تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : زوجتي جوهرتي (قصيدة)



نسيبة
07-05-2009, 05:16 AM
علي محمد زينو



أُكرِهتُ كُرهاً على فراقِها القاسي وَهْيَ الأحَبُّ إلى الوَلهان في الناسِ
شَريكةُ العُمْر، حُبُّ القلبِ، مَسكَنُهُ هوى العيون، مَلاكي، عِطرُ أنفاسي
أمُّ البراعِمِ، ما أغلاهُمُ دُرَراً حَماهُمُ اللهُ من ضُرٍّ ومن باسِ
شهراً خلا مِنهُمُ - ولا خلا أبداً - بيتي؛ فخِلتُهُ رَمْساً بينَ أرماسِ
آهٍ على شغَبٍ كم كان أغضَبَني آهٍ على ضجّةٍ كم صدّعَتْ راسي
آهٍ على خُلّتي بالحبّ تغمُرُني لا يبلُغُ الوصفُ مهما كان إحساسي
آهٍ على فضلِها المَنسيّ ذكَّرَني بهِ اشتغالي بغَسْلِ الصّحْن والكاسِ
ناهيكَ ناهيكَ عن طبخِ «الحواضر»[1] (http://www.alukah.net/articles/1/6744.aspx#_ftn1)، أو غَسلِ الثيابِ، وأخْذي دَورَ كَنّاسِ
كم نعمةٍ كَفَرَ التّكرارُ مُنعِمَها للقُرْبِ حُجْبٌ تُغطّي مُقلةَ الناسي
آهٍ أيا سيّدي الفاروق جوهرةٌ ما قلتَ في زوجةٍ وخُلْقِها الشاسِ[2] (http://www.alukah.net/articles/1/6744.aspx#_ftn2)
فما تقولُ بمن ليست تُشاكسُني إلا على جهةِ الإدلالِ ميّاسِ؟
إنّ الحليلةَ إن كانت مُواتيةً مُحبّةً، بَرّةً، وذاتَ إيناسِ
أجلُّ نِعْماتِ ذي الإنعامِ جادَ بها قد قال ذا المصطفى؛ نُصحاً لأكياسِ
«الدنيا متاعٌ» كذا «خير المتاعِ بها اَلزوجُ صالحةً»، والقولُ نبراسي[3] (http://www.alukah.net/articles/1/6744.aspx#_ftn3)
تسُرُّ إن نُظِرَت، تُطيعُ إن أُمِرَت وإن تَغِبْ حَفِظَت من دون حُرّاسِ[4] (http://www.alukah.net/articles/1/6744.aspx#_ftn4)
هذي هيَ الكنزُ، لا الياقوتُ أو ذهبٌ ولا الجُمانُ نظيماً بينَ ألماسِ
سعادةُ المرءِ في حياتِهِ مَعَها وكُلُّ أيامِهِ في حُسنِ أعراسِ
يا ربّ بارِكْ بِمَن آتيتَني كرماً زوجاً هواها بقلبي ثابتٌ راسِ
هيَ الحبيبةُ، داءُ القلبِ فُرقَتُها وقُربُها لي شفاءٌ، وهْيَ لي آسِ
قد زانَها دينُها وعقلُها، وكذا خُلْقٌ يفوحُ كَعَرْفِ الوردِ والآسِ
تعني لقلبي كثيراً لا أعيشُ إذا - لا قدّر اللهُ - منهُ كان إفلاسي
مودّةٌ، رحمةٌ، وراحةٌ، سكَنٌ رِضىً، هناءٌ، سرورٌ، نورُ إغلاسي
سباحةٌ في بحار الحبّ دافئةً، وهْيَ إذا أثلَجَت دُنيايَ دِيْماسي
وفوقَ ذلك أمٌّ للصِّغارِ وهُمْ جواهري، فَلَذاتُ الكِبْدِ، أغراسي
يا قُربَها الحلوَ أسعِدْني بِوُصْلتِها ويا حنانَ هواها مُهجَتي وَاسِ
يا ربّ، منها ومن ذُرّيتي صَلُحَت هَبْ قرّةَ العينِ ليْ؛ يا خالقَ الناسِ
واجْعَلْ مَصائِرَنا برحمةٍ نُزُلاً فِردوسَكَ المُرتجى مَعْ خيرِ جُلّاسِ
على الأرائِكِ في الظِّلالِ مُتّكئي نَ، مُحْبَرينَ بلا خوفٍ وإبلاسِ
في رُفقةِ المصطفى والصالحينَ ومَن جلّلتَهُم بالرّضى من خيرِ أجناسِ
وآخرُ القول: صلّى ذو الجلالِ على طه وأصحابِهِ والآلِ الَاقداسِ

المصدر:http://www.alukah.net/articles/1/6744.aspx