تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ( حماس) و (جند الله) في ميزان الشرع



علي سليم
08-16-2009, 06:03 AM
الحمد لله وليّ المؤمنين ناصر المستضعفين و الصلاة و السلام على قائد الغرّ المحجلين و على آله و صحبه أجمعين:
أما بعد:
فالمؤمن الكيّس الفطن لا تعصف به العواطف و لا تسير به جبال المشاعر و انما يسير وفق الكتاب و السنّة و عمل الرعيل الأول و الاّ فهو على شفا جرفٍ نسأل الله لنا و له السّلامة.

و لذا مدح الله العقل فقال تعالى(و ما يعقلها الاّ العالمون) و كثيرة هي الآيات التي تحثّ الانسان على التفكر و اعمال العقل .

و كان الحبّ و البغض لله تعالى كلما كان شخصا ما أقرب الى الله تعالى كلما كان لزاماً على المؤمن أنْ يحبه و كلما كان العبد بعيداً عن مواطن حبّ الله تعالى كلما كان لزاماً على المؤمن أنْ يبغضه و الحبّ هنا و البغض لأجل الله تعالى وحده فلا للنفس فيها من حظٍ البتة.

و عندما تأملنا مجريات الأحداث الأخيرة في غزة وددنا أنْ تؤدد قبل ميلادها و لكن قدر الله و ما شاء فعل.

و زاد حزننا و أسفنا لتلك الدّماء الطاهرة التي سالت في شوارع غزة بدلا أن تسيل على عتبات الأقصى....
و كان مسجد ابن تيمية بمثابة المسجد الأحمر في باكستان فلا حرمة لهما و الله المستعان.

و لأننا لا نحبّ الاّ الحق و لو قاله و امتثل به مشرك فالحق أحبّ الى قلوبنا من الخطأ و لو كان ذا الخطأ من عالم ربّانيّ.

فحركة حماس فيها من الأخطاء ما هو معلوم فلا يجوز لكائن منْ كان التعصب لها و كأنها الخلافة الراشدة حتى سمعنا منْ يستشهد بقوله صلى الله عليه و سلم (اذا بويع لخليفتين فاقتلوا أحدهما) و ليس بعد ذه المقولة الاّ أن نقولَ لعظم الجلل و المصاب (انا لله و انا اليه راجعون)
ما سمّي الخليفة خليفة الاّ أنّه يخلف الله تعالى في شرعه عملا و تطبيقا و أين حماس من هذا!!!!
فمنْ سوّغ لحماس قتل أبناءها فله وزرٌ و عليه أوزار ...
و لا يعني ذا و لا ذاك أنّ القاعدة معصومة ففيها ما يعلمه الكثير من الأخطاء فالذي يهمنا من ذي المقالة أنّ المؤمن يحبّ الحق و يتّبعه و يكره الباطل و يجتنبه...
فإن أصابت حماس بمسألة ما نحبّها بقدر تلك المسألة فحبّنا لها يزيد و ينقص و كذلك الحال مع القاعدة...
أمّا أنّ يكون حبّنا لها كايماننا بجبريل عليه السلام لهو عين الضّلال.

فلا يجوز لعاقل أنْ يستظلّ بأصبعه فالحق بات أبلجاً فمهما زيّن الباطل فيبقى باطلاً...
كلامات يسيرات أتقرب بهنّ الى الله تعالى عسى أنْ يفتح لها قلوباً غلفا و آذاناً صمّا و أعيننا عميا....
و أسأله سبحانه في علاه أن يتقبل من قُتل ظلما و جورا و أنْ يهدي القاتل و يتوب عليه.

أبو طه
08-16-2009, 07:07 AM
ما سمّي الخليفة خليفة الاّ أنّه يخلف الله تعالى في شرعه عملا و تطبيقا و أين حماس من هذا!!!!.

أخي علي لو تسمح لي..
أنت تقول أنك تقول كلماتك هذه لله وقربة إلى الله، فلتكن كلماتك غير ظالمة ولا متحيزة.
أنت بكلامك هذا تزعم أن حماس بعيدة عن شرع الله عملا وتطبيقا.
فإن كنت ممن يبغضون حماس لا لشيء إلا لأنها ليست على سلفيتك (فأنا أراها سلفية) فأذكرك بقوله تعالى
ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى

علي سليم
08-16-2009, 07:19 AM
اخي الفاضل ابو طه...
قبل ان ندخل في حوار بنّاء باذن الله تعالى...
أودّ منك تعريف شرع الله تعالى و كيفية العمل به؟؟؟
ثم تعريف مسمّى السلفية؟؟؟
و يكفي في كلامي انني بينت زمن البغض و الحبّ و لذا لا داعي رعاك الله ان تقول:فإن كنت ممن يبغضون حماس لا لشيء إلا لأنها ليست على سلفيتك ...
و الله وليّ التوفيق

أبو طه
08-16-2009, 07:42 AM
اخي الفاضل ابو طه...
قبل ان ندخل في حوار بنّاء باذن الله تعالى...
أودّ منك تعريف شرع الله تعالى و كيفية العمل به؟؟؟
ثم تعريف مسمّى السلفية؟؟؟
و يكفي في كلامي انني بينت زمن البغض و الحبّ و لذا لا داعي رعاك الله ان تقول:فإن كنت ممن يبغضون حماس لا لشيء إلا لأنها ليست على سلفيتك ...
و الله وليّ التوفيق

بالنسبة لشرع الله أعلم أخي ما ترمي إليه، وأرجو أن تقرأ موضوع حماس والشريعة المنفصل

وبالنسبة للسلفية، فهناك سلفيات وسلفيات، فحدد عن أي سلفية تتحدث (لذلك قلت لك سلفيتك).

علي سليم
08-16-2009, 07:49 AM
اخي الحبيب...اختصارا لموضوعك هناك...ضع نقاطا ما تتطبقه حماس حول شرع الله تعالى على النحو التالي:1
2-
3-
و هكذا...

ثم كيف حكمت على حماس انها سلفية؟؟؟

أبو طه
08-16-2009, 08:21 AM
اخي الحبيب...اختصارا لموضوعك هناك...ضع نقاطا ما تتطبقه حماس حول شرع الله تعالى على النحو التالي:1
2-
3-
و هكذا...

ثم كيف حكمت على حماس انها سلفية؟؟؟

إن لك تكن سلفية فهي ضالة، فمن لا يحكّم الكتاب والسنة ويرجع إلى فهم السلف فهو ضال ليس من أهل السنة.
هذه هي السلفية بالمعنى العام، أما بالمعنى الضيق فقلت لك هناك ألف سلفية وسلفية، وهي إن دخلت تحت واحدة منها فستخرج من الأخريات.

بالنسبة للشريعة فالمقال الذي نقلته واضح جدا. فحماس لا تقيم الحدود، وهي معذورة في ذلك.
ولكن الشريعة ليست حدودا فقط، فهناك أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وجهاد في سبيل الله وأسلمة تدريجية للقطاع.
وهذا ما عندي والله أعلم.

علي سليم
08-16-2009, 08:37 AM
طيب...آتنا بدليل صحيح بعدما اكتمل الدّين يبيح تعطيل الحدود!!!!
اليس اعمال الحدود و اقامتها لهو الامر بالعروف و النهي عن المنكر؟؟؟
اليس تطبيقها لقانون وضعيّ منكرا يلزم النهي عنه...كيف لمرتكب منكر ينهى عن منكرٍ!!!
كيف أقامت حدّ قتل جند الله على حساب خروجهم على القانون و لنتفرض على الشرع و لم تقيمه في حدود السرقة و الزنى و غيرهما...تقيمه متى شاءت و تعطله متى شاءت....
ما عذرها بعدم تطبيق الحدود؟؟؟
ثم تقول لي انّها سلفية و أتيت بتعريف لا غبار عليه...و هل حماس تمثّلت بسلفنا حول تطبيق الحدود؟؟؟
هل حماس تقول في صفات الله و اسمائه ما يقوله سلفنا؟؟؟؟
كن على يقين لو اعملت شرع الله تعالى لنصرت بالرعب...و من يتوكل على الله فهو حسبه....
هذا ما ادين الله تعالى به...و لله الحمد

أبو طه
08-16-2009, 08:50 AM
طيب...آتنا بدليل صحيح بعدما اكتمل الدّين يبيح تعطيل الحدود!!!!
اليس اعمال الحدود و اقامتها لهو الامر بالعروف و النهي عن المنكر؟؟؟
اليس تطبيقها لقانون وضعيّ منكرا يلزم النهي عنه...كيف لمرتكب منكر ينهى عن منكرٍ!!!
كيف أقامت حدّ قتل جند الله على حساب خروجهم على القانون و لنتفرض على الشرع و لم تقيمه في حدود السرقة و الزنى و غيرهما...تقيمه متى شاءت و تعطله متى شاءت....
ما عذرها بعدم تطبيق الحدود؟؟؟


لو كنا في ظل خلافة إسلامية قوية تحكم بالشريعة لسلمنا لك بما تقول.
الحالة هنا معكوسة.
حماس جاءت والقانون الوضعي سائد.
لو أنها فرضت الحدود مباشرة فإنها ستواجه مزيدا من الضغوط والحصار، على الأقل فهذا ما يراه قادتها.
عندما قامت حماس بالحسم العسكري، اتهمتها الدول العربية المعتلة بانها تنوي إقامة إمارة إسلامية كأفغانستان (التي ليست هي النموذج الإسلامي الذي نطمح إليه، وهذا لا ينقص من فضل الطالبان).
وهي إلى الآن تتهم بهذا الأمر، فهل من الحكمة أن تعطي أعداءها ذريعة لمزيد من التضييق.
من السهل جدا أن ننظر عليهم ونقول فليقيموا الحدود.
في النهاية، الأمر لهم، وهم أعلم بشعاب غزة، وتنظيرك عليهم لا يفيدهم في شيء،
ولكن حسبك أن تحسن الظن بهم وأن تعلم أن فيهم علماء ربانيين كنزار ريان رحمه الله الذي لا ينازع أحد في سلفيته ولا علمه.

علي سليم
08-16-2009, 09:08 AM
لو كنا في ظل خلافة إسلامية قوية تحكم بالشريعة لسلمنا لك بما تقول.
الحالة هنا معكوسة.
حماس جاءت والقانون الوضعي سائد.
لو أنها فرضت الحدود مباشرة فإنها ستواجه مزيدا من الضغوط والحصار، على الأقل فهذا ما يراه قادتها.
عندما قامت حماس بالحسم العسكري، اتهمتها الدول العربية المعتلة بانها تنوي إقامة إمارة إسلامية كأفغانستان (التي ليست هي النموذج الإسلامي الذي نطمح إليه، وهذا لا ينقص من فضل الطالبان).
وهي إلى الآن تتهم بهذا الأمر، فهل من الحكمة أن تعطي أعداءها ذريعة لمزيد من التضييق.
من السهل جدا أن ننظر عليهم ونقول فليقيموا الحدود.
في النهاية، الأمر لهم، وهم أعلم بشعاب غزة، وتنظيرك عليهم لا يفيدهم في شيء،
ولكن حسبك أن تحسن الظن بهم وأن تعلم أن فيهم علماء ربانيين كنزار ريان رحمه الله الذي لا ينازع أحد في سلفيته ولا علمه.

اذا تتعامل ضمن خوفها من الغرب!!!! أين هي من قوله تعالى (و من يتق الله يجعل له مخرجا) هل ارضائها للغرب أحبوها...ام رأينا العكس!!!

أبو طه
08-16-2009, 09:17 AM
اذا تتعامل ضمن خوفها من الغرب!!!! أين هي من قوله تعالى (و من يتق الله يجعل له مخرجا) هل ارضائها للغرب أحبوها...ام رأينا العكس!!!

ليس طمعا في رضا الغرب ولا من يحزنون، ولكنها حساباتهم وهم أدرى بها.
هذا ليس كلامي وحدي ولكن كلام جمهور عريض من اهل العلم والحكمة، فإن أردت أن تسمي الحكمة جبنا فلك ذلك ولكن قولك لا يلزم احدا.

أما الجبن الحقيقي فهو جبن هؤلاء الذين ينسبون أنفسهم للسلفية الجهادية ولكنهم خذلوا إخوانهم في حرب الفرقان ضد اليهود وقالوا لا نعين كافرا على كافر!

علي سليم
08-16-2009, 09:17 AM
ثم أين هي من قوله تعالى (أين لك هذا...قالت هو من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب) من خشي الله لم يخش الحصار فالله بيديه ملكوت السموات و الارض و هو الذي قال في سورة النحل (و ما من دابة الا على الله رزقها) و هناك فرق بين (عند) و(على) فتأمل.
ثم لم تأتني بدليل سلفيّ!!!! فقط هي تحاليل الغرب!!!

علي سليم
08-16-2009, 09:19 AM
ليس طمعا في رضا الغرب ولا من يحزنون، ولكنها حساباتهم وهم أدرى بها.
هذا ليس كلامي وحدي ولكن كلام جمهور عريض من اهل العلم والحكمة، فإن أردت أن تسمي الحكمة جبنا فلك ذلك ولكن قولك لا يلزم احدا.

أما الجبن الحقيقي فهو جبن هؤلاء الذين ينسبون أنفسهم للسلفية الجهادية ولكنهم خذلوا إخوانهم في حرب الفرقان ضد اليهود وقالوا لا نعين كافرا على كافر!
اخي...ارجو منك التحدث من منطلق الشرع لا العواطف....
طلبناك بعدة اسئلة ثم تلجأ الى العواطف!!!

أبو طه
08-16-2009, 09:38 AM
اخي...ارجو منك التحدث من منطلق الشرع لا العواطف....
طلبناك بعدة اسئلة ثم تلجأ الى العواطف!!!

سأقلب السؤال وأقول لك سم لي الدولة التي ترى أنها تحكم بشرع الله.
بعبارة أدق، ما هي الدولة التي ترى أنها قد استوفت تطبيق الشريعة بالمعايير الشرعية حضرا وماضيا.

أبو طه
08-16-2009, 09:41 AM
اخي...ارجو منك التحدث من منطلق الشرع لا العواطف....
طلبناك بعدة اسئلة ثم تلجأ الى العواطف!!!

ماذا عن القاعدة الشرعية (الضرورت تبيح المحظورات).
طبعا هي تقدر بقدرها، والذي يقدرها هم أهل العلم والحل والربط المعنيون بالمسألة وليس المنظرون من الخارج.

علي سليم
08-16-2009, 09:42 AM
سأقلب السؤال وأقول لك سم لي الدولة التي ترى أنها تحكم بشرع الله.
بعبارة أدق، ما هي الدولة التي ترى أنها قد استوفت تطبيق الشريعة بالمعايير الشرعية حضرا وماضيا.
أضحك الله سنك...لنفترض جدلا...انه لا يوجد...هل هو مبرر لعدم تطبيقه!!!!

علي سليم
08-16-2009, 09:42 AM
سأقلب السؤال وأقول لك سم لي الدولة التي ترى أنها تحكم بشرع الله.
بعبارة أدق، ما هي الدولة التي ترى أنها قد استوفت تطبيق الشريعة بالمعايير الشرعية حضرا وماضيا.
أضحك الله سنك...لنفترض جدلا...انه لا يوجد...هل هو مبرر لعدم تطبيقه!!!!
ثم انت القائل انها حماس تطبق الشريعة فبيّن لنا....

علي سليم
08-16-2009, 09:44 AM
ماذا عن القاعدة الشرعية (الضرورت تبيح المحظورات).
طبعا هي تقدر بقدرها، والذي يقدرها هم أهل العلم والحل والربط المعنيون بالمسألة وليس المنظرون من الخارج.
هل الضرورة هنا تستلزم تعطيل الاحكام و الحدود!!!آتني بفتوى عالم رباني يجيز لحماس عدم تطبيق الشريعة و الاحتكام الى قانون يخالف الشرع جملة و تفصيلا!!!

أبو طه
08-16-2009, 09:51 AM
أضحك الله سنك...لنفترض جدلا...انه لا يوجد...هل هو مبرر لعدم تطبيقه!!!!
ثم انت القائل انها حماس تطبق الشريعة فبيّن لنا....

يا أخي الحبيب، أنا قلت أنها لا تطبقها كاملة وعذرتها في ذلك.
الله يرحم والديك الكلام واضح جدا.

بالمناسبة أنا قلت ما عندي لأبين ما أدين الله به انه الحق.
وأسأل الله الهداية لي ولك.

علي سليم
08-16-2009, 09:56 AM
يا أخي الحبيب، أنا قلت أنها لا تطبقها كاملة وعذرتها في ذلك.
الله يرحم والديك الكلام واضح جدا.

بالمناسبة أنا قلت ما عندي لأبين ما أدين الله به انه الحق.
وأسأل الله الهداية لي ولك.
انت منْ يعذرها!!! سبحان الله.
ثمّ يا رعاك الله انْ لم يكن لديك أدلة تدين الله بها فلما الخوض و اضاعة الوقت...غفر الله لي و لك.

طرابلسي
08-16-2009, 10:17 AM
إن لك تكن سلفية فهي ضالة، فمن لا يحكّم الكتاب والسنة ويرجع إلى فهم السلف فهو ضال ليس من أهل السنة.
هذه هي السلفية بالمعنى العام، أما بالمعنى الضيق فقلت لك هناك ألف سلفية وسلفية، وهي إن دخلت تحت واحدة منها فستخرج من الأخريات.

بالنسبة للشريعة فالمقال الذي نقلته واضح جدا. فحماس لا تقيم الحدود، وهي معذورة في ذلك.
ولكن الشريعة ليست حدودا فقط، فهناك أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وجهاد في سبيل الله وأسلمة تدريجية للقطاع.
وهذا ما عندي والله أعلم.
وما ضر السلفية إذ انحرف بعض أفرادها وهل يتهم الاسلام بمعصية المسلم ... ما لكم كيف تحكمون

ومن عذر حماس بعدم إقامتها للحدود آآآلله أمرها ذلك ؟!
وقد شاهدنا وسمعنا قولهم أنهم لا يريدون تطبيق الشريعة في غزة وإليك هذا المقال الذي يدينهم من أفواههم وتشهد عليه مواثيقهم الدستورية ثم تقول هم يريدون التدرج

--------------



بسم الله الرحمن الرحيم

إلى حماس؛ تعالوإلى كلمة سواء

الحمد لله كما ينبغي أن يكون الحمد من الكمال، وأشكره كما ينبغي أن يكون الشكر من الجلال والجمال.

وبعد...

لم تواجه الأمة الإسلامية - فيما أظن - منذ عصر الخلفاء الراشدين وإلى يومنا هذا، خطراً أشد ولا أنكى مما تواجهه اليوم، فلم يُستهدف الإسلام كما استهدف اليوم، فالحرب الصليبية اليهودية التي نشهدها اليوم وتقودها أمريكا في هذا العصر - بأقنعتها المتنوعة - ليست حرباً عسكرية ولا اقتصادية فحسب، بل هي حرب عقدية، وفكرية، وحضارية، وأخلاقية، ويخطئ ويغلط من يظن أن الهدف منها هو القضاء على الإرهاب.

قال الله تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [البقرة: 120]، هذه حقيقة يجب أن لا تغيب عنا بحال.

ثم إن التمكين في الأرض من المنن والمنح العظيمة، التي يجب على المُمكّن أن يرعاها، حق الرعاية، فلا يكون ذلك في حقه استدراجاً يهوي به في مهاوي الهلكات.

قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41]، وفاء بالواجب لذلك التمكين.

والتمكين من أعلى الدرجات في الأرض، لأنه لا يتحقق للمؤمن إلا بعد محنة.

وقد سأل عبد القاهر بن عبد العزيز الشافعي: أيما أفضل الصبر أو المحنة أو التمكين؟ فقال الشافعي رحمه الله: (التمكين درجة الأنبياء، ولا يكون التمكين إلا بعد المحنة، فإذا امتحن صبر، وإذا صبر مكن، ألا ترى أن الله عز وجل امتحن إبراهيم عليه السلام ثم مكنه، وامتحن موسى عليه السلام ثم مكنه، وامتحن أيوب عليه السلام ثم مكنه، وامتحن سليمان عليه السلام ثم مكنه وآتاه ملكاً، والتمكين أفضل الدرجات، قال الله عز وجل: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض}، وأيوب عليه السلام بعد المحنة العظيمة مكن، قال الله تعالى: {وآتيناه أهله ومثلهم معهم… الآية}).

وشرط التمكين الحق هو ما تقدم في الآية السابقة.

وعلى العقلاء من أمتنا؛ أن لا يغتروا بالشعارات البراقة والألوية البيضاء، دون البحث عن حقيقة العمل تحت ذلك الشعار وتلك الراية، فكم خُدعت أمتنا وشعوبنا بتلك الشعارات التي تناقض الحق قولاً وفعلاً.

لقد جثت الأمة على الركب من الهُزال والهوان والضعف، وتكففت موائد اللئام، والخديعة الكبرى والتدليس العظيم هو أن يُدّعى الحق في الظاهر، وفي الباطن الزيف، وهذا هو النفاق، والحمل على ذلك هو استغلال عواطف الأمة المسلمة، التي ربما يجهل كثير من أبنائها حقيقة الأصول والفروع في الإسلام.

يجب على الأمة أن تتفحص نفسها وتطابق عملها وقولها مع حكم الله وحكم نبيه صلى الله عليه وسلم، ولتعلم أن الله يبتلي الأمة بالسراء والضراء ليميز الخبيث من الطيب، وأن التمكين في الأرض ليس من مصادفات الدهر، وموافقات الكون، والحنكة والقدرة والقوّة كما يقول فرعون في ملكة، بل هو حكمة إلاهية بالغة، وهذا حق مسلم غني عن التوضيح.

إن النزول عند حكم الله وعدله من أعظم الواجبات، وأجل المتحتمات، والتسليم لحكم الله حال العلم به، أصل من أصول الدين، بل لا يتحقق الإيمان إلا به، قال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [النساء: 56].

وقد سر كثير من المسلمين التمكين ل "حماس"، وتوليها أمر الحكم في فلسطين، وذلك أنها تعلن رفع راية الجهاد، والحمية للإسلام.

وقد تابعت مستجدات أحداثها، عل الله أن يرفع بها عن فلسطين نظاماً وشعباً الظلم بنوعيه:

ظلم النفس: وهو التفريط في حدود الله وأحكامه، وتطبيق شرعه.

ظلم الغير: وهو التفريط في إنصاف الناس، والعدل فيما بينهم، وحفظ حقهم العام في المال والأرض.

حتى اطلعت على "بنود برنامج حكومة حماس"، والمنشور منها في الصحف يوم الثلاثاء 21/ صفر/ 1427 للهجرة.

وقد قرأتها كاملة فلم أر فيها شيئاً يشير إلى التحاكم لشرع الله، ولو في جانب من جوانب الحياة، بل كلها تدور بين "القانون" و "الديمقراطية" وأمثالها.

ولهذا من الواجب على أهل العلم البيان والتوضيح، وإنزال بنود حكومة حماس على شرع الله، والواجب على قادة "حركة المقاومة الإسلامية؛ حماس" النزول لحكم الله، والتحاكم لشرعه.

وسأورد ما ناقضت فيه الحركة حكم الله - أصولاً وفروعاً -

أولاً:

جاء في "بنود برنامج الحكومة الحمساوية" في مواضع عديدة التركيز على ترسيخ "الديمقراطية" والعمل عليها، ولم أر في البرنامج إشارة للإسلام وتحكيمه، ولا في موضع واحد، ففيها جاء: (تحقيقاً لمبدأ الديمقراطية)، و (بناء مؤسساتنا الوطنية المختلفة على أسس ديمقراطية)، و (حماية الديمقراطية).

الديمقراطية هي الأخذ بعمل الأكثرية، من غير نظر لحق ولا باطل، موافقة الكتاب والسنة أو مخالفتهما، وهي بأشكالها "الاتفاقية" أو "التعاقدية" أو "الطائفية" أو "الليبرالية" أو "غير المسيسة" مباينة في أكثرها لحكم الله في التشريع، فلا مقام للحلال والحرام معها، بل المرد رغبة الناس فقط.

وأما ما تركه الله للناس من تنظيم حياة ومعاش، فلا مانع من أخذ رأي الناس فيه، والخضوع لرغباتهم، سواء سمي ديمقراطية أم لم يسم.

وهذه الفكرة – الديمقراطية - نظام قديم عمل بها ودعى إليها الفلاسفة ك "أرسطو" في أنواع الحكم الثلاثة و "أفلاطون" وغيرهما، وقد تبنتها كثير من السياسات الآن دون تمييز أو نظر، وقد كثرت الدعوة إليها من غير معرفة لأصلها، ومنشأها، وما نشأت إلا بعد ذوبان "الماسونية" و "الاشتراكية"، وبعد صد الشعوب عنها، وإن كان قد أقبل عليها بعض المسلمين رغبة في التجديد وتحكيم العقل، والجهل، أو التجاهل لحكم الله ووجوب العمل به، وبعد أن رأوا حقيقةً أنها لا تصلح للإصلاح، ولا مسلكاً للنجاح، نزعوها، ونبذوها وعدوها تخلفاً ورجعية، بعد إن كان المنادي بها والعامل بها رموزاً "إصلاحية تجديدية".

ولما حلت الهزيمة النفسية في الشرق؛ نبذ أكثره قيم شرعه، وأصول دينه، منادياً دون وعي بكل دعوة تُسمع، وهكذا سيأتي كل جيل يلعن من سبقه ويرميه بكل موبقة وتخلف، وهاهي الديمقراطية التي دعا بها الغرب وجدت كذلك من يتبناها ويدعو للتحاكم إليها في كل نزاع!

فمتى تعي الأمة حقاً أن لديها كتاباً منزلاً، وشريعة سماوية من خالق الخلق والعالم بشئونهم؟!

فالواجب أن يُعلم أن لا يصلح معاش الناس ودينهم إلا حكم الله وشرعه، فالله فرض ذلك ونفى الإيمان عمن تحاكم إلى غيره، فقال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [النساء: 56].

وكل من زعم الإيمان بقوله مع مخالفة عمله قوله، في الحكم بغير حكم الله، فقد كذب في دعواه قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً} [النساء: 61 - 60].

والحكم والتحاكم من العبادات التي لا يجوز صرفها إلا لله، وقد سماها الله عبادة قال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} [يوسف: 40].

ومن تحاكم لغير الله فقد جعل شيئاً من حقوق الله في العبودية لغيره، كما فعل أهل الكتاب، قال تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31].

أخرج أحمد والترمذي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه؛ أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنق عدي صليب من فضة، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ} قال: فقلت: (إنهم لم يعبدوهم!)، فقال: (بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام، فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم).

التحاكم عبادة كالركوع والسجود، فهؤلاء لم يركعوا ويسجدوا لهم، وإنما أطاعوهم في تغيير أحكام الله، بتحليلهم الحرام، وتحريمهم الحلال، فذلك من عبادتهم؛ وهو من الشرك الأكبر، لقوله تعالى‏:‏ ‏{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏} [الشورى: 21]، قال الله ‏:‏ ‏{‏ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31].

قال حذيفة رضي الله عنه: (إنهم لم يكونوا يصومون لهم ولا يصلون لهم، لكنهم كانوا إذا أحلّوا لهم شيئاً استحلّوه، وإذا حرّموا عليهم شيئاً أحله الله لهم حرّموه، فتلك كانت ربوبيتهم).

وقال أبو العالية: (قالوا ما أمرونا به ائتمرنا، وما نهونا عنه انتهينا لقولهم، وهم يجدون في كتاب الله ما أمروا وما نهوا عنه، فاستنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم).

وعلى القواعد الديمقراطية؛ إن رغب شعب ينتمي للإسلام تحريم الحلال أو العكس، فهل ستعمل به "حماس"؟! إن كان من برنامجها العمل بهذا؛ فهو الحكم الطاغوتي والضلال المبين، وإن لم تعمل به، فقد خرمت تلك الدعوى التي تزعم تطبيقها.

ثانياً:

دعت إلى التحاكم إلى ما يسمى ب "القانون"، فقالت في برنامجها: (تعزيز سيادة القانون)، فأي قانون يكون له السيادة، فلم أر في بنود البرنامج الـ (39) بنداً ذكر لفظ الجلالة – الله - فأي حكم وقانون تريده "حماس"؟!

ولم أر في بنود حكمها ما يشير إلى أن الحكم يخضع لحكم الله بوجه من الوجوه، بل لم أر لكلمة "الإسلام" موضعاً في بنود حكمها، سوى عندما ذكر "الوقف"، ربما لتعلقه بالمال والمصلحة الدنيوية الظاهرة.

ثالثاً:

قال رئيس رابطة علماء المسلمين في فلسطين - البيتاوي - في لقاء في صحيفة "الغد"، بتاريخ 20 / 2 / 2006 قال فيه ما نصه: (إن حركة حماس لا تفكر أبداً في إقامة دولة إسلامية، أو تطبيق الشريعة حالياً).

وقال رئيس المجلس التشريعي الجديد - عزيز الدويك - كما في "صحيفة القدس": (إن الحكومة الفلسطينية الجديدة تحت قيادة حماس لن تجبر الفلسطينيين على تبني مباديء الشريعة الإسلامية في حياتهم اليومية، ولن تعمل على إغلاق دور العرض السينمائي والمطاعم التي تقدم المشروبات الروحية).

فماهي الدولة التي تريد إقامتها "حماس" إن لم تكن إسلامية؟! ولو كان الوعد بالتدرج في الإصلاح وإقامة الشرع الحكيم شيئاً فشيئاً لاحتمل ذلك، عند من يحمل القول على محامله الحسنة، وإن ضاقت به السبل.

ويكفي في هذا نقضاً لحدود الله، ومنابذة لشرعه، ثم أي "إسلامية" تحملها الحركة في شعارها "حركة المقاومة الإسلامية؛ حماس".

رابعاً:

قال رئيس رابطة علماء المسلمين في فلسطين - البيتاوي - في لقاء في "صحيفة الغد"، بتاريخ 20 / 2 / 2006، قال فيه ما نصه: (أما مخاوف البعض من الرجعية وفرض الحجاب وتقييد الحريات ومنها حرية المرأة؛ مخاوف غير حقيقية).

إن الأخذ ببعض الإسلام وإغفال بعض في التشريع، والإيمان ببعض وترك بعض؛ ليست طريقة أهل الإيمان، قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 85].

الإسلام جاء لإصلاح الأمة، شعوباً وحكومات، وما حلت النكبات في الأمة إلا حينما جعلت شرائعه محل أخذ ورد، وقبول ورفض، والانقياد للدعوات والأفكار الغربية والاغترار بها دون ثقة في إرث الأمة هو عين الهزيمة والضعف والهوان.

خامساً:

قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" - الأستاذ خالد مشعل - أثناء زيارته لإيران كما نشرته صحيفة "NEHRNEWS" بتاريخ 15/ 3 / 2006، ما نصه: (حماس الابن الروحي للإمام الخميني).

وحقيقة الخميني غير خافية على كل أحد، ممن طالع كتبه وعرف قوله وفعله، وهو من جمع نواقض الإسلام كلها.

وقد طعن في النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مواضع عديدة، يقول كما في "الحكومة الإسلامية" [ص 52]: (إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل).

وقال في خطاب ألقاه بمناسبة مولد المهدي، في الخامس عشر من شهر شعبان عام 1400: (جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة، لكنهم لم ينجحوا، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية، لم ينجح في ذلك أحد).

وإن لم يكن هذا القول كفر، فلا يوجد في الدنيا كفر مطلقاً.

ثم ليُنظر من وجه آخر ما حل بأمتنا من هُزال ونكبات من قبل الخميني.

فإن كان المطمع في قول ذلك كسب قوّة والتكثر بالركون إلى الذين ظلموا فالعاقبة سيئة شرعاً وعقلاً، قال تعالى: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} [هود: 113].

والتكثر بأمثال هؤلاء استجارة من الرمضاء بالنار، فما عُرف أحد من أهل الولايات الإسلامية ركن لأمة غير مسلمة وأعلن تركه لشرع الله؛ فأفلح.

وقد غفلت وتغافلت عن الكثير، ومدار ما تركت على ما ذكرت.

وعلى ذلك أقول:

أولاً:

على الأخوة في حركة "حماس"؛ الرجوع إلى حكم الله وشرعه، فهو الحكم وهو الفيصل عند النزاع، فلا استقرار إلا به، وليس بيننا وبينكم إلا "الكتاب" و "السنة" فلا حجة في قول أحد أياً كان قدره ومقامه في الإسلام، قال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف: 40].

ثانياً:

إن التمكين في الأرض من المهام العظام، والمسئوليات الجسام، التي يجب رعايتها، بالوفاء بشروطها كما قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41].

ثالثاً:

العزم على الإصلاح والتدرج بتحكيم الشرع؛ شيء، والبراءة من إقامة دولة إسلامية وتحكيم الشريعة؛ شيء آخر، والتماس رضا الغرب وتقديمه على رضا الله؛ يورث الذل والمهانة والضعف، لا يورث قوة وتمكيناً.

رابعاً:

الشعب الفلسطيني سبق أن عاش عقوداً في غياب عن التفقه في شريعة الله أصولاً وفروعاً، وهذا من أعظم المهمات لمن مكن الله له في الأرض، قال تعالى: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].

وأعظم ما يُعلم الناس؛ توحيد الله، والحذر من الشرك.

خامساً:

أن الدولة الفلسطينية في موقف ضعف وخذلان، وهذا غير مسوّغ لنبذ الإسلام والتخلي عنه، والركون إلى الذين كفروا.

وثمة مسألتان يجب التفريق بينهما؛ وهما مسألة إظهار العداوة للكفار، ومسألة وجود العداوة، فإظهار العداوة يعذَر به مع عدم القدرة وحال الضعف والعجز والخوف، قال تعالى: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28]، ووجود العداوة القلبية لا بدّ منه، بكل حال.

وموالاة الله وموالاة عدوه؛ متنافيان شرعاً وعقلاً، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51].

قال حذيفة رضي الله عنه: (ليتق أحدكم أن يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لا يشعر لهذه الآية).

ويقول الشاعر العتابيّ:

تَودُّ عدوِّي ثم تَزْعُم أنني


صديقُك إنّ الرَّأي عنك لعازِبُ



ومما ينسب لعلي رضي الله عنه:

صَديقُ عَدُوِّي داخلٌ في عَدَاوَاتي


وإنِّي لمَن وَدَّ الصّديقَ وَدودُ

فلا تَقْرَباً منّي وأنت صَديقُه


فإنّ الذي بين القُلوب بعيدُ



سادساً:

أعظم ذنب عصي الله به على هذه البسيطة؛ هو الشرك، فنبذه والحذر من وسائله أعظم الواجبات على الإطلاق، فلا يقدم غيره عليه، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} [النساء: 48]، وقال: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].

وأسأل الله تعالى أن يوفق الأخوة في "حماس" لإدراك هذه الواجبات المهمات، ويسدد خطاهم لمرضاته.

إنه مولانا، ونعم النصير.


[بقلم؛ الشيخ عبد العزيز الطريفي]

التقوى اقوى
08-16-2009, 10:42 AM
من هنا بدأت حماس بالسقوط في مستنقع الوحدة الوثنية المهلكة, والديمقراطية العفنة

حمَاس .. والنَّفَقُ المُظلِم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
لو أن " حماس " خاضت تجربتها الانتخابية الديمقراطية في فلسطين على أنها تجربة شخصية، حزبية .. وطنية .. ولمآرب حزبية شخصية خاصة .. شأنها شأن الأحزاب الأخرى .. لهان الأمر .. وخفَّ المصاب .. أما أن تخوض تجربتها الديمقراطية هذه باسم الإسلام .. ومن ثم تزعم ـ أنها في جميع خطواتها وتحركاتها ـ تمثل الإسلام .. وتلتزم بالإسلام، وبقواعده، ونصوصه وتعاليمه .. وبالعمل من أجل غاياته وأهدافه .. فهذا لا يُقبل منها ولا من غيرها ممن ينتهج نهجها .. لما فيه من تلبيس على الناس .. وتشويه لحقائق الأمور .. وإساءة للإسلام ذاته، ولصفاء منهجه وعقيدته .. وهو الذي حملنا على أن نخط هذه الكلمات ناصحين ومشفقين لحماس .. وأفراد حماس .. ولكل من صفَّق لها ولتجربتها وبُهر بها!
وفي اعتقادي أن حماس بتجربتها الانتخابية الديمقراطية الآنفة الذكر قد دخلت نفقاً مظلماً مليئاً بالأشواك والجيف المتعفنة النتنة .. وآثرت إلا أن تجلس مع نافِخي الكِير .. لا يمكن لوالجه أن يسلم من الضرر والأذى والاحتراق .. ولو خرج منه بعد شق الأنفس .. فهو لا يمكن أن يخرج منه مُعافىً كما كان قبل أن يدخله!
وظلمة ونتانة هذا النفق تأتي من جهات عدة:
1- تغييب العمل بعقيدة الولاء والبراء في الإسلام، ويظهر ذلك في تمسكهم برئيسهم " أبو مازن " والعمل تحت حكمه وفي ظله، وهم أنفسهم كانوا قبل أشهرٍ يصفونه بالبهائي والكافر، والعميل والفاسد وغير ذلك من عبارات الذم.
وكذلك حرصهم على العمل وتشكيل حكومة وطنية تضم منظمات يسارية شيوعية..لا يختلف اثنان على كفرها وخروجها على ثوابت الدين الإسلامي..طالما الشعب الفلسطيني المسلم عانى منها الويلات .. ونشد الخلاص منها، ومن أزلامها!
الشعب المسلم الفلسطيني أثبت كفره بهذه المنظمات وزعمائها .. من خلال رفضها وعدم التصويت لها .. إلا أن حماس ـ وهي بغنى عن ذلك ـ تقول لهم: هؤلاء شركاؤنا في العملية السياسية .. لا يمكن أن نستغني عنهم .. فلا بد من أن نتخذ منهم بطانة .. ووزراء .. وحكاماً .. ونشكل معهم حكومة وطنية كما يحلو لهم أن يسموها!
إضافة إلى مداهنتهم الصريحة الظاهرة لأنظمة طاغية كافرة فاسدة ـ تحت ذرائع سد النقص والعجز ـ عُرفت بعدائها الشديد للإسلام والمسلمين؛ على رأس هذه الأنظمة الطاغية؛ النظام الرافضي الإيراني، والبعثي النصيري السوري .. ولكل من هذه الأنظمة أجندتها التي تأبى أن تُعطي شيئاً من دون مقابل يدفعه الشعب الفلسطيني المسلم من دينه وعقيدته، وحريته، وكرامته، وثوابته؛ يكون أضعاف أضعاف ما قد تُعطي!
والله تعالى يقول:)لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (المجادلة:22.
2- تغييب مبدأ العمل بأحكام الشريعة، وأن الحكم لله تعالى وحده ..يظهر ذلك بجلاء ووضوح ابتداء من خلال إقرارهم ورضاهم بحاكمية الشعب.. والتحاكم للأكثرية..وصناديق الاقتراع ..وإقرارهم بأن حق التشريع والتحليل والتحريم خاص بأعضاء المجلس التشريعي من دون الله تعالى..وانتهاء بتصريحات عدد من قيادات حماس ـ والتي تناولتها العديد من وسائل الإعلام ـ بأنهم لن يحكموا بأحكام الشريعة..ولن يفرضوا قانوناً شرعياً بالقوة..مالم يرضاه الشعب الفلسطيني..علماً أنهم هم أنفسهم قبل أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه رفعوا الشعار الذي طالما تستروا به " الإسلام هو الحل "[[1] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=262996&posted=1#_ftn1)]!
والله تعالى يقول:)فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي
أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً (النساء:65.
وقال تعالى) فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (النساء:59.
3- تغييب العمل بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بما تسمح به قوانين اللعبة الديمقراطية .. وبالقدر الذي تسمح به .. يظهر ذلك بوضوح من خلال تصريحات عدد من قادة حماس بأنهم لن يفرضوا الحجاب .. ولن يمنعوا الخمور من الحانات .. وأنهم لن يكرروا تجربة الطالبان .. إلا بما تسمح به اللعبة الديمقراطية من خلال الإقناع والحوار!
والله تعالى يقول:)الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (الحج:41. بينما حماس تقول: الله مكننا في الأرض .. ومع ذلك لن نأمر بالمعروف، ولن ننهى عن المنكر!
وقال تعالى:)لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ . كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (المائدة:78-79. فهم لعنوا لكونهم كانوا )لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ (، وكانوا يتواطؤون على فعل المنكر، والمسلمون إن فعلوا فعلهم؛ فلا يتناهون عن منكر فعلوه، يُلعنون كما لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل من قبل .. فليس لهم كل مرة ولنا كل حلوة!
4- تعطيل العمل بمبدأ الجهاد في سبيل الله رغم وجود دواعيه، ورغم استمرار الاحتلال .. واستمرار الصهاينة اليهود بممارسة سياسة القتل والاغتيالات ضد المسلمين من أبناء فلسطين؛ وبخاصة من كوادر وأفراد جماعة الجهاد .. يظهر ذلك من خلال تجميد حماس لمطلق أعمالها العسكرية القتالية .. ومن خلال تصريح قادتها عن استعدادهم لوقف المقاومة مطلقاً .. والتحول إلى المقاومة السياسية ـ كما يحلو لهم أن يسمونها ـ وعقد صلح وهدنة مع الغزاة المحتلين لعشرين عاماً أو أكثر[[2] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=262996&posted=1#_ftn2)]!
هذا المنهج الجديد لحماس مغاير لمئات من النصوص الشرعية التي توجب على المسلمين الجهاد للدفاع عن الأرض، والدين، والعِرض .. كما أنه مغاير لعشرات النصوص الشرعية التي توجب على المسلم بأن ينصر أخاه المسلم .. وأن لا يخذله في مواطن الحاجة وحصول العدوان عليه من قبل الآخرين!
ونحن نقول لحماس: لا تستهوينكم مجالس الطواغيت الظالمين وطراوة كراسيهم .. والركون إليهم بذريعة العمل السياسي .. والمقاومة السياسية .. فلا موطن ولا مجال للاسترخاء والعمل السياسي المكتبي مع وجود الاحتلال .. وسيطرة الغزاة المحتلين على جميع مرافق الحياة على أرض الواقع!
أي حياة سياسية تمارسونها والصهاينة الغزاة .. يتحكمون بالوارد إليكم، والصادر عنكم..وبحركتم..وبجميع منافذ الطرق؟!
لا مجال للعمل السياسي المكتبي والحال كما ذُكر .. فالركون للعمل السياسي المكتبي في مثل هذه الظروف .. مؤداه للفتور والخمول .. وقتل روح الجهاد والمقاومة عند المسلمين وفي نفوس الأجيال القادمة .. واعلموا أن المرء الذي يخلد للراحة والدعة والخمول دهراً يصعب استنهاضه للجهاد والتضحية من جديد .. وربما تكون هذه النتيجة المؤلمة ـ التي تكون بسبب من عند أنفسكم ـ هي من جملة مآرب الصهاينة الغزاة التي من أجلها تغاضوا عنكم لتصلوا إلى ما وصلتم إليه!
فيا أهل حماس: لا حكم بما أنزل الله .. ولا ولاء ولا براء .. ولا جهاد في سبيل الله .. ولا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر .. ولا ممارسة سياسية حرة مستقلة كاملة .. فأي نفق مظلم هذا الذي سلكتموه .. وأي نصر هذا الذي تفرحون به؟!
فإن قالوا: ما حملنا على ولوج هذا النفق المظلم سوى الرغبة في تحصيل المصالح للشعب الفلسطيني ..؟!
أقول: على افتراض وجود هذه المصالح .. فتحصيل هذه المصالح لا تتحصل بتفويت مصالح أعظم منها!
لا ينبغي أن تتحصل على حساب العمل الجهادي .. وحرية قراركم الجهادي العسكري بعيداً عن القيود والضغوطات التي كبلتم أنفسكم وقراركم بها!
إخوانكم في الجهاد يُذبحون أمام أعينكم .. ومع ذلك لا تجرؤون ـ مراعاة لهذه القيود والضغوطات المستجدة ـ على أن تذودوا عنهم .. ولا أن تُطلقوا طلقة واحدة نحو العدو دفاعاً عنهم وعن حرماتهم وأعراضهم!
فأي مصلحة هذه التي تتغنون وتتذرعون بها ..؟!
ونقول كذلك: هذه المصالح المزعومة .. يمكن أن تحققوها للناس ـ من دون أن تسلكوا هذا النفق المظلم وتعرضوا أنفسكم وحركتكم وقراركم للضغوطات والقيود ـ من خلال سيطرتكم على الوظائف الخدماتية الممثلة في البلديات وغيرها .. فهذا يكفي ويحقق الغرض في هذه المرحلة!
فإن قيل: كيف الموقف من حماس بعد أن دخلت هذا النفق المظلم .. هل ندعها بمفردها ونتخلى عنها .. ونكتفي بالتفرج عليها .. أم نمد لها يد العون والغوث .. وهذا سؤال وردني من أطراف عدة؛ لذا أجدني ملزماً بالجواب عنه؟
فأقول: رغم معارضتنا للمنهج الذي سلكته حماس .. والمآخذ الشرعية والسياسية التي تؤخذ عليها وعلى منهجها .. إلا أن ذلك لا يمنع شرعاً من مد يد العون والغوث والمساعدة، وإسدال النصيحة والمشورة لهم ـ وبخاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمرون بها ـ فيما ليس فيه معصية لله تعالى ولا مخالفة شرعية .. من قبيل تقليل الضرر ما أمكن .. والعمل على نصرة المسلم لأخيه المسلم .. وعدم خذلانه في مواطن الحاجة والضيق .. عملاً بقوله تعالى:)وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (المائدة:2.
وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم :" المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يُسْلِمُه .."، والله تعالى أعلم.
عبد المنعم مصطفى حليمة

" أبو بصير الطرطوسي "

5/2/1427 هـ/ 5/3/2006 م.



www.abubaseer.bizland.com (http://www.abubaseer.bizland.com/)


[1] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=262996&posted=1#_ftnref1) على سبيل المثال لا الحصر، أنظر ماذا يقول عزيز دويك ممثل حماس، والرئيس الجديد للمجلس التشريعي الفلسطيني:" الحكومة الفلسطينية الجديدة تحت قيادة حماس لن تجبر الفلسطينيين على تبني مبادئ الشريعة الإسلامية في حياتهم اليومية، ولن تعمل على إغلاق دور العرض السينمائي، والمطاعم التي تقدم مشروبات روحية .. لا أحد في حركة حماس لديه نية تطبيق الشريعة بالقوة، هذا أمر غير وارد في برنامجنا ولن نقدم على فعله .. إن أي تغيير في التشريعات الفلسطينية المعمول بها في البرلمان السابق الذي كانت تهيمن عليه حركة فتح سيخضع لاستفتاء شعبي تجسيداً لمبادئ الديمقراطية التي فازت بموجبها حماس "ا- هـ. ( رام الله، رويترز ).
ويقول الدكتور صلاح البردويل:" حماس لم ولن تفكر مطلقاً في سن أي قوانين يمكن أن يُفهم منها فرض تعاليم الدين الإسلامي بالإكراه على المجتمع "ا- هـ.( جريدة الشرق الأوسط ).

[2] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=262996&posted=1#_ftnref2) وردتني بعض الرسائل يسألني أصحابها عن المصدر الذي ورد فيه أن حماس مستعدة للتخلي عن المقاومة مقابل انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967م؛ لأنه وُجِد من يشكك بصحة نسبة هذا الخبر إلى قادة حماس .. ومن يرمينا بأننا نتقول عليهم ما لم يقولوا!
أقول: ما كنت أظن أن القوم لا يقرؤون أو أنهم مصابون بمرض النسيان السريع إلى هذا الحد .. وأن كل كلمة نقولها نحتاج إلى ذكر المصادر؛ وبخاصة عندما الخبر تتناوله وكالات الأنباء .. ولو كان الخبر قد مضى عليه سنوات لعذرناهم .. أما وأنه لم يمض عليه أكثر من شهرين .. فتلك مصيبة أن يكونوا قد نسوه .. وإليكم ما تناقلته بعض الوكالات عن إسماعيل هنية:" قال رئيس الكتلة البرلمانية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأراضي الفلسطينية المحتلة إسماعيل هنية إن حركته مستعدة للتخلي عن المقاومة إذا انسحب الإسرائيليون حتى حدود عام 1967م وأفرجوا عن المعتقلين السياسيين .. وأضاف: فلينسحب الإسرائيليون حتى حدود عام 1967وليفرجوا عن المعتقلين السياسيين وسنتخلى عن المقاومة "ا- هـ. ( القاهرة- أثينا- وكالات- نقلاً عن موقع القناة العربية على الإنترنت، والخبر مذكور تحت عنوان:" هنية: لو انسحبت إسرائيل لحدود 67 وأطلقت الأسرى سنترك المقاومة " ).

التقوى اقوى
08-16-2009, 10:43 AM
إن لك تكن سلفية فهي ضالة، فمن لا يحكّم الكتاب والسنة ويرجع إلى فهم السلف فهو ضال ليس من أهل السنة.
هذه هي السلفية بالمعنى العام، أما بالمعنى الضيق فقلت لك هناك ألف سلفية وسلفية، وهي إن دخلت تحت واحدة منها فستخرج من الأخريات.

بالنسبة للشريعة فالمقال الذي نقلته واضح جدا. فحماس لا تقيم الحدود، وهي معذورة في ذلك.
ولكن الشريعة ليست حدودا فقط، فهناك أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وجهاد في سبيل الله وأسلمة تدريجية للقطاع.
وهذا ما عندي والله أعلم.


أخا الإسلام: يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته

وكلمة هو في هذا الصياغ تفيد الحصر


وبناء عليه فلا يجوز لأي حركة أو تكتل أو أي تنظيم أن يقوم بما أنيط بالخليفة

ومن فعل فقد آثم وارتكب جرماً عظيما

فكيف بالله عليكم بمن تعدى حدود الله وارتكب أفظع المنكرات عند الله ؟؟؟!!!

فـاروق
08-16-2009, 10:51 AM
اخي طرابلسي

لا شك ان حماس لها أخطاؤها... وشك ان خالد مشعل سامحه الله تجاوز العديد من الخطوط الحمراء في عدة تصريحات ولكني اود ان اعلق هنا على قضية التدرج والتي كثيرا ما تثار بطرية غريبة جدا... من البديهي ان اول ركن في التدرج في عصرنا الحالي هو عدم القول بالتدرج والا لما تحققت الفائدة ... اذ انا ابرز ما يدعو الى التدرج اليوم هو ايجاد القاعدة الصلبة الواعية وابعاد العدو لحين التمكين... و جلب الناس الى الدين رويدا دون ان نخيفهم بما يظنون انه الشر المستطير... فاي عاقل حينها سيقول بان على المتدرج ان يعلن تدرجه جهارا نهارا ؟

الشباب في رفح اخطأوا خطأ لا خلاف عليه ولا مبرر له ولا منطق خلفه ..نسأل الله ان يرحم القتلى ويتجاوز عنهم وان يعاقب اللؤم والمكر الذي كان خلف هذه الاحداث... كما ان حماس ان لم تثبت الايام انها سعت للحوار والنقاش وتبيان الامور للشيخ موسى ومن معه فهي حينها في خطر عظيم وفي عنقها دماء المسلمين... وان كانوا هم من بدأوا قضية في غير وقتها وزمانها وتفتقر الى كل المقومات

وحسبنا الله ونعم الوكيل

فـاروق
08-16-2009, 10:59 AM
اخي طرابلسي

لا شك ان حماس لها أخطاؤها... وشك ان خالد مشعل سامحه الله تجاوز العديد من الخطوط الحمراء في عدة تصريحات ولكني اود ان اعلق هنا على قضية التدرج والتي كثيرا ما تثار بطرية غريبة جدا... من البديهي ان اول ركن في التدرج في عصرنا الحالي هو عدم القول بالتدرج والا لما تحققت الفائدة ... اذ انا ابرز ما يدعو الى التدرج اليوم هو ايجاد القاعدة الصلبة الواعية وابعاد العدو لحين التمكين... و جلب الناس الى الدين رويدا دون ان نخيفهم بما يظنون انه الشر المستطير... فاي عاقل حينها سيقول بان على المتدرج ان يعلن تدرجه جهارا نهارا ؟

الشباب في رفح اخطأوا خطأ لا خلاف عليه ولا مبرر له ولا منطق خلفه ..نسأل الله ان يرحم القتلى ويتجاوز عنهم وان يعاقب اللؤم والمكر الذي كان خلف هذه الاحداث... كما ان حماس ان لم تثبت الايام انها سعت للحوار والنقاش وتبيان الامور للشيخ موسى ومن معه فهي حينها في خطر عظيم وفي عنقها دماء المسلمين... وان كانوا هم من بدأوا قضية في غير وقتها وزمانها وتفتقر الى كل المقومات

وحسبنا الله ونعم الوكيل

طرابلسي
08-16-2009, 11:36 AM
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي فاروق قرأت تعقيبك في غير هذا المكان وبنحوه قال بلال
ولا أخالفكما فيما تفضلتما به هناك وأيدكما عليه عزام
وبالنسبة لي فقد سقطت حماس قبل قتلها لجماعة جيش الإسلام وأنصار الله حين قبلت بتحكيم القانون الوضعي وأصّرت على عدم تطبيقه
وكما تعلم ويعلم البعض ليس لي ضد غرضية مع حماس أو غيرها من الحركات إلا أن الخطأ لا يُقال عنه صواب
أكان من سلفي أو اخونجي أو تبليغي فتلك المسميات لا تعني لي شيئا فقد قال تعالى إن أكرمكم عن الله أتقاكم نسأل الله أن يمن علينا بالتقوى كما يحب ربنا ويرضى
فإن مدى حب فلان او علان هو بحسب التزامه بشرع الله فلا نناصر حزبا لمجرد أن نكون أحد اعضاءه فالحق أحق أن يتبع
فلا السلفي أحب إلي من الاخونجي ولا التبليغي أحب إلى من السلفي فكل حسب التزامه بالحق الذي ندين لله به كتاب وسنة بفهم سلف الأمة ... وما يحدث من أي فرقة يقاس ويحكم عليهما هذا الميزان الشرعي مع الأخذ بالاعتبار درء المفاسد والعذر بالجهل والتاويل بعد تحقيق المناط الصحيح
وعلى سبيل المثال لا للحصر نأخذ على القاعدة حين التطبيق مع اتفاقنا على المنهج ( كتاب وسنة بفهم سلف الأمة ) نأخذ عليه مسألة التفجير للآمنين ونخالفهم بالعمليات الاستشهادية
كما نأخذ على الاخونجية على سبيل المثال لا الحصر " دخولهم مجلس الكفر والعمل به دون مسوغ شرعي لهم "
لأن مسئلة التدرج التي ادعوها ها نشاهد ترجمتها على الأرض باستئصال مخالفيهم للحفاظ على كراسيّهم الوضيعة
بالأمس جماعة دغمش واليوم جماعة المقدسي مع العلم لا أعرف أحدا منهم إلا من خلال هذه الشاشة فلا يتهمني أحد لهذه الجماعة او تلك
هداهم الله إلى الحق فإن لم يشأ الله لهم ذلك فسنته ماضية فيهم وبغيرهم من الحركات والجماعات والأمم ...
والله من وراء القصد