يتفق المسلمون على حرمة شهر رمضان و مكانته العالية في أفئدة و يقين المسلمين فهو شهر الرحمة و المغفرة و التواصل الإنساني عبر شعور الإنسان بأنه مخلوق الله في الأرض المتساوي عند الله تعالى عبادة و إيمانا ً .
بيد أن هذه الحرمة بدأ اقتناصها و ضرب مغزاها . فقد كانت تضرب من قوى الإستعمار عندما كانت تدك قواته المناضلين و المدافعين عن حرية و استقلال بلدانهم . ثم انتقلت الى الأنظمة الوطنية و الإسلامية التي لم تعد تراعي حرمة هذا الشهر الفضيل . ثم انتقلت الى الإنسان المسلم نفسه الذي لم يعد ثمة قيمة لما يرمز إليه الشهر الفضيل من تسامح و محبة . فها هي اليمن تشهد أشد أنواع الحروب بين أهلها : بين المسلمين من نظام في صنعاء و حوثيين في صعدة . و ها هو مسلم يدخل دارة مساعد وزير داخلية المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن نايف و يعلن أمامه - كما قيل – التوبة من ارتباطه بجماعات ضالة و يستأذنه أن يحضر هاتفه النقال الذي احتجزه الأمن الخاص بالأمير . و إذ يسمح له بتفجير الموبايل بصاحبه الذي كان ينوي قتل الأمير .
و في العراق لم يتوان من نفذ اعتداءات ضد وزارة الخارجية و المالية من قتل المئات رغم حلول شهر رمضان الكريم ، و نسمع عن أحداث مماثلة في بقع إسلامية أخرى . ترى ما الذي حل بالمسلمين حتى يضحوا أدوات قتل و إفناء لبعضهم البعض . يصح الإشارة هنا الى أن الجيش الإسرائيلي المحتل أوعز إلى جنوده بمراعاة الصائمين و عدم التدخين و الأكل أمامهم مع أنه يعتقلهم و يطردهم من ديارهم . و هم بذلك مثل حال المسلم المرابي و عديم الضمير الذي تراه في رمضان الكريم ورعا ً مؤمنا ً ثم يعود بعد رمضان الى عيبه .
حالنا الراهن يقول أن حرمة رمضان الكريم قد تم البطش بها و ها نحن كمسلمين نفتك ببعضنا بعدما فتك الآخرون بنا . متناسين قيم رمضان الأساسية و هي المحبة و التسامح و المغفرة .