تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رد الشيخ الطرطوسي القـــوي .. على حامد بن عبد الله العلي .



طرابلسي
06-20-2009, 10:02 PM
رد الشيخ الطرطوسي القـــوي .. على حامد بن عبد الله العلي .
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فقد وقفت على مقال ماتع لأخي الشيخ حامد بن عبد الله العلي، بعنوان " مكانة رموز الجهاد، ونقد المشروع الجهادي لترشيده "، والمؤرخ بتاريخ 27/5/2007، فألفيته مقالاً نافعاً في بابه وغرضه إلا أنه قد استوقفتني فقرة من المقال تقول:" إنه ـ أي مشروع الجهاد ـ مشروع تغيير لأمّة تريد النهوض، فإذا لم يتوفر له بيئة حاضنة له، فليس هو مشروع تغيير ناجح، ولهذا لم تنجح مشاريع الصدام مع السلطات، بينما تنجح مشاريع مقاومة الاحتلال، كما أشرت في فتوى منشورة على هذا الموقع "ا- هـ.

هذه الفقرة كما استوقفتني استوقفت غيري من الإخوان، فسألوني مناقشتها وتحرير القول فيها .. وبخاصة أن فريقاً واسعاً من الناس ـ تعددت مشاربهم ومقاصدهم ـ قد يستدلون بالعبارة الآنفة الذكر ويتكئون عليها في المنع من الخروج على طواغيت الكفر والردة، وأنظمتهم الكافرة الفاسدة العميلة .. ويتقوون بها على تثبيط الأمة والشعوب عن الجهاد .. والنهوض .. والتحرر من الظلم والطغيان .. وانتزاع الحقوق المغتصبة والمهدرة من قبل تلك الأنظمة الطاغية .. إذ لا جدوى من الخروج عليها إذا كنا نعلم مسبقاً أنه لا يُكتب لهكذا جهاد أو عمل النجاح .. فالإقدام على شيء ـ وبخاصة إن كان مكلفاً ـ يُعلَم مسبقاً فشله وعدم نجاحه .. يُعد من السفه وخوارم العقل .. وضرب من ضروب الهلكة .. وهذا لا يجوز!!

لذا رأيت من الضروري أن أجيب الإخوان إلى ما سألوني إياه .. وأن أقتطع بعض الوقت للرد على ما تضمنته الفقرة الواردة في مقال الشيخ، والمذكورة أعلاه.

ألخص تعقيبي وردي في النقاط التالية:
1- مرد الحكم والنظر في المسألة المختلف عليها إلى النص، ونحن قد علمنا بنص الكتاب والسنة، وإجماع علماء الأمة أن الحاكم ـ وكذلك نظامه الذي يحكم به ـ إذا طرأ عليه الكفر البواح، لنا فيه برهان ودليل من الكتاب والسنة، تعين على الأمة الخروج عليه ولا بد.
قال تعالى:{وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}النساء:141.
وقال تعالى:{وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ . الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ}الشعراء:151-152.
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ}آل عمران:149.

وفي الحديث المتفق عليه، عن عبادة بن الصامت قال:" دعانا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فبايعناه، فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومَكرهنا، وعسرنا ويُسرنا، وأثرةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ".
قال ابن حجر في الفتح 13/7: إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك، بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها ا- هـ.

وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم 12/229: قال القاضي عياض: أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر، وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل، وقال وكذا لو ترك إقامة الصلاة والدعاء إليها ا- هـ.
هذا هو نص الكتاب والسنة .. وهذا هو إجماع علماء الأمة المنعقد على وجوب الخروج على الحاكم الذي يطرأ عليه الكفر البواح .. والمؤمن ليس له سوى الرضى والتسليم والالتزام والعمل بمقتضى هذا الحكم.
قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}الحجرات:1.

2- إذا علمنا أن الله تعالى قد قضى بالخروج على أئمة الكفر والردة والطغيان .. علمنا بالضرورة أن التخلف عن العمل بهذا الحكم، والعمل بخلافه .. وركون الناس إلى طواغيت الكفر والردة والظلم .. يؤدي ولا بد إلى الضرر الأكبر، والظلم الأكبر، والفتنة الكبرى، وما خشينا من وقوعه بسبب الخروج على أئمة الكفر .. سيحصل أضعافه في حالة عدم الخروج .. والضريبة التي ستُدفع حينئذٍ ـ من دين، وعِرض، ومال، وعزة وكرامة المسلمين ـ ستكون أضعاف أضعاف ما يُمكن دفعه في حالة الخروج .. والواقع المشاهد والمعاصر شاهد على صحة وصدق ما نقول.
قال تعالى:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}الأنفال:39.
وقال تعالى:{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}التوبة:39.

وبالتالي نقول لهؤلاء الذين يتباكون على الخسائر والفتنة التي يُمكن أن تتحصل بسبب عملية الخروج: الفتنة الأكبر تحصل عندما ترضى الشعوب بطواغيت الكفر والظلم والردة .. وتبارك أنظمة الكفر والردة والشرك .. لو كنتم تعلمون!
ها أنتم لم تخرجوا .. لكن انظروا الضرائب الباهظة التي تدفعونها من دينكم وعِرضكم .. وأمنكم .. وحريتكم .. وأعز ما تملكون!
ثم من أعلم أنتم أم الله .. ؟!
قال تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}البقرة:216.
وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم-:" إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلَّط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ".

3- الخروج على أئمة الكفر والطغيان ـ كما تقدم ـ هو حكم شرعي .. وبالتالي القول: بأن هذا الحكم ينجح في هذا المكان والزمان .. لكنه لا ينجح في هذا الزمان والمكان .. ينجح إن طبق على الكافر المحتل، لكنه لا ينجح لو طبق على الكافر المرتد .. ولو كان هذا الكافر المرتد قد سبق مسيلمة الكذاب سبقاً بعيداً في الكفر والمروق والطغيان .. هو كالقول: بأن حكم الله يصلح في زمان دون زمان .. وفي مكان دون مكان .. وعلى كافر دون كافر!
هذا المعنى خطير جداً .. نجزم بأن الشيخ لا يقصده ولا يريده .. لكن ظاهر العبارة .. لا يُمكن أن تُحمل أو تُفسر إلا على هذا المحمل والوجه!

4- قياس الخروج على أئمة الكفر والردة في هذا الزمان على خروج بعض الصحابة والتابعين على حكام زمانهم .. كخروج الحسين -رضي الله عنه- على يزيد بن معاوية وغيرها من التجارب .. قياس خاطئ لا يُسلم به؛ ففي زماننا المعاصر يخرج مسلم على كافر مرتد .. وخروج الحسين -رضي الله عنه- على حكام زمانه وخروج غيره من التابعين على حكام زمانهم .. هو خروج مسلم على مسلم .. باتفاق علماء الإسلام كلهم .. وإن كان للقياس مورد في هذه المسألة ولا بد .. فيُقاس خروج المسلمين في هذا الزمان على طواغيت الحكم والكفر والردة، على خروج المسلمين الأوائل على مسيلمة الكذاب ودولته المرتدة الشاسعة .. والذي كلفهم عشرات الآلاف من الشهداء!
كذلك تعليق سبب فشل التجارب القديمة منها والحديثة على شمَّاعة كونه قتالاً داخلياً .. وقتالاً للأنظمة أو السلطات الحاكمة المحلية ـ كما درج ذلك على ألسنة كثير من الدعاة المعاصرين ـ يُعد قراءة خاطئة للتجارب القديمة منها أو الحديثة .. وقراءة خاطئة لقوانين النصر والظفر والتمكين!
نجاح هذه التجربة أو تلك أو فشلها ..متعلق بالدرجة الأولى أو الأساس بمدى أخذ أصحاب تلك التجربة بقوانين وأسباب النصر والظفر من عدمه .. وليس من قوانين النصر أو الظفر أن ينحصر القتال مع العدو الخارجي بينما العدو الداخلي الأشرس والأشد كفراً .. يُسلم له .. وتُكفّ الأيدي عنه .. ويُكتفى بالنظر إليه!!
ثم ها هو عبد الملك بن مروان يخرج على الخليفة العادل ابن الزبير -رضي الله عنه- .. وهو قتال داخلي .. ومع ذلك ينجح خروجه .. وتقوم للمروانيين دولتهم وخلافتهم التي امتدت لأكثر من مائة سنة!
كذلك خروج العباسيين على الأمويين .. وقيام دولتهم وخلافتهم على أنقاض دولة الأمويين .. وهو خروج وقتال داخلي .. هناك تجارب عديدة جداً .. كُتب لها النجاح .. ولم يمنع من نجاحها كونها قامت على قتال داخلي أو قتال للنظام أو السلطات المحلية!
بل الأنظمة العربية الحاكمة في زماننا .. كيف وصلت إلى سدة الحكم .. أكثرها إن لم يكن كلها ـ وبخاصة منها الأنظمة الجمهورية التي جاءت على أنقاض الأنظمة الملكية ـ اعتمدت أسلوب الخروج بالقوة على الأنظمة التي كانت تحكم قبلها .. ومع ذلك كُتبت لتجاربهم النجاح لما أخذوا بأسباب الظفر والغلبة!
وبالتالي تعليق فشل كل تجربة من التجارب على شماعة كونه قتالاً محلياً .. ولسلطات محلية داخلية .. لا يُقبل .. وهو مردود عليه بالنقل والعقل.

5- عند فشل أي تجربة جهادية معاصرة .. العدل يقضي منا حينئذٍ أن نتهم أنفسنا .. وأن ننظر في أسباب الفشل .. وجوانب التقصير التي هي من عند أنفسنا الأمارة بالسوء .. لاستدراكها وتفاديها في حال استُؤنِف العمل من جديد، كما قال تعالى:{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}الشورى:30.
وقال تعالى:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}آل عمران:165.[1].

هذا الذي يقتضيه الحق .. وهذا الذي يقتضيه الإنصاف .. أما أن نغض الطرف عن ذلك كله .. وننزه أنفسنا عن التقصير والخطأ .. ومن ثم نسيء الظن بالله .. ونوجه سهام النقد على الحكم الشرعي ذاته؛ الذي هو حكم الله .. فنقول: مبدأ الخروج على أنظمة الكفر والظلم والردة خطأ وفاشل .. لا ينجح .. ولا يُمكن أن يأتي بنتائج إيجابية ومُرضية .. لأنه قتال داخلي .. ولسلطات داخلية .. فهذا أولاً ظلم للحكم الشرعي .. وثانياً هروب من تحمل المسؤولية والنتائج .. والنقد الذاتي لمرارته!
لئِن نتهم أنفسنا ألف مرة .. ونراجعها ألف مرة .. خير من أن نتهم الحقَّ ولو لمرة واحدة!

6- عندما نتكلم عن مبدأ الخروج على طواغيت الحكم والكفر، لا يعني ولا يلزم منه بالضرورة أن يقوم بتبعات الخروج على الحاكم مجموعة أفراد قد لا يتعدون المائة نفر .. بينما بقية أفراد وشرائح المجتمع ساهون لاهون عن واجبهم، وعما يحتمه عليهم دينهم من مهام وأعمال يتعين عليهم القيام بها.
هذا المعنى لا نعنيه ولا نقصده .. وإنما الذي نعنيه ونقصده أن تقوم جميع شرائح وطبقات المجتمع ـ متكافلة بعضها مع بعض ـ بما يجب عليها شرعاً في هذا الشأن: العلماء .. والعمال .. والتجَّار .. والمدرسون .. والأطباء .. والطلاب .. والصحفيون .. النساء والرجال سواء .. الكبار والصغار سواء .. بما يجب عليهم شرعاً نحو دينهم وأمتهم ومجتمعهم .. كل بحسب موقعه .. وبالقدر الذي يستطيعه .. والمسلمون لهم أن يعبروا عن مواقفهم هذه بكل الوسائل المتاحة والممكنة والمشروعة .. ابتداء بالعصيان المدني والإضراب العام .. ونزع اليد من الطاعة .. إلى الإعراب من خلال المظاهرات الساخطة الغاضبة .. إلى استخدام القوة إن استعصى الطاغوت على إرادة الشعوب والأمة .. كل هذا ممكن القيام به .. لا حرج منه شرعاً .. وهو من أعظم الجهاد في سبيل الله!
عندما تتم عملية الخروج على طواغيت الحكم والظلم والكفر بهذه الصورة .. ويُصبح مبدأ الخروج هو ثقافة وهم وحديث الجميع ـ أو الغالبية ـ ستجدون أن الأمور أسهل بكثير مما تستصعبون وتتخوفون .. وأن تكاليف الخروج على الطواغيت الظالمين أقل بكثير من تكاليف الصبر عليهم .. والركون إليهم .. أما أن يقتصر العمل بمبدأ الخروج على مجموعة من الشبان المتحمسين .. قد لا يتعدون العشرات .. كما حصل لعددٍ من التجارب المعاصرة .. حينئذٍ وفق جميع الموازين والتقديرات ستكون النتائج كارثية ومؤلمة .. ومخيفة لكل من يفكر بهذا الأمر.

الطاغوت ومعه جنده وعسكره .. وما أوتي من قوة وبطش .. يحب أن يستشرف لمنازلته مجموعة من الأفراد أو الشباب .. دون بقية الناس .. ليُظهر أقصى مهاراته .. وطغيانه .. وما عنده من قوة بطش .. فيرهب من وراءهم من الناس .. وكل من تسول نفسه بالخروج عليه وعلى نظامه .. وهذه فرصة لا ينبغي أن يُعطاها!
أن تخوض الشعوب معركة واحدة مع الطاغوت .. تستغرق تعبئة وترويض الناس لها عدة سنوات .. تكون نتائجها نسبياً مضمونة ومحتملة النجاح .. خير ألف مرة من أن نجدد التجارب ألف مرة .. لكن في كل مرة تكون النتائج كارثية ودموية على أصحاب وأنصار تلك التجارب!
لماذا طواغيت الحكم والكفر .. ترونهم يقلقون أشد القلق من انتشار مبدأ تكفيرهم .. وتكفير أنظمتهم الفاسدة الظالمة .. على ألسنة الناس .. لعلمهم أن تكفيرهم .. واعتقاد الناس كفرهم ومروقهم من الدين .. هي الخطوة الأولى والأساس نحو العصيان .. وتدمير وإزالة عروشهم وأنظمتهم الفاسدة .. ونحو المواجهة العامة مع الشعوب وجميع شرائح المجتمع .. لذا تراهم يجندون الآلاف من أبواقهم .. وعبيدهم .. وسحرتهم .. وينفقون عليهم مئات الملايين من الدولارات .. ويخصصون لهم المساحة الأكبر من وسائل إعلامهم .. من أجل مواجهة هذا التيار التكفيري .. كما يحلو لهم أن يسموه .. ومن أجل تزيين باطلهم وكفرهم في أعين الناس!

7- القول بأن مقاومة العدو المحتل تنجح .. بينما مقاومة السلطات المحلية أو بالتعبير الأصرح والأوضح العدو الداخلي .. لا تنجح .. كلام نظري غير صحيح من الناحية العملية والواقعية!
فالواقع المشاهد والملموس .. الذي لا يمكن تكذيبه أو رده .. يقول: إن العدو المحتل الخارجي، والعدو الداخلي المتمثل في طواغيت الحكم والكفر والظلم .. شيء واحد .. بعضهم أولياء بعض .. على الإسلام وأمة الإسلام .. وفي كثير من الأحيان يكون العدو الداخلي أشرس في عداوته وبطشه وظلمه من العدو الخارجي المحتل!
إن فرقت بينهم بعض الأهواء والمصالح الذاتية الضيقة .. إلا أن شيئاً واحداً يجمعهم ويؤلف بينهم .. ألا وهو اجتماعهم على محاربة الإسلام والمسلمين .. كما هو حاصل الآن .. تحت مسمى وزعم محاربة الإرهاب .. زعموا!
العدو المحتل الخارجي .. يمد هؤلاء الطواغيت الحاكمين وأنظمتهم وعروشهم بالحياة .. وبحبال التأييد والدعم والمباركة .. وبأدوات القمع والتعذيب .. وغض الطرف عن موبقاتهم وظلمهم .. وفي المقابل طواغيت الحكم والظلم يسهرون بإخلاص على مصالح ومطامع ومخططات العدو المحتل في بلاد المسلمين.
من الذي يمنع مئات الملايين من الشعوب المسلمة من أن تقوم بواجبها نحو فلسطين .. وأهل فلسطين؟!
من الذي يحمي ويحرس العدو المحتل في فلسطين .. وبإخلاص ككلاب حراسة أوفياء .. وعلى مدار أكثر من خمسين عاماً .. أليسوا طواغيت الحكم المحليين .. والأنظمة الطاغية المحلية والمتمثلة بأنظمة الطوق المعروفة: مصر، وسورية، والأردن ..؟!
كيف تصل ـ يا شيخ ـ إلى العدو الخارجي المحتل .. والعدو الداخلي المحلي ـ الذي سميته بالسلطات المحلية! ـ يحرس العدو المحتل ومصالحه على مدار الوقت .. وهو يصطادك .. ويقتلك .. ويسجنك .. ويفتنك عن دينك .. قبل أن تصل إلى حدود مناطق العدو المحتل؟!
من الذي يمنع قوافل الجهاد من أن تأخذ طريقها بأمان إلى طرد العدو المحتل في كل من العراق .. وأفغانستان .. والصومال .. وغيرها من البلدان المحتلة .. ويعتقل الآلاف من الشباب المسلم المجاهد .. قبل أن يصلوا إلى حدود مناطق العدو المحتل .. ولمجرد حديث النفس .. أليس هو العدو المحلي .. المتمثل بطواغيت الحكم .. وأنظمتهم الفاسدة العميلة؟!
أعلم أن الحديث عن العدو المحتل .. هو الجانب الأسهل في المسألة .. والأكثر أماناً .. من الحديث عن العدو الداخلي الأشرس .. والمتمثل بطواغيت الحكم والكفر .. وأنظمتهم الفاسدة الخائنة .. لذا نرى كثيراً من الناس والنقاد .. والإعلاميين .. والثرثارين .. يهوون الحديث عن العدو المحتل الخارجي إلى درجة انتفاخ أوداجهم .. لأنه الجانب الأسهل من المعادلة .. بينما لو اقتربوا من جهة العدو الداخلي المحلي ـ والذي يكون في كثير من الأحيان الجانب الأشرس والأشد عداوة وكفراً ـ تراهم لا يجرؤون أن يتوجهوا بكلمة نقد واحدة؛ لأنه يمثل الجانب أو الطرف الأصعب من المعادلة!
أحياناً تقتضي مصلحة بعض الأنظمة المحلية .. أن يُعطوا لشعوبهم نسبة محدودة من الحرية في نقد العدو الخارجي المحتل .. فيُخيل للبعض بأن مقاومة العدو المحتل تنجح .. بخلاف مقاومة العدو الداخلي المحلي .. وهذا وهم وخيال .. وهروب من الواقع!
ثم لو أردنا أن ندخل في غمار الجدال حول تعريف الاحتلال .. والبلد المحتل .. ومتى تكون دولة من الدول محتلة .. ومتى تكون غير ذلك .. لوجدنا أن غالب دول وبلاد العرب والمسلمين ينطبق عليها صفة البلد المحتل!
هذا البلد الذي لا يقدر على مخالفة العدو المحتل الخارجي .. في قرار واحد هام واستراتيجي .. هل هو بلد حر أم بلد محتل؟!
هذا البلد أو الدولة .. التي تسير وتتحرك .. وتعيش في جميع مجالات حياتها .. وفق قوانين وسياسات وتوجيهات .. وإرادة .. العدو المحتل الخارجي .. هي دولة حرة أم أنها دولة محتلة؟!
هذا البلد أو الدولة التي لا تملك الحرية في استثمار خيراتها وثرواتها .. لصالح الأمة .. والشعوب المظلومة .. لأن العدو المحتل الخارجي يمنع من ذلك .. هل هذه الدولة حرة أم محتلة؟!
هذا البلد أو الدولة التي تنتشر فيها القواعد العسكرية التابعة للعدو المحتل الخارجي .. وعلى مساحات شاسعة من أراضيها .. بمثابة المحميات الواسعة .. ثم يمنع المواطن المحلي من مجرد الاقتراب من حدود تلك القواعد والمحميات العسكرية .. ولو على مسافة عشرات الأميال .. فهي تعتبر مناطق محظورة على المواطنين المحليين .. بينما هي مستباحة للعدو المحتل الخارجي .. يسيح ويمرح فيها كيفما يشاء .. وينطلق منها لضرب الأهداف التي يشاء .. هذه البلدة أو الدولة .. حرة أم محتلة!
لو بحثنا في قواميس اللغة كلها عن معنى الاحتلال .. ومعنى البلد المحتل .. لخرج معنا أن جل أمصار المسلمين في هذا الزمان محتلة وللأسف .. وإرادتها أسيرة لإرادة العدو المحتل الخارجي .. وهي تحتاج إلى جهاد وتحرير من جديد!
وبالتالي فإن الحديث عن هذا البلد بأنه محتل .. بينما البلد الآخر غير محتل .. هو ضرب من التشويش على الحقائق المعاينة والمعايشة .. ومضيعة للأوقات والطاقات .. ومحاولة يائسة لحجب الشمس في وسط النهار عن أعين الناس .. لا أرى منه طائل فائدة .. كما لا ألمس فيه الدقة وصدق المصارحة والمكاشفة!

8- مع شيء من المتابعة وجدت الشيخ ـ حفظه الله ـ مضطرباً في المسألة؛ فهو من جهة يقول في رسالته الحسبة:" لا أريد أن أتعرض هنا لمظاهرات العنف فإن تحريمها ما لم تكن ضد عدو في أرض حرب مثل الأرض المحتلة في فلسطين وما يشبهها، وما في حكمها مثل الخروج على الحاكم الكافر، وتحريمها واضح لا يحتاج إلى بيان ... أو كانت وسيلة للخروج على حاكم يجب الخروج عليه مع القدرة لظهور الكفر البواح، وهذه فيما يخص مظاهرات العنف، ويجب أن يراعى فيها أن لا تتعدى إلى الاعتداء على المسلمين أو تؤدي إلى ضرر عليهم راجح على مصالحها " ا- هـ.
ففي كلامه هنا يجيز الشيخ استخدام المظاهرات العنيفة كوسيلة للخروج على الحاكم الكافر الذي يُرى منه الكفر البواح .. وفي مقاله " مكانة رموز الجهاد " يقول:" لم تنجح مشاريع الصدام مع السلطات، بينما تنجح مشاريع مقاومة الاحتلال، كما أشرت في فتوى منشورة على هذا الموقع .."!
فكيف نوفق بين قوله بجواز استخدام مظاهرات العنف في الخروج على الحاكم الكافر، وبين قوله أن الصدام معه ومع نظامه لا ينجح ..؟!
كيف يُجيز شيئاً ثم هو يعتقد أنه لا ينجح ..؟!
لذا قلنا أن الشيخ مضطرب في المسألة .. مع تسجيل تحفظنا على استخدام مصطلح " مظاهرات العنف " في التدليل أو التعبير عن الخروج على طواغيت الكفر والردة .. لقصور المصطلح عن دلالات معنى الخروج .. ومعنى الجهاد في سبيل الله .. فالتعبير عن الجهاد في سبيل الله وما يدخل فيه .. بمصطلح العنف .. هو اختزال مخل .. كما أنه من أدبيات ومفردات العدو عندما يريد أن يتكلم أو يعبر عن الجهاد عند المسلمين.
الشيخ حفظه الله حقه لدينا محفوظ .. ومكانته عندنا معلومة .. لكن الحق أحب إلينا مما سواه.

بهذا أجيب عما تقدم السؤال عنه .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=2236138&posted=1#post2236138

فـاروق
06-21-2009, 12:45 AM
الرد غير واقعي...

اولا: اي جهاد " داخلي" او اي مجهود داخلي يدعو لتغيير جذري يححتاج الى بيئة حاضنة...والا فمصيره الفشل لا محالة.... واليك بضعة اسطر من كتاب لمحمد قطب توضح المقصود... وتوضح ان خيار عدم الصدام ليس هروبا او خوفا..بل هو اقصى واصعب ... إقراوا بتمعن

من أشد ما استوقفنى فى مسيرة الجيل الأول، ذلك الأمر الربانى للمؤمنين أن يكفوا أيديهم فى مرحلة التربية بمكة، وأن يتحملوا الأذى صابرين، وقد أشار الله إلى هذا الأمر فى قوله تعالى، مذكراً به: ((ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة))(النساء : 77).
وكان بعض الصحابة رضوان الله عليهم قد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم حين اشتد الأذى بالمؤمنين: ألا نقاتل القوم؟ فقال عليه الصلاة والسلام : (( ما أمرنا بقتالهم))([1] (http://www.saowt.com/forum/#_ftn1)).
ولم يرد فى النصوص – لا فى الكتاب ولا فى السنة – بيان لحكمة هذا الأمر الربانى، ومن ثم فالأمر متروك للاجتهاد لمعرفة الحكمة منه، وربما كان أيسر سبيل للتعرف على حكمته، أن نفترض أن المؤمنين كانوا قد دخلوا فى معركة مع قريش فى ذلك الحين، فماذا كان يمكن أن يترتب على ذلك؟ ثم نتدبر الفوائد التى تحققت حين كفوا أيديهم ولم يدخلوا فى معركة فى ذلك الوقت0
أبسط ما يمكن أن يتصور من نتائج هذه المعركة غير المتكافئة، أن تتمكن قريش من إبادة المؤمنين، وهم حينئذ قلة مستضعفة لا سند لها، فينتهى أمر الدعوة الجديدة فى معركة واحدة أو عدة معارك متلاحقة، دون أن يتحقق الهدف، ودون أن يتعرف الناس على حقيقة الدعوة، ودون أن يكتب لها الانتشار .
ونفترض أن المعركة – على الرغم من عدم تكافئها – لم تؤد إلى إبادة المؤمنين كلهم، فثمة أمر آخر على غاية من الأهمية، يلفت انتباهنا بشدة، لاتصاله بما يجرى من أحداث فى وقتنا الحاضر0
لمن كانت الشرعية فى تلك المرحلة فى مكة؟ لقد كانت فى حس الناس جميعاً لقريش..!
وما وضع المؤمنين يومئذ؟ وضعهم أنهم خارجون على الشرعية ..!
ومن حق صاحب الشرعية – ولاشك – أن يؤدب الخارجين عليه !
وصحيح أن قريشاً تشتد فى ((التأديب)) إلى حد الفظاظة والقسوة، وأن بعض الناس قد يتأذى لهذه الفظاظة، حتى ليحاول أن يبسط حمايته – أو جواره – على بعض المعذبين المستضعفين، ولكن يظل الأمر فى حس الناس – من حيث المبدأ – أن قريشاً هى صاحبة الشرعية، وأن المؤمنين خارجون على الشرعية، وأن من حق صاحب الشرعية أن يؤدب الخارجين عليه!
فهل كان من مصلحة الدعوة أن يدخل المؤمنون يومئذ فى معركة مع قريش، وهذا التصور هو السائد بين الناس؟!
كلا بالطبع !


والآن فلننظر ماذا تم حين استجاب المؤمنون للأمر الربانى وكفوا أيديهم0
لقد تمت أمور كثيرة فى الحقيقة ..
ففى البيئة العربية المعروفة ((بإباء الضيم))، والتى تحدث فيها المعارك الضاربة، لأسباب نرى نحن اليوم أنها تافهة، لا تستحق أن تراق فيها قطرة دم واحدة، وقد تطول تلك المعارك سنوات عديدة، ويفنى فيها كثير من الخلق كمعركة داحس والغبراء([1] (http://www.saowt.com/forum/#_ftn1)).. فى البيئة التى يمتشق فيها الرجل الحسام لأدنى إهانة توجه إليه، والتى يقول فيها عنترة :
ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر للحرب دائرة على ابنى ضمضم
الشاتمى عرضى لوم أشتمهما والناذرين إذا لم القهما دمى !
ويقول غيره :
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا !
فى تلك البيئة، يؤذى رجال ذوو حسب ونسب، منهم من هو من أشراف قريش ذاتها، ثم لا يردون!
شىء يلفت النظر ولاشك، لأنه مخالف مخالفة تامة لأعراف البيئة ..
بعبارة أخرى، شىء ليس من صنع البيئة .. فلابد أن يكون من صنع شىء آخر خلاف البيئة!
ثم يشتد الأذى ويستمر وهم صابرون!
هنا معنى جديد ليس من صنع البيئة كذلك، ففى سبيل أى شىء يحتمل هؤلاء ما يقع عليهم من الأذى، ثم يظلون مصرين على التمسك بما يعرضهم للأذى؟
أفى سبيل شرف القبيلة؟ أفى سبيل مغنم من مغانم الأرض؟ أفى سبيل شهوة من شهوات الأرض؟
لا شىء من ذلك كله .. إنما هو سبيل ((عقيدة)) يعتقدونها .
وقد تفهم هذه البيئة أن تكون العقيدة أعرافاً وتقاليد، يستمسك الناس بها، وقد يقاتلون من أجلها، أما أن يتحملوا الأذى فى سبيلها –وهم لا يردون – فأمر جديد كل الجدة على هذه البيئة، بيئة الأعراف والتقاليد !
ثم نمضى شوطاً آخر، فيتضح أمر جديد .
إن الأذى يشتد حتى يصبح مقاطعة اقتصادية واجتماعية، ويصل إلى حد التجويع، بل يصل ببعض الناس حتى الموت، ولا يتخلفون عن عقيدتهم!
لا يمكن – فى عرف البيئة، ولا فى عرف البشر عامة – أن يتحمل الناس مثل هذا الأذى من أجل باطل .. إنما لابد أن يكون حقاً يعتقده صاحبه، ويحتمل الأذى من أجله، ويموت من أجله0
بل إن هذا الحق الذى يعتقده هو أغلى عليه من أمنه وراحته ومكانته وكرامته .. وحتى من نفسه، حتى من حياته .
تلك المعانى كلها، التى برزت للوجود من خلال ((كفوا أيديكم)) هى التى أتت بالأنصار من المدينة، حتى وإن لم تغير كثيراً من الأحوال فى مكة !
نستطيع أن نقول فى عبارة موجزة : إن أهل مكة اصطلوا النار، ولكن أهل المدينة استضاءوا بها عن بعد، فاهتدوا إلى الحق الذى شاء الله لهم أن يهتدوا إليه





وهنا نسأل : لو أن المؤمنين فى مكة دخلوا فى معركة مع قريش، فهل كانت تستبين سبيل المجرمين؟ لو دخلوا المعركة وفى حس الناس أن قريشاً هى صاحبة الشرعية، وأن المؤمنين خارجون على الشرعية، فهل كان يمكن أن يستقر فى خلد أحد – كما استقر فى خلد الأنصار – أن القضية لها معيار أخر غير سدانة البيت، وغير المال والجاه، وكثرة العدد، ورصيد العرف، ورصيد التاريخ؟ وأن هذا المعيار هو : لا إله إلا الله.. هو الإيمان بألوهية الله وحده بلا شريك، وما يترتب على ذلك من ضرورة اتباع ما أنزل الله، وأن هذا هو الحق الذى لا شىء بعده إلا الضلال، وأن هذه هى القضية الكبرى التى يقاس بها كل شىء، وينبنى عليها كل شىء؟
هل كان يمكن أن يصل الحق الذى يحمله المؤمنون إلى أفئدة فريق من الناس، كما وصل إلى أفئدة الأنصار، لو أن المؤمنين دخلوا معركة مع قريش، أم كان غبار المعركة يغشى على حقيقة القضية، وتنقلب القضية بعد قليل إلى قضية ضارب ومضروب، وغالب ومغلوب، وتصبح قضية ((لا إله إلا الله)) على هامش الصورة، إن بقى لها فى حس الناس وجود على الإطلاق؟!
أظن الصورة واضحة ..


لقد كانت ((كفوا أيديكم)) هى سر الموقف كله !
كانت هى التى أتاحت لقضية لا إله إلا الله – وهى قضية الرسل جميعاً من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم - أن تبرز نقية شفافة واضحة، غير مختلطة بأى قضية أخرى على الإطلاق، فتنفذ إلى القلوب التى أراد الله لها الهداية صافية من كل غبش، فتتمكن من تلك القلوب، ويرسخ فيها الإيمان، كما تنفذ إلى القلوب التى لم يرد الله لها الهداية، صافية من كل غبش، فيكفر أصحابها كفراً لا شبهة فيه، كفراً غير مختلط لا بالدفاع عن النفس، ولا الدفاع عن المال، ولا الدفاع عن الأمن


والاستقرار؛ إنما هو الرفض الصريح الواضح للا إله إلا الله.. وذلك توطئة لقدر قادم من أقدار الله، هو سنة من السنن الجارية : ((ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حى عن بينة))(الأنفال : 42).
هذا الوضوح الذى أتاحته للقضية ((كفوا أيديكم)) ، هو من مستلزمات الدعوة .. فبغير استبانة سبيل المجرمين، على أساس ((لا إله إلا الله))، واستبانة سبيل المؤمنين فى المقابل، على ذات الأساس، لا يمكن أن تتسع القاعدة بالقدر المعقول فى الزمن المعقول، وتظل الدعوة ترواح مكانها، إن لم يحدث لها انتكاس بسبب من الأسباب0
وحين وضحت القضية على هذا النحو من خلال ((كفوا أيديكم)) ، جاء الأنصار !
وحين جاء الأنصار اتسعت القاعدة، وحدث تحول فى التاريخ !


وهنا نصل إلى قضية هامة من قضايا الحاضر، لننظر موضع القدوة فيها من الجيل الفريد: هل كان يحسن بنا – أو يجدر بنا- أن ندخل فى صراع مسلح فى الوقت الحاضر مع أصحاب السلطان؟
أما العدوان من جانب أى سلطة لا تحكم بما أنزل الله، فأمر لابد أن نتوقعه دائماً؛ لأنه سنة من سنن الله، ولم يحدث قط أن سلطة جاهلية رضيت عن دعوة لا إله إلا الله، أو حتى هادنتها حين تطلب المهادنة!
حينما قال شعيب عليه السلام لقومه : ((وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذى أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين)) (الأعراف : 87)، لم يقبل الملأ هذه المهادنة، وأصروا على إخراج المؤمنين أو إكراههم على ترك دينهم : ((قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن فى ملتنا قال أو لو كنا كارهين))(الأعراف: 88).
وفى الجاهليات الحديثة التى تسمى نفسها ((ديمقراطية))، تتاح الحرية لجميع الفئات وجميع الدعوات، إلا الفئة التى تدعو للا إله إلا الله! ويكفى ما حدث فى الجزائر نموذجاً لما نقول، حيث التزم الإسلاميون – بصرف النظر عن خطأ ذلك أو صوابه([1] (http://www.saowt.com/forum/#_ftn1)) – التزموا قواعد الجاهلية ومنهجها، فوصلوا إلى الأغلبية عن طريق صندوق الانتخاب كما تشترط الجاهلية، فإذا تلك الجاهلية تتنكر لكل مبادئها، التى تتيحها للفئات كلها والدعوات كلها، وتقف للإسلاميين بالعنف تقول لهم : لنخرجنكم .. أو لتعودن !
لا مجال لأن يسأل سائل : هل هناك وسيلة يمكن أن تستخدمها الدعوة، لا تستثير غضب السلطة الجاهلية؟ فالأمر مفروغ منه! إنما السؤال الذى سألناه : هل كان يحسن بنا – أو يجدر بنا – أن ندخل فى صراع مسلح فى الوقت الحاضر مع أصحاب السلطان؟


ونعود للسؤال: هل وضحت قضية التشريع بغير ما أنزل الله عند الدعاة أنفسهم – ودع عنك الآن جماهير الناس – أم لا يزال يختلط عليهم قول ابن عباس رضى الله عنهما : كفر دون كفر، كفر لا يخرج من الملة؟!
إن الذى قال عنه ابن عباس رضى الله عنهما إنه كفر دون كفر، ليس هو التشريع بغير ما أنزل الله، إنما هو الحكم فى قضية معينة بغير ما أنزل الله، جهلاً أو تأولاً أو شهوة أو لقاء رشوة أو هوى، دون جعل هذا الحكم تشريعاً مغايراً لحكم الله0

وإذا كان الأمر ما يزال مختلطاً عند بعض الدعاة، فماذا نتوقع من أمر الجماهير؟ وكم من الجهد ما زال أمامنا، حتى تتضح هذه القضية بغير غبش فى حس الناس، ويتمكنوا من رؤية الحق الربانى فيها دون أن تستوحش نفوسهم من الحق؟!
هذا فى قضية الحاكمية، وهى ليست وحدها التى تحتاج إلى تجلية فى قضية لا إله إلا الله.. فتحرير القضية يستلزم تخليصها كذلك مما يشتبك بها من قضايا الوطنية والقومية والعدالة الاجتماعية، وأمثال ذلك من القضايا التى تداخلت معها فى مسيرة الدعوة


لو فرضنا جدلاً أن المسلمين تولوا الحكم فى بلد من البلاد، فقامت الجاهلية العالمية: الصليبية الصهيونية، تحاربهم بالحصار الاقتصادى – ودع عنك الوسائل الأخرى – فهل تصبر هذه الجماهير المتحمسة على الجوع من أجل إقامة حكم الإسلام؟ أم ترتد على أعقابها بحثاً عن لقمة الخبز؟!
بل لو فرضنا جدلاً أن المسلمين تولوا الحكم فى بلد من البلاد ولم تتعرض لهم الجاهلية العالمية بالحرب، لا الحرب الاقتصادية ولا غيرها من أنواع الحرب، ولكنهم فقط ألغوا الأغانى المتسيبة المتميعة من الإذاعة، وألغوا المشاهد الخليعة من التلفزيون، وحرموا التبرج فى الطريق.. فهل هذه الجماهير المتحمسة ستظل كلها على حماستها، أم يتقاعس بعضها على الأقل ويقول: هذا تزمت لا موجب له!!
أليس من الضرورى أن تتلقى هذه الجماهير قدراً من التربية على الأقل، لكى تجند نفسها لتكاليف الإسلام، ولا تنفر من هذه التكاليف حين يواجهها الأعداء بالحرب، أو حين تقام فى الأرض أحكام الإسلام؟
ومن الذى يربى تلك الجماهير، والقاعدة ذاتها لم تستكمل حظها من التربية، ولم تعد نفسها للتوسع الجماهيرى، فجاءت الجماهير تلهبها الحماسة فلم تجد المربين؟!
أما الحديث عن التجرد لله فحديث شائك! وما بنا أن نتكلم فى حق أحد يعينه، وما نبرئ أنفسنا، والله وحده هو المطلع على دخائل النفوس: (( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور))(غافر:19) . ولكنا نقول فقط إن ظاهرة التنازع والشقاق والتشرذم التى تحيط بالعمل الإسلامى اليوم تحمل دلالة معينة: أن هناك نقصاً فى تربية ((الأخوة الإسلامية)) فى نفوس العاملين فى حقل الدعوة، ونقصاً فى التجرد الحقيقى لله


ولسنا نقول: إن الحركة لو استقامت على منهج صحيح كانت ستنجو من الأذى الذى يمكن أن يصل إلى حد التعذيب والقتل، فإن الجماعة الأولى التى رباها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينه، وسارت على أعظم منهج يمكن لحركة أن تسير عليه، إذ كان الوحى الربانى هو الذى يتولى توجيهها خطوة بخطوة، لم تسلم من الأذى، الذى وصل إلى حد التعذيب والتشريد والتجويع والقتل.. فليس السير على المنهج الصحيح مطلوباً من أجل حماية الأشخاص القائمين بالدعوة! إنما هو مطلوب من أجل الدعوة ذاتها، من أجل أن تؤتى ثمارها كاملة، وتؤدى رسالتها على الوجه الأكمل0
عوجلت الحركة معاجلة عنيفة، ولما تستكمل بناء قاعدتها على أساس متين .. لقد خرجت فدائيين مخلصين مستعدين أن يموتوا فى سبيل الله، ويحتملوا الأذى فى شجاعة من أجل الدعوة إلى الله .. وخرجت قوماً تربط بينهم أخوة فى الله، تعدل بل تفوق عندهم رابطة الدم.. وخرجت قوماً نظيفى التعامل، لأنهم يخافون الله.. وخرجت قوماً فيهم إيجابية وجلد على بذل الجهد.. وكلها صفات طيبة مطلوبة فى القاعدة، ولكنها ليست كل شىء، ولا تكفى وحدها لبناء القاعدة المطلوبة.. إنهم ليسوا مجرد أفراد يتطهرون لله، وينذرون أنفسهم لله

ثانيا: المقال افترض كفر الحكام... وهذا قضية ليست محل اتفاق.

والله ولي التوفيق

عزام
06-21-2009, 06:02 AM
السلام عليكم
اظن ان الشيخ الطرطوسي يوافق الشيخ حامد بدون ان يدري فهو يعترف بضرورة وجود البيئة الحاضنة لنجاح عملية التغيير.. حينما يقول:
عندما نتكلم عن مبدأ الخروج على طواغيت الحكم والكفر، لا يعني ولا يلزم منه بالضرورة أن يقوم بتبعات الخروج على الحاكم مجموعة أفراد قد لا يتعدون المائة نفر .. بينما بقية أفراد وشرائح المجتمع ساهون لاهون عن واجبهم، وعما يحتمه عليهم دينهم من مهام وأعمال يتعين عليهم القيام بها.
هذا المعنى لا نعنيه ولا نقصده .. وإنما الذي نعنيه ونقصده أن تقوم جميع شرائح وطبقات المجتمع ـ متكافلة بعضها مع بعض ـ بما يجب عليها شرعاً في هذا الشأن: العلماء .. والعمال .. والتجَّار .. والمدرسون .. والأطباء .. والطلاب .. والصحفيون .. النساء والرجال سواء .. الكبار والصغار سواء .. بما يجب عليهم شرعاً نحو دينهم وأمتهم ومجتمعهم .. كل بحسب موقعه .. وبالقدر الذي يستطيعه .. والمسلمون لهم أن يعبروا عن مواقفهم هذه بكل الوسائل المتاحة والممكنة والمشروعة .. ابتداء بالعصيان المدني والإضراب العام .. ونزع اليد من الطاعة .. إلى الإعراب من خلال المظاهرات الساخطة الغاضبة .. إلى استخدام القوة إن استعصى الطاغوت على إرادة الشعوب والأمة .. كل هذا ممكن القيام به .. لا حرج منه شرعاً .. وهو من أعظم الجهاد في سبيل الله!
عندما تتم عملية الخروج على طواغيت الحكم والظلم والكفر بهذه الصورة .. ويُصبح مبدأ الخروج هو ثقافة وهم وحديث الجميع ـ أو الغالبية ـ ستجدون أن الأمور أسهل بكثير مما تستصعبون وتتخوفون .. وأن تكاليف الخروج على الطواغيت الظالمين أقل بكثير من تكاليف الصبر عليهم .. والركون إليهم .. أما أن يقتصر العمل بمبدأ الخروج على مجموعة من الشبان المتحمسين .. قد لا يتعدون العشرات .. كما حصل لعددٍ من التجارب المعاصرة .. حينئذٍ وفق جميع الموازين والتقديرات ستكون النتائج كارثية ومؤلمة .. ومخيفة لكل من يفكر بهذا الأمر.

من جهة اخرى اخي فاروق.. انا مع الخروج في حالة ظلم الحاكم وليس ضروريا اثبات الكفر الشخصي على الحاكم.. يكفي اثبات كفر النظام.. وهذا مما لا شك فيه وتكاد لا تنجو منه اي دولة عربية..

طرابلسي
06-21-2009, 06:38 AM
صدقت عزام ...
أرفقته بعد أن قرأته ولم أجد اختلافا بين قوليهما
لذا قلت في الرابط لا فرق بين قوليهما
قلت لنضعه هنا لنعلم رأيكم في الموضوع

مقاوم
06-21-2009, 07:38 AM
عندي بعض الملاحظات على المقال وعنوانه

العنوان فيه انحياز فاضح وذلك لأنه من الواضح أن الذي وضع العنوان لم يقرأ المقال وسمى الشيخ الطرطوسي "شيخا" وترك من هو أكبر منه سنا وأكثر علما وأقدم سابقة نكرة ألا وهو الشيخ حامد العلي. وهذا من سوء الأدب وقلة الاحترام الذي أصبح منشرا هذه الأيام بين "مجاهدي النت" الذين يوالون رموزا ومسميات لا يعرفونها إلا من خلال الأفلام الجهادية والفتاوى الطائرة عبر فضاءات الشبكة العنكبوتبة وهم لم تغبرّ لهم قدم ولم يبيتوا ليلة واحدة يحرسون في سبيل الله. ولا ينقمون على الشيخ حامد إلا نقده (المصيب) لإعلان قيام دولة العراق الإسلامية.

ثانيا، ملاحظة عزام في مكانها ومع احترامنا وتقديرنا للشيخ أبي بصير إلا إنه لم يوفق في هذا الرد الذي أراه مصداقا للقول المأثور: وفسر الماء بعد جهد بالماء. فقد انتهى هداه الله إلى حيث بدأ الشيخ حامد وهو ما يقول به كل مجرب عاقل.

لا شك أن الجهاد متعين في زماننا ودفع العدو الصائل في فلسطين والعراق وأفغانسان والشيشان وغيرها من بلاد المسلمين المغتصبة له الأولوية كما قرر شيخ الإسلام. هذا لا يعني موالاة الطواغيت والركون إليهم لكن المؤمن كيّس فطن (وليس كيس قطن كما يذكرنا الطرابلسي دائما حفظه الله) يعرف كيف يرتب أولوياته وكيف يفوت أكبر المفسدتين بارتكاب أدناهما وكيف يقدم المصلحة الأكبر على ما دونها وكلام الشيخ أبو بصير(في هذا المقال تحديدا) فيه خروج عن هذه الأصول بعض الشيء فننصحه بالمراجعة والرجوع فالحق أحب إلينا منه ومن الشيخ حامد.

طرابلسي
06-21-2009, 08:47 AM
صدقت ... واضع العنوان تشتم منه الانحياز
وبنفس الوقت رغم موافقتي لكلامك إلا اني وجدتك منحازا من طريقة صياغتك للكلام حين ذكرت الطرطوسي :)
واحد جميع :)!
إذن لم يكن فهمي لكلام الشيخ مخالفا لأفهامكم ..يعني: فسر الماء بعد جهد بالماء :)مع العلم قرأته وانا اترنح من النعاس
أوافق على ما قاله العلي أو الطرطوسي بأن القاعدة الشعبية مهمة لتغيير المنكر بالخروج على الحاكم أكان ظالما او كافرا

مقاوم
06-21-2009, 08:56 AM
طبعا منحاز .... منحاز للحق :)

فـاروق
06-21-2009, 11:16 PM
أخي عزام

ما الدليل على جواز الخروج على الحاكم الظالم؟!

ثانيا.. ومجددا... عن اي خروج نتكلم ؟ ما هي مقوماته؟ واوانه؟ ومتطلباته؟ اهدافه؟

كيف يعتبر الخروج على الحاكم اليوم بدون اي مقدمات امرا عاديا في حين نعتبر - نحن نفس الاشخاص- ان الدخول في الانتخابات - التي يديرها الحاكم الذي نريد الخروج عليه- امرا مقبولا وضرورة مؤقتة و و


اي مفهوم نريد ان نوصله الى الناس؟ الن تتحول القضية الى ضارب ومضروب... غالب ومغلوب... فوضى من هنا وسيطرة من هناك... وينتهي الامر الى مطالبة الناس بالامن ورفضهم لكل الواقع والافكار...

وانظروا الى العراق واستخلصوا العبر.. فان كان التسرع والفوضى في جو لا يختلف اثنان فيه على الجهاد... فكيف بدولنا العربية التي تقام فيها الصلاة وتربى الناس ان عاداتهم هي الاسلام بعينه...!!!

طبعا اخي الحبيب عزام الكلام للنقاش والاستيضاح وليس اتهاما لك او انك تدعو لما سبق...

والله اعلى واعلم

عزام
06-21-2009, 11:32 PM
اخي فاروق
هذا الموضوع اشبع تمحيصا هنا
http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=27867&highlight=%C7%E1%CE%D1%E6%CC (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=27867&highlight=%C7%E1%CE%D1%E6%CC)

يعني نعترف بتولي الظالم والمغتصب للحكم والذي يقتل الناس ويسفك دماءهم ونمنع المسلمين من تولي الحكم ان تم هذا بطريقة لا تسفك فيها الدماء!!! هل هذا منطق؟؟؟ يعني اذا جاء حزب اسلامي سوي واطاح بصدام حسين بانقلاب تعتبره قام باثم؟ وان خلعت حماس عباس عن الحكم تكون آثمة؟
عزام

فـاروق
06-22-2009, 12:39 AM
من حيث المبدأ .. انا لم اكن اتكلم عن هذا.... بل كنت اتكلم عن محاولات الخروج التي من البديهي والواضح انها لن تحسم كحسم حماس لغزة... او ما سوى ذلك.... وهذا ما تكلم عنه المقال

ثانيا... لم يتكلم احد عن كون الامر اثما... بل الكلام كان عن مصلحة الدعوة واستمرار التمكين...عبر تحضير البيئة الحاضنة...دون التضحية بالكوادر هدرا (هدرا على صعيد الامة وليس على صعيد الافراد..والا فان كل شهيد فائز وغير ضائع)

ولكن لو قامت مجموعة مسلمة مسلحة باعلان الحرب في لبنان لاقامة الخلافة... مجموعة مثل كل المجحموعات الني خرجت بمسميات مختلفة...في مصر ولبنان والسعودية والمغرب العربي... هل يكون فعلها صوابا ( فعلها كمجموعة لا كافراد ) ؟ مذا سيحصل في اليوم التالي؟

حماس قياس مع الفارق... لاننا قفزنا فجأة الى السيطرة على غزة...دون المرور بتربية القطاع اسلاميا واجتماعيا عبر سنين عمل الشيخ ياسين... ودون الاخذ بعين الاعتبار ان غزة بمجملها - وبسبب الاحتلال والفكر المقاوم- مستعدة لتحمل الضيم ومستوعبة الى حد مقبول قضية التسليم لله والجهاد...

ورغم كل ما سبق هذا لا ينفي ان حماس دفعت دفعا الى هذا الخيار ( بعد الخطأ الاستراتيجي المتمثل بدخول الانتخابات...خطأ دفعت له دفعا ايضا). ولقد ظن الدافعون... ان هكذا خطوة كفيلة بنسف شرعية حماس لدى الوجدان الفلسطيني وهذا ما لم ينجح 100% ولكنه وبلا شك اصاب الحركة باذى كبير.


ربما يصح ما كان مقاوم يقوله: الخروج صحيح فكريا... اما عمليا فقضية اخرى... وبالتالي هو يقول ما اقول ولكن بلغة تداعب المتحمسين (ولست اقصدك هنا)

والله اعلم

عزام
06-22-2009, 06:52 AM
باختصار اخي فاروق
الخروج كالجهاد او اي امر آخر له ضوابط وشروط فينبغي ان يكون هناك غلبة ظن بنجاح الخروج عبر الاخذ بكل الاسباب المادية والمعنوية المطلوبة.
لذلك اتفق معك فيما قلت واعجبني مقال محمد قطب ولسوف انشره ان شاء الله عندي
لا اجد نقاط خلاف بيننا
فأنا لا اوافق فكر الشيخ الطرطوسي وانت تعرف ذلك..
عزام

مقاوم
06-22-2009, 09:02 AM
وبالتالي هو يقول ما اقول ولكن بلغة تداعب المتحمسين
آه يا رزين إنت آه :)

فـاروق
06-22-2009, 12:10 PM
تماما أخي عزام...

----

اخي مقاوم... ربما عندك ارتباطات تقيد حركتك اللغوية :) هههه...

مقاوم
06-22-2009, 12:41 PM
تما
اخي مقاوم... ربما عندك ارتباطات تقيد حركتك اللغوية :) هههه...

العكس هو الصحيح .. وأنت تعرف ذلك :wink:

أبو حسن الحسن
06-23-2009, 09:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض التعليقات عسى الله ان ينفع بها والله من وراء القصد

يقول اخي فاروق: اولا اي جهاد " داخلي" او اي مجهود داخلي يدعو لتغيير جذري يححتاج الى بيئة حاضنة...والا فمصيره الفشل لا محالة

وهذا للأسف ماقاله حامد العلي بالضبط قبل ان يفصل ويبين في المسألة، ولكن بعد أن كتب الطرطوسي رده أعلاه .



أخي عزام يقول : السلام عليكم
اظن ان الشيخ الطرطوسي يوافق الشيخ حامد بدون ان يدري

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يأخي الفاضل -هداك الله- فهذا طعن في الشيخ أبي بصير (بدون قصد منك إن شاء الله) بأنه لا يفهم،
فالشيخ هنا فصل المسألة بينما الشيخ حامد لم يفصل ولم يستدرك إلا لاحقً والمقال أمامك هداك الله .


العجيب مداخلة أخينا مقاوم
وهو يدعي الانحياز الى الحق..، وهو بكل صراحة ابعد مايكون عنه في مداخلته الأولى
فقد طعن في إخوانه طعن شديد -هاده الله- واوجعني ماكنت والله أتوقع منه هذه الخصومة!

والعجيب انه فاته أن حامد العلي سبقه في هذا .. ولكن الشيخ تنبه وفطن لم أحدثته هذه" المقولة أو الفتوى" على ارض الميدان من شقً للصفوف ..، فالناس تقاتلوا والدماء سالت وفرح العدو والطواغيت ووسعوا في الخلاف على الأرض وفي الانترنت وفي كل مكان عن طريق أذنابهم ..،

مما حدا بالشيخ أن يعتزل موضوع العراق منذ ذلك الوقت الذي قال فيه ماقال حتى اللحظة .
http://www.muslm.net/vb/showpost.php?p=1995522&postcount=12 (http://www.muslm.net/vb/showpost.php?p=1995522&postcount=12)

وأنت هنا أخي بكل صراحة تأتي بعكس ما يريده الشيخ فرجمت اخوانك بالغيم (والله المستعان) بأنهم لم يفعلوا كذا وكذا .. ولو كلفت نفسك وتعبت قليلا تريد الإنصاف لوقفت على العمليات الاستشهادية فقط ، فستجد أن 80% من هؤلاء هم من أهل الانترنت من الحسبة والإخلاص والفلوجة والمسلم ركبوا الصعاب حتى وصلوا الى الميدان بل بعضهم تم تصويره في الإصدارات وهم يعاتبون عتاب الأحبة الشيخ العلي مخاطبينه لماذا كذا وكذا ياشيخ ..

راجع هاذين الرابطين
http://www.jarchive.info/categories.php?cat_id=85 (http://www.jarchive.info/categories.php?cat_id=85)
http://www.jarchive.info/categories.php?cat_id=86 (http://www.jarchive.info/categories.php?cat_id=86)


ثم أخي مقاوم أنت تنصح الشيخ الطرطوسي بالرجوع الى الحق، فاذاً ومن باب الانحياز للحق .. يجب عليك (بعد أن فصل الشيخ العلي) أن تنصحه بالرجوع!
http://www.muslm.net/vb/showpost.php?p=2236582&postcount=16 (http://www.muslm.net/vb/showpost.php?p=2236582&postcount=16)

فقد أصبحوا في خط واحد .. فالأولى أن تناديهما بالرجوع الى الحق!

أخيراً استغفر الله لي ولكم ولأخي مقاوم، فقد فاته أن المدسوسين وأصحاب الفرق الضالة يتربصون بنا الدوائر عليهم دائرة السوء، يتكلم الشيخ فتأتي الجموع لتندس خلفه لتطعن في المجاهدين والأنصار
ويردون الأنصار الغيورين ومن يندس بينهم على الشيخ ..
وهذا والله نكبة النصح علانية في وقت حرب مستعرة ليس فيها شفقة او رحمة

تمعنوا في هذه النقاط من ذلك التقرير الخبيث
هنا التقرير بنسخته الأصلية (من مركز مكافحة الارهاب - usa)
http://ctc.usma.edu/atlas/MIA%20Arabic.pdf (http://ctc.usma.edu/atlas/MIA%20Arabic.pdf)



أختم هنا بالشكر لأخينا طرابلسي على هذا النقل فصاحب الموضوع قد أفرا فيهم واخرج ألران فلله دره
نسال الله أن ينصر المجاهدين ويوفق العلماء الربانيين ويهدي المسلمين
ويزلزل الأرض تحت أقدام الطواغيت المجرمين وأذنابهم

من طرابلس
06-24-2009, 08:24 AM
الرجاء من الاخوة ترجمة ما قاله أبو حسن لأني لم أفهم شيئا
وما في مشكلة بالترجمة اما الى العربية او الانكليزية

عبد الودود
06-24-2009, 11:20 AM
الرجاء من الاخوة ترجمة ما قاله أبو حسن لأني لم أفهم شيئا
وما في مشكلة بالترجمة اما الى العربية او الانكليزية
أخي لا يحق لك الاستخفاف بمشاركات الأخرين بهذه الطريقة مهما كنت تختلف معهم , وإذا كنت لم تفهم قصده فهذا راجع إليك وكان الأجدر بك أن تستفسر عماّ أُشكل عليك لا أن تستهزئ بالرجل , فالأخ في مشاركته يخاطب أو يعلق على مشاركتين للأخ عزام والأخ مقاوم ومن ثم فالخطاب ليس موجها لي ولك ولهذا لم تفهم ما يقصده بمجرد قراءة المشاركة سطحيا , فإذا أردت أن تفهم المشاركة يتوجب عليك أن تقرأ مشاركة مقاوم وتعرف خلفياتهم الفكرية لتساعدك على فهم معنى المعنى على حد تعبير عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز.
أما فيما يخص الموضوع فأتحفظ من الإدلاء برأي فيه لأن الأمر شائك على الأقل بالنسبة إليّ., وأسجل المتابعة لعلي أستفيد منكم.

أبو حسن الحسن
06-24-2009, 12:22 PM
أخي وحبيبي عبد الودود
جزاكم الله خيراً وسلمت يدك ... وذب الله عنك النار كما ذببت عن أخيك وغفر لك ولوالديك.

اراكم قريباً إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته