تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الكتيب الماتع:فإما أن نحكم بالإسلام وإما أن نقتل أحرارا وكرام



أبو يونس العباسي
06-14-2009, 09:38 AM
فإما أن نحكم بالإسلام وإما أن نقتل أحرارا وكرام



أبو يونس العباسي



الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره ، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين .



سبب المقال



بينما كنت أستمع لخطاب الشيخ أسامة – سلمه الله – الأخير قيل زيارة أوباما لمصر



كان الشيخ يتكلم عن حرب القوات الباكستانية على المسلمين في سوات ووزيراستان ,



وكان مما قاله الشيخ – سلمه الله –
" فإما أن نحكم بالإسلام وأما أن نموت كرام"



فلما سمعت هذه الكلمة تحركت مشاعري ومن ثم تحركت الملكة الكتابية عندي لأكتب مقالا يدور حول هذه الكلمة التي خرجت من فم الشيخ الطيب أسامة ابن لادن – حفظه الله ورعاه - .



اختيار بين شيئين والحياد مرفوض



من المعلوم أن الصراع بين الإسلام والكفر قديم قدم التاريخ ,



وباق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ,



ونحن نعيش في زمن خرج علينا فيه أرباب الكفر يقولون:



إما أن تكونوا معنا وإما أن تكونوا ضدنا



إما أن تكونوا مع التحالف الصهيوصليبي وأما أن تكونوا ضد التحالف الصهيوصليبي ومع الإرهاب



وهم يقصدون بالإرهاب طبعا الإسلام وليس سواه ,



وكل مسلم الآن وفي هذا العصر مطالب بالاختيار ,



إما أن يدخل في حزب الله ورسوله والصحابة الكرام ,



وإما أن يدخل في حلف التحالف الصهيوصليبي حلف الشيطان , ويفرط في عقيدته ودينه ويتنازل عنه ,



مع التنبيه أنه يجب على كل من اختار حزب الله ورسوله والصحب الكرام أن يرفع بندقيته ويمتشق حسامه ليدافع عن ديته ومقدساته وما لا يقوم الدين إلا به ,



قال الله تعالى:" قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)"(التوبة) , وقال:" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)



" .



نماذج مقرفة وأخرى مشرقة



وأمام هذا الامتحان الصعب



تولدت عندنا نماذج مقرفة وأخرى مشرقة ,



أما المقرفة فهي التي دخلت في خدمة التحالف الصهيوصليبي وحماية مشروعه ,



ركونا إلى الدنيا وهروبا من التكاليف , وطلبا للمناصب والكراسي ,



وأنا هنا لا أتحدث عن الحكومات العلمانية وحسب ,



بل وعن كثير ممن رفعوا راية الإسلام ولوائه زورا وبهتانا ,



فإنهم قد خانوا هذا اللواء وخانوا هذه الراية من أجل لعاعة من لعاعات الدنيا ,



قال الله تعالى:" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)" ,



وصنف آخر من النماذج المقرفة ذلكم النموذج المتأسلم



والذي ولج في العملية الانتخابية الشركية باسم الإسلام والتمسح بشعاراته ,



ووعد الناس بتطبيق حدوده والوقوف عندها فقالوا:"إذا أردت حكم القرآن فانتخب قائمة ..." ,



فلما وصلوا للسلطة تنصلوا من هذا كله وتنكروا له محتجين بأن تطبيق الشريعة سيجر الحركة الإسلامية إلى ما لا تحمد عقباه ,



وإني لأعجب من هذا فأقول:



وما العيب أن يستأصل الإنسان من أجل دينه ومبادئه



وأقول أيضا:



إن الحجج حتى يعذر أصحابها لا بد أن تكون حججا مقتبسة من الشرع بدون لي لأعناق النصوص أو تحريف لها ,



أما الحجج المقتبسة من الهوى فهي لا تسمن ولا تغني من جوع ,



قال الله تعالى:" قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)" (القصص).



وأما النماذج المشرقة



وإذا أردنا أن نضرب أمثلة للنماذج المشرقة



فنموذج دولة الطالبان يصلح لذلك



فلقد خيروا بين تسليم المجاهدين وتطبيق شرع رب العالمين



وبين بقائهم على الكراسي والمناصب



فاختاروا الله ورضاه على من سواه



أخرج الترمذي في سننه مرفوعا عن عائشة قالت:"من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس و من أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس" ,



ولقد أحسنوا لما فعلوا هذا



فوالله لو تركوا تحكيم الشرع واعرضوا عنه لكفروا



لأن الله قال:" فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)"(المائدة) ,



ولو سلموا المجاهدين لأمريكا لكفروا أيضا



لأن هذا من مظاهرة المشركين على المسلمين التي يكفر فاعلها ,



قال الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)" (المائدة),



ولزوال الدنيا بأسرها خير للمسلم من أن يرجع للكفر بعد أن من الله عليه بالإيمان ,



أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قال:" لَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ",



ومن النماذج المشرقة كذلك



ثبات قادة سوات على تحكيم الشريعة رغم الحرب الضروس التي تشن ضدهم من أولياء اليهود والنصارى ,



إن مثل هذه الحروب هي ضريبة التمسك بالدين ,



وإن المقاتلين في مثل هذه المعركة قد رفعوا الشعار الذي نادى به الشيخ أسامة في خطابه الخير الأخير:"إما أن يحكم فينا الإسلام وإما أن نموت كرام" .



التضحيات بين الثوابت الوطنية والثوابت الدينية



لما ثبت الطالبان على مرضاة الله



لامهم وخطأهم كثير من الناس



واتهموهم أنهم دمروا دولتهم بأيديهم واستخفوا بعقولهم ,



وهكذا هو موقفهم اليوم مما يدور في سوات المسلمة



وكأن الثوابت الدينية لا يستحق أن يضحى من أجلها ,



في الحين الذي يضحي فيه البعض بالغالي والنفيس من أجل الثوابت الوطنية



ويعدون ذلك فخرا لهم وأمرا لابد أن يحمدوا عليه ,



فها هي حماس جعلت قضية عدم الاعتراف بإسرائيل وحق العودة وحق المقاومة وعدم تسليم شاليط إلا بما يرون من شروط ثوابت ضحى الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى حماس بالكثير الكثير من أجلها



في الوقت ذاته الذي تنصلت فيه حماس للشريعة وتطبيقها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,



والسؤال الذي نوجهه الآن لكل عاقل : لماذا يستسيغ الناس إلا من رحم الله التضحيات إذا كانت من أجل ثوابت وطنية ولا يستسيغونها إذا كانت من أجل ثوابت دينية ؟!!!



الحر لا يرضى أن يكون كالحمر



إن مما يستغرب له كل إنسان عاقل أن يرضى كثير من الناس لأنفسهم أن يعيشوا كالأنعام



لا هم له إلا أن يأكلوا أو يشربوا وما علموا أن هذا هو فعل الأنعام مصداقا لقوله تعالى:" وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12)"(محمد) ,



فهؤلاء لا يهمهم دين ولا دعوة ولا شريعة ولا مبادئ ولا ثوابت ولا قيم ولا فضيلة ,



المهم عندهم أن يعيشوا بغض النظر عن طبيعة هذه المعيشة ,



فهم حريصون على حياة ,



هكذا بالتنكير ولا يهم كيف تكون هذه الحياة ,



هم يريدون أي حياة حتى ولو كانت ذليلة ,



قال الله تعالى:



" وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)"(البقرة) ,



فهؤلاء هم العبيد وإن لم يكونوا رقيقا لأحد , فهم عبيد الدنيا ,



فهلا كنتم يا أتباع الرسول والصديق وعمر كالأحرار التسعة عشر
الذين جادوا بأنفسهم في سبيل الله




لأنهم أحرار والحر لا يتحمل أن يرى مسرى الرسول يدنسه اليهود ولا يحرك ساكنا



لأنهم أحرار والحر لا يتحمل أن يرى الأعراض تنتهك ولا يحرك ساكنا لأنهم أحرار والحر لا يتحمل أن يقتل الأطفال ولا يحرك ساكنا



لأنهم أحرار والحر لا يتحمل ان تزهق أرواح الإخوان ولا يحرك ساكنا



لأنهم أحرار والحر لا يتحمل أن يرى الإخوان قد شردوا ولا يحرك ساكنا



ولأنهم أحرار تركوا البيوت والقصور ولذيذ الطعام والشراب إلى الخيام والكهوف ومكابدة الجوع والعطش



ليتسنى لهم ضرب اليهود والنصارى الضربة التي هزت كل منافق وأفرحت كل مؤمن



ولأنهم أحرار سلكوا سبيل الجهاد والاستشهاد فهذا السبيل هو سبيل الأحرار في زمن العبيد.



وبعد هذا كله كيف يزعم زاعم أنه من الأحرار ثم هو يقعد عن الجهاد في سبيل رب العباد – سبحانه وتعالى - ,



وفيه وفي أمثاله أذكر بأبيات الشعر التي سمعتها يوما من الشيخ أسامة يقول فيها: فلا تنعين إلا ليث غاب *** شجاع في الحروب الثائرات دعوني في الحروب أمت عزيزا *** فموت العز خير من حياة



أخـي أنت حرٌّ وراء السدود



أخـي أنت حرٌّ وراء السدود *** أخي أنت حرٌّ بتلك القيـود



إذا كنت بالله مسـتعـصـما *** فماذا يـضـيـرك كيدالـعـبيد؟



أخي:ستُـبيـد جيوش الظـلام *** ويـُشـرق في الكون فجر جديد



فأطلق لروحك إشراقـها *** ترى الفجر يرمـقـنا من بـعـيد



أخي: قد أصابك سهم ذليل *** وغدرا رماك ذراع كليل



ستـُبتـَر يوماً فصبرٌ جميل *** ولم يدمَ بعدُ عـرين الأسود



أخي: قد سرت من يديك الدماء *** أبت أن تُـشـلَّ بقيد الإمـاء



سـتـرفـع قربـانـها للسماء *** مخـضـبة بوسام الخلود



أخي هل تُراك سئمت الكفاح ؟ *** وألقيتَ عن كاهـليـك السلاح



فمن للـضحايا يواسي الجراح ؟ *** ويرفع رايـاتـهـا من جـديد



أخي: إنني اليوم صلب المراس *** أدكُّ صـخـور الجـبال الرواسي



غدا سـأشيحُ بفأسي الخلاص *** رؤوس الأفـاعي إلى أن تـبـيـد



أخي: إن ذرفـت عليَّ الدموع *** وبـلـلت بـهـا في خـشوع



فأوقد لهم من رفاتـي الشـموع *** وسيـروا بها نحو مجد تـليـد



أخي: إنْ نـمتْ نلقَ أحـبـابـنا *** فروضات ربي اُعـدَّت لـنـا



وأطيارها رفـرفت حولنـا *** فـطـوبى لـنا في ديـار الخـلـود



أخي إنني ما سـئمتُ الكـفـاح *** ولا أنا ألقـيتُ عنـي السلاح



فإنْ أنا متُّ فإني شـهـيد *** وأنت ستـمضي بنصـر مـجـيـد



سأثار ولكن لرب ودين ***وأمـضـي على سـنتـي في يـقـيـن



فإما إلى الـنصر فـوق الأنام *** وإمـا إلى الـله في الخـالـديـن



قد اختارنا الـله في دعوته *** وإنا سـنمـضـي على سنـتـه



فـمنا الذيـن قـضوا نـحبهـم ***ومـنا الحـفيـظ على ذمـته



أخي: فامضِ لا تلتقت لـلوراء *** طـريقك قد خـضبـتـه الدماء



ولا تـلتفـت هـنـا أو هناك ***ولا تـتـطلع لـغير السـمـاء



دينك دينك لحمك ودمك



إن هذه المقولة من أكثر المقولات التي أثرت في حياتي ,



عندما سمعتها أول مرة قلت في نفسي :ديني كلحمي ديني كدمي ,



ثم قلت والله إن لحمي لغال عندي وليس بالرخيص , وكذلك الدم وكذلك لا بد أن يكون الدين ,



وقلت مرة لأحدهم ماذا تفعل لو أراد شخص أن يوصل الضرر للحمك ودمك



فقال: أقاتله بكل ما أوتيت من قوة ,



فقلت له:وكذلك لا بد أن تفعل مع من يفكر في إيصال الضرر لديننا , وظللت أساوي بين غلاوة الدم واللحم وبين غلاوة الدين إلى أمد بعيد حتى تنبهت أن الدين أغلى وأغلى بكثير جدا ,



فالأبدان تتلف من أجل دين الرحيم الرحمن ,



ولعل الإنسان يتحسس هذا المعنى وهو يقرأ قصة السحرة مع فرعون بعد أن هداهم الله تعالى ,



قال الله تعالى:



"فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)"(طه) ,



وإذا كان الإنسان يضحي بروحه من أجل مولاه فالجزاء من جنس العمل فإن الله أعد له وبعد مقتله مباشرة حياة لن تنقطع خالدا في النعيم متمتعا برضى الرب الرحيم ,



قال الله تعالى:



" وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)"(آل عمران) ,



فيا من ترى الله يسب والرسول يشتم والقرآن يدنس والدين يهان والأنفس تزهق والأعراض تنتهك والمقدسات وخيرات المسلمين تسلب قلي لماذا لا تقوم نصرة لدينك؟!!!



لماذا آثرت القعود وفضلت التقاعس وركنت إلى الدنيا والدعة ,



والله يقول:



" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)"(التوبة) ,



وأذكركم مرة أخرى فأقول لكم:"دينكم دينكم لحكم ودمكم" ,



إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.



فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا



سأحمل روحي على راحتي ............وألقي بها في مهاوي الردى



فإما حياة تسر الصديق ....................... وإما ممات يغيظ العدى



وما العيشُ - لا عِشْتُ - إن لم أكن ........مخوف الجناب حرام الحِمَى



إذا قُلْتُ أصغى لي العالَمُون ...................ودَوَّى مقاليَ بين الورى



لَعَمْرُكَ إني أرى مصرعي ........................ولكن أغذ إليه الخطى



أرى مقتلي دون حقي السليب .................ودون بلادي هو المبتغى



يلذ لأذني سماع الصليل ......................يُهَيّج نفسي مسيل الدما



وجسم تَجَدَّل فوق الهضاب ....................تناوشه جارحات الفَلا



فمنه نصيب لأسد السماء .....................ومنه نصيب لأسد الثرى



كسا دمه الأرض بالأرجوان ..................وأثقل بالعطر ريح الصبا



وعفَّر منه بَهِيَّ الجبين .........................ولكن عُفارًا يزيد البَها



وبان على شفتيه ابتسام ......................معانيه هُزْءٌ بهذي الدُّنا



ونام ليحلم حلم الخلود ........................ويهنأ فيه بأحلى الرؤى



لعمرك هذا ممات الرجال ...................ومن رام موتًا شريفًا فذا



فكيف اصْطِبارِي لِكَيْد الحقود ............وكيف احتمالِي لِسَوْمِ الأَذَى



أخوفًا وعندي تهون الحياة ......................وذُلاًّ وإنِّي لرب الإبا
وأحمي حياضي بِحَدِّ الحُسَام .................فَيَعْلَمُ قومي بأنِّي الفَتَى

أبو يونس العباسي
06-14-2009, 09:39 AM
لن نخضع لغير الله ولو قتلنا وحرقنا



إن الخضوع عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله تبارك وتعالى , ومن خضع لغير الله فقد أشرك , روى ابن ماجه عن أبي الدرداء قال :" أوصاني خليلي أن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر ."



, وذلك أن الشرك ذنب لا يغفره الله لمن مات عليه ,



قال الله تعالى:



" إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)"(النساء) ,



ومن صور الخضوع لغير الله التحاكم لغير منهجه وشريعته ,



فإن التحاكم لشرع الله وفقط توحيد ,



قال الله تعالى:



" إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)"(يوسف) ,



والتحاكم إلى غيره شرك بالله العلي العظيم ,



قال الله تعالى:



" وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)"(الكهف) ,



وعليه فالتحاكم لغير شرع الله خضوع للمخلوق وهذا ما لن نفعله وإن قطعنا وحرقنا ,



ولا نكترث بتاتا بفعل من باع الدين بالدنيا واشترى الضلالة بالهدى وباع الآجلة بالعاجلة ,



ونقول:



لن نخضع لغير الله وإن قطعنا وحرقنا لأن الله يقول:" وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)" (النساء)



لن نخضع لغير الله



لأن الله يقول:



"وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)"(المنافقون), فالمنية ولا الدنية والعار ولا النار



وهذه أبيات جميلة تزرع في النفس الكفر بالخضوع للمخلوق مهما كثرت المعوقات والعراقيل ,



قال الشاعر :



لن أخضع أبدا في يومي *** للظلم بضعف أو لين



أنا لست أخاصم للدنيا *** دنياكم ليست تعنيني



أنا لي هدف أسمى أعلى *** نفسي لا ترضى بالدون



مالي للجنة أدعوكم *** ولنار جهنم تدعوني



قد تملك سوطا يكويني *** وتحز القلب بسكيني



قد تجعل غلك في عنقي *** وتضج تأن شراييني



قد تغرس سهمك في كبدي *** وبمر عذابك ترميني



وتصادر شعرا أكتبه *** بشمالي إن عز يميني



وتجوع طفلي من بعدي *** وهنا للطفل المسكين



قد تعبت عين تتبعني *** تحصي خطواتي وشؤوني



كالظل يلاحقني دوما *** أن ألفظ حرفا يرديني



قد تفعل أفعالا شتى *** وتظن بأنك تثنيني *** لا لا لن تثنيني



كل الأحرار قد انتبهوا *** في صف المنهج والدين



وستبقى وحدك منبوذا *** في سجن الوهن وفي الهون



فتباشير النصر انطلقت *** من جرح شهيد وسجين



إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين



إن هذا العنوان مقتبس من قول الله تعالى:" قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)"(الأنعام) ,



ولكن هل نستطيع أن نعبد الله بأمن وأمان دون أن نمتشق الحسام ونرمي بالبندقية أعداء الواحد العلام , وخصوم دعوة الإسلام دين الله لكل الأنام قال الله تعالى:



" وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)"(البقرة) ,



وهنا نكرر مرة أخرى كلمة الشيخ أسامة:"إما أن نحكم بالإسلام وإما أن نموت كرام."



ولكن كيف تكون الحياة لله والممات لله رب العالمين؟ ,



وتكون الحياة الله إذا قصد المسلم من وجوده عبادة الله والتقرب إليه بما يحب ويرضى ,



وبمقدور المسلم أن يجعل المباحات طاعات وقربات ,



وذلك إذا خالطها بالنية الصالحة , فالأكل والشرب والنوم والنكاح تصب في سلة القربات إذا قصد منها المسلم التقوي على طاعة الله سبحانه وتعالى ,



أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قال:



" وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا" ,



وأخرج البخاري من حديث معاذ أنه قال:"إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي" ,



ولكن هل من كانت حياته لله يتقاعس عن نصرة هذا الدين بل ويقف في صف اليهود والنصارى الملاعيين ؟!!!



هل من كانت حياته لله تطيب نفسه أن يحكمه قانون البشر ومنهج الله قائم بين أظهرنا؟!!!



هل من كانت حياته لله يضن بها أن يقدمها في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى؟!!!



هل من كانت حياته لله يوالي ويعادي في غير الله تبارك وتعالى؟!!!



هل من كانت حياته لله يقر ما نهى عنه الله ويسكت عما يغضب الله؟



انزل الميدان إذا بعت النفس للرحمن



إن خير الصفقات وأحسن التجارات التجارة مع الله وذلك ببيع النفس فما دونها لله رب العالمين , مقابل ثمن هو جنات النعيم ,



ولا بد لمن عقد مثل هذه الصفقة مع الله وأبرم هذه التجارة أن ينزل إلى ساحات الجهاد بعد تحقيق التوحيد لرب العباد ,



قال الله تعالى:



" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)"(الصف),



وقال أيضا:" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) " (التوبة) ,



وإن زعم البعض ودعواهم بأنهم باعوا النفس لله , وأن القتلة في سبيل الله هي أسمى أمانيهم, لن يكون حقيقيا إلا يوم يلتحقوا بساحات الجهاد وميادين الوغى



بهذا تصدق دعواهم ويصبح زعمهم حقيقة جلية في رابعة النهار ,



قال الله تعالى:



" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)"(الأحزاب) .



الذي أمرنا ونهانا سيحمينا



عندما نوجه الخطاب للعلمانيين ولبعض المتأسلمين بوجوب تحكيم شرع الرحمن الرحيم



يردون علينا بأنهم يخافون من العالم ومكره وضغوطه ويخشون الإبادة والهلاك ,



وهذه هي حجة الكافرين في الامتناع عن الإيمان بالنبي الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم - ,



قال الله تعالى:



" قَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59) "(القصص) ,



وقال أيضا:



" فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)"(المائدة) ,



ونرد على ذلك فنقول:سنلتزم بهذا الدين وسنطبق شرع الله الحاكم الحكيم ,



والذي أمرنا ونهانا سيحمينا ولن يسلمنا لعدونا ,



قال الله تعالى:



" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) "(العنكبوت) ,



والذي أمرنا ونهانا سيدافع عنا ,



قال الله تعالى:



" إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)" ,



وقال أيضا:



" اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)"(المجادلة) ,



وقال أيضا:



" وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)"(الصافات) ,



وأذكر هنا بقول ابن القيم رحمه الله:



"لا تحسبن أن العدو غلب ولكن الحافظ أعرض"



ويا عجبا لمن قل يقينه بالله وقلت ثقته به ,



عجبا له كيف يجعل تطبيق الشرع والائتمار بأوامره والانتهاء عن مناهيه سبب الهلاك والمآسي والزوال ,



ويتناسي هذا المتناسي قول الواحد المتعال:



" مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)"(الحج) ,



وقوله:



" وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)"(يوسف) ,



وقول الرسول – صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح البخاري من حديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :



"إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ."



والحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار.



الضروريات الخمس والترجيح بينها عند التعارض



والضروريات الخمس هي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والعرض والمال ,



وإذا حدث تعارض بين الضروريات بعضها مع بعض , قدم الأول فالأول , فنقدم حفظ الدين على ما بعده عند التعارض ,



وعليه:



فإذا تعارض حفظ الدين مع حفظ النفس قدمنا حفظ الدين ,



ولا عجب في ذلك , فشجرة الإسلام لا تسقى بالماء وإنما بالدماء , والدين قائم على التضحيات والبذل والعطاء ,



قال سيد قطب رحمه الله:"إن كلماتنا تبقى أعراسا من الشمع لا حياة فيها جامدة , حتى إذا متنا في سبيلها وضحينا من أجلها انتفضت فيها الروح فقامت حية بين الأحياء" .



معان النصر



وهنا نطرح تساؤلا هاما نقول فيه: هل فشل مشروع القاعدة في بلاد الأفغان والصومال وبلاد الحرمين وغيرها ؟



كثير من الحاقدين يقولون بأنه فشل وانهزم



ذلك أنهم يفسرون الهزيمة والفشل من منظور مادي ضيق وأفق محدود ولكن الحقيقة تكمن في أن من ثبتوا على المنهج والدين فهم المنتصرون وإن بادوا جميعا ,



وإلا فهل يستطيع أحد أن يقول بأن أصحاب الأخدود هزموا في معركتهم مع الملك المتأله؟



أو أن يقول بأن السحرة هزموا في معركتهم مع فرعون؟



قال الله تعالى:



" قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)" (البروج),



وعليه:



فليعلم الجميع أن من أنواع النصر نصر الحجة والمنهج والفكرة



ولكم أن تعجبوا من الغلام في قصة الأخدود والذي نجا أكثر من مرة من جنود الملك الظالم ,



ثم هو يرجع برجليه إلى هذا الملك , ويدله على طريقة قتله , فيقتله , فينتج عن هذا هداية الناس أجمعين , فهل هزم هذا الغلام في معركته مع هذا الملك المتأله؟!!!



وأكرر هنا مرة أخرى مقولة الأستاذ سيد إذ يقول:



" إن كلماتنا تبقى أعراسا من الشمع لا حياة فيها جامدة , حتى إذا متنا في سبيلها وضحينا من أجلها انتفضت فيها الروح فقامت حية بين الأحياء "



مت على عبادة الله ولا تبالي



إن الغاية التي خلق الله من أجلها الإنسان هي العبادة ,



قال الله تعالى:



" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) "(الذاريات) ,



فمن ثبت على العبادة وتكاليفها ولوازمها حتى ولو قتل بسبب ذلك , كان قد أدى وظيفته التي كلف بها ,



ومن فرط وتقاعس وتخاذل عن الشريعة وتحكيمها على النفس والأسرة والمجتمع ثم مات ,



مات وهو غير مؤد للوظيفة التي خلقه الله من أجلها ,



وهذا هو المنطلق الذي تنطلق منه قاعدة الجهاد في صراعها مع التحالف الصهيوصليبي العالمي



فهم يرفعون شعار المنية ولا الدنية والنار ولا العار



أو كما عبر الشيخ أسامة:



" إما أنحكم بالإسلام أو نموت كرام."



بل إن القاعدة ورجالها والمخلصين من أبناء هذه الأمة يشعرون باللذة وهم يعذبون في سبيل دينهم ومنهجهم ,



أخرج مسلم في صحيحه من حديث أنس أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - :



" حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ" ,



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:



"إن سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة"
والبلاء والعناء ضريبة الالتزام بدين رب الأرض والسماء ,



قال ابن قيم الجوزية:



( يا مخنث العزم ، أين أنت ، والطريق طريق تعب فيه آدم ، وناح لأجله نوح ، ورمي في النار الخليل، واضطجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى ، وقاسى الضرب أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم، وتزهى أنت باللهو واللعب)



واعتمادا على هذا فإنك لا ترى أتباع منهج السلف حقا وصدقا إلا أعزة



ولا تشعر لهم بضعف أو خور أو جبن حتى وهم تحت سطوة الطاغوت,



لأن مصدر عزتهم هو الملك القوي العزيز ,



الذي قال في محكم التنزيل:



" وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) "(آل عمران)



والحمد لله لرب العالمين.



لا تتعلقوا بالنتائج ؟



أيها المجاهدون الأبطال..



إنني أعلم أنكم ما سلكتم هذا الطريق طريق الجهاد، طريق الجنة الشاق إلا لأنه فرض افترضه الله على الأمة ،



فأعرض الناس عنه حباً للدينا وكراهيةً للموت ،



وأما أنتم فأقبلتم عليه رغبةً عن الدنيا وطمعاً فيما عند الله ، وما عند الله خير وأبقى..



وإن من سمات الواجبات الشرعية أن العبد يؤديها وهو مُسَلِّم لله ، فلا يعرضها على العقل ولا خبرات وتجارب الآخرين ،



بل يقوم بها كما أمر الله تعالى ويحتسب الأجر من عنده سبحانه متبعاً لسنة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم..



فمثلاً برُّ الوالدين واجبٌ على كل مسلم ، بغض النّظر عن النتيجة التي يؤديها البر ,



فلو أن إنساناً له والد سيء الخلق وكلما زاد في برّه زاد أبوه في التنكر له والتهكم به ،



فإن هذا لا يعني بحال أن البر لهذا الوالد لا جدوى ولا نتيجة لبرِّه وبذا فلا يجب بِرُّه..!!



لا يقول هذا أدنى مسلم فضلاً عن عالم أو طالب علم.



وكذلك الدعوة إلى الله تعالى حيث إنَّ الداعية والعالم مأمور من الله تعالى بتبليغ الناس الهدى والحق وليس مكلفاً بالنتائج..



ولذا فالنبي وهو نبي مرسلٌ من عند الله، وقد اصطفاه الله واجتباه من الناس،



ومع ذلك يأتي يوم القيامة وليس معه أحد... وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يَجِيءُ النَّبِيُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ"



ولا يُقال عنه إنه فشل في تجربته الدعوية لأنه لم يتبعه أحد، بل مهمته كما قال تعالى: (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ)..



وما قيل فيما سبق عن الدعوة والبر يقال كذلك في الجهاد،



فالجهاد أمرٌ وواجبٌ شرعي من عند الله تعالى،



والمسلم غير مكلفٌ فيه بالنتائج،



فلا يُبطَلُ لعدم ظهور النتائج أو مظنّة عدمها،



بل إن هذا عين الجهل بشريعة الله



إذ الجهاد شأنه مختلف جداً، والنتائج فيه مضمونة 100%



ولكي أوضح لك هذه المسألة أيها المجاهد أَرِعْني سمعك وتأمل معي قول الله (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ).



الله أكبر.. المجاهد نتيجة عمله حسنةٌ دائماً فهي إما: لُحُوقٌ بمواكب الفخر والشهداء،



وإما نصرٌ وعزٌ على الأعداء،



وإن قدّر الله له الأسر فلا تَسَلْ عن عظيم ما أعد الله له من الأجر إنْ هو احتسب وصبر.



وبهذا تعلم أنه لو قامت طائفة من المسلمين بفريضة الجهاد فقُتِلَتْ عن بكرةِ أبيها، لم يكن حُكماً عليها بالفشل ولا الخسارة،



بل الحكم عليها والتقييم لعملها هو ما أخبر به الله تعالى: (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ).



فيا أيها المجاهدون دونكم عظيمَ النتائج، ومضمونها من لدن الله ومن أوفى بعهده من الله..



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).



فلا تلتفتوا إلى قول الْمُبْطلين والمخذلين والذين هم إلى النفاق أقرب منهم للإيمان،



ممن عطلوا الجهاد لمصالح عقلية يظنونها، وبحجج واهية فلسفية، وإليكم أمنيةً من أماني الرسول صلى الله عليه وسلم:



فعن جابر بن عبد الله قال: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”-إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابُ أُحُدٍ- أَمَا وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابِ نُحْصِ الْجَبَلِ “ يعني يا ليتني اسْتُشْهدْتُ معهم، ونُحْصِ الْجَبَلِ سفحه.



انظر! النبي صلى الله عليه وسلم يتمنى أن يكون قد قتل في أحد ولقي الله شهيداً،



مع أن وقعة أحد كانت قبلَ ظهورِ الإسلامِ والفتحِ الأكبرِ والنتائجِ الكبرى لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم



ومع ذلك فقد تمنى الشهادة في سبيل الله ذلك اليوم.



إذاً أن تكون نتيجة عملك شهادة في سبيل الله فَأَنْعِم بها من نتيجة، وأَكْرِم بها من ثمرة ،



وأما الكافرون والمرتدون الذين تقاتلهم فالله متكفلٌ بخذلانهم وهلاكهم وسوء عاقبتهم،



ولذا سلى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ).



ويا عجباً لمن يدعو لترك الجهاد ودفع المعتدين بحجة أننا لا نستطيع أن نقاومهم ولن يكون لجهادنا نتيجة ولا ثمرة،



وأن المرحلة مرحلة صبر على الأذى أو بالأصح”الاستسلام للعدو“ وما علم أن قوله هذا مردودٌ من وجهين: الأول: أن القيام بالجهاد في حالة وجوبه وتعينه، هو قيام بفرضٍ من فرائض الدين ليس للعقل أثر في إبطاله أو تركه والنكوص عنه، وتاركه آثمٌ معرضٌ للعقوبة، ومتصفٌ بصفةٍ من صفات المنافقين.



الثاني: أن الخيار الآخر المطروح إزاء هجوم العدو غير الجهاد حقيقته تعني الخنوع للظالمين، والاستسلام للكافرين المحتلين، بأي اسم كان، وبأي ستار حصل،



ويفضي في النهاية إلى الدخول في ملّة الكافرين فإنهم لن يرضوا إلاّ باتباع ملتهم،



وما هذا والله بفعل أهل الأنفةِ والعزّةِ والرجولةِ فضلاً عن أن يكون فعلاً للمؤمنين التالين قول الله تعالى: (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).



فيا أيها المجاهدون حذار حذار من تلبيس إبليس عليكم، بأنه لا فائدة من جهادِ مجموعةٍ صغيرةٍ أمام دول عظمى،



وأن هذا يعد استنزافاً لمقدرات الأمة ورجالها في غير ما فائدة،



فهذا لعمري قريب من قول المنافقين عن شهداء أحد: (الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).



فإما أن نعيش بظل دين ... نعز به وبالدين الرشيد



وإما أن نموت ولا نبالي ... فلسنا نرتضي عيش العبيد



ولا أنسى أن أذكركم أيها المجاهدون بقصة أصحاب الأخدود، الذين أبيدوا حرقاً من أول وهلة،



فَلَمْ يَرَ الغلامُ ولا من آمن بدعوته نتائجَ ولا ثمراتٍ!!



ومع ذلك قال الله عن مصيرهم: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)...



اللهم إنّا نسألك عيش السعداء، والنصر على الأعداء، وموت الشهداء، ومرافقة الأنبياء، يا سميع الدعاء



عيسى بن سعد آل عوشن



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



أبو يونس العباسي



مدينة العزة غزة



21 جمادى الآخرة 1430هـ الموافق لـ14 من يونيو