تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نداء من أخوانكم في سجن رومية قبل فوات الأوان



الزبير الطرابلسي
08-08-2009, 05:10 PM
نداء من إخوانكم الأسرى في سجن رومية لبنان قبل فوات الأوان


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نداء من إخوانكم الأسرى في سجن رومية لبنان قبل فوات الأوان

الحمد لله رب العالمين الذي لايُحمد على مكروه سواه الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة والحمد لله على نعمة الجهاد وكفى بها من رفعة والحمد لله على نعمة قول الحمد لله , والصلاة والسلام على سيدي وقُرة عيني وحبيب قلبي محمد عليه وآله الصلاة والسلام نبي المرحمة ونبي الملحمة الضحوك القتّال القائل لقومه لقد جئتكم بالذبح وبعد :


لقد جائتني رسالة من إخوانكم في سجن رومية في لبنان وهذه الرسالة ليست مكتوبة على الورق ولكنها نقلت إليّ نقلا وسأكتب هذه الرسالة بأسلوبي ولكن المضمون واحد :


نداء إلى الإخوة المجاهدين الدكتور أيمن الظواهري وأبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر وإلى كل المجاهدين الذين لا يقبلون الذل لإخوانهم , نخبركم إن إخوانكم في سجون الطواغيت في لبنان ما قاموا إلا لنصرة الدين وإقامة شريعة الله على الكرة الأرضية فنحن صابرون ومحتسبون هذا البلاء عند الله جل جلاله ونردد:
أخـي قـد مضى قبلك الأولون * فهذي السجون كتلك السجون
فيـوسـف أمـضى بـها مدة * وموسى توعده الظـالمون

ولكن ليست هذه المشكلة بل المشكلة الكبرى هي أن لكم إخوة سيحكُم الطواغيت عليهم بالإعدام وهم كُثر فنطلب من أهل لا إله إلا الله أن ينقذوا إخوانهم من ظلم الطواغيت وأن يعملوا لفكاك الأسرى فحزب الله ليس بأعز منكم ولا أغير منكم ولا أشجع منكم فأنتم الذين علمتم الدنيا معنى التضحية والفداء.

لمثل هذا يذوب القلبُ من كَمَدٍ *** إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ

إضافة أنه يوجد في السجون كثير من الإخوة المهاجرين ليس لهم من البشر من يُعينهم إلا من رحم ربي وهم قليل فهم بحاجة إلى مأكل وإلى ملبس وإلى دواء وغير ذلك من متطلبات السجون فالمطلوب الإهتمام بشؤون الإخوة فإنهم بحاجة إلينا كي نقف معهم في محنتهم هذه فقد قال رسولنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام(من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) رواه مسلم .
ثم الويل لمن تقاعس عن مدِّ يد النصرة إلى مسلم وهو قادر,

قال عليه وآله الصلاة والسلام: «ما من امرئ مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه؛ إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته, وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه, وتنتهك فيه حرمته؛ إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته»رواه أبو داود من حديث جابر وأبي طلحة.

وإن سأل أحدكم عن الحكم الشرعي في إخراج أسرى المسلمين من السجون فإليكم بعض الأدلة:

قال الله جلاله{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً }النساء75
قال القرطبي رحمه الله (5/279):
" قوله تعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله) : حض على الجهاد ، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب ويفتنونهم عن الدين ، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده وإن كان في ذلك تلف النفوس ، وتخليص الأسارى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال وذلك أوجب لكونهما دون النفوس إذ هي أهون منها ، قال مالك : واجب على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم ، وهذا لا خلاف فيه" .

قال ابن خُوَيزِمَندَاد: "تضمنت الآية وجوب فك الأسرى"، وبذلك وردت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنَّه فَكَّ الأسارى، وأمر بفكِّهم، وجرى بذلك عمل المسلمين،وانعقد به الإجماع. ويجب فك الأسارى من بيت المال، فإن لم يكن فهو فرضٌ على كافة المسلمين، ومن قام به منهم أسقط الفرض عن الباقين"
قال ابن العربي في شرحه لهذه الآية (أحكام القرآن 1/583):
" قال علماؤنا : أوجب الله سبحانه في هذه الآية القتال لاستنقاذ الأسرى من يد العدو مع ما في القتال من تلف النفس , فكان بذل المال في فدائهم أوجب , لكونه دون النفس وأهون منها . وقد روى الأئمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني ) ، وقد قال مالك : على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم ; ولذلك قالوا : عليهم أن يواسوهم , فإن المواساة دون المفاداة" .
قال سيد قطب رحمه الله ( الظلال 2/708):
( وكيف تقعدون عن القتال في سبيل الله واستنقاذ هؤلاء المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ؟ هؤلاء الذين ترسم صورهم في مشهد مثير لحمية المسلم ، وكرامة المؤمن ، ولعاطفة الرحمة الإنسانية على الإطلاق.. هؤلاء الذين يعانون أشد المحنة والفتنة لأنهم يعانون المحنة في عقيدتهم ، والفتنة في دينهم ، والمحنة في العقيدة أشد من المحنة في المال والأرض والعرض لأنها محنة في أخص خصائص الوجود الإنساني ، الذي تتبعه كرامة النفس والعرض وحق المال والأرض ).



قال العز بن عبد السلام رحمه الله :
( وإنقاذ أسرى المسلمين من أيدي الكفار من أفضل القربات ، وقد قال بعض العلماء : إذا أسروا مسلما واحدا وجب علينا أن نواظب على قتالهم حتى نخلصه أو نبيدهم ، فما الظن إذا أسروا خلقا كثيرا من المسلمين) ! ص97 . أحكام الجهاد وفضائله

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الفتاوى28/635) :
"فكاك الأسارى من أعظم الواجبات ، وبذل المال الموقوف وغيره في ذلك من أعظم القربات" .

وذكر الذهبي في سيرة المنصور بن أبي عامرالبطل الشجاع الغزاء العالم، جم المحاسن ، كثير الفتوحات ، ملأ الأندلس سبياً وغنائم ، وأكثر من غزو النصارى حتى اجتمع له من غبار المعارك التي خاضها ما عملت منه لبنة وألحدت على خده ، أو ذر ذلك على كفنه ...( سير أعلام النبلاء 17/124,123،16،15) . وقال (ومن مفاخر المنصور أنه قدم من غزوة فتعرضت له امرأة عند القصر فقالت : يا منصور يفرح الناس وأبكي ؟ إن ابني أسير في بلاد الروم فثنى عنانه وأمر الناس بغزو الجهة التي فيها ابنها . ( سير أعلام النبلاء 17/216،125).
لقد كان المسلمون لا يرضون لأهل الذمة أن يبقوا في الأسر عند المشركين فيعملون على إخراجهم من الأسر كما ذكر شيخ الإسلام إبن تيمية . ولكن عندما دخلت الدنيا إلى بعض الأمراء تركوا إخوانهم في السجون كما قال الإمام القرطبي عليه رحمة الله : ( تظاهر بعضنا على بعض ! ليت بالمسلمين ! بل بالكافرين ! حتى تركنا إخواننا أذلاء صاغرين يجري عليهم حكم المشركين ) هذا في عصره وزمانه .
ولقد حرص النبي عليه الصلاة والسلام وحرص صحابته الكرام على فكاك الأسرى فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فكوا العاني وأطعموا الجائع ، وعودوا المريض ) رواه البخاري ومسلم ، العاني : الأسير .
ولقد ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما « أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخْذُلُه ولا يحقره»، قال أهل العلم: الخذل: ترك الإعانة والنصر, ومعناه إذا استنصر به في دفع السوء ونحوه لزمه إعانته إذا أمكن ولم يكن له عذر شرعي.

ولكننا والذي رفع السماء بلا عمد نعلم بأن النصر سيأتي ولكننا نسأل الله أن تكتحل أعيننا بنصر الله وعلى أيدينا
قال الله جل جلاله {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ }الحج15

وجاء في التفسير {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن الله لَّن ينصر دينه فليمدد بحبل إلى سقف بيته ثم يخنق نفسه حتى ينقطع فينخنق أي ليمت غيظا لأن نصر الله سيتنزل ويفرح من عمل وقام ويحزن من تكاسل ونام }

نحن على يقين بأنه لم يبق لأهل لا إله إلا الله إلا المجاهدين الذين عزموا على إقامة شريعة الله فوق كل أرض وتحت كل سماء ولن يوقفهم شيء بإذن الله. وهذا الكلام من الأسرى موجه إلى كل من كان في قلبه أثارة من إيمان أو حتى بقايا إسلام أن يعملوا لنصرة إخوانه وهذا ليس بالمستحيل ولكنه بحاجة إلى أهل العزم والصدق وكلنا سيسألنا الله عن إخواننا ماذا قدمنا لهم وهل حاولنا إخراجهم أم سنبكي مثل النساء عليهم عندما نراهم على أعواد المشانق .
وأفضل طريقة لإخراج الأسرى هي أخذ الرهائن من الكفار والمرتدين والمطالبة بإطلاق الأسرى المسلمين وإلا الذبح كالصلاة تعبد. وهذا ما فعله رسولنا الكريم عليه وعلى آله الصلاة والسلام

كما روى مسلم وغيره عن عمران بن حصين

(أن ثقيفا كانت حلفاء لبني عقيل في الجاهلية , فأصاب المسلمون رجلا من بني عقيل ومعه ناقة له , فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يامحمد ; بم أخذتني وأخذت سابقة الحاج ؟ قال : أخذتك بجريرةحلفائك ثقيف وقد كانوا أسروا رجلين من المسلمين , فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر به وهو محبوس , فيقول : يامحمد , إني مسلم . قال : لو كنت قلت ذلك وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح ففداه رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين من المسلمين , وأمسك الناقة لنفسه) .

وأخيرا نعلم بأن هذه الأمة فيها الخير الكثير ولا بد للفجر أن يضيئ ولا بد لليل أن يغيب فنحن على ثقة بنصر الله وبموعوداته فلن يصيبنا اليأس مهما حل من محن.





متفائل واليأس بالمرصاد
متفائل بالسبق دون جياد

متفائل رغم القنوط يذيقنا
جمر السياط وزجرة الجلاد

متفائل يا قوم رغم دموعكم
إن السما تبكي فيحيا الواد

متفائل بالغيث يسقي أرضنا
وسماؤنا شمس وصحو باد

متفائل بالزرع يخرج شطأه
رغم الجراد ومنجل الحصاد

متفائل بشرى النبي قريبة
فغداً سنبصر طلعة الأمجاد

والبحر يَبقى خيره أتضره
ياقومنا سنارة الصياد؟!

فدعوا اليهود بمكرهم وذيولهم
نمل يدب بغابة الآساد

قسماً بمن أسرى بخير عباده
وقضى بدائرة الهلاك لعاد
لتدور دائرة الزمان عليهم
ويكون حقاً ما حكاه الهادي

اللهم إني قد بلّغت اللهم فاشهد
اللهم إني قد بلّغت اللهم فاشهد
اللهم إني قد بلّغت اللهم فاشهد
كاتب الموضوع
أبو الزهراء الزبيدي غفر الله له