تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا تارك الصلاة



بشرى
10-07-2003, 05:04 PM
هل فكرت يوما أن أول ماتحاسب عليه من عملك يوم القيامة ((الصلاة)) فإن صلحت فقد أفلحت ونجحت، وإن فسدت فقد خبت وخسرت؟؟

يا تارك الصلاة.. هل علمت أنك نزلت من بطن أمك تحبو صغيرا، ثم صرت شابا، ثم كهلا عجوزا، ثم عدت تحبو من الضعف كما ولدت، ثم تموت فيحملك أهلك إلى قبرك، ويتركوك، ولم يبق معك إلا عملك، ثم تُسأل عن الصلاة؟؟

يا تارك الصلاة.. هل فكرت في قول القائل: ما من عبد صلى على أرض إلا وشهدت له يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت؟؟

يا تارك الصلاة.. طأ الأرض بقدمك واسجد عليها، فإنها عما قريب ستصبح قبرك..

يا تارك الصلاة.. هل فكرت يوما في نداء القبر، حيث ينادي ابن آدم أنا بيت العذاب، أنا بيت الوحدة، أنا بيت الدود، أنا بيت السوء..

يا تارك الصلاة.. وكأني أسمع صوت القبر يناديك وأنت محمول إليه: ابن آدم، لقد أعددت لك نفسي فما أعددت لي، وحينما يُغلق عليك يناديك: ابن آدم.. كنت تضحك وتتقهقه على ظهري، الآن تصرخ في بطني، كنت تأكل أشهى الطعام على ظهري، الآن يأكلك الدود في بطني، كنت تلتحف القطن والحرير، والآن تلتحف التراب، كنت تأنف من شم الروائح الكريهة، والآن يأنف كل شي عن شم رائحتك، كان لك أخلاء على ظهري، والآن لا أنيس لك سوى عملك، تركت الصلاة فافترشت نفسي لك جمرا تتقلب عليه حتى تقوم الساعة..

يا تارك الصلاة.. وكأني بك محمول إلى الشجاع الأقرع وهو ينتظرك وقد أعد لك نفسه، فيحاول أهلك وذووك أن يبعدوك فيحفرون لك قبرا آخر، فيرونه أمامهم ثانية وثالثة فيهرولون بك إلى مكان بعيد فتجد نفسك محمولا إليه تارة أخرى، وكأني بأهلك يحاولون إخفاءك في مكان سحيق وكأني بالثعبان يقول لهم وأنت محمول على أيديهم لا تملك ضرا ولا نفعا: إلى أين أنتم ذاهبون به؟!! والله لو طرتم به إلى السماء وشققتموها كي تدفنوه بها لوجدتموني أمامكم، ولو غصتم به في قاع البحر لوجدتموني أمامكم ولو طرتم به في الرياح لوجدتموني أمامكم.. فأنا موكل به من عند الله.. وكأني بأهلك يستسلمون ويضعونك في قبرك، ويُغلقون عليك القبر، فيأتيك الثعبان كل وقت أذان وفريضة فيوكل بتعذيبك!!

فيا عبد الله.. لا تتأخر لحظة عن الصلاة، فهذه الدنيا زائلة ((فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)).. والإنسان غني بالطاعة وإن كان لا يملك إلا الخبز وفقير بالمعصية وإن حيزت له الدنيا بأكملها.. وحبيبك محمد يخبرك فيقول عليه الصلاة والسلام ((من حافظ عليها _الصلاة_ كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يُحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة يوم القيامة وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف)) رواه أحمد..