تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا تخوضوا فى أعراض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم



عبد الله بوراي
08-23-2009, 03:47 PM
سئل ابن المبارك عن الفتنة التي وقعت بين علي و معاوية رضي الله عنهما فقال : فتنة عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا - يعني في التحرز من الوقوع في الخطأ و الحكم على بعضهم بما لا يكون مصيباً
فيه - . و سئل الحسن البصري عن قتالهم فقال : قتال شهده أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و غبنا ،
و علموا و جهلنا ، و اجتمعوا فاتبعنا ، و اختلفوا فوقفنا . الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (8/322) في تفسير سورة الحجرات .

و يقول النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم (18/219-220) : و اعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم ليست بداخلة في هذا الوعيد - يعني قوله صلى الله عليه وسلم إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار - و مذهب أهل السنة و الحق إحسان الظن بهم ، و الإمساك عما شجر بينهم ، و تأويل قتالهم و أنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض الدنيا ، بل اعتقد كل فريق أنه المحق و مخالفه باغ فوجب عليه قتاله ليرجع إلى الله ، و كان بعضهم مصيباً و بعضهم مخطئاً معذوراً في الخطأ لأنه اجتهاد و المجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه .

مسلم منصف
08-25-2009, 11:45 AM
لكن إذا كان هناك نص مقابل اجتهادات العلماء فيكون الإجتهاد باطل

لأن أول مصادر التشريع الإسلامي هو القرآن الكريم والسنة النبوية


لذا فالرسول قد تنبأ فهذه الأحداث بل ووصفها بالفتنة وذكر أنه هناك فريق على الحق وفريق آخر باغي (الفئة الباغية)

والفئة الباغية يجب محاربتها بنص القرآن الكريم

ومعاوية كان من أحد البغاة ومن الفئات الباغية التي يجب محاربتها

ولو لم يكن هدفه الملك فلماذا لم يرضى بخلافة سيدنا علي رضي الله عنه ألم يختاره المسلمين إماماً عليهم؟
لماذا كان معاوية ضد المسلمين؟

ولماذا غير نظام الملك من الشورى إلى الملك الوراثي؟

أليست هذه بدعة؟؟؟؟؟؟؟

هذه أقوال الرسول في الأحداث التي ستأتي بعده

من المعلوم أن الأمة قديمها وحديثها أجمعت على صحة خلافة علي، باستثناء فئة خالفته ورفضت مبايعته، بل حاربته وأحدثت فتنة وشكوكاً بين مسلمي ذلك الوقت. ومن أبرز هؤلاء الخارجين عن طاعة الإمام هما عائشة في موقعة الجمل، ومعاوية في صفين كما مر تفصيل هاتين الحادثتين في قسم سابق من هذا الكتاب.

فأما عائشة، فقد تنبأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخروجها عن طاعة إمام زمانها قائلاً:
(كأني بإحداكن قد نبحها كلاب الحوأب وإياك أن تكونيها يا حميراء) (2).
وفي رواية أخرى، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ليت شعري، أيتكن صاحبة الحمل الأديب تسير حتى تنبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يسارها، وعن يمينها خلق كثير) (3). وفي رواية ثالثة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يا حميراء، كأني بك تنبحك كلاب الحوأب، تقاتلين علي وأنت له ظالمة) (5). وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: (يا علي إن وليت من أمرها - يقصد عائشة - فارفق بها) (5).
____________
(1) ابن قتيبة الدينوري، الإمامة والسياسة، ج 1 ص 82.
(2) تاريخ ابن كثير، ج 6 ص 221.
(3) العقد الفريد لابن عبد ربه، ج 3 ص 108.
(4) تاريخ ابن كثير، ج 6 ص 221.
(5) ابن قتيبة الدينوري، الإمامة والسياسة، ج 1 ص 82.







ذلك أنه وأثناء مسير عائشة بجيشها نحو البصرة لاستنهاض أهلها ضد الإمام علي عليه السلام، مروا ببقعة ماء في الصحراء، فنادى مناد: ها قد وصلنا ماء الحوأب. فلما سمعت عائشة ذلك صاحت: ردوني، ردوني. ما أراني إلا راجعة. ثم أخبرت محمد بن طلحة ما كان من تنبؤ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتحذيره لها، فقال لها ابن طلحة: تقدمي رحمك الله، ودعي هذا القول. ثم جاءها عبد الله بن الزبير وحلف لها بالله أن هذا المكان ليس بماء الحوأب، ثم جاء لها بخمسين أعرابياً من الذين رافقوهم أثناء سيرهم وشهدوا لها زوراً بأن هذا المكان ليس بماء الحوأب كما أمرهم ابن الزبير (1).
ومن تنبوءات النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشأن الفتنة التي أحدثتها عائشة ما أخرجه البخاري في صحيحه، عن عبد الله قال: (قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيبا، فأشار نحو مسكن عائشة فقال: هاهنا الفتنة، ثلاثاً، من حيث يطلع قرن الشيطان) (2).
وقد اعتبر الصحابي الجليل عمار بن ياسر أن من أطاع عائشة في خروجها، كان عمله هذا مقابل طاعة الله حيث قال: (... ولكن الله تبارك وتعالى إياه تطيعون أم هي) (3).
وقيل إن الدافع الحقيقي لخروجها ضد الإمام هو كراهيتها الدفينة له منذ أن سمعته يقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما دعاه ليستشيره في فراقها بشأن ما أفتري عليها به، وقد رآه مغموماً: (يا رسول الله، لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير). وبسبب هذه الضغينة، فإنها كانت كما في إحدى الحوادث التي رواها البخاري لا تطيق أن تذكر اسم الإمام على لسانها. ولكنها ندمت على كل حال على خروجها ضده، ولا ندري إن كانت قد بايعته بعد ذلك.
____________
(1) صحيح البخاري، كتاب الخمس، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي، ج 4 ص 217.
(2) المصدر السابق، كتاب الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، ج 9 ص 171.
(3) المصدر السابق، كتاب التفسير، باب لولا إذ سمعتموه، ج 6 ص 252.







وأما معاوية، فقد كان تنبأ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ببغيه وعدوانه على إمام زمانه من المسلمات التاريخية. فعن خالد العرني قال: دخلت أنا وأبو سعيد الخدري على حذيفة فقلنا: يا أبا عبد الله حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الفتنة. قال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دوروا مع الكتاب الله حيث ما دار. فقلنا: فإذا اختلف الناس، فمع من نكون؟ فقال: أنظروا الفئة التي فيها ابن سمية [ يعني عمار بن ياسر ] فالزموها، فإنه يدور مع كتاب الله... ثم قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول لعمار: يا أبا اليقظان لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية، عن الطريق (1). وفي صحيح البخاري، كان قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ويح عمار، تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى النار) (2).


معاوية يدعوا للنار وعمار بن ياسر يدعوا للجنة


فأنا سأتبع وأترضى على الذي يدعوا للجنة وليس للنار


وقد صدقت نبوءة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذه عندما استشهد عمار في موقعة صفين وهو يقاتل الأمويين تحت راية الإمام علي عليه السلام فهل بعد هذا القول من ريب حول معاوية ومصيره، فكلمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تحتمل أي معان أخر، فعمار ومن معه طريقهم إلى الله، وأعداؤهم البغاة الخارجين عن طاعة إمام زمانهم طريقهم إلى النار.
ولم يكتف معاوية بالتمرد على الإمام، بل نصب نفسه خليفة خلال عهد خلافة علي، وقد بايعه أهل الشام على ذلك، ثم هاجم مصر واقتطعها من خلافة الإمام، كما هاجم مناطق أخرى عديدة في الجزيرة العربية وغرب العراق، ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا النوع من التجرؤ: (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما) (3).
____________
(1) المصدر السابق، كتاب الوضوء، باب حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضوءه على المغمى عليه، ج 1 ص 133.
(2) مستدرك الحاكم، ج 2 ص 148.
(3) صحيح البخاري، كتاب الجهاد، باب مسح الغبار عن الرأس، ج 4 ص 52.







وفي رواية أخرى عن عبد الرحمن بن عبد قال: دخلت المسجد، فإذا عبد الله بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون عليه، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (... ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإذا جاء آخر ينازعه، فاضربوا عنق الآخر). قال الراوي: فدنوت من عبد الله وقلت له: أنشدك الله، أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه، وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي. فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بالباطل ونقتل أنفسنا... قال: فسكت ابن العاص ساعة، ثم قال: أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله (1).
وقال النووي في سياق شرحه لهذه الحادثة أن الراوي اعتبر (هذا الوصف في معاوية لمنازعته علياً، وكانت قد سبقت بيعة علي، فرأى هذا أن نفقة معاوية على أجناده وأتباعه في حرب علي ومنازعته ومقاتلته إياه [ تعتبر ] من أكل المال بالباطل، ومن قتل النفس لأنه قتال بغير حق فلا يستحق أحد مالاً في مقاتلته) (2).
ومما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم في معاوية عندما بعث إليه يوماً بن عباس يدعوه، فوجده يأكل، فأعاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابن عباس إليه يطلبه فوجده يأكل - إلى ثلاث مرات - فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا أشبع الله بطنه) (3).
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: (... أما معاوية فصعلوك لا مال له) (4). وفي موتته الجاهلية قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه: (يطلع من هذا الفج رجل من أمتي يحشر على غير ملتي) فطلع معاوية (5)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في معاوية وشريكه عمرو بن
____________
(1) صحيح مسلم، كتاب الإمارة، ج 4 ص 519.
(2) المصدر السابق، ص 511 - 12.
(3) المصدر السابق، ص 512.
(4) المصدر السابق، كتاب البر والصدقة والآداب، باب من لعنة النبي، ج 5 ص 462.
(5) المصدر السابق، كتاب الطلاق، باب المطلقة البائن، ج 3 ص 693.







العاص: (اللهم أركسهما في الفتنة ركساً ودعهما إلى النار دعاً) (1). وما ينطبق على معاوية أيضاً قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية، أو ينصر عصبية، فقتله جاهلية) (2).
إن هذين المثالين كافيان لإثبات صحة خلافة الإمام علي عليه السلام، وأولويتها مقارنة بخلافة أبي بكر. فالخروج عن طاعة أبي بكر لم يستلزم التهديد بسوء المصير، بينما لزم ذلك بحق الخارجين عن طاعة علي.
وقد كان الأولى إثبات هذه الحقيقة مما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحق الإمام نفسه وليس بحق مخالفيه. أفلا يكفي أن يكون علي من أهل البيت عليه السلام الذين جعل الله جل وعلا التمسك بهم مع كتاب الله بعد نبيه هداية وأماناً للناس من الضلال؟ وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي هذا مولاه، اللهم وآل من والاه، وعاد من عاداه).
____________
(1) تاريخ الطبري، ج 11 ص 357.
(2) مسند أحمد، ج 4 ص 421.


إن هذه الشروح التي يحاولوا أن يقنعونها كلها اجتهادات علماء أخطأوا


أو إما أنهم يتسترون وراء هدف لا نعرفه نحن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟