تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نشيد نادي شالكه الألماني ومحاولة امتصاص غضب المسلمين



أبو طه
08-22-2009, 10:29 AM
يعيش المجتمع الألماني حاليًّا حالة احتِقان وتوتُّر شديدة، في أعْقاب مقتل المقيمة الألمانيَّة من الجنسية المصريَّة والمرافقة لزوجها (مروة الشربيني) على يد متطرِّف ألماني في قاعة المحْكمة، وأمام مرْأى ونظر القضاء الألماني، ولم تكد الحكومة الألمانيَّة المركزيَّة تنجح في تهدِئة الأمور، وامتِصاص غضبة المسلمين إزاء تصاعُد أعمال التَّمييز والمضايقات ضدَّهم، من قِبَل بعض فئات الشَّعب الألماني، المُصاب برهاب الخوْف من الأجانب، حتَّى خرجتْ قضيَّة نشيد نادي شالكه الألماني، أحد أندِية المقدمة المشْهورة في ألمانيا، والمعروف برُقِيِّ جُمهوره الكروي على مستوى أوروبا، لتؤجِّج نيران غضب مسلمي ألمانيا، وتؤكِّد على ما يشعرون به من ضيق وإزْعاج من قِبل متطرِّفي الحزْب القومي الألماني (الحزب النازي) وأنصاره.

إذا كنَّا نستطيع تفهُّم موقف الحكومة الألمانيَّة المُهادن والمراوض للجالية المسلِمة في ألمانيا؛ حرصًا منها على الأمن والاستِقْرار الاجتماعي، نطاق اهتمامِها بالدرجة الأولى، إلاَّ أنَّ قيام بعض زعماء الجالية المسلمة الألمانية بالمراوغة والتَّلاعُب بالمشاعر، وامتِصاص نِقْمة الطَّرف المغبون والمقهور (المسلمين)؛ إرضاءً للحكومة الألمانيَّة، ضاربين بأهمّيَّة احترام المشاعر الدينيَّة، ورموز الإسلام ونبيّهم عُرْضَ الحائط ، فهذا ممَّا يدعو للرّيبة والاستغراب مرارًا وتكرارًا.

فقد قام السيد (أيمن مزيك)، الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، في أعْقاب احتِجاج المسلمين على نشيد نادي شالكه، بنشْر مقال باللغة الألمانيَّة موجَّه إلى الجالية المسلمة هناك، وقام موقع (قنطرة) الألماني بترْجمتِه إلى اللغة العربيَّة، في محاولة لامتِصاص نقمة المسلمين العرب خارج وداخل ألمانيا.

لقد اعتبر (مزيك) أنَّ انزعاج الجالية المسلمة في ألمانيا من النَّشيد المذكور لا مبرِّر له؛ لكوْنِه مستلهمًا - طبقًا لمعلومات أرشيف القصائِد الشعبية الألمانية - من قصيدة شعبيَّة ألمانيَّة عنوانُها "في مديح اللَّون الأخضر"، كتبَها في عام 1797 الشَّاعر (لودفيغ كارل إيبرهارد هاينريش فون فيلدونغين)، ويرد في مقطعَيْها الرَّابع والخامس:
"محمَّد شفيعي.
كان يعرف الجمال الحقيقي.
ومن جميع الألوان.
كان يحبُّ فقط الأخضر.
فليحيا هذا السيّد النبي،
الذي يتذوَّق جمال الألوان...".

وقد وصف هذه القصيدة بأنَّها: "جزء من التَّاريخ الإسلامي الألماني المشترك ما تزال تَحظى حتَّى يومِنا هذا بشعبيَّة كبيرة"، وأنَّه تمَّ على مرِّ السنين تغْيير نصِّها مرارًا وتكرارًا من قِبل العديد من نوادي الرِّماية ونوادي كرة القدم الألمانيَّة، بما فيها نادي شالكه الذي غيَّر نصَّها في عام 1963، فيما لا تزال بعض نوادي كرة القدَم الألمانيَّة حتَّى يومِنا هذا تنشد نصَّ المقْطع (الأصلي) من هذه القصيدة.

وكأنَّ شعبيَّة القصيدة في المجتمع الألماني واستِمرار استعمالها في أناشيد الأندِية الألمانيَّة يسوغ استِخْدامها، ويشرْعِن ترديدَها، ويبرِّر السكوت عنها!

تقول الفقرة الثَّالثة من نشيد شالكه:
"محمَّد كان نبيًّا
لا يعرف شيئًا عن كرة القدم
إلاَّ أنَّه من كلّ الألوان البهيجة تخيَّر الأبيض والأزرق".
وذلك في إشارة إلى الزّيِّ الَّذي يرتديه لاعبو شالكه.

وقد اعتبر الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا هذه الفقْرة المستلهمة من نصِّ القصيدة الأصلي: "لا تحتوي على أيّ شتيمة ولا أي سخرية من النبي"، وأنَّ ردَّة فعل بعض المسلمين لدى سماعِهم النشيد لَم يكن استنكار نصِّ النَّشيد قطُّ؛ بل لأنَّهم "لَم يستطيعوا تصوُّر أنَّ مشجِّعي نادي كرة قدم ينشدون نشيدًا، يقال فيه: إنَّ النبي اختار الأزرق والأبيض كلونِه المفضَّل"، وهو تبرير ساذج بكل معنى الكلِمة، يختزل فيه صدمة المسلمين الألمان من النَّشيد بمجرَّد الاستِغْراب من ذكر اسم النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيه!

بل لقد تعجَّب السيد (مزيك) من ردَّة الفعل هازلاً، فقال: "والسخرية في ذلك هي أنَّ النَّبيَّ لم يكن لديْه أيّ لون مفضَّل، ولا حتَّى اللون الأخضر؛ ولذلك من الأجدر بنا إذًا أن نحافظ على روح الدّعابة لدينا؛ ففي آخِر المطاف هذا مجرَّد نشيد نادي كرة قدم، يذكر فيه أنَّ النبي لا يعرف شيئًا عن كرة القدَم، وبالتَّأكيد هذا ليس خطأ، ففي آخر المطاف لقد عاش النبي محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل زمن طويل من اختِراع كرة القدم، ولو كان موجودًا في يومِنا هذا، ربَّما كان سيضحك لذلك ضحكة استِحْسان"!

وهكذا تتمُّ مُحاولة تمرير الفِعْلة الشَّنعاء من قِبَل فقهاء السُّلطة والسُّلْطان، وتَمييع تلك الأفعال العدائيَّة التي ما زالت تَتنامى منذ مقْتل (مروة الشربيني) في مدينة دريسدن الألمانيَّة؛ لمجرَّد تجرُّئِها على رفع قضيَّة ضدَّ متعصّب ألماني أهان حِجابَها في الشَّارع، دون أن يكلّف الأمين العامّ للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا نفسَه لاتِّخاذ موقف قويٍّ ضدَّ تلك الممارسات التي يُعاني منها بنو دينِه، وهو مُمثِّلهم أمام الحكومة الألمانية.

فهل بات الإسلام والمسلمون مستهدَفين ومعرَّضين للعداء والعنف اللَّفظي والجسدي، والإهمال والتَّمييز العنصري من قبل الحكومات الغربيَّة، لينضم إلى ذلك ظلم بعض أبنائِه له ولبني جلدته؛ بغية مُحاولة استِرضاء مَن لن يرضى حتَّى يطهِّر بلاده من جَميع آثار الإسلام والمسلمين؟!

وعلى الذين يُطالبون المسلمين وقياداتِهم بالتِزام الهدوء والحكمة في معالجة الأمور: أن يفهَموا أنَّ الحِكْمة لا تعني الضعف أو الخنوع، كما أنَّ المنطق يفترض مُحاورة الطَّرف الآخر المتعصِّب والمهْجوس بمخاوف الأسلمة في بلادِه، سيَّما أنَّ تاريخه القريب يشهَد بممارساتِه ضدَّ الأقلّيات، وتشجيعه ودعمه للأفْكار المتطرِّفة والعنصريَّة، وما تاريخ الحزْب النازي منا ببعيد.

فـاروق
08-22-2009, 12:02 PM
لقد سمعت ان نشيد شالكه هذا قدييييم... فلم تفتحت العيون الان ؟

أبو طه
08-22-2009, 12:16 PM
لقد سمعت ان نشيد شالكه هذا قدييييم... فلم تفتحت العيون الان ؟

هلق انتبهولو :)

بدهم يتسلوا فينا