تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : «أحمد منصور» الذي بكي..وأبكاني..!!



no saowt
10-01-2003, 05:07 AM
لا حول ولا قوة إلا بالله...


د. محمود جامع
. في برنامجه الشيق [شاهد علي العصر] في قناة الجزيرة.. تابعت في الأسبوع الماضي المذيع المتألق الشاب المسلم التقي النقي (أحمد منصور) في حوار تاريخي ممتع مع الأخ المجاهد (أحمد أبو صالح) عضو مجلس قيادة الثورة في سوريا أيام الوحدة الوطنية مع مصر برئاسة عبد الناصر.. في حلقات متتالية.. تكشف فيها كثير من الحقائق الغائبة.. ووضعت النقط علي الحروف في كثير من الأحداث الغامضة.. ويذكرنا بأشياء طواها النسيان.
. والحقيقة أن أحمد منصور ينتقي من يحاورهم في هذا البرنامج التاريخي العميق الممتع.. ويدرس مسبقًا وبعناية وعمق كل المواضيع المثارة في الحوار حتي يخرج البرنامج في صورة موضوعية راقية ومفيدة وهادفة.. وليأخذ الجميع حكامًا ومحكومين العبرة كل العبرة.. فيما جري من أحداث جسام.
. وقد يأخذ البعض علي أحمد منصور أنه في بعض الأحيان يستفز محدثه, أو يقاطعه أثناء الحوار, أو يستدرجه بطريقة معينة.. ليبوح بالأسرار المكتومة, ولكنه في تقديري.. هو فن إخراج الحقائق المدفونة والمنسية.. صريحة واضحة دون زيف أو بهتان.. وفي النهاية أشعر باحترام ضيف البرنامج الشديد وتقديره وحبه لمحاوره أحمد منصور.. بعد حلقات طويلة فيها الشد وفيه الجذب.. وفيها الدراما الحزينة, والكوميديا الراقية.
. وقد يغلب أحمد منصور شعوره كبشر أو كإنسان متحضر ذي إحساس مرهف .. وقلب رقيق.. فتغلبه مشاعره الفياضة.. وتظهر انفعالاته قولاً وتعبيرًا ظاهرًا فياضًا علي الشاشة .. تجاه بعض رموز الحكم الظالمين, أو الطغاة الدكتاتوريين الذين أذلوا شعوبهم أو أهانوهم أو اغتالوا أموالهم أو حرياتهم أو مقدراتهم.. أو خانوا الأمانة.. وحادوا عن طريق الحق والمبادئ القويمة..
. وهذا ما حدث في الأسبوع الماضي في حواره مع السيد أحمد أبو صالح وهو رجل كما يبدو.. خفيف الظل.. طيب القلب.. مخلص كل الإخلاص لعروبته وقوميته ومبادئه.. التي جاهد وعاني كل المعاناة في سبيلها.. وقد أخذ يروي في حلقات متتابعة ممتعة رائعة.. الأحداث المذهلة أيام الوحدة السورية مع مصر أيام عبد الناصر.. وكيف حدثت ويروي ما حدث فيها من تجاوزات وأخطاء من عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وبطانتهما.. مما عجل بفشل هذه الوحدة.. وطرد عبد الحكيم عامر بملابس نومه من دمشق هو وأعوانه في ليلة حزينة وظروف دامية.. وخرج عبد الناصر عن صوابه وأرسل قوات الصاعقة لتنزل في اللاذقية وتقاتل القوات السورية.. ولكنه عاد إلي صوابه وانسحب من المعركة حقنًا للدماء, وخوفًا من الفضيحة.. وكانت ضربة قاصمة لعبد الناصر.. أصيب بسببها بالسكر البرونزي وتداعت صحته تداعيًا جسيمًا كما أخبرني السيد حسين الشافعي.. وكما عبر عنها أنيس منصور تعبيرًا ساخرًا أن عبد الناصر ثار [1948] وانتصر [1952] ومرح [1956] وذبح [1961ّ في سوريا ومات [1967] عند الهزيمة ودفن [1970].!!
. ومما ذكره السيد أحمد أبو صالح أن نائب رئيس الجمهورية صلاح البيطار ونواب رئيس الوزراء والوزراء السوريين عندما كانوا يطلبون مقابلة عبد الناصر أثناء الوحدة.. كانت تتم المقابلة بعد شهرين.. كما ذكر أن قيادات سوريا من العسكريين والمدنيين كانوا يتعرضون للإهمال والإهانات والتفرقة بينهم وبين القيادات المصرية, وأن عبد الناصر وقف يخطب في الشعب السوري المحتشد لسماعه في خطبة مذاعة في أحد ميادين دمشق.. ويقول إن أي قيادة سورية سياسية تعارضني سأضربها [بالجزمة] .. مثلما كان يفعل [خروشوف] مع قيادات الاتحاد السوفيتي.. ولعلنا نذكر أن خروشوف في هيئة الأمم المتحدة خلع حذاءه وهو يخطب ووضعه علي المنصة ولوّح به بيده مهددًا..
. كل هذه المظاهر علامة علي انحرافات أعوان عبد الناصر والمشير عامر الأخلاقية وسلوكياتهم. وانحرافاتهم المعروفة لكل الشعب السوري ذلك تسبب في فشل الوحدة.. وتعدد الانقلابات.
. وشرح أحمد أبو صالح ظروف اعتقاله وإدخاله سجن المزة مع بعض القيادات الوطنية.. وشرح طريقة تعذيبهم جميعًا داخل زنازينهم.. وكيف كان أحد حراسه وهو في السلطة يعذبه ويضربه.. وكيف صعق بالكهرباء في أماكن حساسة من جسده والخازوق والدولاب وكيف كان يمكث ثلاثة أيام من غير أكل ولا نوم.. وكيف كان ينام واقفًا ورأسه مدلاة من فتحة في دولاب.. وباقي جسده في دولاب مبطن بالزنك ودرجة حرارته تحت الصفر. وأخذ يحكي ويحكي بأسلوب درامي حزين.. حتي انفجرت عينا أحمد منصور بالدموع.. ثم البكاء.. ثم النحيب.. وتعقدت الألسن.. وتوقف الكلام.. وظهرت المشاعر الحزينة الفياضة علي الشاشة ولعبت الكاميرا دورًا رائعًا في إخراج هذا المشهد الدرامي الحزين.. والدموع سخينة.. والإخراج سخين معبرًا كل التعبير.. وحقائق التاريخ ظهرت وهي لا تكذب ولا تتجمل.
. فوجدت نفسي أيضًا أبكي وأنتحب.. وانهمرت دموعي السخينة رغمًا عني وأخذت أتذكر مظهر ضربي وإهانتي وتعذيبي أيام عبد الناصر في شتاء 1955.. دون رحمة أو إنسانية.. وعادت لي الذاكرة رغمًا عني أتذكر نفسي كالذبيحة المعلقة يتناوب علي سلخها وتشريحها الجلادون من الضباط والمخبرين.. من ذوي الضمائر الميتة, المتجردون من الإنسانية .. وكيف انتشرت الديدان في جروحي الغائرة المتقيحة.. وتذكرت إخوانًا لي شيبة وشبابًا ونساءً حدث لهم ما حدث ومنهم من قضي نحبه متأثرًا من التعذيب ودفن في صحراء مدينة نصر.. ولا زلت أعاني من آلام مبرحة .. اليوم علي ظهري حتي الآن.. فما بالك بغيري من الأخوة الأحباب.. ومعاناتهم علي أيدي الجلادين?!.
. ومسحت دموعي .. وتذكرت أن الدنيا تدور .. وكما يدين الفتي يدان.. وتساءلت في نفسي.. لماذا نجعل بأسنا بيننا.. وليس بيننا وبين أعدائنا من الصهاينة والمستعمرين.. وهكذا الحال في كل الدول العربية.
ولماذا يتكرر ذلك في معظم الدول العربية حتي الآن.. بلا رحمة ولا إنسانية? وتذكرت عدد الالاف من إخواننا الغائبين خلف قضبان السجون والمعتقلات وهل نسيهم معظم الناس?.. وينسون معاناتهم ومعاناة أسرهم.. وتذكرت عندما بدأ الرئيس بشار الأسد عهده بالرئاسة.. أخذ يصدر الأوامر بالإفراج عن المسجونين السياسيين.. ونصحه من حوله من هيئة السياسيين المنتفعين من الطغمة الفاسدة أن يتوقف عن الإفراج عن باقي المسجونين وأوهموه أن في الإفراج عنهم خطرًا عليه وعلي نظامه - ونزل علي رأيهم.. وتوقف.. كما يتوقف كثير من الحكام خوفًا من أوهام تهديد سلطاتهم.. ولا يهمهم معاناة هؤلاء المسجونين وخراب بيوتهم!!..
. الرحمة الرحمة.. والإنسانية الإنسانية.. والخوف من الله يا أهل الحكم والسلطة!! وتذكروا قول الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة النساء: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافًا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدا) صدق الله العظيم.

fakher
10-01-2003, 09:11 AM
الحقيقة أن هذه الحلقات كان متتبعيها كثر ... خاصة في سوريا ولبنان ومصر ... المهم أننا نأخذ الدروس والعبر من هذا السرد التاريخي لحقبة ضمت الكثير من المهزومين داخلياً والمهزومين أمام ربهم قبل أن يهزموا أمام شعوبهم .

من لا دين له لا مبادئ له ... ولقد رأينا كيف تساقط نظام صدام حسين لأنه قام على غير شريعة الله في المقابل ترى نظام طالبان أو حكومة طالبان الإسلامية ما زالت ثابتة بل قوية والدليل ما نراه اليوم من خوف باكستاني وأمريكي من عودة طالبان للسيطرة مرة أخرى على أجزاء واسعة من أفغانستان.

الفرق بين الأنظمة العربية العبثية والقمعية وبين نظام طالبان الإسلامي هو تبني طالبان للإسلام بكل جوانبه من الولاء للإسلام ولأتباعه إلى البراءة من المشركين وأعوانهم.
أما أولئك فتحكمهم المصالح والأنانية والكراسي والمنافع الشخصية ، وها هم اليوم في مزبلة التاريخ.