تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحداث الصين و ضرورات احترام القيم الدينية .



ali abusurra
07-15-2009, 10:14 AM
تؤكد انتفاضة سكان مقاطعة شنغيانغ في غرب الصين المعروفين بالأنغور الحاجة إلى احترام الخصوصية الدينية و الثقافية لكل أمة بحيث لا نشهد أحوال الإبادة الجماعية التي تجري هناك كما وصفها رئيس وزراء تركيا رجب طيب أوردوغان و تشهد تحقيق أماني السيدة ربيعة قدير زعيمة الإيغور بالحرية الدينية و الثقافية في الدينية و الثقافية في المقاطعة المعروفة تاريخيا ً بتركستان الشرقية .
و من المؤسف أننا في القرن الحادي و العشرين و في عصر تدفق المعلومة و حرية المعتقد أن نرى مسلمي الصين في وضع جائر و في سجن كبير في الهواء الطلق يجري التهديد بإعدام كل من ينادي بدينه و يجري إغلاق الجوامع في بلد يقول إنه يحترم الديانات .
الصين دولة شمولية لم تغادر موقعها ضمن هذا الإطار رغم الإنفتاح المحدود الذي تبلور خلال السنوات الماضية و نظامها يتعامل مع مواطنيه جميعاً بروحية الوصاية ، أكانو من المسلمين أم سواهم ، و في أي حال فهو نظام بالغ الحساسية حيال أي نشاطات تأخذ طابع التميز داخل الدولة ، فضلا ً عن أن تشتم منها رائحة الإنفصال ، و يلاحظ ذلك بوضوح في الموقف من ملف التيبيت ، فضلا ً عن الموقف من قضية تايوان ، الى جانب قضية مسلمي شينغيانغ .
من الواضح أن وضع المسلمين هو الأكثر تعقيدا ً ، و السبب هو وجودهم في منطقة شاسعة (حوالي خمس مساحة الصين )و عددهم حوالي عشرين مليون و غنية بالموارد ، ما يعني قابليتها للإنفصال لو توفرت الظروف المناسبة ، و هو ما دفع النظام الصيني إلى تغيير طبيعتها على الطريقة الستالينية ، عبر نقل أعداد من قومية الهان الصينية إليها ، ما أوجد قدرا من الحساسية العرقية في المنطقة .
لا خلاف على أن المسلمين في الصين يعانون كثيرا ً من منظومة القمع السائدة و حتى مسلسل الانفتاح النسبي خلال السنوات الماضية لم ينسحب على التعامل معهم بل يعانون من تهميش سياسي و اقتصادي حيث يحرمون من التمتع بالثروات التي تزخر بها مناطقهم الغنية بالنفط
و اليورانيوم و الفحم حتى ضمن منطق العدالة الجمعي لكل الصينيين .
و لن ينفع الصين أن تقول أن ثمة أياد أجنبية في توتير الأوضاع القائمة في الإقليم إذا ما ظل الحصار و التهميش الإقتصادي سياسة صارمة على المكونات الأثنية للمجتمع الصيني .