تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خروج عن النص... ماذا حدث في رفح (1)



أبو طه
08-18-2009, 01:48 PM
ماذا حدث في رفح (1)
د. عطالله أبو السبح




(1)


ما دهى رفح خاصة, وقطاع غزة عامة,

بل وفلسطين جميعا قد لوى عنق قلمي, فما حدث (الداهية) يستحق الوقوف والتأمل,

كان فاجعة لم يتصور أحد وقوعها, وإن وقعت, فليس بهذا التسارع, ولا بهذه البشاعة,

فقد خلفت من المآسي والأحزان والآلام فوق التي يكابدها القطاع ما تتصدع لها الجبال.


أعرف عبد اللطيف منذ طفولته وصباه وشبابه, حتى اقترب من الخمسين,

ورغم أنها قليلة تلك الساعات التي جمعتني به, ولكنها كانت كافية لمعرفته,







.

حفظ القرآن وكان على لسانه طيعا, وتعهد نفسه بالقراءة في كتب السلف,

واشتغل طويلا بالعلاج بالقرآن, حتى غلب على عيادته المتلبسون بالجن( حسب معتقد )

فيقضي مع الحالة الواحدة الساعات الطوال في تلاوة سور, وآيات خاصة, مجهدا نفسه,

حتى يضطر الجني (حسب معتقده أيضا ) إلى الخروج, وظل يشتغل بهذا الأمر لسنوات,

حتى اكتسب شهرة عريضة, وازدادت أعداد المراجعين وطالبي النجاة من الجن وأفاعيله,

فكانت حجرة الانتظار-دائما- ملأى بهم من مختلف الأعمار والفئات, ذكورا وإناثا, وأن غلبت الإناث ,

كان دائم العراك مع الجن, فيضربه, ويزجره, ويأمره, صارخا (اخرج) ويهدد بالحرق,

وكان ينجح أحيانا في أن يهديه للإسلام, فيهتدي, وفي أحيان أخرى يكون ماردًا؛

فيأبى دعوته إلى الهدى, ولكنه يضطره إلى الخروج, إلا أن يكون (الجني ) أصم,

فلا يسمع نداءاته, ولا تلاوته, أو أوامره, أو وعده, ووعيده, أثر الاشتغال بالجن على قوى . البدنية,

فقد كان يبذل مجهودا شاقا جدا مع كل حالة, مصحوبا بحدة لا حد لها,

وغالبا ما كان العرق يتصبب منه وهو يحاول السيطرة على جسد المريض, الذي تضربه كهارب الجن؛

فيضطرب, وينشال ,وينحط, ويختلج, ويختنق, ويصرخ صرخات مدوية, حادة حيناً,

وبشخير هائل حينا, وأخيرا ينتصر (غالبا) على الجني, فيخرجه راغماً صاغرًا, لتحل الفرحة والراحة,

بعد أن بلغ الجهد من منه والمريض والمرافقين مبلغاً كبيراً,

وكل ذلك حسبة لله تعالى, وبلا مقابل. ولم يحتكر هذه (المكرمة) بل وأعد لها بعض تلاميذه,

الذين كفوه كثيرًا من الحالات, ولكن ليس على قدر كفاءته, وأخذ ينسحب منها رويداً رويداً إلى أن تركها.


لم يعهد عليه أنه اشتغل بالسياسة, ولم تكن خطبه –على قصرها وتركيزها- تعنى بهذا الجانب,

بل لا تخرج عن أخذ باب من كتب الحديث, ويسرد أغلب ما جاء فيه من أحاديث,

بحرصِ بالغ على ذكر مصدرها( فعن فلان عن فلان عن فلان فيما أخرجه فلان في كتابه فلان)

حتى ليبلغ العجب مداه بمستمعي خطبته؛ كيف يحفظ كل هذا؟ والبعض يسأل وما فائدة هذا؟

وكان غالباً ما يلقي خطبته بصوت حاد منفعل. وقدر لي أن أستمع إليه أكثر من مرة, وفي كل مرة أعجب لذاكرته,

وتثبته من الآيات التي أمً بها.


كان شديد الخصومة إذا خاصم أو اختلف, رأيه الصواب, ودونه فيه نظر,

سرعان ما يرتفع صوته فيما يعتقد أنه الحق, وهو دائماً عليه, وكان مع موافقيه سهلاً ودوداً,

وإذا ما أسدي إليه النصح أحد, فإن الأمر يصبح جد مختلف,

فكل خطوة يخطوها فهي محسوبة بدقة( بالميكرومتر) وكل قول هو موزون بميزان الشرع.

وعلى منهج أهل السنة والجماعة, ولا يبالي بقدر المخالف أو الناصح, كبيرا كان أو صغيراً,

كما لا يأبه لوصله به أيظل أم ينصرم, وهل ستدوم معه العلاقة, أم هو خروج بلا إياب؟ المهم هو الحق,

وماذا بعد الحق إلا الضلال؟بصرف النظر عن مراتب الحق, أو الفروق بين الخلق في فهم هذا الحق,

فالحق ما فهمه-كما قال- في خطبته الأخيرة وهي (مسجلة عندي بصوته)

حيث نعت سعاة الخير ورجال الاصلاح بلفظ قاسٍ, معتمداً على رؤيا رآها وعليها بنى موقفه فرفض الصلح ومقدماته,

واتخذ القرار وتوكل على الله, فقد رأى (حسب الخطبة المسجلة بصوته)......

(وإذا بالرؤيا الثانية تأتي يوم الثلاثاء الذي تحدثنا... تحدثنا فيه عن الوصية... إننا سنعلن الوصية الذهبية لحكومة

إسماعيل هنية, وإذا برؤيا في نفس اليوم: فتحي حماد وزير الداخلية يجلس على طاولة

ومعه مجموعة من القادة, وإذا به يقول: بعثنا للدكتور الكلاب, ولم ينفع معه, وأرسلنا له الجراد,

ولم ينفع معه, فالآن سنرسل له الحيات, والحيات( يا أحباب) ملمسها ناعم,

وبين أنيابها السم الزؤام. ولذلك بدت الواسطات: صليب أحمر رايح, صليب أحمر جاي... وأنا بديش أتكلم)

أ.ه, ففي الثلاثاء المذكورة (في أول سطر),

فقد هيأ الناس لخطبة الجمعة بعنوان ( الوصايا......) وتوصل الوسطاء,

ومنهم من أكثر الشباب ملازمة لدروسه والثناء عليها من فصائل (غير حماس)

فقد توصلوا معه إلى أن يكون موضوع الخطبة عن الوحدة والتوحد ونبذ الخلاف,

وقد علم الشارع بذلك, فما الذي ردّه إلى (الوصايا) وترك الحديث عن الوحدة؟

سؤال كبير, ولعل في عبارة بيان المقاومة الشعبية (بأن . قد استدرج)

ما يسهل على الباحث عن الإجابة الإمساك برأس خيطها, ولكن يبقى(من الذي استدرج,

وكيف, ولماذا, وما المقابل, وهل هناك مخطط معد من أفراد وتجهيزات ومواقع وأموال وأهداف؟

وأين سيصل؟ وإن وجدت الخطة, فهل درسها بدقة؛ فآمن واقتنع, بل امتلأ ثقة أنه بالغ أمره,

في أسرع وقت محققاً, وبأقل الخسائر, لأعظم الأهداف؟ ثم ما هي القوة أو القوات,

التي استند إليها حقيقة أم وعوداً,

التي تجعله يقول ( ولا تزال حماس في بحبوحة من أمرها ما لم تقترب من مسجد ابن تيمية)


وفي موضع آخر يضيف على هذا السطر ( فإذا اقتربت فاعلموا أن أيامها قد تدانت,

واقترب زوال حكمها- بإذن الله ومشيئته-, وقد جاءتني الرؤيا تنبئ بذلك)-حسب التسجيل الصوتي-

سأعود لأواصل الحديث بمشيئة الله في هذا الحدث (الداهية) هذا إن عشت (أنا) لغد.







صحيفة فلسطين

فـاروق
08-18-2009, 05:01 PM
ان صدق ما جاء اعلاه... فيا حسرة على هذا الزمن العقيم.. ورحم الله علماء المسلمين

الزبير الطرابلسي
08-18-2009, 09:19 PM
لا حول ولا قوة الا بالله