تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وسادة من طين



أم ورقة
09-09-2009, 08:45 AM
.×.. وسادة من طين ..×..
العشماوي في رثاء أمه


يادفق القلم الباكي،
سطّر بمداد دموعي حسرة قلبي الشاكي،
أغرق صفحاتي بدموعك،
لا تخشَ جفافاً فدموعي أنهار تجري،
أنهار ساخنة تجري،
أنهار تتدفق من قلبي، تعبر صدري، تكشف أمري.

.
.
.

رحلت يا قلمي أمي،
يرحمها الله تعالى،
ما عادت تمسح بأنامل كف أمومتها همِّي،
ما عادت تغسل بالنظرات الحانية جراحي، تُذهب غمِّي،
ما عادت تمنحني فرصة تقبيل جبين العطفِ صباح مساء،
ما عادت تمنحني فرصة تقبيل يديها تقبيل الشرفاء،
رحلت يا قلمي أمي،
هل تعرف معنى (رحلت أمي)؟!

هل تعلم أني أنزلت حبيبة قلبي في الحفرة بيدي؟

هل تعلم أني بيدي قد كوَّرْتُ وسادة طينٍ مبلولة،
ورفعت الرأس قليلاً ووضعت وسادة طينٍ لحبيبة قلبي؟!
هل تعرف أني قد أحكمت عليها إغلاق القبر؟
هل تعرف معنى هذا الأمر؟!
يا دفق القلم الباكي، سطِّر بمداد دموعي أغرب قصة حب،
أعجب قصة شوق.
انقلها للناس، جميع الناس،
فأنا وارَيتُ هنالك تحت الأرض حبيبة قلبي،
وأنا وسَّدتُ الطين أنيسة قلبي،
وأنا يا قلمي أشعر أن الحزن يلذِّعني،
وأحسُّ بأنَّ براكين الآلام تصدّعني.

وسادة من طين؟!


هكذا أكرمتُ أمي الحبيبة حينما واريتُها الثَّرى، لقد كنت أحرص على اختيار ألين الوسائد وأنعمها لفراش الحبيبة، ولكنني حين رضيتُ أنْ أتركها هناك في (مقبرة النسيم) وحدَها، اخترت لها وسادة من طين - رحمها الله وغفر لها -.
أرأيتم أيها الأحبة كيف تكون نهاية هذه الدنيا الفانية؟
أرأيتم كم هي رحلة قصيرة، في دنيا حقيرة؟
تلك الحفر التي نترك فيها أحبابنا حينما يفارقون هذه الحياة، هي الجديرة - والله - بالعمل الدَّؤوب، والجدِّ والمثابرة في طاعة ربِّ العالمين.
لقد رأيت في (وسادة الطين) التي وضعتها تحت رأس أمي الغالية صورة حقيقية لهذه الدنيا الفانية التي نتعادى من أجلها، ونتفانى في حبها.
وسادة الطين هي وسادة كلِّ إنسان يودِّع الحياة، كبيراً كان أم صغيراً، غنياً كان أم فقيراً، جليلاً كان أم حقيراً.


إشارة
وسادة من طين؟... آهٍ منك يا غفلة الغافلين.

من هناك
09-09-2009, 03:00 PM
غفر الله لها وغفر الله لوالدينا واحسن خاتمتهم
نسأل الله ان يرحمهما كما ربيانا صغاراً

اللهم آتهم في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقهم عذاب النار

الزبير الطرابلسي
09-09-2009, 03:14 PM
اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك كي اكون الشفيع لهما يوم القيامة
اللهم ارحمهما كما ربياني صغيرا
جزاك الله كل خير سيدتي أم ورقة