد الفعلي ، على الأقل يكفوا عن المخالفة وإكثار صف المخالف، ويبعدوا أنفسهم عنه.

وعند الوداع ، إلى جانب شعب أفغانستان المجاهد أطلب بجد من شعوب فلسطين والعراق الشرفاء أن يعملوا بحزم على: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويتركوا اختلافاتهم الداخلية إلى الوراء، وليكونوا متفقين ومتحدين في مقابل العدو الأجنبي الظالم المكار بلا رحمة.

وفي الختام أسأل الله المولى عزوجل الهزيمة الكاملة للمحتلين والنصر الكامل للمجاهدين،،،. والسلام.

خادم الإسلام أمير المؤمنين

ملا محمد عمر مجاهد