ساركوزي الذي أصبح مفتياً

صرح الرئيس الفرنسي ساركوزي أن النقاب مصدر تهديد للنسيج الإجتماعي الفرنسي و غير مرحب به و ثارت ردود أفعال على هذا التصريح الشبيه بالفتوى إذ ذهب عدد من الإعلاميين لوصف تصريحه بأنه يعبر عن حرية فرنسا القبيحة فيما ذهب السفير الفرنسي في الرياض الى القول أن النقاب بعيد عن النسيج الإجتماعي و الثقافي الفرنسي مفتياً بأن ((النقاب ليس ملزماً في القرآن الكريم )) و قد أيد عميد مسجد باريس هذا المذهب في إثارة موضوع النقاب و ثمة من رأي في إثارة هذا الموضوع غايات سياسية .
السؤال الذي يطرحه المراقب العادي : لماذا يثير الرئيس ساركوزي هذه القضية في الوقت الذي بدأ العالم يشهد انفتاحاً على حوار الثقافات . و بعد خطاب الرئيس الأمريكي أوباما في جامعة القاهرة الذي حمل لغة تصالحية و تقديراً للإسلام و المسلمين , و دشن عهداً جديداً من اللغة التصالحية التي حاول الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أن يصعد الحملة الدولية على الإسلام تبريرا ً و تسويفا ً لما فعله في فلسطين و العراق و أفغانستان .
هل نسي الرئيس الفرنسي حجم الصفقات التجارية التي جناها من الدول التي يرتدي أهلها النقاب ؟
وهل نسي أن معامله و مرافقه السياحية كانت لتتوقف لو أن أهل النقاب وضعوا نقاباً على العلاقات مع فرنسا ؟.

الحق ليس على ساركوزي فمهما كان ساركوزي يبقى يهوديا متصهينا محتميا بعلمانية فرنسا...الحق على مفتيينا الذين اصبحوا أكثر جرأة بفتاويهم على النقاب والحجاب المؤيدة لساركوزي أكثر من ساركوزي نفسه...أما عن حوار الثقافات والأديان فيبقى حبرا على ورق وكلاما أمام تجمعات وفضائيات و رسائل سلام ملغمة يناقضه الواقع بما يجري بفلسطين و العراق وافغانستان تماما...ثم أن أولياءنا من حكام وملوك ورؤساء ورجال أعمال هم الذين يوزعون الصفقات التجارية بالمجان على فرنسا وغيرها من غير مقابل أو حتى من غير ضغط من فرنسا و صعب أن تكون يوما ما ورقة ضغط لأجل مصالح دينية أو شعبية أو قومية...

الطامة الكبرى هو دليل ابو بكر. ذاك الرجل لا يستحي ابداً ولا يرعوي. جيل حمق لا يرمش ولا يحشم

ولماذا لا يكون لباس الراهبات ولباس الرهبان غريب على النسيج الاجتماعي الفرنسي؟
ولماذا لا يجرؤ حكامنا ومفتيهم أن يصرحوا بأن العري والفساد الذي يأتي به الفرنسيون وغيرهم إلى بلادنا غريب على نسيجنا الاجتماعي؟

لا يلام الذئب في عدوانه *** إن يك الراعي عدو الغنم

ساركوزي الذي أصبح مفترياً