...
تخيّل أن أمامك سيّارة، فاقدة لأحد إطاراتها الأربعة.

كيف تصف هذه السيارة؟

هل تقول ان أمامك سيّارة لا تصلح للسير؟
هل تقول ان امامك سيّارة معطوبة؟

هل... و هل...

اذا نظرت فقط الى الإطار المفقود، و جعلت وصف السيارة يقتصر عليه، فأنت غير دقيق في وصفك هذا، ان لم أقل غير منصف..

كون هذه السيّارة فاقدة لأحد اطاراتها لا يعني انها صارت غير صالحة

بالإمكان ايجاد ايطار بديل و تعود السيارة للمسير

قد تكون السيارة بشكل عام بحالة ممتازة و لكن علّتها الوحيدة هي انها فقدت هذا الاطار الآن
و لا يعنينا كيف فقدته او لماذا
يعنينا ما هي حالة السيارة الآن
و ما هو الوصف العام لها
و ليس تخصيص الوصف لجزء معين و اهمال باقي الأجزاء


الكثير منا في وصفهم للأمور قد يركّزون على جزء معيّن و يهملون باقي الأجزاء

انه من الصعب النظر الى الصورة الكاملة،
و وصف الصورة بكاملها دون التركيز على نقطة معيّنة

لذلك لو يضع الاستاذ لوحة في الصف و يطلب من عشرين تلميذ ان يصفوها
قد يحصل على عشرين وصف مختلف عن بعضه...

فأحدهم قد يركّز على منظر البحر الذي يبدو في اللوحة
و آخر على منظر البيوت
و آخر على السماء..

و لكن قليل قد يوفّقون في وصف اللوحة كلها بمجملها وصفاً دقيقاً و منصفاً


و كذلك في وصف الناس، و تقييمهم

قد يركّز بعض الناس على وصف علّة فيهم و يهملون باقي النواحي
والعكس صحيح أيضاً
قد يركّزون على وصف أحد محاسنهم و يغفلون النواحي الأخرى

في النهاية انه من الصعب النظر الى الصورة بمجملها
و الأمر الذي يساعد على ذلك هو الابتعاد عنها و النظر عن بعد

حين تنظر عن بعد سترى الصورة بمجملها و ستقل ملاحظتك للتفاصيل...

هناك فرق جوهري بين التعليم في الشرق والتعليم في الغرب. عندنا في الشرق يركزون على نوع من الوصف النقدي ولذلك ترى المجتمع كله يحاول ان ينظر للنصف الفارغ اكثر من النصف الملآن.
الغربيون على العكس يحاولون ان يعلموا تلامذتهم الوصف التخيلي كمدخل للتحليل النقدي critical analysis ولكنهم يتجنبون الحكم على ما يرونه كل يجنبوا التلامذة تعلم الحكم المسبق على الأمور.

لكل طريقة حسناتها وعلاتها ولكن المهم ان ينظر الإنسان للوحة كلها ويرى الصورة من اكثر من جهة قبل ان يحكم على ما يراه

إن السيارة صنعت لتؤدي وظيفة معينة فلو أصابها عطب (بغض النظر عن ماهيته) حال دون أدائها لتلك الوظيفة تصبح "معطوبة" مهما كانت حالة بقية مكوناتها.

أنا أوافق على ضرورة التروي قبل الحكم على الأمور ومع اتخاذ خطوة إلى الخلف من أجل رؤية الصورة بشكل أتم وأوضح لكني كذلك مع تسمية الأشياء بأسمائها.

نعم ولكن لو قلت لصاحب السيارة : "سيارتك معطوبة"
كيف سيتلقى الخبر

و لكن لو قلت له: "سيارتك لا تشكو من شيء و لكنها بحاجة لإصلاح الإطار..."
أليس هذا الوصف أدقّ و يطمئن أكثر لأنك طمأنت السامع بأن ما زال هناك ايجابيات للسيارة و الايجابيات أكثر من سلبياتها ...

ولكن ربما أغلب الناس اعتادوا أنهم يريدون النتيجة "من الآخر"

هنا اختلف الموضوع فقد أصبحنا نتكلم عن فن التخاطب (communication). لا شك أن الناس لا يحبون الانتقاد والذي يتقن فن التخاطب يوفر على نفسه وعلى الآخرين الكثير من وجع القلب.

بارك الله بك أختي أم ورقة ... كلام جميل جدا
إنما أضيف أن الرؤية من الأعلى هي ضرورية لفهم الفكرة العام
إنما لحل المشكلات أو معالجتها يجب إيجاد النظرة الدقيقة والناقدة


و لكن قليل قد يوفّقون في وصف اللوحة كلها بمجملها وصفاً دقيقاً و منصفاً
و كذلك في وصف الناس، و تقييمهم
قد يركّز بعض الناس على وصف علّة فيهم و يهملون باقي النواحي
والعكس صحيح أيضاً
قد يركّزون على وصف أحد محاسنهم و يغفلون النواحي الأخرى
في النهاية انه من الصعب النظر الى الصورة بمجملها
و الأمر الذي يساعد على ذلك هو الابتعاد عنها و النظر عن بعد
حين تنظر عن بعد سترى الصورة بمجملها و ستقل ملاحظتك للتفاصيل...


أصبحنا نتكلم عن فن التخاطب (communication). لا شك أن الناس لا يحبون الانتقاد والذي يتقن فن التخاطب يوفر على نفسه وعلى الآخرين الكثير من وجع القلب.

ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله , ألا و هي القلب


حتى لو كانت السيارة كلها معطوبة و محركها سليم فأنا أراها سيارة سليمة , حتى و لو كان الأخ المسلم ذا علل شتى و في قلبه غيرة على الدين و حب له فهو على خير مع علله و فرض علي أن أصحح اعواججه بالحسنى .

الخبرات التواصلية ما هي إلا ادوات للتعبير عما يجول في العقل البشري ولذلك فإن صاحب النظرة البعيدة والقادر على رؤية الأمور من اكثر من جهة، ينجح في إيصال فكرته عادة.

هناك حالات قليلة نرى فيه اشخاصاً واسعي المدارك ولكنهم لا يملكون قدرات تواصلية تكفي لإيصال فكرتهم وهذا برأيي قصور من عندهم ايضاً لأنهم لم يستطيعوا ان يروا انفسهم بعيون غيرهم.

إن صاحب المشكلة يتقبل او يرفض النصح او التوجيه تبعاً لوضعه النفسي والإجتماعي ولذلك لا بد لصاحب النظرة الشاملة من ان يرى هذا وبالتالي سيبدل اسلوبه مع هذا الشخص او مع غيره ويوجه له الملاحظة بطريقة يتقبلها. احياناً يكون المحرك نافعاً كما قال الأخ الظافر واحياناً يكون كل شيء تالفاً ولكن مع هذا لا بد من النظر لأبعد من إصلاح السيارة قبل البدء في نقدها.

الخبرات التواصلية ما هي إلا ادوات للتعبير عما يجول في العقل البشري ولذلك فإن صاحب النظرة البعيدة والقادر على رؤية الأمور من اكثر من جهة، ينجح في إيصال فكرته عادة.

هناك حالات قليلة نرى فيه اشخاصاً واسعي المدارك ولكنهم لا يملكون قدرات تواصلية تكفي لإيصال فكرتهم وهذا برأيي قصور من عندهم ايضاً لأنهم لم يستطيعوا ان يروا انفسهم بعيون غيرهم.

إن صاحب المشكلة يتقبل او يرفض النصح او التوجيه تبعاً لوضعه النفسي والإجتماعي ولذلك لا بد لصاحب النظرة الشاملة من ان يرى هذا وبالتالي سيبدل اسلوبه مع هذا الشخص او مع غيره ويوجه له الملاحظة بطريقة يتقبلها. احياناً يكون المحرك نافعاً كما قال الأخ الظافر واحياناً يكون كل شيء تالفاً ولكن مع هذا لا بد من النظر لأبعد من إصلاح السيارة قبل البدء في نقدها.
كلام يكتب بماء الذهب!

أعتقد حسب رأيي أن أقول أن السيارة حالتها جيدة لكن الإطار معطوب ويجب تغييره ..علي أن أحدد المطلوب والمشكلة في هذه الحالة للرجل وهو عطب الإطار وحثه على تغيرره دون المساس بالسيارة وايجاد الخلل و الحل دون نقد السيارة وتثبيط الرجل...وكذلك بالنسبة للاتسان يجب أن يكون هناك تكامل بين العموم في النظرة والتفصيل ففي تعاملاتنا قد يحتاج الامر مثلا فقط أن أقول أنت انسان جيد وهو الرأي الذي أكونه عن الشخص على العموم بنظرة شاملة عن شخصه لكن يجب التفصيل والتدقيق لأجل أهداف معينة كالتكليف بمهمة او المصاحبة أو من خلال ملاحظة خلق او تصرفات معينة لنصحه وتصحيح الخلل فيه فأقول له عندك مشكلة كذا على سبيل النصح لا لتتبع عوراته ودون المساس به...

كلام يكتب بماء الذهب!
جزاك الله خيراً على هذا التقريظ وإن كنت لا استأهله.

أعتقد حسب رأيي أن أقول أن السيارة حالتها جيدة لكن الإطار معطوب ويجب تغييره ..علي أن أحدد المطلوب والمشكلة في هذه الحالة للرجل وهو عطب الإطار وحثه على تغيرره دون المساس بالسيارة وايجاد الخلل و الحل دون نقد السيارة وتثبيط الرجل...وكذلك بالنسبة للاتسان يجب أن يكون هناك تكامل بين العموم في النظرة والتفصيل ففي تعاملاتنا قد يحتاج الامر مثلا فقط أن أقول أنت انسان جيد وهو الرأي الذي أكونه عن الشخص على العموم بنظرة شاملة عن شخصه لكن يجب التفصيل والتدقيق لأجل أهداف معينة كالتكليف بمهمة او المصاحبة أو من خلال ملاحظة خلق او تصرفات معينة لنصحه وتصحيح الخلل فيه فأقول له عندك مشكلة كذا على سبيل النصح لا لتتبع عوراته ودون المساس به...
انا اوافقك تماماً اختي وداد على هذا التعامل مع الآخر. لكن المشكلة احياناً اننا نمر ببعض الأشخاص مروراً عابراً او انهم يمرون امامنا بدون ان يكون هناك اي مجال للتعليق. قد تأتي فرصة اخرى ونلتقي بنفس الأشخاص ولكن بعد مرور فترة من الزمان لم يعد للنصيحة فيها مكان وهكذا يقع الشخص في المحظور ان علق على ما فات او يلوم نفسه لأنه نال فرصة ولم ينصح فيها.

هل من الضروري ان نهدي للآخرين عيوبهم؟
اظن ان الأمر ضروري جداً مع اصحاب الهمم واصحاب الرأي لكن النصح محظور احياناً مع اصحاب الخلق السيء إلا في حالات خاصة جداً والله اعلم.

لذلك قلت أخي بلال أن التفصيل يكون ضروريا لأجل أهداف معينة وحسب الحاجة إليه...وقد نكون هنا بحاجة ملحة إلى فن التخاطب والتعامل..