تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز أن يقول المسلم لليهود أو النصارى ( إخواننا, أو إخواننا في الإنسانية, أو إخواننا في الدم, أو إخواننا في القومية, أو إخواننا في الوطنية ؟ )



التقوى اقوى
08-30-2009, 01:37 AM
سؤال: هل يجوز أن يقول المسلم لليهود أو النصارى ( إخواننا, أو إخواننا في الإنسانية, أو إخواننا في الدم, أو إخواننا في القومية, أو إخواننا في الوطنية ؟ ) .

الجواب:
يُطلق على الرجل الذي يتصلُ نسبُهُ بنسب قبيلةٍ معينةٍ, ثم يذكر القبيلة.
أن يقال لمحمد صلى الله عليه وسلم يا أخا قريش.
وكذلك لأبي بكر, ولكل من كان نسبُهُ قرشياً.
فلا يقال مثلاً لسعد بن معاذ يا أخا قريش!
وبناءً عليه فإن قوله تعالى: ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ ... ) الأعراف. هو كلامٌ عربيٌّ فصيح, لأن صالحاً عليه السلام كان من ثمود.
وكذلك هود كان من عاد, ولذلك قوله تعالى: ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ ...) الأحقاف. وهذا أيضاً كلام عربي فصيح.
أما أن يُقال بأن أبا بكر أخٌ لكسرى يزدجرد في الإنسانية ! فكلامٌ لم تستعمله العرب, وهو كلام مردود, فيقال لأبي بكر: أخو العرب, أخو قريش.
ولكن لا يقال: أخو كسرى وقيصر, أو أخو الروم والفرس
فليس هناك أخوَّة ٌإلاَّ أخوة العقيدة والدين لقوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ... ) الحجرات .
وأخوة النسب في القبيلة, أو القوم لقوله تعالى: ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ ... ) هود.
ولقوله تعالى: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ...) الأحقاف.
وفيما يُؤثر من كلام العرب في هذا الباب ما ذكره صاحب الأغاني ولفظه:
1 ـ قال ابن اسحق في حديثه عمَّن روى عنه: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه, وجعل على السَّاقة قيس بن أبي صعصعة أخا بني مازن بن النجار, في ليال ٍمضت من رمضان...
2 ـ حدثنا محمد بن إسحق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحدٍ رهطٌ من عضل والقارة, فقالوا: يا رسول الله, إن فينا إسلاماً وخيراً, فابعث معنا من أصحابك, يفقهونا في الدين, ويقرؤونا القرآن, ويعلمونا شرائع الإسلام, فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم نفراً ستة ًمن أصحابه... وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أخا بني عمرو بن عوف, وخُبيب بن عدي أخا بني جحجحي بن كلفة بن عمرو بن عوف, وزيد بن الدِّثنة أخا بني بياضة بن عامر ...

3 ـ قال سند لأفلح: هذا ما عندي, فاحكم أنت يا أخا مخزوم ...
4ـ ما قاله معبد للشيخ الحنظلي: يا أخا بني حنظلة, هل لك في خيرٍ تصطنعه إليّ ...
5ـ قال بشَّار لأشجع: وقد اهتزَّ طرباً: ويحك يا أخا سُليم ...
6ـ عن محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي: أن ثابت بن قيس بن الشماس أخا بلحارث بن الخزرج, وثبت على صفوان بن المُعطل ...
وقد ورد عند البخاري في صحيحه قوله:... أخا بني ساعدة, أخا بني غفار
وورد عند مسلم في صحيحه قوله: أخا بني عدي ... أخا بني فهر
وورد عند بن خزيمة في صحيحه قوله: أخا بني دعدع
وعند بن حبان في صحيحه قوله: أخا بني غفار
وكذا في الصحاح قولهم: أخا صُداء, أخا بني كعب, أخا بني الحارث, أخا بني سلمة, أخا بني مخزوم, أخا تميم ... وهكذا .
وبهذا يثبت أن الكتاب والسنة ورد فيهما:
يا أخا بني فلان, ولم يرد فيهما ولا فيما يؤثر عن العرب:
يا أخا البشرية, ولا يا أخا الخليقة, ولا يا أخا بني آدم, ولا يا أخي في الوطنية, ولا أخي في القومية.
فمن قال إن البوذي أو النصراني إخوة للمسلمين في الإنسانية هو مبتدع لحقيقة لغوية, أو عرفية, وهو ليس من أهلها, فإن وجد في كلام العرب ـ أهل اللغة ـ استعمالٌ لمثل هذا التعبير جاز القول بأخوة الإنسانية, أو البشرية, وإلاَّ فإني لا أعلم أن مثل هذا التعبير ورد عند أهل اللغة.
وخلاصة القول: فإنه لا يجوز بحال أن يقال: أخي اليهودي, أو أخي النصراني, أو أخي البوذي, إلاَّ في حالة واحدة, هذا إن كانوا فقط إخوة النسب.
أما قولنا: إخواننا النصارى, أو اليهود أبناء عمومتنا, أو مقولة: أبناء إبراهيم. وما شاكل ذلك كله, فهو حرام, ولا يجوز. لقوله تعالى على لسان ابراهيم وإسماعيل عليهما السلام: ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ... {128}) البقرة .
فالرابط الوحيد الذي يربط المسلم مع أخيه المسلم هي رابطة العقيدة الإسلامية, وما سواها فجبت وطاغوت .
وفي الختام مسك الختام قوله تعالى: ( وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ {45} قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ {46} قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ {47}) هود.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

كاتبها أخوكم: التقوى اقوى

عبد الله بوراي
08-30-2009, 02:06 AM
"فالرابط الوحيد الذي يربط المسلم مع أخيه المسلم هي رابطة العقيدة الإسلامية, وما سواها فجبت وطاغوت ".

جزاكَ الله خيراً

عبد الله