تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إمارة رفح (منقول)



أبو طه
08-16-2009, 12:29 PM
لم يكن إعلان الطبيب عبد اللطيف موسى عن نفسه خليفة لما أطلق عليه إمارة غزة الاسلامية، غير متوقعاً البتة، بل كان الكثير من المحللين ينتظرون اللحظة التي ستنقطع فيها شعرة معاوية بين الحكومة الفلسطينية في غزة بقيادة حركة حماس، وبين العديد من الحركات التكفيرية الصغيرة التي راجت في قطاع غزة في ظل حالة الحصار والفقر المدقع هناك.
سعت حركة حماس والحكومة في قطاع غزة الى مهادنة هذه التيارات، ولم تصطدم معها، ولكن كان التصادم الأول مع أحد هذه الجماعات عندما طالبتهم حماس بإطلاق سراح الصحفي ألن جونستون، ولكن بقي هذا التصادم هامشياً وبقيت شعرة معاوية غير مقطوعة بين الطرفين.
شكل اشتباك الشرطة في غزة مع مجموعة من عائلة دغمش، قتلت عدداً من المواطنين وأفراد الشرطة، مناسبة إضافية للحديث عن هذه العلاقة، ومع أن خلفية القضية جنائية بحتة، إلا أن الكثير من مواقع الانترنت المحسوبة على تنظيم القاعدة إعتبرت أن ما تم هو عدوان عليها؟!.

الصدام بين هذه الأطراف وحركة حماس كان حتمي الحدوث، والظاهر أن حركة حماس كانت تسعى دائماً لتجنب هذا الصدام،وكانت تسعى لتوجيه طاقات هذا الجماعات نحو مقاومة الاحتلال، ولكن التحريض الإعلامي لقادة تنظيم القاعدة على حماس لم يتوقف، فلم تكن حركة حماس تخرج من أي مواجهة مع الاحتلال، منتصرة صامدة، إلا ويخرج الظواهري أو أبو الليث الليبي أو أبو عمر البغدادي وغيرهم، ويهاجم حماس ويتهمها ويحرض عليها؟!.

كما أن أصحاب هذا التوجه يعتبرون أنهم يتناقضون جوهرياً مع جماعة الاخوان المسلمين، ويعتبرون أن الصدام معها واجب الحدوث، وقد تسنى لي الاطلاع على تنظيرات أحدهم وهو يوجه كلامه لعناصر هذه التيارات في قطاع غزة، وكلمهم بالتحديد عن وجوب التوحد والاستعداد والتحضير حتى يمتلكوا أسباب القوة، وبعدها ينقضّون على حركة حماس ويقضون عليها؟!.

هذه التيارات كانت على صدام مباشر مع المجتمع بشكل عام، وقامت بعمليات خطف وقتل وتفجيرات لأفراح ومحلات ومقاهي وغيرها، وكان فعلها موجهاً في أغلبه نحو الداخل، ونادراً ما تم ضد الاحتلال، وحتى في المعارك الفاصلة، كمعركة الفرقان في غزة لم يسمع عنهم أحد، وهذا عائد - حسب اعتقادي - إلى الرؤية التي يحملونها، فهم يعتبرون أن حركة حماس هي العقبة في طريقهم، ولا بد من القضاء عليها، وهذا كان واضحاً من تنظير قادتهم بعد كل صمود واستبسال من حماس في مواجهة الاحتلال، كما ذكرت تقارير صحفية أن دولة خليجية قامت بتمويل بالملايين لهذه الاطراف حتى تحشد الانصار والسلاح للقضاء على حماس، وبهذا يتم القضاء على حماس بمن يحمل شعارات إسلامية وبتمويل من حلفاء أمريكا، بعد الفشل الذريع في القضاء على حركة حماس في ( معركة الفرقان).

شكلت هذه المجموعات ملاذاً لكل أعداء حماس، فبعد سيطرة حماس على القطاع بشكل كامل شكل التوجه إلى هذه التيارات أفضل السبل لأعداء حماس والراغبين في القضاء عليها، وكانت مواقع إعلامية توجه أنصارها للذهاب للصلاة في المسجد الذي يخطب فيه من أعلن عن نفسه خليفة على إمارة رفح، وهذا شكل فرصة جيدة لهذه التيارات لاستقطاب الاتباع الجدد، وكان مدخلاً لاختراقات عديدة لهذا التيار أيضاً، وإذا صدقت الأخبار، بأن من أعلن عن نفسه خليفة على إمارة رفح، كان يقبض راتباً من حكومة فياض - فتح، فهذا يضع علامات استفهام عديدة حول دوره هو وجماعته في الصراع الحالي؟.

شكل الصدام المسلح الحالي مع هذه الجماعات خاتمة المطاف في القطاع، وستعاني حركة حماس والحكومة هناك من تبعات وارتدادات هذا الموضوع، ولكن من ناحية أخرى، هناك تصنيع على نطاق واسع لمثل هذه التيارات يتم على قدم وساق في الضفة الغربية، أو في ( فتح لاند) كما يحب البعض أن يسميها، صحيح أن هذا الوجود والتصنيع لا يلاحظ بشكل جلي الآن، ولكن كان أول من لفت النظر له، هو أحد قياديي حركة فتح حسام خضر، وحذر من أن أهم تبعات الصراع الداخلي ستكون ببروز الحركات التكفيرية، وما يتم الآن في الضفة من استهداف لكل ما يمت للحركة الاسلامية بصلة، هو بناء لهذه الحركات بيد أخرى، فعندما تسعى لاجتثاث الحركة الاسلامية بكافة الطرق والوسائل، فأنت تفتح المجال لمن لا يؤمن إلا بالعنف والقتل والتفجير بالبروز والعمل، وأعتقد أن التجربة المصرية خير دليل على ذلك، ففي الفترة التي كان فيها عناصر الاخوان في السجون، بدأت النواة الأولى للحركات التكفيرية بالنشوء والتكوين ومن ثم العمل، وكفّرت الإخوان والنظام على حد سواء، ولذلك قد يفرح بعض الناس للصدام الحالي في رفح، ولكن لا بد من دراسة هذه الظاهرة جيداً والعلم أن هذه القنبلة عندما تنفجر، فإن شظاياها ستصيب الجميع.

راتب
08-16-2009, 01:17 PM
الصدام بين هذه الأطراف وحركة حماس كان حتمي الحدوث، والظاهر أن حركة حماس كانت تسعى دائماً لتجنب هذا الصدام،وكانت تسعى لتوجيه طاقات هذا الجماعات نحو مقاومة الاحتلال، ولكن التحريض الإعلامي لقادة تنظيم القاعدة على حماس لم يتوقف، فلم تكن حركة حماس تخرج من أي مواجهة مع الاحتلال، منتصرة صامدة، إلا ويخرج الظواهري أو أبو الليث الليبي أو أبو عمر البغدادي وغيرهم، ويهاجم حماس ويتهمها ويحرض عليها؟!.

يسلم فمك يا اخي واسمع ماذا قال ابو العبد هنية: الإشتباكات التي جرت برفح فرضت علينا من اخوه كفّرونا وقتلوا منا