تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : توقيف شبكة من «فتح الإسلام» تعمل بين لبنان وأوروبا



من هناك
07-22-2009, 03:16 AM
توقيف شبكة من «فتح الإسلام» تعمل بين لبنان وأوروبا



http://www.al-akhbar.com/files/images/p06_20090722_pic1.full.jpg

مظاهر مسلّحة في عين الحلوة (أرشيف)


حسن عليق
أعلن الجيش أمس أن مديرية الاستخبارات أوقفت شبكة «أصولية إرهابية» مؤلفة من 10 أشخاص ينتمون إلى جنسيات عربية مختلفة، ومعظمهم قادم من خارج لبنان. وذكر مسؤول مطّلع على الملفّ لـ«الأخبار» أن الموقوفين هم لبنانيون وسوريون وفلسطينيون، وأن معظمهم ليسوا من أبناء مخيمات لبنان، وهم ينتمون إلى تنظيم «فتح الإسلام». وأشارت المعلومات إلى أن التوقيفات بدأت قبل نحو 3 أسابيع، عندما قبضت مديرية استخبارات الجيش على شاب فلسطيني ـــ سوري كان قادماً عبر مطار رفيق الحريري الدولي من إحدى الدول الأوروبية، إثر رصده لفترة طويلة خلال تردده الدائم إلى لبنان، علماً بأنه كثير السفر إلى اليونان ويحمل جنسية إحدى الدول الأوروبية.



وبعد التحقيق معه، أوقف عدد من الأشخاص الذين قال إنهم مرتبطون به. كذلك تم التعرف إلى عدد آخر من الأشخاص الذين لم يذكرهم، والذين دلت حركة اتصالاته الهاتفية عليهم. وقد أوقف الأشخاص العشرة في بيروت وفي محيط مخيم عين الحلوة، علماً بأن عدداً منهم يعمل في شركات تتولى نشر اللوحات الإعلانية على الطرقات العامة. وخلال التحقيق معهم، اعترف الموقوفون بأنهم يشكلون شبكة دعم لوجستي لمجموعة «فتح الإسلام» في مخيم عين الحلوة، وبالتحديد لكل من الأمير المفترض للتنظيم عبد الرحمن عوض وللرجل الثاني في التنظيم أسامة الشهابي، ولعبد الغني جوهر، المتهم بالضلوع في التفجيرات التي استهدفت الجيش في الشمال، والمتهم أيضاً بالتخطيط لتفجير دمشق الذي وقع خريف العام الفائت. وذكر مسؤول مطّلع على التحقيقات أن الشاب الذي أوقف في المطار كان يحضر معه أموالاً من أوروبا لدعم مجموعته، ويشتبه في أنه على تواصل مع شخص في اليونان لم يتم تحديده.




وعلم أن هذه المجموعة كانت في المرحلة الأولى قد أمّنت مبالغ مالية وجوازات سفر وبيانات هوية مزورة وأرسلتها إلى مخيم عين الحلوة، حيث تسلمها الثلاثة المذكورون أعلاه. وأضاف مسؤول رفيع أن عدداً من أفراد المجموعة الموقوفة كانوا يتنقلون بين مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة، بينما الآخرون كانوا يتحركون في الجنوب، ويقطنون في أماكن قريبة من مخيم عين الحلوة. وكان هؤلاء يسهّلون انتقال أفراد من «فتح الإسلام» من مخيم عين الحلوة وإليه، عبر تأمين محطات آمنة لهم ووثائق ثبوتية مزورة. وذكرت مصادر مطّلعة أن واحدة من أبرز المهام التي كانت موكلة إلى هذه الشبكة هي تهريب عدد من المطلوبين الموجودين في مخيم عين الحلوة، وأبرزهم أسامة الشهابي.



وقد عثر مع أفراد المجموعة على جوازات سفر مزورة تسهّل تهريب الشهابي وآخرين إلى خارج المخيم، ولاحقاً إلى خارج لبنان. ونفى مسؤولون معنيون بالملف أن يكون أفراد هذه المجموعة قد سهلوا انتقال المطلوب عبد الغني جوهر من مخيم شاتيلا إلى مخيم عين الحلوة نهاية صيف 2008. وأشارت مصادر واسعة الاطلاع إلى أن ما ضبط في حوزة أفراد المجموعة يدل على تهيئتها لعمليات تفجير تستهدف قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب والجيش اللبناني، إضافة إلى التخطيط لتنفيذ عملية ضخمة خارج الجنوب، من دون أن تفصح المصادر عن ماهية الهدف، مكتفية بالقول «إن التخطيط كان قد قطع شوطاً مهماً».



كذلك كانت المجموعة ذاتها تعدّ لتنفيذ عمليات تفجير في الداخل السوري، «وربما في أوروبا». ولفت بعض المراقبين إلى أن تنسيقاً وتبادلاً للمعلومات تمّا بين الجيش اللبناني وأكثر من دولة أوروبية خلال توقيف المجموعة المذكورة وبعدها، فضلاً عن إعلام قوات الطوارئ الدولية بما يعنيها من مضمون التحقيقات، إضافة إلى تبادل معلومات بهذا الخصوص مع السلطات الأمنية السورية.


وكشفت المصادر أن هذه الشبكة هي غير تلك التي أتى على ذكرها قائد الجيش العماد جان قهوجي في تصريحات سابقة، والتي كانت قد أوقفت بداية العام الجاري وتضم رؤوساً كبيرة من تنظيم القاعدة، بينهم كويتي وسوري وطاجكستاني.



وكان الجيش قد أصدر بياناً أمس ذكر فيه أن شبكة «فتح الإسلام» الأخيرة كانت ترصد مراكز صيرفة ومحالّ مجوهرات بهدف السطو عليها. وأضاف بيان الجيش «أن بعض هؤلاء الموقوفين يتخذون من عملهم في بعض المؤسسات الخاصة والمهن الحرة غطاءً للقيام بعمليات المراقبة والرصد». وبناءً على ذلك، دعت قيادة الجيش «أصحاب المؤسسات الخاصة والمهن الحرة إلى التأكد من الوضع القانوني للمستخدمين لديهم، أو طالبي الاستخدام، من الجنسيات الأجنبية كلها، وإبلاغ الجهات الأمنية المختصة عن أي وضع يثير الشبهات».


عدد الاربعاء ٢٢ تموز ٢٠٠٩