صوت الجماعة
09-02-2009, 06:03 AM
http://www.9ll9.com/up/uploads/460e672f7f.gif
مع تسبيحات الفجر على خيوط الشمس المنسوجة مع ذكريات المجد, نلتقي مجدّداً عبر هذه الحملة المباركة كنجمة السحر, الجماعة الإسلامية في لبنان وجناحها الطلابي"رابطة الطلاب المسلمين" تشرق في ليالينا لتفرش الكون بنورها
كإطلالة شقائق النعمان تطلّ, تزرع الفرح في كل الجنبات ضمن حملة رمضان شهر الصيام القيام, الأسبوع الدعوي الثاني"اغتنم أوقاتك تضاعف
حسناتك".
http://img515.imageshack.us/img515/619/latofsed6.jpg
هاهي الأيام تمضي بنا من غير رجعة وهاهو شطر رمضان من الرحمة قد مضى لندخل في شطر المغفرة, فمن منّا ربح وفاز بالرحمة ومن منا خسر وخاب فلم يجني سوى إضاعة فرصة رحمة الله؟!!
فترى كثيراً من الشباب وحتى الشيّاب مضيّعاً وقته مابين المقاهي, والطرقات, والشوارع, ووسائل اللهو المذمومة, منتظرين هذا المسلسل ,,وبرنامج الفوازير هذا,, وتلك الأمسية الغنائية,,وتلك المباراة النهائية, وإلى غير ذلك مما لا فائدة يستفيدونها سوى محق للحسنات, وزيادة للسيئات, وإضاعة للأوقات, وفوضوية لأيام وساعات, ونصف يومه إن لم يكن كله نوم وأحلام وشخير وزفرات..
http://img155.imageshack.us/img155/2963/3copym.jpg
وما أقبح التفريطَ في زمن الصبا
فكيف به والشيب للرأس شاعل
أوقاتهم هكذا تضيع، فلا جدول يضعونه لتنظيم وقتهم ولا خطة يرسمونها لتتضح لهم أعمالهم, يرافقه تقصير شديد في المحافظة على الوقت والاهتمام به, تضييع للصلوات, تقصير في أداء العبادات؛ كقراءة القرآن, وذكر الرحمن, وصلة الأرحام, والتصدّق على مساكين وفقراء وأيتام, وغير ذلك من أبوب الخير الواسعة.
كيف بنا نفرط بأوقاتنا في رمضان والأجر هنا مضاعف وأوقاتنا مباركة، لنا في كل سُنة أجر فريضة وفي كل فريضة أجر سبعين، فيه ليال وأيام مباركة وفضائله لا تعد ولا تحصى...
وبالمقابل في رمضان نرى تقليص في عدد ساعة العمل وعدد ساعات الدراسة ...فباختصار في رمضان أوقاتنا لا تقبل التضييع و الاستهتار.
إخواني وأخواتي الفرصة لم تفت بعد فباق على رمضان ثلثيه، لنشمّر عن سواعدنا ونعقد النية على استغلال كل دقيقة منه، نضاعف فيها أجرنا إن شاء الله ونحقق فيه معانيه السامية ونكمل صيامنا إخلاصاً لله وحده. ننظم ونخطط لما سنقدمه لنفسنا ولعائلاتنا ولمجتمعاتنا. ننتقل من السلبية للإيجابية بالعمل والصدق والإخلاص لا بالكلام والكسل واللامبالاة.
عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال قال النبيe:"نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ من الناس الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ"
فنظير الصحة قرينها وكذلك الشغل نظير السقم وقرينه ففرّغ إلى الله قلبك فنعّم بالله بالاً وواصل إلى الله مسيرتك تنل من الله وصالاً
((فالصحة والفراغ)) يمضيان لا يستغلهما في أوجه الكسب المكتملة فيفوتان عليه بدون عوض يُذكر, ثم يندم ولات حين يندم وكما قيل في ذلك:
بدلت بالجمة رأساً أزعرا
وبالثنايا الواضحات الدرّ دررا
http://img213.imageshack.us/img213/7460/latofsed3.jpg
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله eلرجل وهو يعظه:" اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك"
وكما قال الشاعر:
تزوّد من التقوى فإنك لا تدري
إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من سليم مات من غير علّة
وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر
وكم من فتى يمسي ويصبح آمناً
وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكان غنيم بن قيس يقول: كنا نتواعظ في أول الإسلام, ابن آدم اعمل في فراغك لشغلك وفي شبابك لكبرك وفي صحتك لمرضك وفي دنياك لآخرتك وفي حياتك لموتك
عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يقول قال رسول اللَّهِ e:" من خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ ألا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ ألا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ"
فعلينا المحافظة على الوقت كما نحافظ على أموالنا بل أكثر منها, وأن نحرص على الاستفادة من أوقاتنا كلّها فيما ينفعنا في ديننا ودنيانا, وقد كان الصحابة والسلف رضوان الله عليهم أحرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها وكانوا يحرصون كل الحرص على ألّا يمرّ يوم أو بعض يوم أو حتى لحظات وإن قصرت دون أن يتزوّدوا منها بعلم نافع, أو عمل صالح, أو مجاهدة نفس, أو إسداء نفع للغير حتى لا تضييع الأعمار سدىً, وتكن هباءً منثوراً وهم لا يشعرون.
اليوم نفعل ما نشاء ونشتهي
وغداً نموت وتُرفع الأقلام
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال تلا رسول الله e"فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ", فقال رسول الله e:" إن النور إذا دخل الصدر انفسح فقيل يا رسول الله هل لذلك من علم يعرف قال نعم التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله".
http://img515.imageshack.us/img515/2605/27589360.jpg
وقال حذيفة رضي الله عنه: ما من صباح ولا مساء إلا ومنادي ينادي أيها الناس الرحيل الرحيل.
وتصديق ذلك قوله تعالى:" إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ"
قال سحيم مولى بني تميم جلست إلى عامر بن عبد الله وهو يصلّي فأوجز في صلاته ثم اقبل عليّ فقال: أرحني بحاجتك فإني أبادر, قلت: وما تبادر؟, قال: ملك الموت رحمك الله, قال: فقمت عنه وقام إلى صلاته.
ومرّ داوود الطائي فسأله رجل عن حديث فقال: دعني إنما أبادر وخروج نفسي .
قال عمر رضي الله عنه: التؤدة في كل شيء خير إلا في أعمال الخير للآخرة.
قال المنذر سمعت مالك بن دينار يقول لنفسه: ويحك قبل أن يأتيك الأمر ويحك بادري قبل أن يأتيك الأمر حتى كرّر ذلك ستين مرة أسمعه ولا يراني.
وكان الحسن يقول في موعظته: المبادرة المبادرة فإنما هي الأنفاس لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله عز وجل رحم الله امرأ نظر إلى نفسه وبكى على عدد ذنوبه ثم قرأ هذه الآية "إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا" يعني الأنفاس آخر العدد خروج نفسك آخر العدد فراق أهلك آخر العدد دخولك في قبرك.
وكان أبو موسى الأشعري يقول لامرأته: شدي رحلك فليس على جهنم معبرة.
وسبب التأخير: هو الأنس بالدنيا وشهواتها والتسويف فلا يزال يسوف ويؤخر ولا يخوض في شغل إلا ويتعلق بإتمام ذلك الشغل عشرة أشغال أخر وهكذاالتدرج يؤخّر يوماً بعد يوم, ويفضي به شغل إلى شغل بل إلى أشغال؛ إلى أن تخطفه المنيّة في وقت لا يحتسبه, فتطول عند ذلك حسرته, وأكثر أهل النار وصياحهم من سوف يقولون واحزناه من سوف, والمسوف المسكين لا يدري أن الذي يدعوه إلى التسويف اليوم هو معه غدا وإنما يزداد بطول المدة قوة ورسوخا ويظن أنه يتصور أن يكون للخائض في الدنيا فراغ قط هيهات فما يفرغ منها إلا من اطرحها
فما قضى أحد منها لبانته
وما انتهى أرب إلى إلى أرب
http://img391.imageshack.us/img391/5227/latofsed10.jpg
وأخيراً احرص أخي المسلم أختي المسلمة على الوقت, لأن الوقت مهما طال فهو قصير, والواجبات أكثر من الأوقات, واحرص على التبكير وبدء اليوم من أوله
وفي هذا يقول أحمد شوقي
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثان
يقول الحسن البصري:
ما من يوم ينشق فجره إلا ينادي منادٍ من قبل الحق : يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني بعمل صالح، فإني لا أعود إلى يوم القيامة".
فكما قال الدكتور يوسف القرضاوي: إضاعة الوقت جريمة انتحار بطيء ترتكب على مرأى
ومسمع من الناس ولا يعاقب عيها أحد , فمن قتل وقته فقد قتل في الحقيقة نفسه.
ترحّل من الدنيا بزاد من التقى
فعمرك أيام وهــنّ قلائل.
وعن ابن مسعود قال :ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلى ولم يزد فيه عملي.
وقال ابن القيّم: إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله و الدار الآخرة و الموت يقطعك عن الدنيا و أهلها.
وفي الختام, إيّاكم وتضييع الوقت فإنه يدعو إلى درك النقيصة ويطفئ نور المراقبة ويكدّر عليه الصحبة.
http://img440.imageshack.us/img440/18/latofsed7.jpg
آمنا بالدين لنرفع به الدنيا وعملنا للدنيا بهذا الدين, وجمعنا بين الدين والدنيا لنكون في الحياة أعزّاء وفي الآخرة من الفائزين.
اللهم اجعلنا ممن رُفع في دنياه وفاز في أخراه
بارك الله لنا في أوقاتنا وأيّامنا.
مع تسبيحات الفجر على خيوط الشمس المنسوجة مع ذكريات المجد, نلتقي مجدّداً عبر هذه الحملة المباركة كنجمة السحر, الجماعة الإسلامية في لبنان وجناحها الطلابي"رابطة الطلاب المسلمين" تشرق في ليالينا لتفرش الكون بنورها
كإطلالة شقائق النعمان تطلّ, تزرع الفرح في كل الجنبات ضمن حملة رمضان شهر الصيام القيام, الأسبوع الدعوي الثاني"اغتنم أوقاتك تضاعف
حسناتك".
http://img515.imageshack.us/img515/619/latofsed6.jpg
هاهي الأيام تمضي بنا من غير رجعة وهاهو شطر رمضان من الرحمة قد مضى لندخل في شطر المغفرة, فمن منّا ربح وفاز بالرحمة ومن منا خسر وخاب فلم يجني سوى إضاعة فرصة رحمة الله؟!!
فترى كثيراً من الشباب وحتى الشيّاب مضيّعاً وقته مابين المقاهي, والطرقات, والشوارع, ووسائل اللهو المذمومة, منتظرين هذا المسلسل ,,وبرنامج الفوازير هذا,, وتلك الأمسية الغنائية,,وتلك المباراة النهائية, وإلى غير ذلك مما لا فائدة يستفيدونها سوى محق للحسنات, وزيادة للسيئات, وإضاعة للأوقات, وفوضوية لأيام وساعات, ونصف يومه إن لم يكن كله نوم وأحلام وشخير وزفرات..
http://img155.imageshack.us/img155/2963/3copym.jpg
وما أقبح التفريطَ في زمن الصبا
فكيف به والشيب للرأس شاعل
أوقاتهم هكذا تضيع، فلا جدول يضعونه لتنظيم وقتهم ولا خطة يرسمونها لتتضح لهم أعمالهم, يرافقه تقصير شديد في المحافظة على الوقت والاهتمام به, تضييع للصلوات, تقصير في أداء العبادات؛ كقراءة القرآن, وذكر الرحمن, وصلة الأرحام, والتصدّق على مساكين وفقراء وأيتام, وغير ذلك من أبوب الخير الواسعة.
كيف بنا نفرط بأوقاتنا في رمضان والأجر هنا مضاعف وأوقاتنا مباركة، لنا في كل سُنة أجر فريضة وفي كل فريضة أجر سبعين، فيه ليال وأيام مباركة وفضائله لا تعد ولا تحصى...
وبالمقابل في رمضان نرى تقليص في عدد ساعة العمل وعدد ساعات الدراسة ...فباختصار في رمضان أوقاتنا لا تقبل التضييع و الاستهتار.
إخواني وأخواتي الفرصة لم تفت بعد فباق على رمضان ثلثيه، لنشمّر عن سواعدنا ونعقد النية على استغلال كل دقيقة منه، نضاعف فيها أجرنا إن شاء الله ونحقق فيه معانيه السامية ونكمل صيامنا إخلاصاً لله وحده. ننظم ونخطط لما سنقدمه لنفسنا ولعائلاتنا ولمجتمعاتنا. ننتقل من السلبية للإيجابية بالعمل والصدق والإخلاص لا بالكلام والكسل واللامبالاة.
عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال قال النبيe:"نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ من الناس الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ"
فنظير الصحة قرينها وكذلك الشغل نظير السقم وقرينه ففرّغ إلى الله قلبك فنعّم بالله بالاً وواصل إلى الله مسيرتك تنل من الله وصالاً
((فالصحة والفراغ)) يمضيان لا يستغلهما في أوجه الكسب المكتملة فيفوتان عليه بدون عوض يُذكر, ثم يندم ولات حين يندم وكما قيل في ذلك:
بدلت بالجمة رأساً أزعرا
وبالثنايا الواضحات الدرّ دررا
http://img213.imageshack.us/img213/7460/latofsed3.jpg
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله eلرجل وهو يعظه:" اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك"
وكما قال الشاعر:
تزوّد من التقوى فإنك لا تدري
إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من سليم مات من غير علّة
وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر
وكم من فتى يمسي ويصبح آمناً
وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكان غنيم بن قيس يقول: كنا نتواعظ في أول الإسلام, ابن آدم اعمل في فراغك لشغلك وفي شبابك لكبرك وفي صحتك لمرضك وفي دنياك لآخرتك وفي حياتك لموتك
عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يقول قال رسول اللَّهِ e:" من خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ ألا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ ألا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ"
فعلينا المحافظة على الوقت كما نحافظ على أموالنا بل أكثر منها, وأن نحرص على الاستفادة من أوقاتنا كلّها فيما ينفعنا في ديننا ودنيانا, وقد كان الصحابة والسلف رضوان الله عليهم أحرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها وكانوا يحرصون كل الحرص على ألّا يمرّ يوم أو بعض يوم أو حتى لحظات وإن قصرت دون أن يتزوّدوا منها بعلم نافع, أو عمل صالح, أو مجاهدة نفس, أو إسداء نفع للغير حتى لا تضييع الأعمار سدىً, وتكن هباءً منثوراً وهم لا يشعرون.
اليوم نفعل ما نشاء ونشتهي
وغداً نموت وتُرفع الأقلام
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال تلا رسول الله e"فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ", فقال رسول الله e:" إن النور إذا دخل الصدر انفسح فقيل يا رسول الله هل لذلك من علم يعرف قال نعم التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله".
http://img515.imageshack.us/img515/2605/27589360.jpg
وقال حذيفة رضي الله عنه: ما من صباح ولا مساء إلا ومنادي ينادي أيها الناس الرحيل الرحيل.
وتصديق ذلك قوله تعالى:" إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ"
قال سحيم مولى بني تميم جلست إلى عامر بن عبد الله وهو يصلّي فأوجز في صلاته ثم اقبل عليّ فقال: أرحني بحاجتك فإني أبادر, قلت: وما تبادر؟, قال: ملك الموت رحمك الله, قال: فقمت عنه وقام إلى صلاته.
ومرّ داوود الطائي فسأله رجل عن حديث فقال: دعني إنما أبادر وخروج نفسي .
قال عمر رضي الله عنه: التؤدة في كل شيء خير إلا في أعمال الخير للآخرة.
قال المنذر سمعت مالك بن دينار يقول لنفسه: ويحك قبل أن يأتيك الأمر ويحك بادري قبل أن يأتيك الأمر حتى كرّر ذلك ستين مرة أسمعه ولا يراني.
وكان الحسن يقول في موعظته: المبادرة المبادرة فإنما هي الأنفاس لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله عز وجل رحم الله امرأ نظر إلى نفسه وبكى على عدد ذنوبه ثم قرأ هذه الآية "إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا" يعني الأنفاس آخر العدد خروج نفسك آخر العدد فراق أهلك آخر العدد دخولك في قبرك.
وكان أبو موسى الأشعري يقول لامرأته: شدي رحلك فليس على جهنم معبرة.
وسبب التأخير: هو الأنس بالدنيا وشهواتها والتسويف فلا يزال يسوف ويؤخر ولا يخوض في شغل إلا ويتعلق بإتمام ذلك الشغل عشرة أشغال أخر وهكذاالتدرج يؤخّر يوماً بعد يوم, ويفضي به شغل إلى شغل بل إلى أشغال؛ إلى أن تخطفه المنيّة في وقت لا يحتسبه, فتطول عند ذلك حسرته, وأكثر أهل النار وصياحهم من سوف يقولون واحزناه من سوف, والمسوف المسكين لا يدري أن الذي يدعوه إلى التسويف اليوم هو معه غدا وإنما يزداد بطول المدة قوة ورسوخا ويظن أنه يتصور أن يكون للخائض في الدنيا فراغ قط هيهات فما يفرغ منها إلا من اطرحها
فما قضى أحد منها لبانته
وما انتهى أرب إلى إلى أرب
http://img391.imageshack.us/img391/5227/latofsed10.jpg
وأخيراً احرص أخي المسلم أختي المسلمة على الوقت, لأن الوقت مهما طال فهو قصير, والواجبات أكثر من الأوقات, واحرص على التبكير وبدء اليوم من أوله
وفي هذا يقول أحمد شوقي
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثان
يقول الحسن البصري:
ما من يوم ينشق فجره إلا ينادي منادٍ من قبل الحق : يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني بعمل صالح، فإني لا أعود إلى يوم القيامة".
فكما قال الدكتور يوسف القرضاوي: إضاعة الوقت جريمة انتحار بطيء ترتكب على مرأى
ومسمع من الناس ولا يعاقب عيها أحد , فمن قتل وقته فقد قتل في الحقيقة نفسه.
ترحّل من الدنيا بزاد من التقى
فعمرك أيام وهــنّ قلائل.
وعن ابن مسعود قال :ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلى ولم يزد فيه عملي.
وقال ابن القيّم: إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله و الدار الآخرة و الموت يقطعك عن الدنيا و أهلها.
وفي الختام, إيّاكم وتضييع الوقت فإنه يدعو إلى درك النقيصة ويطفئ نور المراقبة ويكدّر عليه الصحبة.
http://img440.imageshack.us/img440/18/latofsed7.jpg
آمنا بالدين لنرفع به الدنيا وعملنا للدنيا بهذا الدين, وجمعنا بين الدين والدنيا لنكون في الحياة أعزّاء وفي الآخرة من الفائزين.
اللهم اجعلنا ممن رُفع في دنياه وفاز في أخراه
بارك الله لنا في أوقاتنا وأيّامنا.