تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يكون الإستعداد لرمضان (2)



من هناك
08-19-2009, 08:36 PM
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. إنه من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير واشهد ان محمداً عبده ورسوله خير نبي اصطفاه ولهداية الناس ارسله.

يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً
يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون



يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه الذي انزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم،

يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلهم تتقون ... اياماً معدودات، فمن كان مريضاً او على سفر فعدة من ايام اخر... وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وان تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ... شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً او على سفر فعدة من ايام اخر. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلمكم تشكرون ... وإذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي ولعلهم يرشدون



سبحان مقلب الليل والنهار .. مرت الأيام بسرعة كبيرة جداً وجاء رمضان وكأن رمضان الماضي مر من اسبوع فقط او اقل. الكثير منا نسي كيف ودع رمضان الماضي والقليل من يتلهف للقاء رمضان القادم بعد يومين او ثلاثة إن شاء الله. لكن المهم ان نعرف ان موسم الطاعات قد جاء وعاد بكل الخيرات والبشائر:





البشارة الأولى: هي في قوله عز وجل في الحديث القدسي: كل عمل إبن آدم له إلا الصيام فإنه لي وانا اجزي به. اي بشارة اعظم من هذه واي جائزة ان يكون عملنا مضافاً إلى رب العزة جل وعلا.




البشارة الثانية: هي في قوله صلى الله عليه وسلم في الحدث الصحيح الذي رواه النسائي، "هذا رمضان قد جاءكم ، تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ، وتسلسل فيه الشياطين "


البشارة الثالثة في ما رواه سهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد





هناك بشائر اخرى كثيرة جداً سنتحدث عنها خلال الشهر بإذن الله ولكن المهم ان رمضان القادم هو فرصة عظيمة جداً وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم في آخر خطبة له في شعبان: "يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر. شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة وشهر يزداد رزق المؤمن فيه. من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء" رواه إبن خزيمة.



لا بد من العمل الدؤوب للإستفادة من هذه البشائر طبعاً وإلا سنكون مثل زارعي الملح او زارعي البقر او زارعي القمح على الصخر.

في الحالة الأولى ضحكوا على الرجل كي يفسدوا له ارضه والشيطان يلعب علينا في رمضان كي يفسد لنا طاعتنا وعبادتنا. في الحالة الثانية ضحكوا على الرجل حسداً وغيرة منه فرمى كل محصوله. وفي الحالة الثالثة، وقف الرجل يظن ان الله سبحانه وتعالى يريد للإنسان ان يتعود على التواكل.



هذه فرصة لإعادة النظر في انقطاعنا عن القرآن الكريم وهجراننا له تدبرا وفهماً وقراءة وعملاً.


فرصة لإعادة النظر في صلتنا للأرحام والأقارب والجيران.
فرصة لإعادة النظر في أموالنا، وهل هي من كسب حلال أم غير ذلك؟
فرصة لإعادة النظر في اهتمامنا بأسرتنا وأبنائنا وإخواننا.
فرصة لإعادة النظر في اوقاتنا واين نصرفها

فرصة لإعادة النظر في تفاعلنا مع قضايا المسلمين المستضعفين.
فرصة لإعادة النظر في إتقان أعمالنا وكفاية إنتاجنا فنستغني عما يخضعنا لهيمنة أعدائنا.
فرصة لإعادة النظر في عملنا الدعوي وكيف يمكن تحسينه




لذا فإن علينا تهيئة نفوسنا وبيوتنا استعداداً لاستقبال هذا الشهر، لكي تنال نفوسنا حظها من المغفرة في هذا الشهر، وتنال من ثمرة التقوى، وتخرج من مدرسة الصوم وهي رابحة فائزة مقبولة بإذن الله.



ولعل مما يهيئ النفس لاستقبال رمضان الدعاء ببلوغه فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" أخرجه أحمد.



وإن من خير ما يستقبل به شهر رمضان التوبة لله عز وجل، وأن يحاسب الإنسان نفسه، ولنعلم أن فضل الله واسع، وقد قال عليه الصلاة والسلام: " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن، إذا اجتنب الكبائر " أخرجه مسلم.


ونحن نتحدث عن الإعداد والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان، أذكر نفسي وإياكم بتسعة أمور :
أولاً:بادرْ إلى التوبة الصادقة , المستوفية لشروطها , وأكثر من الاستغفار .
ثانياً، الإستعداد للصيام

ثالثاً، الإستعداد للقرآن

رابعاً، الإستعداد للدعاء


ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ..
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ..
وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ..
وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ..
واجعل الحياة لنا زيادة في كل خير ..
واجعل الموت راحة لنا من كل شر ..