تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حــــــــــــــــزب الله يــــنــــعى عبد العــــــزيز الحــــكيم !!!!!



محمد دغيدى
09-09-2009, 07:18 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حزب الله ينعي الحكيم

شبكة البصرة

حمدان حمدان
بين عقدي السبعينات والثمانينات، كان السيد محمد باقر الصدر وهو عم السيد مقتدى الصدر ومرجعية شيعية عليا، قد أسس حزب الدعوة العراقي، ومن بين أهم أهدافه اسقاط النظام البعثي في العراق، ومع رفضه لاجتهاد آية الله الخميني في ولاية الفقيه، إلا أنه مع بداية الثمانينات، أصبح يمتلك قواعد حزبية عديدة في مناطق الفرات الأوسط والجنوب، ولأسباب تتعلق بحظر نشاط الحزب في العراق، إلى درجة الاعدام، فقد لجأت مجموعة من قيادته إلى إيران، فيما آثرت مجموعة ثانية (بقيادة أبو علي وإبراهيم الجعفري) اللجوء إلى لندن.
مع محاولة حزب الدعوة اغتيال الرئيس صدام في قرية الدجيل عام 1982، وفشل المحاولة، فقد وثب إلى الساحة السياسية العراقية، تنظيم شيعي جديد، أطلق على نفسه اسم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية، وسيصبح السيد محمد باقر الحكيم رئيساً للمجلس المذكور، وعلى الرغم من حميميّة العلاقة التي ربطت بين باقر الصدر وباقر الحكيم، إلا أن حزب الدعوة (الصدر) أعلن في بيان صادر عن قيادة الدعوة في لندن (قطع علاقته بالمجلس الأعلى صوناً للاستقلالية الدعويّة) ذلك أن السيد الحكيم (يعلن قبوله بنظرية الخميني في حكم رجال الدين حسب ولاية الفقيه).
نظّم المجلس الأعلى ميليشيات خاصة به أطلق عليها اسم (منظمة بدر)، وكانت كلها بتمويل وتدريب وتسليح من الحرس الثوري الايراني، وباشراف قيادي ايراني خاص، ومع احتلال العراق، فإن قوام منظمة بدر كان قد قارب عشرة آلاف رجل، مع آليات ومدافع ورشاشات وصواريخ ضد الدرع... إلخ وكما في مذكرات الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر (عام قضيته في العراق صفحة 80) يشير بريمرإلى اتخاذ قرارٍ يقضي بادخال كامل مجموعة بدر في هيكليّة الجيش العراقي الجديد!..
في العام 2003 وبعد احتلال العراق بأسابيع معدودة، سيتم اغتيال محمد باقر الحكيم بنسف سيارته في النجف وهو خارج من المسجد، وقد كان الانفجار شديداً إلى درجة أنه لم يبق من جثته سوى اصبعه المزين بخاتم معروف فما كان من الحاكم بريمر إلا أن اتهم مقتدى الصدر بالعملية، وقد أفاد في مذكراته أيضاً، أن لديه الشهود لذلك..
حالت سياسات واشنطن بين بريمر في نيته اعتقال الصدر، إذ تبين أن للحيلولة ثمناً، حل جيش المهدي (التابع لمقتدى الصدر) وتسليم سلاحه للأمريكيين مقابل تعويض مالي عن كل قطعة سلاح يتم تسليمها.
وحسب العادة في الوراثة العائلية في قيادة حزب سياسي!..
فإن عبد العزيز الحكيم، الأخ الأصغر لباقر، هو الذي سيخلفه في زعامة الحزب (واليوم ابنه عمار!..)، كان عبد العزيز الحكيم، المولود موطناً في النجف، وسياسيا في ايران، أثناء رئاسته الدورية لمجلس المحاصصة الأمريكي، يعرض مشروعاً عراقياً (ينطوي على حسن نيّة بوجوب تعويض مالي من العراق لايران (قدّره بمئة مليار دولار) تعويضاً عن (حرب صدام ضد ايران).
لم يقرأ الحكيم كعادة الملالي الكبار، إلا مايسعفه في قراءات انتقائية تخدم ذاتيته وطائفيته وارتهانه، فهو لم يقرأ مثلاً، عن دواعي الحرب التي ينسبها للعراق لم يقرأ بصورة خاصة ماكتبه أجانب منصفون كانوا بمواقع تسمح لهم بما لا يُسمح في الاعلام الغربي أن يقوله، فالحرب كما يؤكد السيد جيانو بيكو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في حينه (السيد خافير بيريز ديكويلار) إذ يقول في مذكراته المنشورة في (نيويورك تايمز بوكس راندوم هاوس 1999) مايلي :
(هذه الحرب تتحمل مسؤوليتها ايران، كونها الطرف الذي بدأ بالأعمال العدائية سواء بالاعلام أو التدخل الميداني بالشؤون العراقية، وظاهرة فتح النار على المخافر الأمامية العراقية عند الحدود..)
ويتابع بما لا يقبل مجالاً للتردد فيقول (أما مسؤولية استمرار الحرب فهي قضية محسومة قانونياً، فبعد نشوب الحرب بخمسة أيام فقط، صدر قرار مجلس الأمن رقم 479 بتاريخ 28 أيلول 1980 – الحرب بدأت يوم 22 أيلول من العام نفسه – وهو يقضي بوقف اطلاق النار بين البلدين، وحل المشكلات بالطرق السلمية، وقد وافق العراق ورفضت ايران، وصدر بعده القرار 514 تاريخ 12 تموز 1982 فكان رفض ايران وقبول العراق، وهكذا ظلت تصدر قرارات بعدد سنوات الحرب، ترفضها طهران وتقبلها بغداد، فكيف يمكننا تحميل العراق المسؤولية؟!.)

هذا ماكتبه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، ويتابع (إن قرار ادانة العراق كان ثمرة صفقه فضائحية لم تعرف الأمم المتحدة مثيلاً لها في تاريخها، فقد كان دور ايران تسهيل اطلاق رهائن محتجزين لدى حزب الله اللبناني، وهم ستة من الأمريكين وأربعة من البريطانيين والألمان، مقابل قرار يصف العراق بالمعتدي على ايران) (صفحة 267 من المذكرات).

في جميع الأحوال، فإن علاقة حزب الله اللبناني بايران، لم تعد من الاشكالات المغلقة اليوم، ولم يكن لنا أن نناهض هذه العلاقة، طالما أنها تمضي في مشروع مقاومة العدو الصهيوني وأطماع أمريكا المعروفة، لا أن تكون في سبيل تسهيل مهمة ايران الأقليمية على حساب واقعنا العربي، فنحن لم نكره ايران الشاه إلا لغوايتها الصهيونية وتبعيتها الأمريكية وطمعها في السيطرة على المنطقة بدءاً من العراق..
وعلى ما نذكر، فإن المسلمين من السنّة في مشارق الأرض ومغاربها، وقفوا إلى جانب حزب الله في حرب تموز من العام 2006، إلى درجة غاب معها صوت الفتنة نهائياً، وهكذا إلى أن وافتنا تعقيبات الأطراف على اعدام الرئيس الشهيد صدام، ولشد ما صدمنا من تعقيب خاص بحزب الله من خلال فضائيته المنار، كانت صدمتنا من اجتماع ثلاثة تعقيبات حملت معنى الشماتة نفسه، تعقيب شامت وقَدحي من طهران بلسان رفسنجاني، وتعقيب (عدالي – قانوني) من اعلام تل أبيب على لسان شمعون بيريز، وتعقيب طافح بشماته طائفية من اعلام المنار)...
ورغم أن اسلام السنة الذين أيدوا حزب الله، لم يكونوا بالضرورة مع الرئيس الشهيد صدام، إلا أن اعدامه في عيد الحج الأكبر، وبالطريقة ذاتها في اسلوب قبائل أفريقية مازالت خارج التاريخ الانساني، تدور حول المشنقة رافعةً عقيرتها بالصراخ القطيعي، فهذا ما لايقبله إسلام ولا شريعة ولا قانون..

أما حزب الله فلم يقرأ الدرس بعد، فهو اليوم يبعث برسالة تعزية بمناسبة رحيل الحكيم، واصفاً إياه بأنه (المجاهد ضد الظلم)، وبهذه المناسبة يكتب أحد الأخوة من الطائفة الشيعية (أسعد شرارة. جريدة السفير. الثلاثاء الأول من أيلول) مايلي :
(رحَلَ من رحّب بالاحتلال، رحل من سوّق لمشروعه في تقسيم العراق إلى فيدراليات طائفية، رحَلَ من حملته الدبابة الأمريكية مع مَن حَمَلت إلى العراق، جاء كما جاء لص المصارف أحمد الجلبي.. جاؤوا إلى سدة عرش العراق بقرار بول بريمر، رحل عبد العزيز الذي كلفه أخوه باقر بمهمات مشبوهة إلى البيت الأبيض تحضيراً لمؤتمر لندن عام 2002، وهو المؤتمر الذي مهّد لاحتلال العراق وآزر بوش في عدوانه وحقده).
ثم يتابع (لمِن المستغرب والأغرب، أن ينعي حزب الله الحكيم!..
ألم يصف السيد حسن نصر الله بوش بنمرود العصر، فكيف له أن ينعي مَنْ كان صبياً للنمرود وأمّعة له في احتلال بلده؟!).
ثم ينهي (إن العميل عميل، حتى لو اعتمر عمّة دين، أو ادعى أن جّده رسول الله)..
ونحن نضيف (ماأبعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن مزاعم الحكيم، بل ما أبعده عن المبرر الأخلاقي والشرعي، لما يبرره حزب الله في التعزية)!..