تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقال مهم للشيح حسن البنا



الزبير الطرابلسي
09-17-2009, 12:59 PM
معركة المصحف – أين حكم الله؟
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً (105)} [سورة النساء 4/105]
{وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} [سورة المائدة 5/49-51]
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [سورة النــور 24/51]
الإسلام دين ودولة ما في ذلك شك. ومعنى هذا التعبير بالقول الواضح أن الإسلام شريعة ربانية جاءت بتعاليم إنسانية وأحكام اجتماعية، وكلت حمايتها ونشرها والإشراف على تنفيذها بين المؤمنين بها، وتبليغها للذين لم يؤمنوا بها إلى الدولة، أي إلى الحاكم الذي يرأس جماعة المسلمين ويحكم أمتهم. وإذا قصر الحاكم في حماية هذه الأحكام لم يعد حاكماً إسلامياً. وإذا أهملت الدولة هذه المهمة لم تعد دولة إسلامية. وإذا رضيت الجماعة أو الأمة الإسلامية بهذا الإهمال ووافقت عليه لم تعد هي الأخرى إسلامية….، ومهما ادعت ذلك بلسانها. وإن من شرائط الحاكم المسلم أن يكون في نفسه متمسكاً بفرائض الإسلام بعيداً عن محارم الله غير مرتكب للكبائر. وهذا وحده لا يكفي في اعتباره حاكماً مسلماً حتى تكون شرائط دولته ملزمة إياه بحماية أحكام الإسلام بين المسلمين، وتحديد موقف الدولة منهم بناء على موقفهم هم من دعوة الإسلام.
هذا الكلام لا نقاش فيه ولا جدل، وهو ما تفرضه هذه الآيات المحكمة من كتاب الله. ولقد كانت آيات النور صريحة كل الصراحة، واضحة كل الوضوح في الرد على الذين يتهربون من الحكم بما أنزل الله، وإخراجهم من زمرة المؤمنين، فالله تبارك وتعالى يقول فيهم:
{وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمْ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (51)} [سورة النــور 24/47-51]كما جاءت آيات المائدة تصف المهملين لأحكام الله بالكفر والظلم والفسق فتقول:
{لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44)} [سورة المائدة 5/44] {الظَّالِمُونَ (45)} [سورة المائدة 5/45] {الْفَاسِقُونَ (47)} [سورة المائدة 5/47] ثم تقول:
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} [سورة المائدة 5/50]
ولا يكفي في تحقيق الحكم بما أنزل الله أن تعلن الدولة في دستورها أنها دولة مسلمة، وأن دينها الرسمي الإسلام، أو أن تحكم بأحكام الله في الأحوال الشخصية وتحكم بما يصطدم بأحكام الله في الدماء والأموال والأعراض، أو يقول رجال الحكم فيها إنهم مسلمون سواء أكانت أعمالهم الشخصية توافق هذا القول أم تخالفه. لا يكفي هذا بحال. ولكن المقصود بحكم الله في الدولة أن تكون دولة دعوة، وأن يستغرق هذا الشعور الحاكمين مهما علت درجاتهم والمحكومين مهما تنوعت أعمالهم. وأن يكون هذا المظهر صبغة ثابتة للدولة توصف بها بين الناس، وتعرف بها في المجامع الدولية، وتصدر عنها في كل التصرفات، وترتبط بها في القول والعمل.
في العالم دولة اسمها الاتحاد السوفيتي، لها مبدأ معروف ولون معروف ومذهب معروف، نحن لا نأخذ به ولا ندعو إليه، ولكنا نقول إن هذه الدولة عرفت بلونها هذا بين الناس وفي المجامع الدولية، وهي ترتبط بمقتضياته في كل تصرفاتها وأقوالها وأعمالها. وقد أرادت إنجلترا وأمريكا تقليدها فادعتا أنهما تصطبغان بالدعوة إلى شئ اسمه الديمقراطية، وإن اختلف مدلوله بمختلف المصالح والمطامع والظروف والحوادث.
فلماذا لا تكون مصر – وهي دولة مستقلة وذات سيادة – معروفة في المجامع الدولية بتمسكها بهذه الصبغة الإسلامية وحرصها عليها ودعوتها إليها وارتباطها بها في كل قول أو عمل؟ ذلك هو أساس الحكم بما أنزل الله. ومتى وجد هذا المعنى، وارتبطت الدولة بهذا الاعتبار، واصطبغت بهذه الصبغة، فستكون النتيجة ولا شك تمسك الحاكمين بفرائض الإسلام واتصافهم بآدابه وكمالاته، فيتحقق حكم الله فردياً واجتماعياً ودولياً وهو المطلوب.
أين نحن من هذا كله؟
الحق أننا لسنا منه في شئ. وكل حظنا منه نص المادة 149 من الدستور، ثم ما بقى في نفوس هذا الشعب من مشاعر وعواطف وتقدير وأعمال وعبادات. أما الحكومة والدولة ففي واد آخر.
يا دولة رئيس الحكومة أنت المسئول بالأصالة. ويا معالي وزير العدل أنت المسئول بالاختصاص. ويا نواب الأمة وشيوخها أنتم المسئولون باسم أمانة العلم و التبليغ التي أخذ الله عليكم ميثاقها.
"ويا أيتها الأمة أنت المسئولة عن الرضا بهذا الخروج عن حكم الله، لأنك مصدر السلطات".
"فناضلي حكامك وألزميهم النزول على حكم الله، وخوضي معهم معركة المصحف، ولك النصر بإذن الله".



حسن البنا

................................... ........

قال الشيخ محمد قطب عن هذا المقال :" ولئن كان هذا لم يكن واضحاً تماماً في مبدأ الطريق، أو كان خافياً وراء الحماسة العاطفية للجماهير، فقد اتضح في حس الإمام الشهيد في أيامه الأخيرة على ضوء الخبرة الواقعية، كما يبدو ذلك واضحاً متبلوراً في هذا المقال الذي ننقله بنصه كاملاً من جريدة "الإخوان المسلمون" اليومية (العدد 627 السنة الثالثة بتاريخ الأحد 7 رجب 1367، 16 مايو سنة 1948)" 356ص.
و قال أيضا ص359:" نعم، لقد اتضح الأمر في حس الإمام الشهيد في أيامه الأخيرة، ولكنه لم يمهل حتى يرسخ هذا المعنى في قلوب أتباعه كما أشرنا من قبل، فظل هذا المعنى غير واضح في نفوسهم، ولا تبدو آثاره في تخطيهم وتحركهم وأفكارهم."

أرجو يا اخوان نشره في المنتديات فضحا للاخوان المبدلين

ابن القسّام
09-17-2009, 07:48 PM
هذا المقال هو تكفير واضح للدولة المصرية ولأنظمة الحكم المستعربة ولكن بشكل ضمني خجول جداً ، وهذا أمر إيجابي مشكور إن كان يصدر عن أحد قيادات الإخوان ، والمطلوب هو تشجيع هذا الموقف وتنمية هذا الفكر .

والملاحظ في المقال هو تبني الشيخ البنا طريقة التغيير من خلال مؤسسة الحكم ( الرأس ) ، لا من خلال دكاكين الخضار والفواكه والمقاهي التي يدعو قيادات الإخوان اليوم لانطلاق الدعوة الإسلامية منها .

على أية حال ، فإن هذه المقالة تسبب الإرباك والحيرة لقيادات وكوادر إخوان اليوم ، لأنها مُعاكسة ومناقضة للفكر الديمقراطي البرلماني الذي تعتبره جماعة الإخوان بأنه من المسلّمات وغير قابل للجدال .
ولكن من نقائص هذا المقال - رغم أهميّته كموقف أحادي غير مسبوق من قيادات الإخوان - فإنه يرى دور الدولة الإسلامية مقتصراً على "الدعوة" دون "الجهاد" ، وهذا ما يعيب جماعة الإخوان وفلسفاتها الدينية ، فالإسلام في نظرهم مجرد "دعوة خطابية " ، أما ذروة سنام الإسلام ( الجهاد في سبيل الله ) فيبقى داخل الشعارات فقط أو ضمن العمل الوطني المحلي الذي لا يعترف بالجهاد الإسلامي العالمي ، وهذه هي معضلة جماعة الإخوان .

طرابلسي
09-17-2009, 09:57 PM
[QUOTE=الزبير الطرابلسي;265829]
"ويا أيتها الأمة أنت المسئولة عن الرضا بهذا الخروج عن حكم الله، لأنك مصدر السلطات".
"فناضلي حكامك وألزميهم النزول على حكم الله، وخوضي معهم معركة المصحف، ولك النصر بإذن الله".



حسن البنا

[/QUOTE
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال اوافق على مضمونه مئة بالمئة فرحم الله الشيخ البنا وهدى اتباعه إلى الحق الذي لا مرية فيه
أما بعد :مما لا شك فيه أن الشعوب بغالبيتها هي التي تقرر نوع الحكم الذي تريده إلا أنها أصبحت اليوم تبعا لدين مليكها ولو أردنا إعلان الحكم بما أنزل الله فسنجد هذه الشعوب التي على دين حكامها أول من تحاربنا وتطالب بإسكاتنا
فقد تشربت العلمانية عبر الثقافات الغربية التي استوردها إلينا هذا النظام أو ذاك ولم يعد الإسلام في حياة أكثر المسلمين سوى عبادة محصورة في المساجد وبعض الشعائر المبتدعة وغير المبتدعة وهم يظنون أنهم قد استوفوا شروط الإيمان كما لبّس عليهم علماء السلاطين وما أ كثرهم لا كثرهم الله .. طاعة ولاة الأمر زورا والإيمان بالوطنية السايسبيكية التي تحلق الدين من نفوس الناس فيمسي الوطن والوطنية مقدمة على اخوة الدين والإيمان
لو نظرنا في حال مجتمعاتنا اليوم لوجدنا أن الملتزم منهم وفي البيت الواحد لا يتعدى الفرد أو الإثنين هذا إذا أحسنا الظن وقلنا كل العوائل على هذه الوتيرة في مجتمعاتنا ولكن للأسف يوجد الكثير من العوائل لا تعرف من الإسلام سوى اسمه وهي أشد حربا على الإسلام لجهلها به وهذا السواد يحتاج إلى دعوة من جديد لبعده عن أمر الله ورسوله
فإن لم نجتهد عليهم فلا يمكننا تغيير هذا الواقع المر وخصوصا أن بعض الملتزمين على عقيدة مغايرة لعقيدة أهل السنة والجماعة والبعض الآخر مشتت بين الحزب الفلاني الإسلامي والحركة العلانية الإسلامية وكلهم يأكلون بالإسلام ويدعون أنهم الحماة لهذا الدين فميعوا ودلسوا على العوام وما اكثرهم في هذا الزمان والله المستعان
ولم يتبقى منهم سوى أولئك الذي قال فيهم رسولنا الكريم .... فطوبى للغرباء .... والله من وراء القصد