تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ليتني كنت بغلا ً عندك يا عمر



منير الليل
10-07-2003, 05:25 AM
بعد أن تناول سرحان فطوره, خرج من بيته متوجها ً إلى عمله في إحدى الشركات الخاصة حيث التحق بعمله هناك منذ عدة سنوات, لقد كان على عجلة من أمره فهو لا يريد أن تفوته حافلة النقل العام وإلا توجب عليه الانتظار نصف ساعة أخرى وهكذا ستأخر عن موعد حضوره للعمل, وسيتلقى وابلا ً من "التحيات الشرسة" من مديره أو حسما ً من راتبه وبذا لن يتمكن من شراء الدمية التي وعد ابنته أن يشتريها لها.
المهم أن يسرع ويدرك الحافلة, بل المهم أن يصل موقف الحافلات أولا ً, ولما وصل الموقف لم تكن هناك حافلات, كل ما كان هناك هو مجموعة من الصفوف المتعرجة من الناس تملأ الموقف عن آخره, لكنها صفوف من نوع خاص فهي تنمو من الأمام وتنفض عند قدوم إحدى الحافلات ثم تتكون من جديد عند ذهابها.

ليس هذا بالأمر الجديد, فهذا بالنسبة لسرحان يشبه طابور الصباح الذي كان معتادا ً عليه في المدرسة, وقف سرحان في الصف وأخذ يتأمل هؤلاء الناس المتكدسين منهم الشاب ومنهم العجوز, منهم الرجال ومنهم النساء, أناس من كل جنس ولون, وبينما هو كذالك إذ حضر عليهم مجموعة من الرجال يسيرون بانتظام خلف قائد لهم كما يسير الجنود.

فتقدم قائدهم وصاح بجنده: "هيا انتشروا". وما أن أنهى القائد كلامه حتى انتشر الجند في أرجاء الموقف ينظمون الناس في صفوفهم, لكن كان هناك شيء غريب!!! فما يصلوا إلى أي شخص يبادرونه بالقول: "السلام عليكم, هلا انتظمت في صفك لو سمحت؟", فيستجيب لهم على الفور, وما هي إلى دقائق معدودة حتى كان الناس كلهم منتظمين في صفوفهم كأنهم سرايا جيش.

وبينما الجميع يترقبون حضور حافلاتهم, إذا برجل يصيح: "يا ظالم, لقد أخذت دوري, لأشكونك إلى عمر, والله لن يضيع حقي أبدا ً",
تعجب سرحان من مقالة ذلك الرجل وسأل الرجل الواقف أمامه: "ومن هو عمر؟"
رد عليه الرجل: "إنه أمير المؤمنين, عمر بن الخطاب"
وهنا شهق سرحان وصاح: "أتعني أنه سيشكو ذلك الرجل لأمير المؤمنين في أمر تافه كهذا؟!"
وبكل هدوء رد عليه الرجل: "انتظر وسترى"
وما هي إلى لحظات حتى وقف جنديان عند الرجلين المتخاصمين وقالا لهما: "هيا معنا إلى القاضي" فرد الرجل المظلوم: "لا والله, لن يحكم لي إلا عمر"
قال الجندي: "إذن هيا بنا" وأخذ الرجلين معه
فقال الرجل الواقف أمام سرحان: "أرأيت؟ لقدقلت لك انتظر وسترى"
فقال سرحان: "يبدو أنهما لن يذهبا لوظيفتيهما هذا اليوم, سيذهبان لأمير المؤمنين ثم ينتظران ثم ينظر في الأمر ثم يحكم لهما ثم ..."
فقاطعه الرجل: "الأمر ليس بهذا التعقيد, فأمير المؤمنين هو المسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في دولته, عن الناس ومصالحهم ورعاية شؤونهم. ولقد سمعته يوما ً يقول: لو أن بغلة ً في أرض العراق عثرت, لسأل الله عمر يوم القيامة لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر؟"

وبعد دقائق عاد الرجلان مع الجندي الذي أخذهما فأوقف الرجل المظلوم في مكانه أول الصف وأرجع الرجل الآخر إلى آخره.
فنظر الرجل إلى سرحان وابتسم فيما كان سرحان غارقا ً في دهشته مما سمع وشاهد, وبينما هو غارق في دهشته, أحس بألم في خده الأيمن وشعر بأنه يرتفع عن الأرض قليلا ً فتلفت حوله فرأى نفسه غارقا ً بين مجموعة من الناس يحاولون الصعود للحافلة, كان ذلك الألم في خده ناتجا ً عن ضربة من أحد أولائك الذين يحاولون الصعود, وبطريقة لم يستطع سرحان معرفتها وجد نفسه راكبا ً في الحافلة, كان يقف فيها و قد تعلقت يده بالسقف في محاولة للمحافظة على توازنه أثناء مسير الحافلة.
تنفس سرحان الصعداء وقال في نفسه: "الحمد لله أنني تمكنت من الركوب, لن أتأخر هذا اليوم"

تحركت بهم الحافلة فصاح الجابي الذي يجمع أجرة الركوب: "على كل واحد أن يجهز أجرته بيده"
تذكر سرحان كلمات ذلك الجندي للناس "هلا انتظمت في صفك لو سمحت", فتنهد ولزم الصمت, ثم دفع الأجرة للجابي, ولم أكمل الجابي جمع الأجرة قال: "هل لأي منكم باقي؟"
فقال سرحان: "أجل, باقي عشرة قروش لو سمحت"
رد الجابي: "لا يوجد باقي, يجب عليك أن تدفع الأجرة كاملة ولو ركبت مسافة شبر واحد"

غضب سرحان كثيرا ً, وتذكر مقالة ذلك الرجل المظلوم "... لأشكونك إلى عمر ..." وأراد ان يصيح مثله لكنه خنق تلك الرغبة في نفسه لأنه تذكر أنه لا يوجد عمر, فما كان منه إلا أن قال -في نفسه-: "حسبي الله ونعم الوكيل"

مضت بهم الحافلة بسرعة فقد كان السائق يريد أن يسبق زميلا ً له على نفس الخط, وبينما هو مسرع هكذا لم ينتبه لحفرة ضحلة في وسط الشارع فدخلها دون أن ينتبه مما جعل رؤوس الناس ترتطم بالسقف بشدة, فضج الناس للحظة, لكنهم سكتوا بعد ذلك فقد تعودا على هذا الأمر كل يوم.
أخذ سرحان يتذكر قول ذلك الرجل "لقد سمعته يوما ً يقول: لو أن بغلة ً في أرض العراق عثرت, لسأل الله عمر يوم القيامة لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر؟"
وهكذا دون أن يحس بأي أحد أو ينتبه لأي شيء حوله, أخذ سرحان يصيح:

"ليتني كنت بغلا ً عندك يا عمر ... يا ليتني كنت بغلا ً عندك يا عمر"

منقول

منير الليل
10-09-2003, 04:24 AM
رحمك الله يا عمر كنت خير خلف لخير سلف خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.............

سبحان الله::::هذا عمر القائل::::
لو أن بغلة ً في أرض العراق عثرت, لسأل الله عمر يوم القيامة لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر؟"
رحمة الله عليك يا عمر

حقوق الحيوان في الإسلام
النهى عن تعذيب الدواب
عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله علية و سلم قال:

عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت فدخلت فيها النار ,لا هي أطعمتها و سقتها و لا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض متفق علية

خشاش الأرض هي هوام الأرض و حشراتها

وفية الحث على الرفق بالحيوان و تحريم حبسة و إجاعة. وفية أيضا جواز إمساك ما يقتنى من الحيوان بشرط القيام بكفايته.

وعن انس رضى الله عنة قال

نهى رسول اللت صلى اللت علية و سلم أن تصبر البهائم متفق علية.

أي تحبس للقتل قال العلقمى:أن يمسك الحي ثم يرمى بشيء حتى يموت

وفية تحريم مصارعة الثيران و ما شابهها .

وعن ابن عمر رضى الله عنهما

انه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه و قد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم فلما رأوا ابن عمر تفرقوا فقال ابن عمر من فعل هذا؟

لعن الله من فعل هذا إن رسول الله صلى الله علية و سلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا متفق علية

الغرض هو الهدف

الحديث يصرح بان تعذيب الحيوان بدون سبب شرعي من الكبائر لأنة يجلب اللعنة على فاعلة

وفية تحريم مصارعة الثيران وما شابهها

روى النسائي و ابن حبان أن النبي صلى الله علية و سلم قال:

من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله يوم القيمة يقول : يا رب إن فلانا قتلني عبثا , و لم يقتلني منفعة . عج أي رفع صوتة بالشكوى .

و عن ابن عباس رضى الله عنهما قال:

رأى رسول الله صلى الله علية و سلم حمارا موسوم الوجه فانكر ذلك فقال و الله لا اسمه إلا أقصى شئ من الوجه و أمر بحمارة فكوى في جاعرتية فهو أول من كوى الجاعرتين .رواة مسلم



الجاعرتين:ناحية الوركين حول الدبر

وسم الوجه هو كي الوجه لتعليم الحيوان و تمييزه.



و عن ابن عباس رضى الله عنهما

أن النبي صلى الله علية و سلم مر على حمار قد وسم في وجهة فقال : لعن الله الذي وسمة رواة مسلم

وفى رواية لمسلم:

نهى رسول الله صلى الله علية و سلم عن الضرب في الوجه و عن الوسم في الوجه.


الوجه لطيف يجمع المحاسن و الحواس ووسمه أو ضربة يؤدى إلى تعطيل الحواس و تشويه الوجه. والنهى هنا عام يشمل الإنسان و الحيوان.