تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ربح البيع أبا العبد



مقاوم
08-05-2009, 02:41 PM
ربح البيع أبا العبد

غادة أحمد حسن

http://www.shamsqatar.com/up3/get-1-2009-7hxageue.jpg


في خطبة الجمعة الموافق للتاسع من شعبان لعام ألف وأربعمائة وثلاثين خلت من الهجرة النبوية، وعلى منبر مسجد بلال بن رباح في قطاع غزة، وقف ليعلن عن الصفقة، وأسماء المساهمين فيها بشروط محددة تم الاتفاق عليها سلفاً، لم يغري أحداً بالمساهمة فيها، ولم يقف يلقي خطبة أو موعظة أو محاضرة عن فضائل هذه الصفقة، بل تجاوز ذلك كله للإعلان المباشر عن صفات المساهمين وشروطهم، فمن كان على درجة وزير أو وكيل، فالمساهمة بنسبة مئة بالمائة، ومن كان في رتبة أقل فالمساهمة بخمسين بالمائة.



هكذا أعلن إسماعيل هنية، أنه بعد اجتماع المجلس التشريعي وبحث حالة ثمانين ألف عامل ما بين مزارعين وصيادين وعمال، سيأتي عليهم رمضان دون أي دخل شهري ثابت قد انقطع منذ أمد طويل، أنه تقرر أن يتبرع أعضاء المجلس التشريعي و"الأجهزة الأمنية" بمرتب شهر كامل، أو نصف شهر، كل بحسب ما تولى من مسئوليات!، وبحسب فهم هذه الفئة من البشر للمناصب والمراتب! فالوزير والوكيل ليسا كسواهما، وذلك بعد أن أعيتهم الخطابات والمناشدات وإرسال قوائم بأسماء هؤلاء العمال إلى الدول العربية والصديقة لكفالتهم.



ثمة خواطر وأفكار كثيرة اكتنفتني وجالت بذهني ومشاعري وأنا أستمع إلى هذا القائد وهو يعلن هذه القرارات، ومنها إشراك الأجهزة الأمنية من رتبة مقدم فما فوق بتقديم نصف المرتب، والمتعارف عليه أنه في كل دول العالم تُحدد ميزانية خاصة غير قابلة للمساس ولا الحساب، على الأقل في دول العالم الثالث لمثل هذه الأجهزة، والتي تسهر على راحة مواطنيها! وحفظ أمن الراعي والرعية، فإذا بمفهوم آخر وبعد مغاير للأمن تقدمه هذه الحكومة، فالمرء بفطرته لا يطمئن ولا يشعر بالأمان والثقة نحو من ينادي بشعارات ويصدر قرارات ويكون هو أول من يكسرها ويخالفها، حتى باتت الأجهزة الأمنية في عمق تفكير المواطن العربي خارج دوائر ومثلثات ومربعات الحساب والسؤال وتقديم إقرارات الذمم المالية كسائر المواطنين الفقراء منهم "خاصة"! قبل الأغنياء"عامة"!



ففي تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية العربية للعام 2009م، والذي أشار إلى تهديد الدولة لأمن المواطن العربي، حيث نص على أن "الذي يهدد أمن الإنسان العربي يتجاوز مسألة النزاعات المسلحة، ليشمل قضايا أخرى أساسية، منها التدهور في البيئة والوضع الهش لعدد كبير من الفئات الاجتماعية والتقلب الاقتصادي الناتج عن الاعتماد المفرط على النفط والأنظمة الصحية الضعيفة (وعدم خضوع الأجهزة الأمنية للمساءلة)"، فما بال التي لا تخضع للمساءلة فحسب، بل وتؤمر أن تساهم مادياً ومن ميزانيتها المخصصة في علاج وضع اقتصادي حرج، لذا لا غرو أن يمثل قطاع غزة المحرر تحت قيادة حماس، حالة من الأمن والاستقرار، ربما لم تعهدها دول ذات سيادة كاملة على أراضيها، ولعل هناك من عاش ومات في "طوارئها" لا استقرارها.



تداعى إلى ذهني وأنا استمع لهذه القرارات قوله تعالى: "... واجعلنا للمتقين إماما"، لأتيقن أن من أكثر المفاهيم التي صُححت على ضوء أحداث عزة المتتالية من حصار، فمعركة الفرقان، فإغلاق للمعابر، فأوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة، وما زالت الأحداث حبلى، هي التقوى، وأن أشد ما يتجلى هذا التصحيح، حين ترى رأي العين آيات تتحرك "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون"، وأحكام ترسم ملامح حياة، وسنة نبوية تطبق دون استهلاك للوقت في مواعظ وتوجيهات، فلعل توفيره والحفاظ عليه، أي الوقت، من لوازم تصحيح مفهوم التقوى وأن مثل هذه المهمة، رغم ما يبذل لها المفكرون والعلماء، بل والفلاسفة كذلك، ألا وهي إعادة تصحيح الكثير من المفاهيم والقيم التي يشوبها ويعتريها الكثير من الغبش والضبابية على مر الأجيال وتطور الثقافات، إلا أن تلك الجهود تبقى حبيسة العقول التي تستوعبها وتنادي بها حتى تأتي قلوب قد أشربتها من خلال تربية واعية ورؤية شمولية تحدد معالم الانطلاق، فلا تبقى التقوى، على سبيل المثال، حبيسة علاقة الفرد بربه من خشوع وتبتل ومراقبة للعبادات دون المعاملات!




تأملته طويلاً وسرحت في ملامح العزة التي بدت على محياه، وأحببت في لحظة أن أُقلد أم معبد الخزاعية التي أتت بوصف للحبيب صلى الله عليه وسلم على نحو من الدقة ما زالت تنقله كتب السيرة عنها إلى يومنا هذا، ومع قياس الفارق في الناقل والموصوف، قلت لما لا أفعل مثلها، فلعلي أكون مصدرا موثوقا للنقل يوماً عمن تتنسم عبق من رياض الصحابة والسلف حين تراهم أو تنصت إليهم، حرت في أمري كيف أصفه وأي لغة تترجم مشاعري في هذه اللحظات، ولكن وصف زبيدة زوجة الرشيد لابن المبارك أسعفني حين تذكرت ما رُوي عن أن هارون الرشيد قدم ذات يوم إلى (الرقَّة)، فوجد الناس يجرون خلف عبد الله بن المبارك لينظروا إليه، ويسلموا عليه، فنظرت زوجة هارون الرشيد من شباك قصرها، فلما رأت الناس قالت: ما هذا ؟! قالوا: عالم من خراسان قدم (الرقَّة) يقال له (عبد الله بن المبارك) فقالت: هذا والله الملك، لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بالشرطة والأعوان ...



فوجدتني أردد مثلها وأقول، هذا والله الملك، وهذا المنبر الذي تعتليه هو العرش، وهذه القلوب التي أحبتك والعيون التي تعلقت بك والآذان التي تنصت إليك والشعب كله الذي أنت منه وهو منك هي السؤدد والعز يا أبا العبد ... ربح البيع أبا العبد..

فـاروق
08-05-2009, 04:10 PM
رجل.. والرجال قليل

شيركوه
08-05-2009, 08:35 PM
أكرمه الله

الزبير الطرابلسي
08-05-2009, 09:00 PM
نسأل الله ان يكون عمله لوجه الله وليس ابتغاء الشهرة والصيت والمناصب

من هناك
08-05-2009, 09:16 PM
نسأل الله ان يكون عمله لوجه الله وليس ابتغاء الشهرة والصيت والمناصب
عنده الشهرة والمنصب والصيت والله اعلم

الزبير الطرابلسي
08-05-2009, 09:20 PM
عنده الشهرة والمنصب والصيت والله اعلم
للأسف ان كان هكذا
فيا حسرة على الجهاد وأهله

من هناك
08-05-2009, 09:33 PM
للأسف ان كان هكذا
فيا حسرة على الجهاد وأهله
هي عنده ولكنه زاهد فيها.

يا اخي عليك ان تحسن الظن بالناس. استمع للشيخ محمد حسان:
YouTube - ‫ظ…ظ‡ظ… ط¬ط¯ط§ط¬ط¯ط§ ط¬ط¯ط§ ظ†طµظٹط*ط© ط§ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ…ظ†طھط³ط¨ظٹظ† ط§ظ„ظ‰ ط§ظ„ط¬ظ…ط§ط¹ط§طھ ط§ظ„ط§ط³ظ„ط§ظ…ظٹط© - ط§ظ„ط´ظٹط® ظ…ط*ظ…ط¯ ط*ط³ط§ظ†‬‎ (http://www.youtube.com/watch?v=OZOkHxiAwhI&feature=related)

من طرابلس
08-06-2009, 08:05 AM
ان للإخوان صراحا كل ما فيه حسن لا تسلني من بناه انه البنا حسن

من هناك
08-06-2009, 11:18 AM
صراحاً؟ ,,,,,,,,,,,,,,

أبو طه
08-06-2009, 12:37 PM
اللهم تقبل منهم واجعله عندك قرضا حسنا

اللهم فرج كربهم ونصرهم على عدوك وعدوهم

شيركوه
08-06-2009, 05:42 PM
اللهم آمين

بوركت ابا طه