تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثمرآت البّر بالوالدين



عكرمه المقدسي
07-10-2009, 11:19 AM
ثمرآت البّر بالوالدين

طرق الباب طارق ورجل مسكين يجلس متصدراًالمجلس و نادى من يفتح الباب وحضر ابنه الشاب الذي لم يتجاوز السابعة و العشرين منعمره وعندما فتح الباب اندفع رجل بدون


سلام ولا كلام و لا احترام وتوجه نحوالرجل العجوز (الشايب ) و أمسك بتلابيبه وقال له : اتق الله وسدد ما عليك من الديونفقد صبرت عليك أكثر من اللازم ونفد صبري ماذا تراني


فاعل بك يا رجل ؟ وهناتدخل الشاب ودمعة في عينيه وهو يرى والده في هذا الموقف وقال للرجل : كم على والديلك من الديون ؟ فقال الرجل أكثر من تسعين ألف ريال


فقال للرجل : اترك والديواسترح وأبشر بالخير ودخل الشاب إلى المنزل وتوجه إلى غرفته حيث كان قد جمع مبلغامن المال قدره سبعة وعشرون ألف ريال من رواتبه التي يستلمها


من وظيفته والذي جمعه ليوم زواجه الذي ينتظره بفارغ الصبر ولكنه آثر أن يفك به ضائقة والده ودينه على أن يبقيه في دولاب ملابسه.


دخل إلى المجلس وقال للرجل هذه دفعة من دين الوالد قدرها 27 ألف ريال وسوف يأتي الخير ونسدد لك الباقي في القريب العاجل.


هنا بكى الشيخ بكاءً شديداً وطلب من الرجل أن يعيد المبلغ إلى ابنه فهو محتاج له ولا ذنب له في ذلك. ورفض صاحب الدين إعادة المبلغ مع إصرار الشاب على أن يأخذ الرجل المبلغ


، وودعه عند الباب طالبا ًمنه عدم التعرض لوالده و أن يطالبه هو شخصياً بما على والده و أغلق الباب وراءه .. وتقدم الشاب إلى والده وقبل جبينه وقال: يا والدي قدرك أكبر من


ذلك المبلغ وكل شيء ملحوق عليه إذا أمدالله عمرنا ومتعنا بالصحة والعافية فانا لم أستطع أن أتحمل ذلك الموقف ولو كنت أملك كل ما عليك من دين لدفعته له ولا أرى دمعة تسقط


من عينيك على لحيتك الطاهرة وهنا احتضن الشيخ ابنه و أجهش بالبكاء و أخذ يقبله ويقول الله يرضى عليك يا ابني ويوفقك ويحقق لك طموحاتك.


في اليوم التالي وبينما كان الابن منهمكاً في أداءعمله الوظيفي إذ زاره أحد الأصدقاء الذين لم يرهم منذ مدة وبعد سلام وعتاب وسؤال عن الحال و الأحوال قال له ذلك الصديق


الزائر : يا أخي أمس كنت مع أحد كبارالأعمال وطلب مني أن أبحث له عن رجل مخلص و أمين وذوي أخلاق عالية ولديه طموح وقدرة على إدارة العمل بنجاح و أنا لم أجد شخصاً


أعرفه تنطبق عليه هذه الصفات إلاأنت فما رأيك في استلام العمل وتقديم استقالتك فوراً ونذهب لمقابلة الرجل
هذاالمساء ؟؟!


فتهلل وجه الابن بالبشرى وقال إنها دعوة والدي وقد أجابها الله فحمد الله كثيراً على أفضاله وفي المساء كان الموعد المرتقب بين رجل الأعمال والابن . فما أن شاهده الرجل حتى


شعر بارتياح شديد تجاهه وقال : هذا الرجل الذي أبحث عنه فسأله : كم راتبك ؟ فقال : 4970ريال وهناك قال رجل الأعمال : اذهب صباح غدوقدم استقالتك وراتبك 15000 ريال


وعمولة من الأرباح 10% وبدل سكن ثلاثة رواتب وسيارة أحدث طراز وراتب ستة أشهر تصرف لك لتحسين أوضاعك .


وما أن سمع الابن ذلك حتى بكى بكاءاً شديداً وهو يقول : ابشر بالخير يا والدي . وهنا سأله رجل الأعمال عن سبب بكائه فحدثه بما حصل له قبل يومين، فأمر رجل الأعمال فوراً بتسديد ديون والده.


وكانت محصلة أرباحه من العام الأول لا تقل عن نصف مليون ريال إنه ثمرة طيبة لبر الوالدين وفك ضائقة المسلمين وسداد ديونهم.


تأملوا إخوتي عظم أجر البر بالوالدين فعاقبته تكون في الدنيا و الآخرة ووصيتي لكل قارئ ممن لازال والـــداه على قيد الحياة أن يغتنم برهــــما و لا يؤجل بره فإنه لا يعلم متى الأجل له ولوالديه ....


فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أوكليهما فلم يدخل الجنة ))


بر الوالدين شيء عظيم فلقد قرن الله رضاه برضاهماقال تعالى (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما )) الإسراء 23


ولقد كان ا لسلف رحمهم الله مواقف و آثار عجيبة في بر الأمهات فعن عبد الله ابن المبارك قال : قال محمد بن المنكدر: بات عمر يعني أخاه يصلي وبتأغمز رجل أمي ( أي يجسها ويكبسها بيده ليذهب ما بها من ألم ) وما أحب أن ليلتي بليلته.


وعن محمد بن سيرين قال : بلغت النخلة في عهد عثمان بن عفان ألف درهم قال : فعمد أسامة بن زيد إلى نخلة فعقرها فأخرج جُمّارها (قبها وشحمتها التي في قمةرأس النخلة) فأطعمه أمه فقالوا له : ما يحملك على هذا و أنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم؟ قال : إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتها.
لا أستطيع التعليق أكثر فالقصة مؤثرة و فيها من العبرة وحسن العاقبة الشيء الكثير أسأل الله أن يرزقنا البر بوالدينا وأن يثبتنا على ذلك وأن نكون قرة عين لهم و أن يرحمهم ربنا كما ربيانا صغيرا.



المراجع:
أين نحن من أخلاق السلف لعبد العزيزالجليل وبهاء الدين عقيل
رياض الصالحين
الفرج بعد الشدة والضيق ابراهيمالحازمي


فيا ملكاً قد أطبق الكون ملكُــه ... وخرّت له الأجسام رأسٌومنكِبُ
سألناك لا تغضب علينا وعافنا ... فوالله إنا من عذابكنرهـــــبُ


المصدر:موقع طريقالتوبة

عبد الودود
07-10-2009, 11:34 AM
بارك الله فيك أخي عكرمة على هذا النقل , لكن هناك تداخل بعض الحروف في بعضها مما يجعل فهم الكلام صعبا .

عكرمه المقدسي
07-10-2009, 11:42 AM
بارك الله فيك اخي الحبيب في الله عبد الودود لاحظت ذلك وقمت بتصليح الأخطاء