تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سدّدوا وقاربوا



أم ورقة
07-28-2009, 02:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

... عندما استمعت الى خطبة الحرم المكي الجمعة الماضية ،
لفتني فيها كلام الشيخ و بخاصة تفسيره لمعنى السداد و المقاربة في هذا المقطع الذي سأنقله هنا:

أيها المسلمون : المطلوب من العبد الاستقامة.. و هي السداد، فإن لم يقدر فالمقاربة،
فإن لم يستطع المقاربة فيُخشى عليه التفريط و الإضاعة،
وقد قال عليه الصلاة و السلام: "سدّدوا و قاربوا ، واعلموا أنه لن ينجو أحد بعمله،
قالوا: و لا أنت يا رسول الله؟
قال: و لا أنا.. إلا أن يتغمدني الله برحمة منه و فضل."
أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

قال أهل العلم: جمع هذا الحديث مقامات الدين كلها: وهي الاستقامة و السداد و الإصابة في النيات و الأقوال و الأعمال.
بل أخبر النبي صلى الله عليه و سلم ان الاتيان بالاستقامة على وجه حق أمر لا يطيقه الناس، فقال صلى الله عليه و سلم:
" استقيموا و لن تحصوا، و اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، و لن يحافظ على الوضوء إلا مسلم"
حديث صحيح.
وفي رواية الإمام أحمد: "سددوا و قاربوا .." فالسداد هو حقيقة الاستقامة،
وهو الإصابة في الأقوال و الأعمال و المقاصد،
وقد أمر النبي صلى الله عليه و سلم علياً رضي الله عنه أن يسأل ربه عز و جل السداد و الهدى،
و اذكر بالسداد تسديد الرمي و بالهدى هداية الطريق...

والمقاربة : أن يصيب ما يقرب من الغرض إن لم يتمكن من إصابة الغرض نفسه ،
و جاء في حديث الحكم بن حزن الكلبي : أيها الناس إنكم لن تعملوا و لن تطلبوا كل ما أمرتكم به ، و لكن سدّدوا و أبشروا "
أي أقصدوا الى التسديد و الإصابة و الاستقامة..

وفي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" إن المسلم المسدّد ( أي المستقيم المقتصد في الأمور) ليدرك درجة الصوّام القوّام بآيات الله بحسن خلقه و كرم ضريبته ( أي طبيعته و سجيّته)"

حديث صحيح أخرجه أحمد و غيره.

نسأل الله أن يعيننا على السداد و المقاربة