تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : آن الاوان.. لندعم مشروع البعث التحرري وليغادر الادعياء زيف التكفير المقيت والشوفينية



محمد دغيدى
08-19-2009, 01:04 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

البعث.. اسطورة العرب و مشروع الإنقاذ الأهم

شبكة البصرة

أ. د. كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي

تتفاخر الاحزاب الثورية والتقدمية، العربية وغير العربية بما تنجزه من حركة في صفوف المجتمع، تتضمن نشر بيان قبول او استهجان وادانة، وكتابة منشور يقارع هذا الحدث او يؤازر ذاك. وتتصاعد الانجازات عند هذه الاحزاب لتصل الى الفخر بعلاقات محلية جيدة واخرى تمتد الى احزاب دولية أو مع دول وحكومات. وتتفاخر ايضا من بين ما تتفاخر به انها تمتلك فكرا سياسيا ومنظرّين وان لها قواعد شعبية بهذا القدر أو ذاك.. وتسطع صفحات تاريخها النضالي بزهو لا مثيل له يوم يسقط لها فرد او مجموعة افراد بين ايدي السلطة ويُعتقلون.
لله در حزب البعث العربي الاشتراكي... فبأي ما أنجزه وينجزه نتفاخر نحن ويفتخر قادته؟
البعث هو، بحد ذاته كحزب وحركة ثورية واقعية علمية، يمثل في صيرورته، صيرورة جديدة للعرب وبلادهم، وحمله لهذا الاسم يدل دلالة واضحة على معنى الصيرورة الجديدة. البعث هو انطلاقة الذات العربية المتحررة من الجهل والتخلف وروح سايكس بيكو الملعونة، والمؤمن بقدرات العرب وامتهم العريقة على الخلق والبناء المبدع ورغبتهم الجامحة في المساهمة الحقيقية في مسيرة تطور الانسانية. البعث كفكر هو ابن بيئة العرب المتطلعة نحو المستقبل الجديد المشرق. فرغم انه لم يعزل حالة فلسفة انطلاقته التأسيسية عن مكونات الحالة العربية، من حيث الفهم والتمثل، غير انه حلّق بعيدا في اصالة فكره وعقيدته وفي التعبير الواضح عن حاجات العرب وبلادهم وعن تطلعاتهم نحو الوحدة والحرية ونظام العدالة الاقتصادية الذي يُلغي كل اختناقات الانسان الساقطة في بؤر الفقر المدقع وتلك الاخرى المتاخمة للتخمة المفرطة. وقد كان التعبير عن هذا الثالوث المقدس، الوحدة والحرية والاشتراكية، يتم بلغة وفكر ونتاج عربي خالص مع انه غير منقطع عن الموروث الفكري العربي والعالمي ومنبثق من رحم الاسلام العظيم. اسم البعث، رسالة البعث الخالدة، وأمة البعث، وكل ما يترتب على هذه المكونات العضوية لانطلاقة البعث هي روح البعث المسلمة المتفتحة بعبقرية على التسامح واحتواء طوبغرافيا الارض العربية الدينية والعرقية والمذهبية عبر صهرها بحيوية العمل والحركة الثورية العقائدية المؤمنة عبر وحدة الاهداف والرؤى والنتيجة النهائية التي تتسامى رفعة وعلوا لتكون جزءا من ديمومة الاسلام وسرمديته مثلما تعانق ديمومة العرب كشعب وكأمة. لقد تمكن البعث من انتاج الايديولوجية العلمية والشعبية الديمقراطية والاجتماعية الاقتصادية الاشتراكية المتوحدة عضويا مع ذات الامة ومعاني وجودها كحاضر وكامتداد حضاري وتاريخي.
البعث، تمكن بجهاد ونضال وتضحيات معمدة بالدم من ان يحقق وحدة العرب في تشكيلته التنظيمية الحياتية، فالبعث يعني الامة العربية الواحدة وبروحها المسلمة والمؤمنة. واستطاع ان ينجز تجارب وحدوية على الارض بين بعض اقطار الامة بهذه الصيغة او تلك. وان فشل هذه التجارب لايلغي اهميتها على الاطلاق على الاقل في كونها قد انجزت الحلم العربي جزئيا وحولته الى واقع. وتوجيه سهام الاتهام الى رجال البعث في الاقطارالمتوحدة ومشاريعه إن هي الا جزء من الحركة الشعوبية والاستعمارية والصهيونية والطائفية المضادة لمشروع البعث الوحدوي.
استطاع البعث بناء اعظم دولة عربية في التاريخ الحديث والمعاصر. دولة مؤسسات وانجازات عملاقة في مختلف نواحي الحياة، دولة ذات منعة وقوة لم تعرفها امة العرب من قبل بجيش وتسليح متفرد، دولة حققت تنمية بشرية متفردة في التعليم والصحة والخدمات التي انتقلت بالانسان العراقي الى مستوى القدرة على تحقيق الذات العربية البعثية، دولة وضعت موارد العراق في خدمة التنمية في العراق والاقطار العربية عموما وخاصة الفقيرة والمحتاجه منها، وقامت ايضا بتشغيل العرب من غير العراقيين في كل قنوات العمل الرسمية وغير الرسمية، المدنية منها والعسكرية وفي مفاصل قيادية في الدولة في الوقت الذي ظلت حكومات العرب لاتمنح العربي من الاقطار الاخرى تأشيرة دخول الى حدودها السايكسبيكوية. وانجبت دولة البعث القومية جيشا من العلماء في كل الاختصاصات واسست مراكز البحوث ومؤسسات صناعية تنتج التكنولوجيا وليس فقط منتجات صناعة تقليدية.
دولة البعث قاتلت مع الامة في مصر وسوريا ولبنان وفلسطين وموريتانيا واليمن والاردن، وهي تعمل تحت شعار.. ان فلسطين هي قضية العرب المركزية واليها طريق واحد يمر عبر فوهة بندقية. بلا مزايدات: فلسطين هي جوهر ولب ومنطلق نضال البعث الطويل منذ تأسس والى يوم الدين وتحريرها جزء من ايديولوجية البعث وعقيدته ومبادئه وبرامج تثقيف مؤيديه وانصاره واعضاءه.
البعث قاتل ايران بدولته وجيشه وصناعته وعلمه لثمان سنوات وسجل اول انتصار للعرب في تاريخهم الحديث بعد ان شبعوا هزائم ومطبات تيئيس واستخناث، ثم قاتل البعث ودولته الوطنية القومية اميركا وحلفاءها من عام 1988 وحتى عام 2003 حيث اضطر للانتقال الى صفحة الجهاد بالقتالات غير النظامية.
حزب البعث العربي الاشتراكي قدم منذ بدأ الغزو الامريكي المجرم والى الان قرابة 170 الف شهيد على رأسهم امينه العام البطل الخالد صدام حسين ورفاقه الشهداء الابرار من اعضاء القيادة واعضاء الحزب، وجل قيادته في معتقلات اميركا وعملاءها سجلوا اساطير في الثبات على المبادئ. هل قدم حزب عربي في كل تاريخ العرب هذا العدد من الشهداء في ست سنوات فقط؟. ناهيك عن عشرات الآلاف من شهداء الدفاع عن العراق من البعثيين منذ بدأت ثورة البعث تشق طريقها وتؤسس للعرب قيمة ومكانة وهيبة؟ بل لنسأل ايضا : اي حزب عربي يمتلك 170 الف عضو؟
الحزب منذ يوم 9-4- 2003 وهو يخوض جهادا عبر مقاومة بعثية اسطورية من اجل البقاء ومن اجل تحرير العراق. حزب البعث العربي الاشتراكي يا عرب يقاتل في العراق اذ لم تسقط دولته العملاقة بل انتقلت الى صفحة المقاومة البطلة التي احنت ظهر الغزاة واعوانهم واسقطت مشروع اميركا الاستراتيجي في المنطقة وهو مشروع امبريالي صهيوني فارسي يعرفه ويدرك ابعاده القاصي والداني. البعث ورفاق الجهاد في جبهة الجهاد والتحرير من الاسلاميين والوطنيين والقوميين يقاتلون اميركا ايها العرب بكل سطوتها وقوتها وقدراتها الخرافية ويمزقون جسدها وآلتها، ويركعون جبروتها وكبرياءها ويقلمون اظافرها المتوحشة ويعرّون ازدواج مكاييلها وتهافت مواقفها العدوانية ضد الامة...

البعث يقاتل اعظم دولة في العالم لكي يتحرر العراق وفلسطين وكل شبر محتل من ارض العرب ومن اجل ان تتوحد الامة وتنطلق في اثبات كينونتها وحضورها الخلاّق وتعبر عن طاقاتها الحقيقية وانسانية الشعب العربي المسلم.... فلماذا يلهث البعض وراء الديناصورات الكارتونية الفارغة الا من جلجلة الصوت الخطابي والادعاء المزيف؟ لماذا يا مثقفي الامة؟ لماذا لا يكتب مثقفوا الامة ويرفعوا اصواتهم بالدعوة الى توحد القوى القومية والاسلامية الحقيقية والوطنية، بل كل ابناء العروبة مع حركة البعث الجهادية البطلة؟
آن الاوان.. ان تنطلق امكانات العرب لتدعم مشروع البعث التحرري الوحدوي وليغادر الادعياء زيف التكفير المقيت والشوفينية المزعومة والعرقية الضيقة.. لأن من يردد هذه الترهات هم اعداء الامة فقط فالبعث هو المشروع الأهم والأقدر على تحقيق الذات العربية المحررة والانطلاق بالامة عبر برامج ورؤى وعقيدة جُربت في العراق فأينعت بفخر لايتنازل عنه اي عربي شريف حتى امتدت يد القوة الغاشمة لتوقف زحفها نحو امة صدر الاسلام.