تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المتساقطون على طريق الدعوة، كيف ولماذا؟



من هناك
07-17-2009, 04:09 AM
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله سيّد المرسلين وقائد المجاهدين وعلى آله وصحبه وسلّم إلى يوم الدّين
لقد قلت في زمن سابق ..أنّ حال الأمّة كالجبل الذي نجد سرّ حياته وبقاءه وشموخه في قمّته وحالنا معها كأولئك الذين يستلّقونه بغية الوصول إلى قمّته والتي هي سبيل الفوز بالحفاظ على ثباته وبقاءه
منهم من يتعرقل في أول الطريق فيرجع ..ومنهم من ينخره كالسوس ليدمّر أساسه دون أن يشعر ..ومنهم من يصعد ويصعد ويصعد حتى إذا قارب الوصول تدحرج حتى استقر في منتصف الطريق فلاهو في أسفل الوادي ولا هو في قمّة الجبل!
ومنهم من يهوي ويهوي إلى أسفل القاع وكأنه لم يقترب من ريح القمّة ولم ير نورها
ومنهم من منّ الله عليه وثبّته وأعانه وربط على قلبه حتى وصل إلى رأس الجبل حيث الشموخ والعزّة وحيث النور الذي لاينقطع!
لست أتكلّم هنا عن الناخرين لهذا الجبل بمعاصيهم ..ولا لمن يهوي إلى قاع الوادي بانتكاسته عن دين الله وردّته عن الحقّ ولست أتكلّم عن ضعاف النفوس الذي يتراجعون عند أوّل عرقلة وليس عن منّ الله عليهم بالهداية والثبات حتى وصلوا إلى قمّته وحافظوا على دين ربّهم بثباتهم وبذلهم الغالي والنفيس دونه حتى يكرمهم ربّهم بما وعدهم من جنان وأنهار
إنّما أتكلّم عن أولئك الذين أبصروا نور الحقّ فرضوا بالدّون ..عند من لامست يداهم القمّة فسقطوا نصف المسافة فلاهم ممّن ثبت على الحقّ ونصره ولاهم من الذين لم يصعدوا !

عجيب أمر هذه الدنيا عندما تتفكّر فيها وفي حال من فيها !
أليس الله قد رفعهم وأعزّهم بقدر القوّة التي قبضوا فيها على دينهم؟وثبتوا فيها على الحقّ الذي يعرفون حين لم يخشوا في ربّهم لومة لائم؟
والله ماأعزّهم ولارفع قدرهم إلاّ هذا الدّين وبقدر مايكون لهم من الثبات عليه وعدم التنازل فيه من النصيب بقدر مايكون لهم من الفضل عند الله تعالى والدرجات الرفيعة التي لم ينلها إلاّ من جعل الحقّ قبل كلّ شيء!
إنّ السقوط لايكون بأخذ الدّين من أبوابه الثابته ومصادره النقيّة وإنّما يكون حين يؤخذ من نبع غير صاف سواء من رأي مرجوح أو دليل ضعيف أوسقطات من بطون كتب أو اجتهاد رجال أصابهم الهوى نسأل الله السلامة والعافية
فذاك يميّع دين الله تعالى بدعاوى السلم مع العدوّ الصائل وبدعاوى تسامح الإسلام ووحدة الأديان وتحريف العقائد كالولاء والبراء والكفر بالطاغوت
وذاك يفتي النّاس بما تطلبه أهواءهم متأوّلا للنصوص الصحيحة في هذا الباب مخالفا بذلك كلّ من سبقه في الفضل والفهم !
وآخر يقدّم شيكا مفتوحا بالفتوى لمن تولّى أمر المسلمين تزلّفا وتقرّبا إليهم فمن أراد أن يكون الكافر الصليبيّ وليّ أمر أرض المسلمين كتب بوجوب طاعته وتحريم الخروج عنه ومن أراد أن تكون المعازف حلالا لاستخدامها في المهرجانات والعروض الدولية كتب له بجواز ذلك ومن أراد أن تبقى علاقات المسلمين وطيدة مع من سبّ رسولهم وأهانه كتب بعدم صحّة مقاطعتهم وجواز التعامل معهم..

عباد الله ..

إنّ أهل القمّة هم أولئك الذين أخلصهم الله تعالى لدينه لالشيء سواه فهم يعيشون له وبه ومن أجله فقط يقول تعالى (قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أوّل المسلمين) إنّ الواحد منهم هو من جعل الله نصب عينيه وكلّ مادونه هباء فلا هو ينظر رضى النّاس عنه من حكّام أو أمراء أو محكومين بل يرى الحقّ والحقّ فقط وإن خالف هواه وهوى النّاس جميعا ومن أجل هذا الحقّ تهون النفس والدم والمال والأهل وكلّ شيء
بهذا قام ديننا وبهذا انتصرت دولة محمّد صلّى الله عليه وسلّم ومن أجل هذا فقط ضحّى خير النّاس من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأرواحهم وأنفسهم..
من أجل هذا فقط..صلب خبّيب الذي قال:

ولست أبالي حين اقتل مـسـلــمـا *** على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلـك فـي ذات الالـه وان يشـأ *** يبارك على أوصال شلو مـمـزع

ومن أجل هذا فقط ..كان بلال يكتفي بقول أحد أحد !
ومن أجل هذا فقط..شجّ وجه نبيّنا الأكرم خير البريّة صلوات ربّي وسلامه عليه وكسرت رباعيته !
من أجل هذا..كانت حنين واليرموك !
فبالله عليكم هل حقّ هذه الأمانة التي وصلت إلينا بنحورهم ودماءهم أن نذيبها في ماء بارد ونشرب منها بل ونسقيها أعداؤنا الذين غرقت أرجلهم بأنهار دمائنا؟
معهم في الحرب على الإرهاب"عفوا-الإسلام" ، معهم في تمييع عقائدنا ، معهم في تحرير مجتمعنا من قيود الشرع واللحاق بهم في مجتمعات الإنحلال والفساد والتي أوّلها حجاب مطرّز ملوّن واختلاط في عمل و و و...حتى يجتمع الجنسين في المقاهي الليلية والبارات بحدود الشريعة السمحة والدين الوسطي!!
وأخيرا..
إنّني هنا لست للتشمّت والعياذ بالله ولا للطعن واللمز في هؤلاء فلسنا ننكر الخير والفضل الذي عاد على الأمّة عندما كانوا فيها يلامسون القمّة.
بل من أجل أن يعلم السالكين أنّ هذا الطريق طويل وشاقّ وفيه مافيه من العوائق التي تجعل البعض يتهاوى أو يسقط وماذاك إلاّ ليحقّ قول الحقّ تبارك وتعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) وقوله تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إنّ نصر الله قريب)
وهي تذكرة للساقطين عسى الله أن يشرح للحقّ صدورهم ويعيد قلوبهم إليه
وهي سهم من نار لأولئك الشامتين من أعداء الحقّ والدّين سواء الكافرين أو أذنابهم من الليبراليين والعلمانيين وأمثالهم الذين يتلمسون السقطة من الصاعدين ليطعنوا في ظهر هذا الدّين
أقول لهم:
يقول الحقّ تبارك وتعالى (يا أيّها الذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)
لا تفرحوا ..فالله عزّ وجلّ حافظ دينه الذي تغصّ به حلوقكم
فمهما سقط من الساقطين سيبدل الله دينه بخير منهم يحملون الأمانة ويصعدون للقمّة يجاهدون ولايخافون في مسيرهم لومة لائم!
ويقول جلّ في علاه (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لايشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)
سيظهر الله دينه على أيدي عبيد مؤمنين يمكّن الله بهم الدّين ويدحر بهم كلّ عدوّ للحقّ ..حتى يبقى نور ذلك الحقّ ..وحده فقــط!!


أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإيّاكم من عباده المخلصين الثابتين ممّن يقوم دينه على أكتافهم ونفوسهم وأن يردّ على من حاد عن الطريق أو سقط إلى الحقّ ويهدي ضال المسلمين ويردّ كيد كلّ عدوّ للدّين وأهله على نح



أم مجاهد الشرقية