تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أسلحة إيرانية لياسر عرفات.. ما قولكم دام فضلكم؟! ياسر الزعاترة



أبو طه
09-03-2009, 11:24 AM
حكمت محكمة عسكرية إسرائيلية يوم الأحد الماضي بالسجن 20 عاما على فؤاد الشوبكي، أحد مساعدي الرئيس الراحل ياسر عرفات رحمه الله، وذلك بعد إدانته بتهمة تنظيم شراء 50 طنا من الأسلحة الإيرانية، ونقلها على متن السفينة (كارينA) التي اختطفتها البحرية الإسرائيلية بالتعاون مع سلاح الجو في عرض البحر مطلع العام 2002، قبل ثلاثة شهور من عملية السور الواقي التي أعاد الجيش الإسرائيلي من خلالها احتلال الضفة الغربية.

كانت القضية قد دخلت في كثير من الجدل خلال السنوات التالية، حيث أصرّ الإسرائيليون على تسليم الشوبكي، ثم كانت التسوية التي رعاها الأوروبيون واعتقل على أساسها الرجل مع أحمد سعدات وآخرين لهم علاقة بقضايا مختلفة في سجن أريحا، وذلك قبل أن تداهم القوات الإسرائيلية السجن وتعتقل من فيه في المشهد المعروف منتصف آذار ,2006الآن يمكن القول بكل ثقة إن الشوبكي كان متورطا بالفعل (يحق له الفخر بكل تأكيد)، وبأمر من عرفات في قضية التهريب التي كان ينبغي أن تتم بطريقة دقيقة، وصولا إلى نقل الأسلحة إلى قطاع غزة، فيما يبدو أن اكتشافها قد تم بسبب اختراق ما في إحدى حلقات التنفيذ.

الأسلحة التي كانت على متن السفينة كانت تتضمن، بحسب بعض المعلومات حوالي 180 صاروخ غراد ومعدات حربية أخرى، الأمر الذي كان سيؤثر إلى حد كبير على قدرات المقاومة في القطاع في ذلك الوقت.
يؤكد ذلك أن عرفات كان قد اندمج إلى حد كبير في موضوع المقاومة كمسار يمكن أن يفرض على الدولة العبرية تغيير واقع السلطة (سلطة أوسلو) التي حشر فيها ولم يعد بوسعه عبر المفاوضات تحويلها إلى دولة حقيقية على الأراضي المحتلة عام 67، بما فيها القدس، وأقله على الجزء الأكبر منها كما كان يأمل، مستندا إلى أن تنازله عن 78 في المئة من فلسطين يعد كافيا.
وقد تأكد من ذلك بعد قمة كامب ديفيد صيف العام 2000 التي أكدت بدورها أن سقف الطرح الإسرائيلي لا يمكن قبوله بأي حال.في هذه الأثناء، كان الذين سيرثونه بعد قتله يرفضون ما يجري، وذلك رغم توحد كل الفلسطينيين خلف خيار المقاومة المسلحة على نحو لم يحدث في التاريخ الفلسطيني، وسيبدأ هؤلاء مسلسل العمل على شطب عرفات بعد حشره في المقاطعة إثر عملية السور الواقي، سواء تم ذلك بالقوة المسلحة كما وقع من قبل دحلان في القطاع، أم عبر الضغوط الدولية كما وقع من قبل الآخرين (تعيين رئيس وزراء بصلاحيات كبيرة، وكذلك وزير مالية قادم من البنك الدولي).

ما يعنينا هنا هو دلالة هذه القضية، قضية السفينة والجهة التي رتبت أمرها (حزب الله وإيران)، والتي تردّ على نحو مفحم على بعض الموتورين الذين لا يلبثون يعيّرون حماس والجهاد بعلاقتهما بإيران، والأسوأ حين يذهب بعضهم أبعد من ذلك عبر الحديث عن الحلف الصفوي وعن العجم، إلى غير ذلك من المصطلحات التي تنم عن جهل وروحية تكفير وإقصاء لا صلة لها بجوهر ديننا الحنيف.
ما تقوله هذه الواقعة بكل وضوح هو أن العلاقات والتحالفات غالبا ما تتحدد بناء على البوصلة السياسية، فحين يكون الخيار هو المقاومة ومواجهة المحتلين، فإن من الطبيعي أن تفتح الخطوط مع إيران وسوريا وحزب الله، خلافا لحال الذين يريدون التعاون مع المحتلين ضد المقاومة وانتظار المعونات: ومعها الفتات السياسي المعروض.
تلك هي الحقيقة التي يجهلها، وربما يتجاهلها أولئك، والمثير أن يتغنى أكثرهم بالزعيم الرمز، بينما يبايع من انقلبوا عليه، وتجاهلوا أمر اغتياله، إن لم يكونوا قد تورطوا فيه، فأي بؤس أكثر من هذا؟! أما القول بأن من يشيدون بعرفات هذه الأيام كانوا ينتقدونه أيام زمان، فليس فيه مشكلة، لأن الخلاف كان قائما معه طوال الوقت، الأمر الذي همّش إلى حد كبير خلال انتفاضة الأقصى، بدليل وقوف حماس إلى جانبه في مواجهة من حاولوا الانقلاب عليه.