تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفريغ خطاب أمير المؤمنين / العز بصيانة الدين والعرض (ابو عمر البغدادي)



الزبير الطرابلسي
07-09-2009, 08:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


نخبـة الإعـلام الجهـادي

تقدمـ

تفريغَ خطابٍ صوتي لأمير المؤمنين

أبي عمر البغدادي القرشي

حفظه الله ونصره


بعنوان :

العز بصيانة الدين والعرض


الصادر عن مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي

يوليو 2009






إنّ الحمدَ للهِ نحمده ونستعينه، من يهدهِ الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبدهُ ورسوله.

أمّــا بـعـد .

فلقد قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَايَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * إِنَّمَا يَفْتَرِيالْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَهُمُ الْكَاذِبُونَ} .
احتفلت الحكومةُ الرافضية وعملاؤها بما أسموه اليوم الوطني للانسحاب الأمني من المدن العراقية إلى قواعدها.

وبدايةً أقول :

لا خلاف بين أهل العلم أنه حتى لو لم يكن للأمريكان المحتلين تواجدٌ إلا في بقعةٍ صغيرةٍ في صحراء العراق بعيدةٍ عن كل أشكال الحياة فإنه يجب على كل مسلمٍ فيه جهادهم حتى طردهم من هذه البقعة، كيف وهم أنفسهم يعترفون أن المحتل الأمريكي بكامل قوته وعتاده، والشركات الأمنية بكاملِ عددها وعدتها ما زالت تحتل البلاد، ولها حق التدخل في الشؤون العسكرية والأمنية والاقتصادية، بما فيه من حقِّ التصفية والقصف والتدمير والإرهاب والاعتقال، وحقِّ الدخول والخروج إلى البلاد وبلا أي نوعٍ من الرقابة أو التفتيش، وحق النهبِ والسرقة لمقدرات البلاد تحت عنوان حقُّ الاستيراد والتصدير وعدم الجمارك.
وكافةُ ما أفرزته هذه الاتفاقية من بنود الخيانة والخزي والعار. وإمعاناً في الكذب والتضليل والتزوير في حقائق التاريخ، خرجَ علينا رئيس البرلمان الحالي عضو التوافق والقيادي البارز في الحزبِ الإسلامي يقول : " إن هذا اليوم يثبت أن الخيار السياسي كان هو الخيار الصحيح".

ونقول بدايةً لهذا الرجل ومن سانده : إن جبهة التوافق بقيادة الحزب الإسلامي وللأسف لعبت وما زالت تلعب أقبح دورٍ في تاريخ أي جماعةٍ عميلةٍ خائنةٍ لدينها ثم لوطنها وإلى يومنا.
فقد وقَّع الحزب الإسلامي قائد جبهة التوافق على وثيقتي لندن وصلاح الدين، والتي تطلب من الأمريكان احتلال البلاد وقتلَ العباد، ثم رسَّخوا للاحتلال من خلال مشاركتهم في مجلس الحكم بقيادة بريمر , ثم رسَّخوا حاكمية الطاغوت وتنحيةِ شريعة ربِّ العالمين من خلال مشاركتهم في كتابة دستور علماني وتصويتهم بنعم لهذا الدستور، ثمّ محاربتهم لكل شريف في هذه البلاد وأعني المجاهدين الأبطال من خلال تشكيلهم للصحوات , وكما اعترف المجرم طارق الهاشمي أنه سيكتب التاريخ أنهم هم من أوجدَ الصحوات دعماً وتمويلاً، وأخيراً مطالبتهم المستمرة ببقاء الاحتلال إلى أطول فترةٍ ممكنة، ثم قننوا لهذا البقاء بتوقيعهم على الاتفاقية الأمنية, هذه الاتفاقية التي أوجدت كذبة السيادة الوطنية، ولنا مع هذا اليوم وهذه الاتفاقية وقفات:

أولاً: إنّ المحتل الأمريكي لم يأتِ للعراق كي ينسحب منه، إنّ الأمريكان غزاةٌ محتلون مدفوعون بأوهام عقدية ومصالح اقتصادية، تدفعهم إلى البقاءِ ودوام الاحتلال وبكل وسيلةٍ ممكنة، وأقل هذه المصالح العقدية حماية الدولة اليهودية، تنفيذاً لمطامع توراتية يطمح لها المجرمون.
ومن المصالح الاقتصادية : النفط، فمنطقة الخليج وحدها تحتوي على نحو 50% من الاحتياطي النفطي العالمي، وذلك وفقاً لتقدير معهد الخليج للدارسات الاستراتيجية، هذا مع عدم وجود أي بدليل معتبرٍ للطاقة إلى يومنا هذا، وتزايد الحاجة للنفط ونضوب آبار النفط في الدول المستهلكة بنسبةٍ تصل إلى 9% سنوياً في بعض الدول الكبرى كأمريكا وبريطانيا.

ثانياً : إن بقاءَ المحتل الأمريكي منتشراً في الأرض العراقية بهذه الجاهزية القتالية أصبح مُحالاً مادياً وعسكرياً.
أما مادياً : فقد أكدت التقارير والأبحاث أن الحرب على العراق هي السبب الأول والحقيقي وراء الأزمة الاقتصادية الكبيرة بأمريكا، وانعكاساتها على دولِ العالم، فقد أكد الحائز على جائزة نوبل أن تكلفة الحرب في العراق تبلغُ نحو 150 مليار دولار سنوياً، فتكاليف الجندي الأمريكي في تصاعد مستمر، ففي عام 2008 فقط تمَّ انفاق نحو عشرين مليار دولار لشراء عربات اكثر تحصيناً، وازدادت نفقات علاج الجنود الأمريكيين وعائلاتهم الجسمية والنفسية.
أدى انهيار الحلف الشيطاني للاحتلال الأمريكي للعراق إلى انتشارٍ أكبر للجيش الأمريكي وخاصةً بعدما فرّ شراؤكه الكبار من الساحة وبقيَ المحتل الأمريكي وحده مما فرضَ عليه انتشاراً أكبر وزيادة في مساحة الأرض التي يجب التواجد عليها وما ينتج عن ذلك من كلفة مادية وعسكرية .


ثانياً : أما عسكرياً : لقد أدرك المحتل الأمريكي أن الماردَ الإسلامي لا يموت وإن مرض، فلم تفلح كل الطعنات التي وجهها له الخونة ومن كل مكان وخاصةً بعد أن ثبت رجال الدولة الإسلامية ثباتاً عقدياً وعسكرياً وأخلاقياً، أذهلَ المحتل وأفقده صوابه, وكانت حرب الدولة الإسلامية على الصحوات وتحملها كلفة هذه الحرب العسكرية والمادية والإعلامية، وقدرتها على إفشال هذا المشروع الخبيث شاهداً على تطور العمل، فقد أعلنوا أنهم لن ينسحبوا من بغداد والموصل وديالى، ولكن بعد إعلان خطة حصاد الخيرِ المباركة والعودة الميمونة لتساقط الرقاب الأمريكية في المدن العراقية جعل قرارَ تركِ المدن ضرورةً عسكرية، وخروجٌ من فخِّ الاستنزاف الذي قاسوا ويلاته سنين طويلة, فكانت إذن الاتفاقية الأمنية وما نتج عنها ضرورة عسكرية.

فظهور جبهة قتالية قوية ومتصاعدة تُشكل خطراً كبيراً على الكفرِ برمته في أفغانستان وباكستان، وفي ظل السلاح النووي لباكستان والسلاحِ الطالباني وما تُشكله الإمارة الإسلامية من خطرٍ على الوجود الأمريكي في المنطقة، بعد أن أثبتت التقارير أن الإمارة بالفعل تسيطر على نحو 80% من مساحة أفغانستان، وهذا يستدعي مزيداً من القوات في تلك المنطقة وليس في قدرتهم إرسال جندي واحد دون سحب مثله من العراق، وأي سحبٍ من العراق يؤثر على التواجد القتالي في المدن، ويُعرض الجنود للخطر الحقيقي الكبير فكان لا بدَّ من الاتفاقية الأمنية حتى تحمي جنودها، هذا في ظلِّ بخلٍ أوروبيّ واضح، وعدم رغبة في إرسال أي قواتٍ إضافيةٍ إلى باكستان وأفغانستان.
إن الصناعةَ العسكرية برمتها في خطر حقيقي في ظل الانتشار العسكري بالعراق، فقد أفلست تقريباً الشركات الكبرى مثل شركة جنرال موتورز كبرى الشركات الأمريكية، وهي الشركة التي تقوم بصناعة معظم محركات الطائرات والسفن العسكرية الأمريكية فضلاً عن غيرها من الآليات.
كذلك أعلن البيت الأبيض عن التوقف عن تطوير أنواعٍ معينة من الطائرات والمشاريع العسكرية، وعليه فقد دخل البيت الأبيض في حوارٍ جاد مع روسيا للحد من التسلح وتخفيض الترسانة العسكرية في عجزٍ واضح للميزانية الأمريكية مما يذكرنا بحالة الاتحاد السوفييتي قبل انهياره، وهو ما نتوقعه قريباً إن شاء الله في ظل حكومة أسود واشنطن.
لهذا كله جاءت الاتفاقية الأمنية حمايةً للعدو الأمريكي وظهر جلياً خيانة من وقّع عليها وعلى رأسهم جبهة التوافق بقيادة الحزب الإسلامي.

ويبقى السؤال الكبير : وكيف استعد الأمريكان للخطر الناتج عن انسحابهم من القتال المباشر في المدن ؟

أولاً: الخطرُ الإيراني، لقد أدرك راعي الصليب أنه خسِر معركته السياسية مع مجوس إيران، وصار على قناعة أنه لا بدّ ولو مؤقتاً من إشراك الفرس الإيرانيين في شيء من الكعكةِ وإرضائهم ولو إلى حين، فتمّ الاتفاق بناءً عليه فقد مُررت الاتفاقية الأمنية بعد معارضة إيرانية، استلزمت رحلاتٍ مكوكية إلى إيران من الساسة العراقيين الخونة ومن كافةِ أشكال الطيفِ العقدي والعرقي، بما فيهم خونة جبهة التوافق وظهرَ واضحاً أثر هذا الاتفاق عندما اتخذ المحتل الأمريكي قرار تصفية أكبر ورقةٍ ضاغطةٍ عنده على إيران وهم مجاهدي خلق، فهي جماعةٌ عسكريةٌ متمرسةٌ في قتالها مع الإيرانيين، فبعد أن سحبوا سلاحهم حاصروهم وأخبروهم بضرورة مغادرة العراق إما إلى إيران التي أصدرت عفواً عاماً إذا عادوا إليها، بناءً على الاتفاق الأمريكي أو إلى دولٍ أخرى، وعليه أصدرت محكمة العدل الأوروبية قرارها الشهير بإسقاط منظمة خلقٍ من قائمة المنظمات الإرهابية في العالم، وظهرَ واضحاً هذا الاتفاق في النبرة الهادئة لساسة البيت الأبيض بخصوص أزمة الانتخابات الإيرانية، بينما كان صوت البريطانيين أقوى بعد أن خرجوا من عنقِ حصار قواتهم بالبصرة وهروبهم المبكر، ولقد أدى الاتفاق إلى مخاوف حقيقية عند الدول العربية والتي أمعنت في العداء للفرس المجوس إرضاءً للسيد الأمريكي مما استلزم من وزيرة الخارجية أن تقوم برحلاتٍ تطمينية إلى هذه الدول.

ثانياً: خطر دولة العراق الإسلامية وحلفائها في ظل أي ترد للوضع الأمني، خاصةً بعد الانحسار الواضح لجماعات الخيانة والعمالة، ولا بدَّ أن يعلم الجميع أن الخطر الحقيقي والوحيد تقريباً الذي تخشاه ولا تريد أن تراه أمريكا أبداً هو هيمنة الدولة الإسلامية مرةً أخرى على حكم العراق والعودةُ إلى السيطرة الكاملة, فلا شيء غير الإسلام يخشاه الغرب, ولاشيء غير عقيدته يهدد كيانهم ووجودهم,
ولا يمكنُ التفاوض معهم والوصول إلى حلول وسط، ولذا جهزت أمريكا وعملاؤها في دول المنطقة المحيطة ببلادنا الخيار الثاني، وهو خيار فقط في حالة التدهور الكبير وفرار عصابة المنطقة الخضراء والمتحالفين معها من خونة التوافق وعلى رأسهم الحزب الإسلامي.
فلعبة صناعة القادة والزعماء يُحسنها الغرب جيداً وكثيراً ما استخدمها وأثبتت فاعلية كبيرة، فيُنفى الزعيم بعد تضييق وملاحقة، ثم يعود بعد ضغوط ومطالبة من الجماهيرِ ليستلم زمام الأمور, هذا ما يدور اليوم بشأن البديل عند الانهيار، فقد بدأت الخطوة أولاً أمريكية خالصة ثم رافضية المطبخ ثم إقليمية الانتاج، فقد شاهدنا وشاهد الجميع واستغربوا واستغربنا صورة هذا الشخص أو ذاك منشورة ومُعلقة على الجسور مكتوبٌ تحتها مطلوبٌ للقوات الأمريكية إلى جانب صورة الزرقاوي -رحمه الله-، في حين يقيمون في بيوتهم يستقبلون الوفود ويقيمون الولائم ويتحدثون على شرفِ المجاهدين، وعلى بعد أمتارٍ تربض القوات الأمريكية التي تطلبهم للاعتقال بينما قصفت عشرات البيوت حتى قُتل الزرقاوي.
ثمّ ازدادت اللعبة اتساعاً والصناعة دقة ودهاءً فتم إعداد مسرحية النفي تحت مسمى طلب الاعتقال، وفي المنفى فُتحت الأبواب مُشرعة لإيصال "أمانة الكلمة والحق" إلى الجماهير "المحبة" ! فأنشأت الفضائيات عالية التجهيز والتكليف والتي تعجز بعض الدول عن إنشاء واحدة مثلها فضلاً عن أكثر من واحدة.
وبدأت تبثُّ بطولات الزعماء وأمجادهم التاريخية وثباتهم على المواقف البطولية مع محاولة تشويه صورة رجال الجهاد الحقيقي في الميدان، وتصويرهم على أنهم أغبياء سياسياً وحمقى إعلامياً وقَتَلةٌ ميدانياً، ويسعون إلى تفتيت البلاد وقتل العباد، ثم سارع إلى مباركة أقوال الزعماء أسماءٌ وهمية لجماعات من مخيلة من ألَّفها مع بعض الحقائق الميدانية تماماً كالكهان, حقيقةٌ مع مئة كذبة، وظهرت فجأة وبكثرة بطولات لجماعات وجيوش بأسماء الكرّار والجرّار والبتّار !



مِمَــا يُـزَهِدُنِـي فِي أَرضِ أَندَلُـسِ *** أسمَـاءُ مُعتَمَــدٍ فِيهَــا وَمُعتَضَـدِ
أَلقَابُ مَملَكَةٍ فِي غَيرِ مَوضِعهَا *** كَالهِرِّ يَحكِي انتِفَاخَاً صَوَلةِ الأَسَدِ


ثمّ باركت الأسماء الحقيقية منها والوهمية الزعماءَ الجدد في مسرحيةٍ للالتفاف على دولة العراق الإسلامية، بدعوى أنها لا تمثل إلا عشرةً في المئة من الجهاد ولا تمتلك مشروعاً سياسياً فضلاً على أنها على حد كذبهم منبوذة اجتماعياً وكأنهم جاؤوا من الفضاء، وبدأ الترويج للفكرة إعلامياً والتحرك لها ميدانياً استعداداً ليوم التغيير القادم بدماء أبناء الدولة الإسلامية والصادقين في هذه البلاد.
ولذا فقد كثر في الآونة الأخيرة ترديد كذبةٍ صدّقها من يحاول أن يروّج لها مفادها أن الجهاد في العراق لا يمتلك مشروعاً سياسياً ولا واجهة حقيقية تمثلهم ! وإنا لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل , فقد جعلتم من شهدَ الله لهم بالتوفيق والسداد أغبى الناس وأبعدهم عن فِهم ما يُصلح جهادهم قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }، قال صاحب أضواء البيان : "ذكر جلّ وعلا في هذه الآية الكريمة أن الذين جاهدوا فيه أنه يهديهم إلى سبيل الخير والرشاد وأقسم على ذلك بدليل اللام في قوله { لَنَهْدِيَنَّهُمْ } " اهــ .
فإن أهل الثغور ومَن في الخنادق تكفل الله بهدايتهم إلى سبيل الحق في الدنيا والآخرة فجهادهم لأهداف واضحة ولمشاريعٍ بينة، يرددها صغيرهم و كبيرهم لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، هذا هو مشروعنا السياسي وهدفنا الأساسي، ولذلك أعلنا دولة الإسلام في بلادِ الرافدين.
وعجباً يا قوم هل من رفعَ شعار العلمانية باسم الديمقراطية، والمطالبة بعودة البعث مشروعاً سياسياً ؟ ودولة العراق الإسلامية ليست مشروعاً سياسياً!
هل الارتماء في أحضان البعث السوري والحكم النصيري والظهور في فضائياتهم هو مشروع سياسي ؟ ودولة العراق الإسلامية ليست مشروعا سياسياً!
وهل الجلوس في فنادقِ عميلِ اليهود، وربيب الخيانة ابن الحسين بالأردن مشروعاً سياسياً ؟ ودولة العراق الإسلامية ليست مشروعاً سياسياً!
وهل الخيانة في غرفِ مخابراتِ عمر سليمان بمصر والتوسل إلى من يقتل أهلنا في غزة مشروعاً سياسياً ؟ ودولة العراق الإسلامية ليست مشروعاً سياسياً !
ثمّ خبروني يا قوم من هم واجهة المجاهدين ؟ هل من جلسَ في بيته ولم يُغبر قدمه يوماً في سبيل الله وقتال المحتل يحق له أن يكون واجهة للمجاهدين ؟ وهل من غادرَ العراق وتركَ أهله في محنتهم منذ سنين طويلة فلم يمسح دموعهم ويداوي جريحهم ويدافع عن أعراضهم يحقُّ له أن يكون واجهة للمجاهدين ؟

ثمّ خبروني يا قوم هل اتسع العراق ورحُب بأبي مصعب الزرقاوي وأبي قسورة المغربي وأبي أسامة التونسي وأبي دجانة اليمني حتى قتلوا بين رجالها ودفاعاً عن أعراض نسائها، وما زالَ يتسعُ للكثير الكثير من المهاجرين اليوم، ولم يتسع لفلان الشمري والجنابي والدليمي؟! ما أبعدكم عن الإنصاف !
فهل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة إلى مكان آمن بحجةِ كيد اليهودِ ومكرِ المشركين أم أنه جلس في موطن الخوف لا ينام الليل حارساً لنفسه تارة ويحرسه أصحابه تارةً أخرى، يحفر الخندق ويتقدم الجيوش ويربط بطنه من الجوع، أم أن تغير الزمان يغير الشريعةَ والاحكام؟
روى أحمد وابن أبي شيبة بسند صحيح، عن عليٍ -رضي الله عنه- قال : " لقد رأيتنا يوم بدرٍ ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشدِّ الناس يومئذٍ بأسا".

ثمَّ أليست الدول التي يتوسلون إليها اليوم ويسعون إلى فتاتِ ما ترميه إليهم من مطامع في الحكم والسياسة، هي نفسها الدولُ التي شاركت أولاً في حصارِ العراق حتى ماتَ أطفالها وأُنهكت قوتها، ثمّ أليست هي نفسها الدول التي شاركت مشاركةً مباشرةً في احتلال العراق من الصليبيين، ألم تفتح مصر قناة السويس أمام البارجات الأمريكية الزاحفة لتدمير البلاد والعباد ؟ ألم تنطلق الطائرات الصليبية من السعودية لقصف العراق ؟ ألم تدخل الجيوش الصليبية من الأردن إلى منطقة H3 في المنطقة الغربية ؟
ألم تكن الكويت وما زالت أكبر معسكرٍ ومنطقةٍ للزحف نحو العراق وتدمير أرضهِ وإهلاك زرعه ونسله ؟ خبروني عن السر الذي جعل هؤلاء ينقلبون فجأة ويصيرون رحماء منصفين لبلادنا وأهلينا والقوم هم هم أنفسهم ؟ خبروني ما هو السرُّ الذي جعلَ مجلس الأمة الكويتي يطالب بأن يكون التجمع الفلاني ممثلاً للمجاهدين ؟ وكيف صارَ فجأةً من هلل لقتل أهلنا وتدمير بلادنا راعياً لجهادنا وحامياً لراية الدين ؟

إننا اليوم نشهدُ أكبرَ سرقة في تاريخ جهادنا ببلاد الرافدين , نشهد تشكيل تجمع للصحوة في صورته الجديدة وميلاد لشيطان رجيم، على غرار منظمة التحرير الفلسطينية لتمييع القضية وسرقةِ دماء الشهداء، وإننا نقول للقوم عودوا إلى رشدكم وتوبوا إلى بارئكم فلسنا نُحب أن نعاديكم إنما نُحب لكم الخير في الدنيا والآخرة ولا خير أعظم من التوبة إلى الله ثم الرجوع إلى صف الجهاد والمجاهدين وتركِ باطل الشركِ والمشركين.

اسمعوها جيداً يا قوم : لقد ولى زمان الوطنية والقومية والبعثية ودُعاتها إلى غير رجعةٍ إن شاء الله، وإنا لنحسب أن هذا زمانُ حَمَلة راية لا إله إلا الله، ولقد رأيتم أن أعداءنا على جشع مطامعهم وشدة تناحرهم جمعتهم عقائدهم الفاسدة , فمالنا لا نجتمع على عقيدتنا الصافية ولا مطمع عندنا إلا حكم الله في أرضه على منهج السلف الصالح.
فمدوا أيديكم على ذلك , فإن الثلاثي الرافضي الحاكم في بغداد فيلق بدر - حزب الدعوة - جيش المهدي , ثلاثيٌ عقديٌ خطير تربى في أحضان المدرسة الخمينية الثورية الرافضية، والتي تحمل عداءً وحقداً قل نظيره لكل ما هو سُني أولاً وعربيٌ ثانياً، كرّسته سنون الحرب العراقية الإيرانية والدعم الرسمي للنظام البائد, جاء هذا الثلاثي إلى الحُكم بخطة خطيرة تحمل هدفاً استراتيجياً بعيداً يتم التوصل إليه بأهدافٍ مرحليةٍ تكتيكية.
أما عن هدفهم الأساسي والذي يسعون له بكل قوة هو أن يصبح العراق دولة رافضية يعيش فيها على حدِّ زعمهم أقلياتٌ عرقيةٌ ودينيةٌ على غرار إيران الرافضية الخمينية، ويسعون لذلك بكل وسائل الحيل والخدع والمكر التي اشتهر بها الفرس عبر تاريخهم والتي تُميز ثقافة السياسة الإيرانية المجوسية اليوم، فقد تكرَّس مفهوم الحكم الشيعي لبلادنا تحت دعاوى عدة, وكما صرح قبل أيام القبنشي : "إن العراق لن يحكمه إلا الشيعة" ! فقبلوا بمكر بما أسموها الديمقراطية التوافقية والتي تسمحُ في ظاهرها بشيءٍ من الكعكة والجزرة لخصومهم وذلك لإضفاء الشرعية القانونية الطاغوتية، على نظامِ الحكم القائم أولاً، وعلى ترسيخ دعائم وجود الاحتلال ثانياً, وللأسف سارعَ غثاء السنة وبلهاءُ القوم لالتقام الطُّعم والوقوع في فخِّ ما أسموه بالعملية السياسية، وصدقوا كذبة الديمقراطية حتى إذا اشتدّ عود الرافضة وثبتوا دعائم حكمهم بجيشٍ رافضي وشرطةٍ مرتزقةٍ إجرامية، وعشرات الميليشيات والعصابات التابعة للأحزاب الحاكمة، وبكل الطرق القانونية الوضعية اللازمة عملوا وبمختلف الوسائل على إضعاف أهل السنة, فحاربوهم بأنفسهم بمشروع الصحوات الخبيث فلما ظنوا النجاح التفتوا إلى شركائهم في السياسة والحكم من خونة السنة فصادروا كرامتهم وحريتهم وبمختلف الطرق الدستورية الوضعية التي وافقوا عليها وشاركوا في تزويقها للأمة, فأسقطوا الحصانة عن النواب البرلمانيين السنة فحسب واحداً تلو الآخر، فهربَ عبد الناصر الجنابي وهو من اللجنة المشاركة في كتابةِ الدستور, وفرَّ الدايميّ, وصدرت هذه الأيام مذكرةُ اعتقالٍ بحق حسن ديقان وكذلك بحق محمود المشهداني، وهناك مشروعٌ جاد لإسقاط الحصانة عن عدنان الدليمي وعددٌ آخر من نواب السنة في البرلمان, والهدف الرافضي من ذلك هو جعلُ المشاركة السنية في العملية السياسية من اليوم فصاعداً أشبه بعرائس مسرح الشمع تُحركها أيادٍ مجوسية في قم والنجف فعشرات التهم والقضايا جاهزة التلفيق حاضرة وباعترافات الشهود لكل من يعارضهم أدنى معارضة، ولو كان في حقيقة أمره كلباً وفياً وباسم الديمقراطية والقانون، تماماً كما يفعلُ أسيادهم في طهران بأهل السنة من البلوش والأكراد والفرس.

وحسبك بمسرحية اعتقال العبد الفقير وما كالوا فيها من اتهامات لخصومهم , فالرافضة أكذب الناس وأكثرهم تصديقاً للكذب كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

ولذا أدركَ المنتفعون الخونة من ساسةِ السنة هذه الحقيقة، أنه لا بقاءَ لهم بجانب كرسيّ الحكم ما لم يُقرّبوا القرابين أمام ضريح الخميني، فتقاطروا على إيران وصرّح بكل وقاحةٍ وصراحة النائب عن التوافقِ والحزب الإسلامي عمر عبد الستار الكربولي أنهم في الحزب الإسلامي لهم لقاءاتٌ رسمية وغير رسمية بقادة جمهورية إيران، أما عن الرسمية فعلمناها -أو علّمونا إياها-، خيانةٌ وتسليم للبلاد والعباد باسم السياسة , فليتفضل ساسة التوافق ليخبرونا ماذا يقصدون بغير الرسمية ؟ وهل غير التجسس والخيانة لصالح ايران ؟
ولحقَ بالقاطرة , قاطرةِ العمالة, كلاب الصحوات الذين مافتئوا يدندنون أنهم وعصابتهم يقاتلون عملاء إيران، فأعلنت فضائية الشارقة الرجوع الميمون لأرض الوطن للزعيم حميد الهايس من زيارة إلى طهران قدمَّ خلالها قرابين الولاء والطاعة علماً أن المذكور لا يشغل أي منصبٍ رسمي.

وخلاصة القول أن الثلاثيّ الرافضي الخميني الحاكم في بغداد، يُريد أن يستأثر بالسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، سامحاً بمشاركةٍ هزيلةٍ صوريةٍ لأقليات عرقية ودينية، كما يزعمون في العملية السياسية، تمهيداً لإكمال الشريط الرافضي من طهران إلى بيروت.
فحتى المناطق السُنية الخالصة في الأنبار والموصل وكركوك تحركت أطماعهم الخبيثة إليها,
فطالبوا بضم النخيب إلى محافظة كربلاء تحت زعم الاستثمار في قلب الصحراء بينما تغرق مدينة كربلاء في بحور من الظلام والصرف الصحي.

وأما عن أطماع الرافضة والكرد في الموصل الحدباء وكركوك فأصبحت جلية للعيان , فقد أبدى المالكي وعادل عبد المهدي تعاطفهما وتأييدهما لمطالب رافضة التركمان في تلعفر والدوز كمحافظتين رافضيتين بعد اقتطاعهما من الحدباء وكركوك , بينما كانوا في عز الدولة الإسلامية يحلمون بالمرور على سريع الأنبار مروراً , ويتوسلون بالعيش في تلعفر عيشاً آمناً تحت سلطتنا. كما طالب الكرد بانفصال سنجار وشيخان , وضموا في دستورهم الجديد كامل كركوك وأجزاء من ديالى وصلاح الدين .

فقولوا لي بربكم يا أهل السنة : ماذا بقي لنا من أرض وكرامة في ظل ساسةٍ خونة يمثلونكم ويتاجرون بدمائكم ؟

أما عن أعراضنا فقد ولغ في عفتها كلاب الحكومة المجوسية الرافضية وأعوانهم ممن شاركهم الحكم و الظلم , فقد كثرت في الآونة الأخيرة جرائم عناصر الشرطة والحرس بحق أبناء أهل السنة وبوتيرة تصاعدية غريبة شملت كل المناطق السنية وعلى مرأى ومسمع من حكام المحافظات السنية ومديري الشرطة المنتسبين إلى جبهة التوافق والحزب الإسلامي , فشهد عهد مأمون سامي العلواني محافظ الأنبار سابقاً والعضو البارز في الحزب الإسلامي انتهاكاً خطيراً وعظيماً لكرامة وعفة أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا في تلك المحافظة دون أي رادع أو محاسبة لأي مجرم , فما زال من اغتصب أعراض العفيفات من شرطة حديثة والرمادي حراً طليقاً, بل إنه في الفلوجة قام أحد كبار ضباط الشرطة باغتصاب مسلمة حرة من أهل المدينة بعد أن خدرها بمخدر وقام بتصويره ضابط آخر , وإمعاناً بالإجرام نشروا الشريط في مدينة المساجد يظهر فيه بوضوح صورة الضحية والمجرم , ومع ذلك لم يتخذ مأمون أي إجراء ضد قائد الشرطة في المدينة أو أي من قادة الأجهزة الأمنية الذين ينتمون إلى الحزب الإسلامي .
إن أهل الفلوجة تعرضوا لحالة قمع منعتهم حتى من تسيير مظاهرة تنديد بمن اغتصب عرضهم وهتك كرامتهم ونشر ذلك على الملأ , فعقب معارك الفلوجة الثانية كتب الجنود الرافضة على جدران المدينة في غير موضع : ( اليوم دياركم و غداً أعراضكم ) , وبالفعل نفذ المجوس وعدهم ولكن بيد عملائهم من شرطة الحزب الإسلامي وجبهة التوافق .
هل هذه بحق هي المدينة التي رفعت راية الجهاد وسطرت أروع أمثلة الفداء والبطولة , ولم ترضخ لجبروت المحتل الصليبي وعملائه ؟ هل هذه المدينة التي امتزجت فيها دماء الشهداء من المهاجرين والأنصار ؟

يا أهل الفلوجة قد كنتم تنامون في بيوتكم آمنين على أعراضكم والأسود في الخنادق والحفر تحت حر الشمس ولهيب القذائف تحرسكم من عدوكم في الصناعة و النعيمية والجولان وجبيل , فلماذا استبدلتم الأسود بالثعالب حَرَساً لأعراضكم ؟
لقد كنتم وما زلتم لنا أهلاً, وكنا لكم فخراً, فما ضركم منا يا عباد الله غير التضحية في سبيل الله وإعلاء كلمة الله ؟

وأما في مدينة تكريت قام قائد الشرطة نفسه باغتصاب فتاتين ومن نفس عشيرته الجبور وبمعونة ضابطين كبيرين وفاحت رائحة الخبر في المدينة, وما زال المجرمون طلقاء إلى يومنا في ظل حكم مطشر محافظاً لصلاح الدين وهو عضو الحزب الإسلامي البارز وجبهة التوافق.

وفي ديالى فحدث ولا حرج خاصة عقب الحملات الرافضية الأمريكية الشرسة على أسود ديالى, فالجميع يعلم دور جبهة التوافق في هذه الحملة, وكيف كانوا وما زالوا نِعم العون والمدد للرافضة الذين بدؤوا يذيقون أهل السنة من كأس الردى التي طالما شربوا منها, وبدأ التعرض للأعراض يفوق حد الوصف.

فإني أناشد كل النساء تحت سن الخمسين عاماً أن يمتنعن من زيارة ذويهم في السجون والمعتقلات الأمريكية والرافضية وفي أي مكان كان, فكفى ما حدث ويحدث عند الزيارة من إساءة, ولكم علينا أن ترين دماءنا تسير تحت أسوارها حتى ترين أهليكم أحراراً .



قالت بدمعٍ لا يجف بلائي *** ولغ الكلاب بعفتي وحيائي


عقروا عفافاً ما فتئتُ أحوطه *** أين الرجال ونخوة الشرفاءِ


فلسنا من يذرف الدموع , ويبكي قاعداً مثل النساء, فما كان ولن يكون هذا سبيلنا, فإن دماءنا ترخص دفاعاً عن الدين والعرض .



ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا *** ولكن على أقدامنا تقطر الدِّما


فيا شباب الإسلام وأبطال دولته الكرام : قوموا إلى أعداء الله الخونة قومة الأُسد الجائعة.
إياكم أن تثنيكم عن هدفكم الجراح, أو أن تضعوا عن كاهلكم السلاح .



وصار كليث الغاب يحمي عرينه *** فترضى به أشباله وحلائله


عطوفٌ حليمٌ حين يُطلب حلمه *** وسم زعاف لا تصاب مقاتله


اعملوا السيف في رقاب أعداء الله الخونة, وارفعوا الهمم بجميل فعالكم وقوة نزالكم.
طهروا الأرض من الخونة وعملاء الرافضة .
اسكبوا دماءكم رخيصة في سبيل الله , ثم دفاعاً عن أعراض الحرائر العفيفات.



تراه إذا ما الموتُ حَلّ بورده *** ضروباً على أقرانه بالصفائح


ولا يهولنكم نباح الكلاب وعواء الذئاب ودوي الزنانير, فهم حتماً إلى زوال , وأحقر من أن يقفوا أمامكم ساعة, فلسيت الشجاعة لهم ببضاعة.

شدوا عليهم تجدوا معية ربكم ومعونة ملائكته الكرام فهم عون لمن صبر وثبت لا لمن جزع وفرّ .
فيجب على كل مسلم قدر الله حق قدره وعظم دين الله وشرعه أن يبذل نفسه رخيصة في سبيل الله.
تراصوا في جهادكم, واقتربوا والتحموا ببعضكم, وإياكم والخلاف والبغضاء.



يا آل عمرو أميتوا الضغن بينكمُ *** إن الضغائن كسرٌ ليس ينجبرُ


فكونوا كما قال الله تعالى في كتابه : { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ } .

مدوا أيديكم لكل مسلم يريد الخير للبلاد والعباد مهما كانت معاصيه وذنوبه ما لم تكن من نواقض الدين .



أخاك أخاك إن من لا أخا له *** كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح


وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه *** وهل ينهض البازي بغير جناح


واعلموا أيها المسلمون, أيها المجاهدون أن دين الله شرفكم وعزكم, وحفظ أعراض العفيفات المسلمات فرض دونه دماؤكم, فالعز بصيانة الدين والعرض.


والله أكبر

الله أكبر



والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون



أخوكم

أبو عمر الحسيني البغدادي




ولا تنسونا من صالح دعائكم
منقول من منتديات الفلوجة الاسلامية